رشيد منسوم
(المغرب)

ليس بمعجزة أن تتحول العشب
الذي كان ينمو بالفطرة
إلى السيمفونية السابعة للجسد

ليس بمعجزة أن يهاجر بياض اللوز
كتابات فوكنر إلى التلال

و ليس بمعجزة
أن أضيع في هذه الزرقة
فأنا لم أولد أصلا كي أصرخ قرب هذا النهر
على قطيع الغيوم على طريق الخطر
و أتفقد الجرحى مثل صياد عجوز
يتعقبه الجنون
و يلوح لسفينة لا تظهر له إلا في الأحلام

علي أن أصدق أن الكتابة حساء العنب و العنب هبة الريح و الحب فكرة الكروم
علي أن أصدق أن هذه الأرض التي تجري أمامي بثقة الثعالب فوق التلال
ليست أذكى من السناجب التي تتقافز فوق شجرة التوت
علي أن أصدق أن شعرك أصدق من الخطيئة
و أن حزنك قد يِؤلم العشب

علي أن أصدق أن البوم فوق جذع هذه الشجرة
و الذي يقود هذا النهر لن يغير من مجراه
لكني سأظل أصرخ
حتى يكمل بياض اللوز دورته
و أغرق ضفيرتك في المياه.

***

نلتقي أنا و الشعر
مرة كل مائة سنة
على ضفاف نهر اوريكة
هناك
حيث الغسق حمام بري و أشجار سرو
و الجبال أزهار جلنار و أسراب إوز
نطلق سراح الجحيم
نختطف الموت
ثم نستقل عربات الريح
ليس في حقائبنا غير طريق لوطن مجهول
وحين نصل
أقف و أهتف باسمك
كما لو أني في مظاهرة وحدي
ثم نلقي بأنفسنا من شفير الأرض
كما لو أن الورق متربص بالأحلام.

***

أحبك لأن السماء زرقاء و لأن البحر ليس تفاحة أو كرسي كما كنت أتخيله
أحبك لأن عينيك لغة الأقليات
و ابتسامتك ملجأ الوحوش الصافية
أحبك لأن نهديك يتمكنان دائما من الفوز على العاصفة

أحبك لأن الجسر بين أحبك...و أحبك غيمة تقفز من نافذتي
في الساعة الثانية عشرة ليلا
أكون ثملا
و أكتب القصيدة
فتخطف كل ما أجهل