مِثْلَ خَيْطٍ حَلا..
في شَذا لَوْعَةٍ..
زارَني – مِثْلَ عِطْرٍ – هُدْهُدٌ مِنْ كُلوديا
لَمْ يُبالُوا بِصَوْتِها الرَّنيمِ.. لَمْ نَرْتَقيْ.. لَمْ نُصادِرْ رَجْمَ الدِّياناتِ والقَتَلَى
فاخْتَفَتْ غُرْبَةُ الوَجْنَتَينِ
بأَصْداءِ ربِّي
وربِّ كُلوديا..
رَبِّ الكنائِسِ والمَساجِدِ والمَعابِدِ
رَبِّ المُهَيْمِنِ والمُسْتَبِدِّ
وكُلوديا
بِعَيْنَي سَوادٍ
وشَعْرِ سَوادٍ
وثَغْرِ سَفَرْجَلَةٍ كَنُضُوجِ الإِلهِ
لِشَمْسِ طفُولَةٍ باتَتْ
رَبيعاً وَمَجْدَاً
ثُريّا تُقيمُ انْحِناءً
بِعُتْمَةِ قَلْبي
شجوني
لِشَلاَّلِ شَوْقٍ
وشَلاَّلِ رِيحٍ..
وأنا المُخْتَفي
والمُحْتَفي
بِلَوْنِ الحَياةِ
أُعاني انشِقاقاً
ما بَيْنَ صَوْتِ الإِمامِ،
وصَوْتِ يَسُوعَ،
وآيةِ مُوسى،
ووَمْضَةِ زارا،
وأنَّةِ قَلْبِ العَدالةِ..
آهٌ
يا كُلوديا،
آهٌ
ورَدْمٌ
جِدالٌ يَنُوحُ.. للْعَيْنِ الَّتي تَسيلُ
للقَلْبِ الَّذي يُجْرَحُ.. بَعيداً عَنْ نَسيْجِهِ الأَخيرِ.
أَهُناكَ جَوابٌ يا كُلوديا، لِصَمْتِ انْفِصامِ الحَياةِ
لِعُرْيِ الكِتابِ المُقَدَّسِ فَوْقَ شِفاهِ الفَراشَةِ حِيْنَ تَغْتالُها
القُلُوبُ المُسَجَّى؟
هَلْ إِلهَ الجِراحِ أَرى.. أَمْ إِلهاً جَريحاً يُداوى بِشَيءٍ مِنَ الانْقيادِ؟
فَهَلْ يَخْتَفي
أَمْ نَخْتَفي؟
وَهَلْ نُداوي جِراحَ
الإِلهِ..
بِذاتِ التَّحَطُّمِ
ذاتِ التَّشَرْذُمِ
ذاتِ الفَحيحِ!..
أَمْ نُسافِرُ فِيْ بَحْرِ آفاقِنا، نَحْوَ شَوْقٍ جَديدٍ، وشَمْسٍ تحيكُ لِجَبْهَتِها مَجْدَ هَوانا..
تُسَمِّي التُّرابَ عِطْراً لِسيمفُونيِّةِ احْتِراقِها..
يا كُلوديا،
يا مُحَمَّد،
يا مَسيح..
***