كل الطرق لا تؤدي إلى وطني، هذا لسان حال كل سوري، غادر بلاده دون أن يعلم متى سيعود، والشاعرة “آخين ولات” واحدة من هؤلاء، اسمها مشتق من “الأخ” بمعنى الوجع، وهي من مواليد جبل الكورد في سوريا، وخريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية في جامعة حلب، وتقيم حالياً في السويد .
تأتي الترجمة ضمن أنشطة إبداعية أخرى للشاعرة، وكان أول كتاب لها ترجمة مجموعة شعرية لأحد الشعراء الأكراد، ثم أصدرت دواوينها: “قصائد بلا لسان ريح الشمال نوش (نخب) وهي أعمال كتبت باللغة الكردية”، تلا ذلك ديوانها الأول بالعربية وعنوانه “الموسلين الأزرق” عام ،2010 ثم “متاهة لولبية” الذي صدر في القاهرة مؤخراً .
* تقيمين في السويد حالياً . . هل يلعب المكان دوراً في تشكيلاتك الشعرية؟
- بحكم انتقالي من مكانٍ ولدت ونشأت فيه، إلى مكانٍ آخر، ليس من وجوه الشبه بينهما سوى الحجارة والجبال والبحر، بينما يختلفان في التفاصيل الصغيرة التي تتكوّن منها الحياة اليومية، لا بدّ أن هذا الانتقال بكل ما يرافقه من تغييرات نفسية أثّر في منحى الكتابة لديّ شكلاً ومضموناً .
* أصدرت “متاهة لولبية” في القاهرة ما أهمية هذه الخطوة في رحلتك الإبداعية؟
- تعني القاهرة الكثير لي، أكثر من تاريخٍ في عمق عالمٍ كنت دوماً أتوق للقراءة عن عوالمه وأسراره وألغازه، طلاسمه ولعناته، كما أنها تعني جسراً متيناً بين التاريخ والإبداع، فهي عالمٌ كاملٌ ومتكاملٌ من الأصدقاء المبدعين الذين يهمني جداً مشاركتهم همومهم الصغيرة والكبيرة، وإشراكهم معي في متاهاتي وخساراتي .
* كانت مجموعتك الشعرية “الموسلين الأزرق” أول إصداراتك باللغة العربية بعد أعمالٍ كثيرة بالكردية . . هل تأخرت هذه الخطوة؟
- لا تتزامن كتابتي بالعربية فقط مع “الموسلين الأزرق”، بدأت الكتابة بالكردية وأصدرت أعمالاً بها قبل العربية، لكن كنت أكتب وأنشر بالعربية أيضاً في الوقت ذاته .
تأخُّر الإصدار ربما يعود إلى طبيعتي الكسولة إذ لا أستعجل الطباعة، ولا يشكل ذلك هاجساً كبيراً لديّ، لأن هدفي من الكتابة هو الكتابة أكثر من النشر، .
* هل تصنع المسافة بينك وبين الوطن هوةً أم أنها فرصة للتصالح مع كل ما يجرح؟
- شعرت بسوريتي حين هاجرت، ولم أعش سوريا بكل هذا الهوس إلا في السويد، حالة لا أعرف تفسيراً لها .
-------------------------------------------
الخليج- :الأحد ,05/05/2013