فقاقيع الكلس
قد ألقي اللبوةَ عاجلاً أم آجلاً.
قد أسحقُ عظامَ النفاياتِ المتغلغلةَ في المواضع.
ربّما خطرت علي بالي فقاقيع الكلس
المتغطرسة كحيواناتٍ مكروهة
تخرخرُ في حرِّ الظهيرةِ اللزج.
حماسة الزوبعة
مُتحفزاً أركلُ الشمسَ الواهنة
مُتحمِّساً مثل الزوبعة،
فأمضي مسرعاً كريحٍ موّارة.
هي ذي الحكمةُ
فأنا أركن إلي ناصيةِ البرق.
الجُذاذات تتناثر في طريقنا
أَنبئني، ما الذي لفتَ نظرك
في الوادي السحيق، في المنخفض؟
مَن الذي خسرَ الرهانَ في سباقِ الخيل؟
إلامَ يُشيِّعُكَ الغضب.....
إنّك لتبدو
كفارسٍ يلجم فرسَهُ حين يتنفسُ الصُعَدَاء،
أغلِقْ فمكَ حالاً،
فالجُذَاذاتُ تتناثرُ في طريقنا.
الخطوات لم تصل إلي الساحل
ما هكذا ترنو إلي عظامِ المدنِ البالية.
علي المنازل تتربّصُ الخفافيش، فتُلوِّحُ بالسلاحِ والدم.
ليستِ الجنّةُ كلّ ما ننال من كَرَمِ الضيافة،
ولا بهذه النجمةِ نضيءُ زوارقنا.
(أصغِ إليّ)
ما لهذه الخطوات لا تصلُ إلي اللآلئ؟
لِمَ لم نرَ إلاّ الأزقّةَ التي تتواري،
وفي الكُوّةِ
إلاّ الثعابينَ ـ التي تُحدِّق إلي المرتفعات؟
السُرُج
سأطلقُ العُصفورَ من علي السفْح،
بخفقةِ قلبٍ لا تنقصهُ الغيرة.
هكذا سأخطو بحذرٍ،
كذئبٍ تكتنفهُ الشائعات،
هكذا بدأتُ أقتنص السُفنَ المُنيرة
بحثاً عن السُرُجِ التي لم تشتعل.
الأقمار تضلّل الدعالج
ألم ترَ؟
فانظُرْ إلي هذه العُقابِ المذمومة، هذه المخالب
وهذه الأحجار.
آهِ متى ستنهزمُ كتائبُ البرابرة
لأعتقَ نهراً قاحلاً أشلاؤهُ كزبدِ التضاريس.
وحدي أترأَّفُ بالكائنات،
وحدي ملازم حدائق الكَرْم
كخيزُرانةٍ عظيمةٍ (أنجزت مهمّتها).
ماذا تريد؟
إنَّ الأقمارَ التي تهبها ستضلِّلُ الدعالج..
فلا تأمنْ قيعانَ السفن،
لا تبرحْ عُنقَ الجرّة من فضلك.
هل أقول للمدِّ تمهّل أيّها الماء؟
أأزجرُ شُموسكَ التي لا ترتفعُ إلاّ إلي عَنان النافذة؟
هكذا ستعرفُ تحت أيّ نيزكٍ
تأوي القنابر.
العدّاء
مَهما احترقَ الضوء
وبذلَ الربعُ قصارى جهدهم من أجلِ الدهشة،
وفرشَ الملوكُ الشواطئَ باللآلئ والمحار..
مَهما منحْتني ذهباً أو بلُّوراً،
يعجبني أن (أتطايرَ شظايا) حذقاً مسروراً
وأنا أذوق طعمَ المرارة،
حاثّاً الخُطي علي الرقصِ في قُعورِ الينابيع،
سأركض كعدّاءٍ
إنسلَّ من نهايةِ الملعب.
عدا البومة التي خلّفت الشؤم
ذلك مما تحتّمَ عليَّ أن ألهجَ به،
مُلوِّحاً إلي السكك وهي تتوجّسُ فزعاً،
القواربُ التي تغمرُ البحر،
تجري مضطربةً ككلابٍ تنبحُ في البريّة.
قرن المدينة
أرِني حدقتكَ التي تشبه عينَ أفعيً ضخمة.
فربما لم يبقَ في المبني غير أشلاء المشجب.
هكذا
كلّما جلست علي الأريكةِ مسروراً
لوّحت للأعشاب المضيئة،
واخترت المزرعة بدلَ حظيرة الخرفان.
شجرة الزقّوم
سأواكبُ المراكبَ في هذا المساء،
قبل أن ترحلَ في ساعةٍ مبكّرة.
كلّ يومٍ أرنو إلي أشجاركَ،
فأرتقُ فُتوقها كي لا تمرضَ من جديد.
ها هي ذي منازلُنا تكتظُّ بالمحار،
أو تضمحلّ
كأعناقٍ مصلوبةٍ علي قنطرةٍ نائية.
حتى شجرة الزقُّوم المنغرسة في حيزومِ الطريق
ترمقني علي امتدادِ الصُخور،
فتُعربدُ كنيزكٍ استوليَ علي ثمرهِ وقت الغروب،
وتحديداً عندما احترقت زهورُه.
القدس العربي
2005/02/05
إقرأ أيضاً: