.ثَمَّةَ زَغَبٌ رَفيعٌ .
لا رَفيعٌ كَحُدُودِ شَمْعَتَيْكِ
واحتراقي !
لا زَغَبٌ كاحتِراقِ شَمْعَتَيْكِ
وحُدُودي !
وتَلُوذينَ بيْ لا سيَّما حِيْنَ يَعْتَريني
رِداؤُهُ الرَّماديُّ القاتِمُ
آخرَ البَرْدِ.. أَوَّلَ الاحتِواءِ.
والرِّيْحُ صَرَّاً.. تنْفي فَراغَ العُتْمَةِ في ظِلِّ العَدَمِ
مُتَجاورينِ مُتَحاربَيْنِ مُذْ رَفَعَ جُثَّتَهُ وسَقَطَ..
فَصَرَمْتُ الباءَ بَعْدَ أَوَّلِ الهُتافاتِ
ووَلَجْتُ ما بَعْدَ الهاءِ
ثمَّ شَنَقْتُ آخرَ العُروقِ على مَجْراها العَقيمِ
فَسَها مَوْتاً.. رامَهُ المَوْتُ
كَضَرَمِ النّارِ في مَجْرى الهَشيمِ.
حينَما حَشَرْناهُمْ.. جُرْحَ ما انْتَشَلَ الرُّعاةُ
مِنْ أَديمِ النَّشْوةِ..
وأَنْسَيْناهُمْ سِراجَ الصَّباحِ الأَحْمَرِ
هَيْهاتَ المُوْقِناتِ يَجْلسْنَ خَلْفَ أَثْدِهنَّ
لا شُرُودَ آنذاكَ .. ولا بَرْدُ
لا انتفاخَ في أَوْداجِ الثُّلاثاءِ.
لا اعتكافَ بَيْنَ الذَّاتِ والذَّاتِ
بَيْنَ الذّاهِبِ الآتي .
لا نَفْسٌ.. بل رَمْسٌ
لا يَراعٌ.. لا يَراعٌ..
بَلْ صُداع.
يا أيُّها المُولَهونَ بَيْنَ أَفْدانِ المَسالكِ والمَهالكِ.. أيُّكُمْ أَعْمَقُ جُرْحاً ؟
أَوَبَيْنَ البُطَيْنَيْنِ وعُرُوقِ المَسَرَّاتِ فَوْجٌ مِنْ آهاتِكُمْ يَوْمَ اللَّحْدِ إِذْ بَشَّرْناهُمْ بِعِشْقٍ عَظيمٍ؟
يومَ أَدْخَلنا سَرَاديبَ الرَّجْفَةِ في حُجُراتِ ما قَبْلِها .. إِذْ كانَ بَيْنَ المَعْقلينِ هباءٌ فَنَثَرْناهُ ورَدَدْنا بُعادَهُ سِرَّاً يَؤُمُّكُمْ مِنْ حَيْثُ النَّزْعُ ما قَبْلَ الأَخيرِ.
فَتَثَاقَلَتِ الشَّفَةُ السُّفْلى حيْنَ أَوْحى إِليها الشَّوْقُ أَن ارتَجفي فارتَجَفَتْ .. عَبيراً أَغْرَقَ القاصي على ببَّغاءِ البَيادي.. والدَّاني بَيْنَ أَصداءِ الرَّحى يأتي مِنْ بَعيدٍ..
واحترقَ الحريقُ.. وأُغْرِقَتِ المياهُ في رَحيقِ الهوى
فإذا الشَّرايينُ جَرَتْ، والعُرُوقُ ارْتَوَتْ، وازْدانَ القَلْبُ بِرمادِ العِشْقِ المُنْسَرِحِ على بِساطِ المَوْجِ.
حينَئِذٍ.. تهرولُ الرّيحُ فوقَ ثلوجِ الرّغبةِ، وتَنْسَلُّ دامِعَةَ الجِراحِ تُعيلُ الجانَ في مُقْتَبَلِ الضِّفَّةِ حَيْثُ كانوا يَتَسامَرُونَ..
ثُمَّ لا تَلْبَثُ مُدْرِكَة ًخُيُوطَها الَّتي غادَرَتْها وغادَرَتْهُ وكانَ الَّذي سَبَق.
تِلْكُمُ نِهاياتُ الشَّبَق.