Article
|
الى الشاعر عبداالقصيدة التي تمنحنا المقادير هاتها... أيها الشاعر كي نصنع المحبة و نرمم صورك الباقية في وطن لا يباغتنا بالرحيل للقصيدة... و هي تمنحنا فرصة الاستماع إلى نبضات قلبكلأمير جرص نـقـول: كل ما لـنا بـدأ يتأهـبُ للكـلام... الحديث عن الشعر لا ينتهي الحديث عن الموت لا ينتهي الحديث عن المنفى لا ينتهي أيها الأمير... أن كنت تقترف المحبة فمن روضَ ألفاظك على المحنة و أعّدَ لك دراجة للموت تعبئ بها جوف القصيدة بمفرداتك الراعشة في سلال المنفى الكتبُ التي علّمتنا المعـرفة أم البيوت ـ أعني المنافي ـ التي استضافتنا تعبنا من الأماني تعبنا من الندم تعبنا من الحرب تعبنا من الغمام لا رغبة لنا بالعتاب فقد كرهنا تجاعيد هذا الوطن كرهنا حقيقتنا و المواعيد و تلك النهارات المشمسة التي أفاقت و لم تجدنا يا صديقــــي... احتطبنا كثيراً من الشعر فهل أنرنا ظلام الوطن؟ و هل ملئنا جيوب أطفاله بالحلوى؟ لقد قلت لي مرة... لا أستطيع العيش دون قصيدة تستظل بجانبي و دون ذاك الصيف و تلك المنازل لا فرق إذن... بين الموت و المنفى بين الخرافة ودراجتك الهوائية بين الحياة و الضرورة هل مازلت مصدقاً ما قلته ذات قصيدة.. (الحياة: قد لا تكون ضرورية للشاعرـ مع أنها تشكل المادة الخام التي تدخل في صنع معجزاته ) من حقك أن تصدق ما تقول و لكن ليس من حقك أن تمضي هكذا كالغريب أولست الغريب حقاً تمشي على إثرك الكلمات من سيلتقطُ أشياؤك الغريبة و قد تبنتكَ كل المنافي؟ أيها الشاعر... الذي قلبه و شعره صنوان كيف تجرأت المنية من أخذكم هكذا بمنتهى البلاهة؟ الجواهري، البياتي، البريكان،رشدي العامل،رعد عبدالقادر، جان دمو صاحب الشاهر،آدم حاتم،ابراهيم زايرو أنـت. ها نحـن و قــد لملمنا أمانينا و الأغاني التي ما فتئت تروي مواويل البلاد البعيدة تمزق المسافات بالرؤى و تهشم المدن بالقصائد كي تُسلب منها الهدوء و ترصد أرصفتها بالتوجس تعلق الابتسامات على أضوية المرور و تقول لها: ثمة صديق قادم يشاطرني هذا الخوف فقد كنا نظن أن القطارات ستنتظرُ فكرت في اللجوء إلـى حيلةٍ أن نعتقـد مثـلاً أنهـا قد تأخرت لكن الظنون كـذبة مثل أوطاننا. أوطاننـا... التي يزهـر الحزن و الموت في أرجائها حينئذ... ليس لنا إلا مـرارة الضحك. 15/10/2004 |