كريم ناصر
(العراق)


كريم ناصر

أُصص الزهور
سيقطفُ الولدُ الوردةَ من أُصُصِ الزُهور،
لطالما صعدتِ الفراشةُ علي كتفِ الصخرة.
لكن لمن نتشكّى
حينما تفقشُ العظايات بُيوضَ السُماني بصلافة.
فكفي أُفولاً
كفي ثرثرةً قُبالتي
في البُيوتِ أو في الحدائق،
ستقطعُ المناجلُ بلا هوادةٍ رُؤوسَ الأقلام
حتى لو تعوزُها الاشارة، فستسلكُ طريقَها الوعرة.

فزع

عندما احتشدتِ القنافذُ في المدينة،
فأدخلت الفزعَ في نُفوسِ الناس،
كلُّ النسوةِ أوصدنَ الأبوابَ بوجهِ الريح،
ولمّا جاء الشحّاذُ ليطمئنهن
ولّي جُنودُ الحراسةِ هاربين.

استغاثة

يا للأسد الذي التهمَ جميعَ الغزلان
جميعَ الأرانب، جميعَ الأحصنة،
عندها صرخَ الأولادُ بأصواتِهم المخنوقة
التي تشبهُ استغاثةَ غريق،
لماذا؟

إلى متى

كنسرينةٍ وحيدة
ذُعر الأيِّلُ ساعة تذكّرَ صورةَ البُندقيّة،
كان يدس قرنه بعصبيّةٍ في بطنِ الأرض،
كيف سكتَ الجيرانُ الذين كانوا يراقبون
المشهدَ حينذاك؟

القرصان

لم يعدِ الغطّاسُ قادراً عل فعلِ شيء،
ولهذا السبب
انقبضَ كقُرصانٍ هبطَ بالغيرةِ
إلى قاعِ البحر،
وربّما لجسِّ نبضِ القواقع.

عنادل الضوء

كانت المقشّةُ التي تجيدُ الصيد،
عازمةً علي دحرِ الطنين المتهافت.
وعلي الشرفةِ المستقيمة
ما زال الضوءُ ينقشُ عنادله،
فيلاطفُ حركةَ أصابعنا بكلِّ طمأنينة.

القُنفذ الظريف

وحدَه القُنفذ لم يبرح النجيع
وما من غيره هناك ليرعي المدافع،
ويلقيها في مستنقعاتٍ ضحلة،
ما من غيره يشطرُ العساكرَ
وصباغ العقيق،
ما من غيره يُرمِّمُ جناحَ الطائر.

القدس العربي
2005/06/12


أقرأ أيضاً: