لكي يَرِنَّ الوترُ ويرنَّ الجسدُ، لا ترتدي قفّازاتٍ.
أخبرني، ثانيةً، يا صديقي، كي تبدأَ من جديد.
أتمنّى لكَ صباحاً طيّباً، وإنّني أقصدُ ذلك.
على السّتارةِ الحمراء الظلُّ الهائلُ للحصانِ.
كي تجدَ الماضي، يتوجّبُ عليكَ اجتياز طريق طويلة.
علاقةٌ طيّبةٌ مع مرآتكَ؟ مع العالَمِ، أيضاً.
للأطفالِ أجراسُ الأحدِ وللكهولِ.
في الغسقِ، يمنعكَ اشراقُ الألوانِ من رؤيةِ النهاية.
لا حُبَّ. العالَمُ بِكْرٌ.
في الأصفادِ وتعزفُ، في غايةِ الرّوعةِ، على الكمانِ.
متأخِّراً، جدّاً، سوفَ ترى ما قدْ رأيتْ.
مخبوءة تحت الحصاةِ البيضاء الحصاةُ الحمراء.
في طريقها إلى الكنيسةِ تعبرُ الحُبلى بستان الزيتونِ.
جبلٌ، بحرٌ، وصبيّةٌ عاريةٌ هي النّاحيةُ الأخرى لزهرةِ عبّادِ الشّمسِ.
أنْ تعرفَ رجلاً: أنْ تنحتَ تمثالَهُ.
كلُّ ثانيةٍ شجرةٌ، عصفورٌ، مدخنةٌ، امرأة.
يتكلّمُ عنِ الفقراءِ. نهراً صارتْ يَدُهُ.
عليكَ أنْ تثقبَ في القصبةِ عدداً من الثّقوبِ قبلَ أن تعزفَ القصبةُ أغنيةً.
في المرآةِ، أرى السّابحينَ ونفسي.
جبلٌ، جرسُ برجٍ، سروةٌ، مسافرون.
آهٍ، صيفُ العنبِ الرَّيَّانِ، خارجَ الدّيرِ.
أيّها العجوزُ، يا صديقي، كيفَ، بفُتُوَّةٍ، تلوِّحُ على الحصى بعصاكَ.
جناةُ عنبٍ وأحصنةٌ في البحرِ. مرحى! يأتي النّداءُ من الشرفاتِ.
أعودُ، عارياً، إلى تلكَ الأماكنِ.
اتّشحتْ بالسّوادِ سيّدتنا، في الحنطةِ الذهبيةِ.
رياحُ الصّيفِ تقارعُ العرباتِ على الجسر.
ليلُ مسرَّةٍ. قصائدُ مهجورة.
هذا العصفورُ، كيفَ سيعلّمُ الأسماكَ أغنيتَه؟
أَمْحُو الظلَّ تماماً، بقلمِ الرّصاصِ الذهبيِّ هذا.
العتمةُ، دائماً، خلفَ صفحاتي. لهذا تلمعُ، برّاقةً، أحرفي.
ظلَّتِ المرساةُ المطرّزةُ على رُدْنكَ عالقة بقلبك.
أيتها الشمسُ الغاربةُ، لقد طبعتْ ورداتُكِ الذهبيّةُ أنْفُسَها فوق صفحتي.
ليسَ يكفي الكلامُ -كلّهُ- لِقَولِ أيِّ شيءٍ.
آهٍ، ذاكَ الدَّرَّاجُ في Luna Park، عميقاً في البئرِ الخشبيِّ.
نسمةُ صِبَا: مُبتلاً من البحرِ صدرُ الصبيّةِ.
ماءُ بئرٍ عميقةٍ، يطفىءُ عطشَ التماثيلِ.
لم تغرب الشمسُ بعدُ، لكنّهم أشعلوا مصابيحَ الميناء.
الشِّعرُ. حِرفةُ مسرّةٍ ضائعةٍ، يقولُ إلّيتِس.
في أيدي الفِتيةِ تغنّي الرّاياتُ.
جبالٌ ذكوريّة مكسوّة بالشّعر مع كنيسة صغيرة بيضاء.
جسدٌ عارٍ- تحيّةٌ إلى العالم كلّهِ.
مسرنمٌ شاحبٌ، يضعُ اقحواناً أحمر.
الجسدُ الملموسُ أكثر مرواغة من الظلّ.
من أجلِ لحظة أملٍ وحيدةٍ، رهنوا مستقبلنا كلّه.
لكلّ ما فعلتَ -وما لَمْ تفعلِ- ذاتُ النّدمِ.
بين فينةٍ وأخرى تظلِّلُ ورقةُ شجرة شفّافة المدينةَ كلّها، على نحوٍ جميل، من أجلي.
هناكَ، حيث تقاطعَ وقواقٌ وعندليبٌ، صليبي.
أغلقتُ كُتُبي. دخلتِ التلّةُ غرفتي.
أيّها الرّاقصُ الجميل، لا تقل شيئاً؛ أُرقص.
أنّها تُمطر، أفتحُ شمسيّتي كي يظلّ تمثاليَ جافّاً.
قمرُ أُغسطس، طافحاً بالطحالبِ.
حدُّ التلّةِ الاغريقيُّ. يَطفو معبده المفقودُ في الهواءِ.
أيتها السفينةُ الْبِلا بحّارةٍ، حين تغربُ الشمسُ إلى أينَ تأخذينني؟
حشراتُ ليلٍ تشابكتْ في شعر امرأةٍ وأصواتٌ في الممرِّ.
دُوْنَ الغطرسةِ، جرحٌ عظيم. لا تتكلّمُ هذي الأسماكُ إِلاّ في الأعماقِ الواطئةِ.
القدس العربي
26/09/2008