الترياق

خلات أحمد
(سوريا)

نقوش عتيقة

خلات أحمدعلى سجادة الصلاة
أينع صوتكِ على زندي
وطار من قلبي حجل
صوتكِ
زيزفونٌ يسترخي على نبضي
ألملمه كباقة ورد
أصرّر له الحكايا
وأسند عطره إذ يميل

****

بنيتي المجهدة بالوصايا
لكِ شََبَه غيوم ٍ ممطرة
وأصابع ترشح بالجهات
نسيتِ وجهكِ في كفي
ودخلتِ الغياب كاملة الرقة
في حزنكِ متسع ٌلغبار ٍآخر
وشوقي حباحبٌ متعبةٌُُ ٌلا تطير

****

غرفتكِ مشرعة الذهول
أمشي كل حنين ٍ إليها
أرفو صمتها بالابتهال
ألملم همسكِ عن ثيابنا
أنفض الصور من أوجاعها الموشكة
أغني لك آخر أغنيات السفر
وأستند على نقوش التوت العتيق

****

موغلةًًً في التوجس
أوزع صبري على المكان
بيّ بعضٌ من النعاس الوديع
وحزنُ ٌمبعثرٌ في غرفتك
يهرب الضوء من عيني
مسافة صوت ٍ
ينبأ بقدومكِ قبل الغياب.

****

ثمة قمرٌ قديم ٌ يطفو

توقفت أعمارهم
الخطوط السوداء الرفيعة
غافلت غيابي
تختلط عليّ أصواتهم
لم تعد الأساور الملونة
تناسب تكورات "ريما"
ثمة عذوبةٌ ٌاجتازت أجسادهم
تغيروا
أخوتي الرائعون

****

تنسب أمي كل واحد ٍ منا
إلى خطوط ٍ في تهدلاتها
تقيس أعمارنا
بتجاعيد حول عينيها
تنسب تغييرات أجسادنا الغريبة
إلى شعرها الفضي
نودعها شتاءً
فتذكرنا ببقع ٍ زرقاء جديدة
على عظامها الرقيقة

****

مثل جراء ٍمذعورة
نتلقف حنان أبي الصعب
يعتذر خلسةً ً
بمشوار ٍعلى دراجته النارية
أبي يزداد ألقاً هذه الأيام
ثمة قمرٌ ٌ قديمٌ ٌيطفو
ثمة رائحة تراب ٍ طري
لا تستعجل النعاس يا أبي
فأنت
لم تعتذر إلي بعد.

الحناء على كاحلي

لا زال في عينيّ خجل الشرق
أغالب ارتعاشي بالثرثرات
بيدي حجل ٍ
تقدم لي آخر زهورك
أتجيد أيها الوعل الغريب
اعترافات الأزرق الدافق ؟

****

فرسان الزمن الرمادي
أسلحتهم غيابنا
جلودهم المتقشرة
تثائب أرواحهم
يهزمها حناء كاحلي
وقيثارك يناغي
أول لحن ٍ في زمني الجديد

****

للسرير النائم أسراره
اللؤلؤ المتساقط على شراشفه
عين المرآة الشبقة
الساتان الأسود الكسول
لهاث وعلك في الاختباء
كنوز السرير

****

على كتفيَّ البريتين
تستريح قرى الشمال وأغاني الحصادين
يسكرون من وهج التراب
دوامة الغبار
خلف كومة القش الكبيرة
تُشعل الرغبة في رؤوس أناملي

****

الخيمة المنسوجة من شعر الماعز
الخراف الصغيرة تثغو إلى عباءة جدي
كبش القطيع
يتشمم في حبور ٍأنثاه
جديلتي الأرجوانية
تلهث في الحناء
تنام بين يديك
حجلاً صغير

****

ذاكرتك الريفية
أحجيات جدتي في مساءات الشتاء
الطنين الهادئ للنحل في القفير
ينتظر مثلي
أن يعلن الصيف عن نضوج الفاكهة

****

نتقاسم سكاكر العيد عصراً
أعطيك كمثرى صفراء
تعطيني قيثاراً برتقالياً
للألوان فضائحها
ولفضتك طعم قشدة أمي

****

أمام المرآة المشدوهة
طوقتني
سقيتَ القرنفل بسخاء
من جفلة الغزال الشارد
أغمي على المرآة

****

الأرجوحة في الحديقة فارغة
وأنا أضعف من البكاء
يداي فارغتان
صوتك
الريح
وأنا
نلف أشواقنا بالأحلام
أيها الغريب.

أيها الغريب في المدائن البعيدة

أحبكَ
في الجنون الأنيق
ذاهلاً عني
تميل على الوقت الهجير
ينزّ الندى من جبهتك
على انتظار الياسمين
وعربات القطارات
تمر مسرعة ًوفارغة

****

أتعلمُ الغياب في حضوركَ
ألوك الملح
في أفياء المدينة الغريبة
يتململ الوقت في الساعة القديمة
انشطرتْ
في قلق الريح

****

دعوتني للمدائح
ولمّا السُكْر عالقٌ بأهدابي
ولهفتي تخفق في بياض الفجر
كفاي ّالصغيرتان
تنقصان من حناء العيد
الأرجوحةٌ تطير فارغةً ًمني
وشجرة الرمان
ستحتفي بحباتها حتى التفتق

****

كأنكَ الوجع
أهمس لك بالمعوذات
ندخل الحُمّى معاً
ونترك المدينة تبحث عن ظلالنا

****

تلمع عيناك
في بذخ أعنابي
تنفلق...
برحيقها المكتنز
وأنت تسبق خطوي العاري
لترمق مع الدرج الخشبي
ارتجاجي اليانع

****

بأنامل أوقدها اللمس
تصوغ هامتي
من ذهب ٍوفضة ٍ
وأحمر ٍبراق
وتنسب لثغي الجبلي
الى "هوار" في صياغتها الأولى
للوجع الكردي

****

" كوجرية "
في جعبتي مواويل عاشقة
وعلى خديّ عفصٌ وعسلٌ بري

****

أيها الغريب في المدائن البعيدة
أستحم لك
بالقرفة واليانسون
وأخضب بالحناء كاحلي
وأصبعي الصغير
تُسبغ لي يديك الناحلتين
بتبغ ٍأصفر
وحنين ٍجارف ٍ
للإنبلاج في مآذن الجزيرة
والصدى المضني للهفة أمي.

عصفور ٌ ينقر قدمي

موشكةًًًً على الغناء
أملأ أيامي بألاعيبٍ صغيرة
بانتظار أن يصلكَ الحريق
وتولد ضيفاً من رغبتي
تتعلم نطقي
في تأتأة أصابعكَ الصباحية
تتنشق حكايتي الأولى
تتخللني ندياً
أنا الجميلة النائمة في المرايا
بشعريّ العاشق
وأهداب ٍ يقطر منها الزبد
لدنةًً ًفي تماوج الضوء
أنشد مياهاً ينتشي فيها جلدي
وحلماًً
أضاهي به أنوثتي

****

ثمة أنكَ لا تشبهني
وأنا أرتقي جلدك النصف نائم
ثمة كثافةُ جسدك توازي رجولتي
قبل أن تنتفض في دبيب أصابعي
وتهذي بشفتيك المتورمتين

****

ثمة لستَ أنتَ
إذ يتأهب زغبك
في تدفق أنفاسي
على نهديكَ الضامرين
خمرٌ معتقٌ ٌ
أسكبهُ على تكوراتكَ
لتنبثقَ
نقراتٌ ٌأنتقيها بعناية
لتفوح في غوايتي
ويرتفع أنينكَ
خارج متاهات الانتظار

****

لن يصلني ظلكَ
في هذا الدوران الصامت الطويل
في رقصة الدراويش هذه
في صلاتي المهجورة

****

ثمة متسعٌ من حنان ٍ أخرس
لا يغني عن كوابيس الخريف الظامئ

****

صارخٌ هو الصمت
وعصفورٌ ينقر قد مي المستندة لحافة النافذة
وليس من نهب ٍأنتشر فيه
ولا رهافةٍ أنهض منها
إذ يصل الفجر دائماً
خالياً منك.

صهوة

لو أنكَ لا تأتي
لأتواضعَ إلى كمال غيابكَ
أتسعُ في المتراكم فيك
ملء أصابعي المثقلة بنرجس ٍ مدمى
يلفحني صوتك مكتظاً باليمام
أرشف أجزاءك
أشتت كل البدايات
هكذا.......
أحتويك كما ينبغي

****

ممشوقةً
أفرغ بعض يباسي
لتتناسل الفصول في يدي
تستدر الماء الغافي

****

تنتابني أنفاسك
أترقب صخبي ينسل إليك
وأنت تجاهد نزقك
تتمطى المسافة من صهوتي
أعبر الرائحة شذراً
يخبو ضوءٌ
أوشك على الولوج

****

أضمرُ غماماً آخر
تهمي فيه كما غيابكَ الفادح
نقامر على بلوغ الهاوية
نستقرأ رحيلنا الأخير
ووشايات المدينة
لنكون الظلام خارج النوافذ
نستشف الحلم من تماثيل صلدة
نتقمص الثلج
لا يمر بالشرفات ويذوب.

قريباً سأنجب مهراً

جسدكَ
محتشداً بالأيائل
صوتكَ مكتنزاَ
ببحة الشهوة
والمطر متبخرٌ
منذ أن يلامس جلدي
سربٌ من الحجل يغمرنا
فراتٌ ينبثق فينا
منذ أن تتوسد رأسك ذراعي
من كل نهد ٍ تبزغ وردة
وتفوح من جيدكَ ألف قبلة
رقراقين نسيل معاً
وننسى قليلاً أننا غرباء

****

مغدورةٌ دوماً
كليمة
وصوتي جميل
وأنت بسالتي
ما رددتَ عني خرائطهم
ولا انتصرتَ لأشجارك
تتهاوى من جروحي

****

أنتقيكَ
أسكب فيكَ
كل ما انتهكته المصالحات
من جسدي النقي
أُُنهض منكَ
كبريائي الممرغة

****

فقط
حين تختنق كل فراشاتكَ
في فيض إزهاري
سأترك الدمع
يغسل لوعة قلبي
أسمحُ لجمر أحشائي
بأن يخبو
وتماماً حين تحاصرنا العيون
ومن أول لسعة السياط
سنبدأ جولةً ًأخرى

****

لنبكِ
بفجاءة المغدورين
يا حبيبي
إرفع عينيكَ
إلى عينيّ الحوراوين
وقل ليّ في انكسار ٍأنك مغدور
انهض إليّ
وتأوه
تأوه عميقاً

****

سنتجرع كأساً أخرى
ونسكر حتى الخرير
لا "عفدالي زينكي " هنا
ليغني عشقنا
ولا " رستمي زال "
ليردّ عنا الذئاب
عاريين من الخطايا
سنسلس قلبينا
ونتمنى على العشب القريب
أن يرتشف ماءنا
بحب

****

منذ أن تعرينا
في هذه الغرفة
وتناسينا الخراب
لم ترو لي ضحكةًً واحدة
كل حكاياتكَ وجع
ومراياكَ حريق
أما نهلتَ من جيدي الحليب سوى الأسى ؟
وليكن ......
سنكمل حزن الحكاية.

****

واقفةً ًعلى رؤوس أصابعي
سأصهل في أحشائك
قريباً سأنجب مهراً إزاء البحيرة
بعيداً عن ذرى "سيباني خلاتي"
وفرسان ٍ منهكين
سألامس كآبتكَ
اُفعمُ عنفوانكَ بالأسى
الثمْ جبيني المتصبب
امضغْ صهيلي وئيداً
هكذا....
نصير لائقين بتاريخنا.

الطمي الناعم بين يدي

في هذيان الأرض الغريبة
طوال النهار
تناوبتُ على أدوات زينتي
وانتظرتُ
مروركَ الممكن بستائر غرفتي
عولتُ على التفاصيل
أومأتُ للوقت أن يكفّ عن الرنين
بهدوءٍ
حركتُ الطمي الناعم
تتبعتُ صخبي
اتكأتُ على رخاوة المكان
في وقت ٍما
في مكان ٍما
انقطع المطر بيننا
ولفّ الصمت نافذتي

****

سأقف في الظل
صامتةً ًتماماً
إذ تدلق وحدتكَ فيّ
دون أن تجيدَ صعود عتبتي
وتهمل المرآة إذ أنضج فيها
لن يرتعش العشب
في سعيك الحثيث للماء
ستخبو
ولن يتوهج جلدي
سألملم أطراف ثوبي
إذ يمر السيل جارفاً
قبل أن تدخل رائحتي
سأنتظر أن تستدير عني تماماً
قبل أن أتصدع بأثقالي
وأتركك تطفو
لأنظف الحوض من أسماك ٍميتة
إذ أنا أصلح للموت

****

نديةً ًبما سقيتني
أتناهبُ الدفء في جلدك
أستدرجُ لزوجتك لعنفوانها
أصعّد للنحل مدارجه القصية
كم أنثى أدركت شبقك ؟
وانتفض لها دمك كالفضيحة
كم إصبعاً لامس جذوتك البهية؟
وأنت تتصلب في غواية الدانتيل
وتفيض رقيقاً على المساء
تعالّ في الشعر -
اسمُ إليّ لاهباً
وأمسك عن التدفق
لتزهر كالصبار في العطش
وتكون حبيبي أكثر

****

ثلاثةُُ رجال ٍ
امتشقتْ لهم حنايايّ
أنفض منهم أكمام ثوبي
ونجلس
ننصت لأجنحة ٍتتكسر...

بدلا ل ٍ سأفرد له ريشي

حبيبي قادمٌ مع السرب الكبير
سيروي لي غربتهُ قبلةً ً, قبلة
أنا الإوزة
أرتبُ له ريشي
بمنقاري الجميل
أمسد لحضوره ماء البحيرة
بعيني الكحيلتين ....
مراراً
أتفقد عنقي الأهيف
لعناقه الحبيب
وأهمس للزهور الصغيرة :
قريباً سنفوح معاً

****

سأسهر الليلة حتى الصباح
أكنز له فاكهةً ًناضجة
لأكون في حضرته
حين سيهب على الغابة
ريشه النبيل
سأفتح له جناحي كبيراً
بدلال ٍ
سأفرد له ريشي
وأسند عينيه الكليلتين
سيشدو لي كل ما في تعبه
من أغان ٍ
سيغفر تلعثم قلبي الصغير
حين في خفر إوزة ٍ
عذراء
سأمد له عنقي

****

حبيبي
سيهاجر غداً مع السرب الكبير
يتوسد ذيلي وينام
يغسل دمعي الهامس الرقيق
منقاره الجميل
هذه الليلة..

حزمة ضوء ٍ لأجل الجميلة

وهجٌ خفيف
وحزمة ضوء ٍلأجل الجميلة
شئٌ ٌمن حفيف الغابة
مزقٌ ٌ من ضجر
انعكاسٌ غامضٌ
يتوقف فيه الزمن كامناً للصباح

****

ثمة ندىً مدبر
أعده بحماس ٍلقلبك الغض
وأخجل من تحفزي المسبق
لخسارة ٍغاية ٍفي البهاء
بيد أنك حنونٌ أيضاً
ولابد من دوار ٍ تحمله معك

****

لست متعبةً ًجداً
ولا أنيقةً ًجداً
ولا يشغلني القمر أكثر مما ينبغي
ولا أستعجل تدفقي المدلل
ألقن الورد بتمهل
كيف تتسع بتلاته لمعجزة ٍ صغيرة

****

مهملةً ًتماماً
ورقيقةً أيضاً
ممتنةً ًللارتباك العذب
أعبه من هوائك المضطرب
وأضحك لذهولك المؤقت

****

أتناثر بهدوءٍ
أرقب بحنان
رغبةً ًمربكةً إذ تميل إلي
أ رتب الأنين في كفي
أتفادى رحيلك المباغت
وفي نبل ٍ
أخوض في عذاب ٍ مترف.

بعض الأمور

يشفع الجمال لعريك
ظالمٌ ٌغموض حناياك ِ
دأبكِ دأب الألم
تغتالين جسدك ِ بالكبرياء
لبريق عينيك أكثر من سبب ٍ
أو ربما...
بعض الأمور أجمل
إذ لا تقال!

بقليل ٍ من الدوا ر

فرحٌ خفيف
يتصاعد من حضوركَ الأخضر
وثوبي
أحمرٌ هذا المساء
كأسٌ هنا
تشبه صوتك
تراكمٌ ينتمي إلى يديك
مساءٌٌ لم يكن أخيراًً
جميلةٌ ٌ
خفيفةٌ كنشوى
يمتد البنفسج حتى أجفاني
ولا أحتاج إلى أكثر من هذا المساء
لأعرف أنك هنا

****

مُرهِقةٌ كثافتكَ
وأنا لستُ شفيفةً جداً
لأنفصل عن جسدي
وأكون ضوءاً مطلقاً
والهواء,أثقل من احتمال التحامي بك
مع أنني لم أقصد السقوط قبل
أن يُكمل الماء دورته

****

الفرسان
مروا بنا
يتناقشون في طلاسم مخطوطاتهم
لم ينتبهوا
لثوبي الأحمر
وأنا رقيقةٌ ٌ
أكثر مما يليق بعاشقة فارس

****

بكثير ٍمن جدتي
وإصرار كلاب القرية على النباح
مررتُ بكؤوس الشاي في البيدر
صدح الرحى تجرش القمح والعجوز
تروي للمهرة ثروتها
في الصندوق الخشبي
وزخم شبابها بالعابرين
الى آرارات
ومفارق
مرت بها قافلةٌٌ
مطعونةً مرتين

****

واه ٍهو إقدامك عليّ
هكذا ......
من بعيد ٍترنو
محنياً على جرحك والوجع النبيل
مجدولاً بالأرواح
تعلم كفيّ التماهي
في استدعائك , لأحلق
في البياض

****

مورقٌ مجوني
وثوبي أمير
يلتف على رقتي
هل تأتي إلى صوتي؟
لأزهر في شفتيك
حيث أنا امرأةٌ ٌأخرى
أنتظر نفسي فيك

****

لنترك الغد خارجاً
هو ذا الورد يتفتح
والأصابع
سلالم الروح،الموسيقا
تأتيني بكَ كاملاً
كم لغةً تناولت المكان ؟
وما هَمّنا,ما تعنيه الكلمات
فقط
استرسال الموسيقيين في استدعاء
الضوء
وانهماكي
في أن أكون كفيك

****

لستُ هادئةً بما يكفي
لتلمس لحيتك
ولا كسيرةً كما يليق
بغريبة
كل ما فيّ من الصبابة
ليس كافياً
لأن أقول أني
أحبك
غير أني لم أقصد أن أجرح
يدي وأنا أقطف النعناع،لكنه
حرف السكين مال
وتأوه
بصوت ٍعال ٍ
حين داهمتني طهارة الأباريق
وأنا أستحم منك فجرًا

****

غير مدركة ٍتماماً براعتك
في تفاصيلي
محفوفاً بكل هذه الأطياف
ورائحة الحبر تضوع من معطفك
فإن السير في أرض ٍ وعرة
كان شكلاً آخر
للتقرب منك

****

إصرارك على الزهور أدخلني
متاهة المرايا
أكل هذه الأشكال مني !!
لم يعد يعنيني
أيها أنا
كثيرٌ من الجمهرة
كثيرٌ من الوحدة
وليس هناك أنت
فما همّني إذاً
أياً كان لون ثوبي ؟

****

الفرسان
مّروا بي وأنا
أزين جبين فرسك بخرزة ٍ
زرقاء،ابتسموا
وأنا أنفض الغبار عن أغنية ٍقديمة
الفرسان تركوا لك
إشاراتهم في الهواء
الغامض للمدن البعيدة
على أضرحة المزارات
وكانت " خجي" قد سربت إليّ,أن شجرة الأماني التي يقسم بها جدي تنتصب
على" الجودي",ونقلت إليّ فيما يشبه الهمس أن " مم " قصد مجلس القاضي في " مهاباد",سلم عليه باليد ولم يتنازل له عن خاتم زين .
لكن كل ماحدث
لم يكن كافياً لمناصك مني

****

اتفقنا أنت وأنا
على إيذائي
أنا الهشة في الطين الأول
طارت كل عصافيري
قبل أن تقصمني الذرائع
امرأتين
والرعشة,التي استعدت لها أوشحتي
فَتَرَتْ
في الضجيج المرافق لعبورك
وكل ما تمنيتهُ
كان غماماً عابراً

****

بقليل ٍمن الدوار وأسناني
مغروسة في شفتي السفلى
أتعلم الصمت
عتابي صرير
وقليلٌ من الدم
ينبجس من عروق ٍ
يؤذيني أنها ضعيفة

****

لن يجدي الأمر كثيراً
أن أزين متن الحكاية
المداورات
أهدرت جلّ ما في القلب
من وردٍ وقُبل

****

لم أكن هنا
حين تسرب الأسى إلى جسدي
وجزرتَ وشاحك عني
لأستعيد قساوة جلدي
لكني لست البحر,
ليكون غضبي عارماً

****

أن تنفضني من معطفك كعصفورة ٍنحيلة ٍ
أدعى للحيرة
من انكفائي المتواصل
على رتق جلدي
إذ,كيف أحتمل كثافتي في انحسارك عني ؟
كيف لريشي المبلل أن ينهض بي إلى أول الغيم ؟
وفضائي لم يكن أبداً بكل
هذا الامتداد

****

الكثير من الأيام مرت
ولم أتقن بعد ما يكفي من الغياب
وكل ما فَعَلَتْهُ أسرّة الصيف العالية
أنها تابعت غمغماتها
دون أن تلتفت لضحكتي
وحتى لا تكون الأشياء مفرطةًً في أناقتها
تابع التوت الناضج نقر البركة
إذ مررتَ بي
حاملاً ظلك

****

متوجسةً من كل هذا الصمت
تابعتُ خط الماء المنساب على جسدي
وكالحٌ ما
يستشري في تنصلي من العويل
منتظرة أن تومئ إلي بالرقى
لكنني عاشقةٌ أكثر مما ينبغي
بالنسبة لامرأة ٍترتدي ثوبا أخضر
فمن العدالة إذاً
أن أموت
بسم ٍ
له كل هذا
النقاء.ِ

مستلقياً في صباحي, منساقاً للوعول

الكثيرُ من التأويل
لموثق ٍعلى لحظة ٍ تنزاح في الزفير التالي
الصمت, محاذياً خفايا المكان
مستعصيا على ركاكة الصوت
المكان,مجاوزاً صخب القافلة
مستبسلاً بزهوره
وطيبة الطرواديين
الأمراء ينبجسون من الجدران,في خفة الغزلان
ضحكات الخوانم تترقرق في الدهاليز المنهارة
الهمسُ المتصدر إلينا من أجنحة ٍعالية
أنت,واقفاً في العتمة
تاركا الطحالب تتسلق جسدك النقي

****

التواريخ فاقدةً ألقها
ومزاحٌ ثقيل
أودى بالقليل من السلام بيننا
جارنا السرياني
زائداً في موت الأرز
لم يمهله النفاق الُمراهن على حياته
الإلتفات الى مراهقتي
أنا أيضاً
ألصقتُ حجر أمنياتي بجدار الكنيسة
تمشي إليها "سونيا" بثوب ٍأزرق للنذور
ورئة ٍجافةٍ الى هواء "آزخ "
يتقلب ترابها في عظام المذبوحين
"إبراهيم" وكان اسمه قبل الفتح "خاجيك"
يرفو ذاكرة الأحذية
يفيق الهلع على سندانه متجدداً
يغرس مساميره بحنكة الأعلام في تأليب الجبال على حجارتها
أصفرين في التذكر
ننقل أنا و" حنا"التراب

****

الصبح
يمسح أعين بائعات اللبن
يخفق في الريح كِتّانُهن الأبيض
يمتص الماء من لَبَنِهُن وخطواتهن
خطوطٌ مستقيمة على قياس الطلقة
تشطر الهواء المار بأثوابهن

****

" نورالدين زازا"
اسمه
َاسمكَ
قلقاً
في الرخام الصقيل
بشفتين من ماء
شاكياً للملح أزهارك
شفتاكَ المتشققتان تلهجان ب"مادن"
ومهر ٍأطاح بطفولتك
عيناك, تسفّان غبار الأسرى
مروّا مصفدين
وما لمست يد أبيك

****

النسيان
متراكماً على الضريح البسيط
عظامكَ,ضاجةً بالهواء المقنن
تستكين في ألفة التراب

****

غير واثقة ٍمن حزن ٍيمكنني تلافيه
من شجرة الجوز
أدخلُ ملامحك وأساطيرك
بخفة غزال ٍجريح
أقفز من فصاحة اللغة,الى لوعة قلبي الكوردي

****

جدتي
ما برحت الخيام
تُقَشِرُ الرعب عني
أنا الطيف,مرّ بسمائك
وأنت تفرغها من أرواح ٍمنهكة
أنا الكورد, اسم البيادق السري
ناهضةً بسلالتي القديمة
وإرثٍ,ينبعث من شقوق الأرض
مدركةً كامل المغزى
أتركُ الأماكن في الذكريات
ويا فجر مهاباد... لمن أروي نحري ؟

****

في الوقت المهمل
وأنتَ بكل هذا الحب
تهدرُ سلام جفني الغافيين في أنفاسك صباحاً
و"زيورخ"ماضيةٌ في أمطارها
مستمرةً في الدهشة
كإنما أنا التمتمات الغائبة عن قبر جدتي
افترض أنكَ لازلت لي
وأسعى إلى الأعمق مستعينةً بالصمت
أستذكر طعمكَ من الربيع القادم

****

مدفوعةً إليك بغموض الموت
بألم الصرخة الأولى
أستنشقُ بقايا كلماتكَ على صدري
من الصيف الماضي
تقاطعت ظلالنا فيه سريعاً
على مقعد ٍنسيّ اسمينا
في العاشقين التاليين

****

الألوان
فاتحةٌ,حتى لتؤذي عيني
مُرهَقَةً بإرثي
أقودُ يدكَ لتتسلق غموضي
نتلمس معاً
الأسماء التي عبق بها هواء هذه الفسحة
وأنا في رهبة الظل
لازلتُ أبحث في ذاكرة المدينة,عن شتلة ريحان ٍ
تعطر أصابعنا

****

نطير معاً
بعد ما ابتكرته عظامنا من ألم
ألقٌ ما, خفي
عطشٌٌ كِلانا
وليس من دواعي العفة
كل هذا التمنع

****

الريح هابةً بنا
جنياتٌ مبلولاتٌ,خرجن للتو من حكاية جدي
الغول, راكضٌ خلفي منذ أن نسيتُ باقي الحكاية
وجدي بارعٌ في الصمت
رزينٌ, في رواية موت العشاق,وجعاً...وجعاً
ويدك في أطراف ثوبي
واثقةٌ من الحفيف

****

حين في السُكر,خطي يميل
متلكئةً في محاسنك
أنْصِبُ لكَ في أصابعي نسلاً
أتجاسر لجدارتك
ناهضةً منكَ أحيك معصمي
مرةً أخرى تخلخلت الريح
لكنكَ ستبقى عالقاً فيّّ
برغبتي فيك

****

متقصداً إلغاء حواسكَ
تواظبُ على نقري
تُقَطِرُ الماء من بتلاتي
بحرقةٍ
تبعد فمي عن هواجسك
لتتوارى في الضباب
لماذا أقفُ عاريةً وحدي في كل هذا الشجر ؟
أنا الآن هنا
وأحتاج إليك
لينهلوا أسماءهم مني
إذ أنا ملتحمةٌ بك

****

كما قد يتبادر إلى ذهنكَ
سأرتدي التفاح,وأقصد القطارات
الانتظار حتى السادسة هذه المرة
لن يجدي
وشعري الطويل, لن يكون كافياً
لقبلة ٍسريعة, في زاوية ٍما, من المحطة

****

الاختصار
معيدا للأشياء قلقها
الصمت
مرتدياً ملامحي
فاتحاً الإحتمالات حتى أقصاها
أنت
واقفاً في العراء
تماماً خارج جسدي
متمكناً من صوتي
تلفني على ذراعك كخيط ٍرفيع

****

محافظاً على مسافة ٍكافية ٍمن العتمة
تركن إليها الذرائع
وبعضاً من عتاب
كلانا
بذات القدر من العصافير
نبعثر دون ألم
الذكريات الحبيبة
دون أن نثير انتباه المارّة
وصغار ٍيتسلقون الجدران

****

الزهور التي لي
كذلك الدوخة
وأنت ترعى أفولي
بحنان
ما يشغلني الآن
أن أكون حزينةً أكثر
لتقنعَ أنكَ جديرٌ بالماء
سيكون لدي دائماً ما أقوله لك
ونجمك يدور في فلك ٍآخر
لكني سأكتفي بالتكور
فقد يساعدكَ هذا على رؤيتي أكثر

****

ليس الأمرُ بهذا السوء إذاً
لا زلتُ قادرةً على رؤية وجهي في المرآة
والإدراك على وجه اليقين
أني غريبة
ومن نبرة صوتكَ
أَتَجَاهَلُ أنكَ ماض إلى زهور ٍأخرى

****

تاركةً الأشياء تبتكر فوضاها
أمتحنُ قدرتي على الإهمال
فكل ابتكاراتي لتلافي هواء ٍصعب
زادت النعناع وحدة
أن أعيش الموت بطريقة مثلى
فضيلةٌ
أورثتهالي أمي

****

الحكاية
شََهِدها سطح الدار
وقمرٌ صيفي,لم يسهر كثيراً
أكثر من مرة ٍأقنعتني أنكَ تحبني
لكن خطوة أبيك
كانت كافيةً لأن تعيدَ المفتاح الى الباب
قسوةٌ ٌ
أن توقظني كلما
أوشكتُ على الطيران

****

سأتركُ الأشياء في وعيها الأول
وأنام
على ساعديكَ كقطة ٍمريضة
فقط
لو يترجل الأبطال عن كتفيّ
قليلاً

****

عتمةٌ سميكة
تخترق جفلتي
في بسالة المراهقين
وأنتَ تعلمني انكساراتهم
بتسربكَ مني

****

قليلاً بَعْدُ باتجاه الموت
بكل هذه العزلة....
حتى بدوني
ستموء القطة

****

لا تنسيهِ يا عمتي

مستلقياً في صباحي
منساقاً للوعول
متعرقاً
كزفير شتاء ٍبعيد
النبيذ على شفتيه
مشرقاً على صدري
كما ضحكة.

*****

أوشحة الفجر

الترياق

1

شبقةً إلى دمي
تُسبلين يديكِ لمرور الغرباء
يطبعون أختامهم على
نهديكِ،حيث أضع شفتيّ في
شوقي الأزلي لارتخائكِ لي
هادرةً تحت صدري بعمامات ٍ
تَساقطُ من المشانق،لا تنسي
أن تعيدي إلي بطاقة غربتي من
تحت وسائدكِ المغرية
لأمُرّ من بواباتكِ في عشقنا السريّ
ويكونُ أحمرها تصريح
دخولي إليكِ،خروجي منكِ
تعالي أسقيكِ الخمر من فمي ولننسَ
خيامنا المنصوبة في العراء
اغمسي وجهكِ في صدري المستعر لكِ،ولننسَ
حنان الجبل الزمهرير،شموخه
بأقدامنا العارية
هاتي شعركِ ألفه على ذراعي خصلةًً،خصلة
لأحُكم الرسن في جريكِ المتواصل إلى
الموتِ،يستفزكِ إليه،ويفرُّ من فتنتكِ البليغة
سأحُكم ساقيّ على خاصرتكِ،وأنتِ
تختضين لاهثةًً تحت أسمالي
أوزعكِ على جهاتِ الأرض وجع عذارى في تفتحهن
الأول على أسرةٍ تعد لليلة ٍواحدة
تعالي نغلق المغاور على رسومنا العتيقة،
ونترك لأزاميلهم
كِسر قوارير البخور
وفخار ٍ مشتعل ٍ في ابتسامتنا الصباحية.

2

ارشقيهم بالزيت يا امرأةً فاتنة، وتعالي دفئي
يديك المزرقتين تحت إبطي ّ
دسيّ أنفك المزكوم بالخردل في صدري
تنشقي لهفتي إلى التمرغ فيكِ.
تعالي نفرد جناحينا لسقوط ٍطويل
استرخي
دعيني أمسح عن ساقيكِ
أزيح أوحال هجراتكِ الوعرة
وبقايا رائحة الثلج
تتبع دفء دماءكِ،سقطتْ في عشقها الجارف
أتجرع أصابعكِ واحدة واحدة
أتلقى عينك الحلوة طلقةً في عنقي
ارشفيني، وأزهري يا جميلتي في الربيع القادم
ترصدي هفهفة الصبايا الكرديات
رشرشي على مرورهن بكِ شيئاً من أنفاسي
احترق عشاقهن في عامودا 1960
امنحيهن حلماً آخر
ضمّي أغصانكِ على العاشقين،يتوحدان فيك
يبتسمان لزوج حجل.

3

حافلةً بكِ، أغازل عشيقاتي يتوزعن
على أزقة البرد في أوروبا
أدفىء لياليهن بمحارق تاريخكِ، وحزنكِ
المتغضن على ذراعي حتى آخر السُكْر،
طويلاً سأدور بكِ قبل أن أصدقَ
طهارة فخذيكِ من بدعة العهر، واستلقائكِ
على أبواب السلاطين.
أيتها المسبية من قلبي،الموزعة ُ
على راياتٍ لا تخفق
ليس على نهديك إلا صكوك سبيكِ
خيول تأديب ٍ تمرّ من تحت ساقيكِ، تتقاسم قطركِ وتتركني
في عطشي
أنا المنتظرةُ تدللكِ اللجوج
المكترثةُ لسماع أنينكِ يزدان في فمي
أيتها العشيقة المتدلية أبداً من صوتي المكابر
تبزغين من شهقتي كاملة
البهاء
لو أقدر أن أكون خيالكِ
المتصاعد من حوافي دجلة.

4

غريبةٌ أنتِ
وأنا لك غريبة
وهذي الأرض لا تعرف رائحتي
مليئةً ًبالأسطورة
غائبةً ًعن الخرائط
نبيلةً حتى البكاء
دون وصايا أخوض زمني
أنا الوردة تجف في كتب الرحالة
أهب عشاقي كمشةً من الخرز
لتزهر أنقاضي.

5

يا فارسة الجهات المغلقة
ترجلي
من تمنعك المكابر
انتهكي طقوس وحدتي في
استفحالها المتواتر
رويداً،استليني من خَدَر الغياب
هات ِيدك على خصري المشيق،النائي
في خيال الرحيق
الثمي أنساغي المقدسة
نوروزَ عشاقي
وسَمّي على صدورهم، تخفت في إضمامة التراب
على أنفاسهم الفتية
أكفكف عنهم دمعي،وأنين عظامهم يناديني في
آخر مرور الكاميرات بها
عشاقي
عشاقكِ.
المنتظرون في الفراغ الممتد
يخذل الصمت عيونهم
والصليل يوسع لهم
في التراب أكثر
مردومةٌ الخطوات بيني وبينكِ
فماذا نفعل بكل هذا الغياب؟
وصدرونا تصطلي للوصال
وحدها أمي في مواويل قديمة،تروي
أسطورة عشقنا الكامل

6

يا بهية
أديري الكأس ملياً
التفي عليّ ورداً وشعراً
اعصريني إليكِ، حتى أتقيأ
رطوبة أقبية الشام، وأستعيدَ صوتي المسحول من
لغتهِ المستحيلة قداسةً
هبيني من لدنك وسناً
لأصعّد عتبات الجزيرة لـ" حمو" في ارتباك الفجر
المشتعل بأجسادٍ لم تسعَ إلى وشمك
المطبوع على ألسنتهم
كالمسيح حملوا صلبانهم
وساقهم سحرك الفاتن إلى
أطيافٍ تروم بجروحك المستديمة
عامودا 1960
الحسكة 1993
وللحريقين يصعد "الديركي" العشريني صليبه
المدبر.
قُربانُ غوايتك،المتجدد
كل صباح ٍ
في بخار الأرغفة الساخنة تحملنها
الأمهات
يفتقدن يديه اليتيمتين تلقفان
منها في مشاكسة
توارب الجوع والانكسار.

7

انبثقي من ضمور جوانحي
تهادي إلى ولهي
لأجمع من كل حريق ٍشيئاً من صهيلك
استدرجيني إليك
أنا الموشكةُ على نداوتك حتى إزهارات
النرجس في رئتيك
وتفتح الأجنحة في جوانحك المصطفقة بلهفة ٍ
حرّى،أنا الأجدر بها.

8

لائقةً بكِ هذا الصباح
منتشيةً بصباحي الخالي
أرشف قهوتي
أتلمس بهدوء ٍسَرَيانكِ الجميل في دمي
أيقظ همسكِ الرجف ملامحي
لما دردشات الأمس عالقةٌ بأصابعي
يفيض الصباح بنا بهجة
نوسع المساء،قُبل
فلا أجد من تدللكِ بُداً
أسدليه على كتفي جذلةً ً
صوغي من جسدي المتمنع رغبةً
تنحو إليك
أغويني بتفاحةٍ
تدخلني الجنة.

9

متمهلةً في مكر يدي
أجسّ النبض تحت الجفن
أدغدغ الحلم كيما يتأجج
متوجسةً من نأيكِ الممكن عني،أداري
رغبةً خفيةً
تكاد تردني عن مزيد ٍمن
التوغل في مساماتك المعطرة
المتأهبة للتعرق في دوراني حول خالاتك
أميرتي الغافية في المدائح وطقوس
المآذن الخضراء
ذريني للريح تمايل قامات السنابل
تميد بأسراب الإوز
تداني طقوس ربوبيتك
وتبتل نيسان في ملامستك.

10

كثيرةٌ أنتِ
وأنا لكِ كثيرةٌ
أنا، تطريزة شراويل ٍغابرة.
البغالُ,ساقها جدي جنوباً
أنا، أبي أضمرته جدتي
غافلتْ به صلف الحدود
مكحلتها الطاووس
ريشه الملكي
نحت الشمس على معابد الزرادشتيين
خيام "الكوجر"
قطعان الغزلان تجوب
الصيف من "ديرك" حتى "سنجار"
نقرات الحنين
وجه أمي الصعب ورائحتها الخبيرة
نغمات ناي ٍ مجهد
ذاكرة المطر المتأخر
أصدقاء بعيدون
ابتسامة الغرباء يلقون السلام
الرسائل لم تصل عناوينها الغريبة
ذكرياتٌ صعبةٌ ٌ
لا تبذل المسافة إليّ
مهملةٌ,كجريدة ٍقديمة
ما من حفاوة ٍتعد لي
لا نظرات ٍتسترق إليَّ
ولا لوقع خطواتي صدى.

11

هاتِ يا أميرتي
علميني أن أرفع ذراعي عالياً في الهواء
كفراشة ٍتضم جناحيها في نشوة الرشف
قبل أن يسرقوا نرجسي
ويصبغوا عبقي بلغة الغرباء
دوني.

12

تلمسي ظهري العاري
غوري في الجرح عميقاً
لنسومَ أطياف الموتى ونصوغ
أحلامنا الحجلية المبهمةََ الحدود
نهرق في امتحان دجلة،جدائل العذارى
وأول الزغب على شفاه الوعول
تتقافز إلى عرسكِ المؤجل.
يا دجلة...
أيها الفائر بالأجساد الطافية
تغريها بجريانك الممعن جنوباً
وتردها عن شهوة
الشمال المستحيل
هامدةً ً
مترعةً بأحلام ٍلا تغادر ضفاف الطفولة
محي الدين
أحمد
زنار
زوزان
نَفَضتَهُم يا دجلة
ليرشق دمهم وجه قرىً تلعثمتْ
في توجسها
فتخمر عفاف قاماتهم الفتية حتى
شمس الظهيرة
وما مددتََ يداً إلى يفاعتهم
ولا هم دنوا من تململكِ في النعاس أميرتي
مضرجةً بالوله،أصوغكِ نأمةً نأمة
وأقبل رفرفة نهديكِ الفاختين على وجهي
هات ِ،أتلمسكِ في تمنعكِ
المجنون
وأتصوف لنقصانكِ
مني.

13

يا "ماه شرف خان "
أيتها الأردلانية الأميرة ،
هلميّ إليّ
أعينيني على كل هذا
الشوق
ودوني تشقق صوت " آسيا "
واستعصاء فتنتها على الجدران العالية
تذوقي بعضاً من ظلالها الندية
واستشفي أنحاءها الفيحاء
كلما أتاحت لك من بسالتها
متسعاً شقياً.

14

أعصرُ لكِ كل أصفر البابونج
لينضح جلدي بكِ
أدخل شفتيكِ
بفمي
لشفتيكِ الرقيقتين
نُوِلمُ للنحل
يتوثب كل ما فينا
أسقيكِ برياحين أصابعي
لأتجشم أنوثتكِ
لأرغبكِ حتى الحمى
ممتشقةً نبضي اللاهث
تغريني نضارتكِ
أتذوقكِ منتشيةً بأقراص الزبيب
مزهوةً بكِ في شغف التماس
أدخل طراوتكِ
كما يدخل الحبيبُ الحبيبَ تياهاً
تبثينني فيوض إشراقاتك
في انسلال الغلالات.

15

مهتوكٌ ستركِ يا حبيبتي
خِدرُك ِ منزاحة ٌ
ستائره
والثكنة الفرنسية القديمة
دَهِشة ٌ من ازرقاقكِ وأنت
تتلوين بين يدي
مهجورةً كانت من أطيافها
من حذاقة الصناع الأرمن
فرنسيون
إنكليز
ألمان
بجزماتهم الطويلة
غذوا الخطا إليكِ
وعدوا عينيّ بكِ مزناً
خانوني على رؤوس الأشهاد يا حبيبتي
أيتها الغريبة
في فردوسكِ المقيم.
وتجيدين اختراقي بكل
هذه البراعة.

16

مستمتعةً بتوددي اللحوح إلى عليائكِ العصي
يا أمرأةً من نور
تتخللينني أنى شئت
وتتركينني في التفاتة جيدكِ
ليورقَ الحزن داخلي خفيفاً
رقيقاً كالبنفسج
حتى انبلاج الفجيعة من
تملصكِ المعاند
لتدمى قروحي حتى التقيح.

17

أسترجع إزباد أبي
وأُُشهد جذع التوت المستقيم
أحاذر حركة الهواء في خطوات أبي
وأشهد عين البقرة المفقوءة
خطواتٌ أرجعها للوراء من نظراته
وأشهد بيطرة البلدة وقرن الماعز المكسور
ألوذ بتفتح الشمس بين ذروتيْ
جبلين أجهل اسمهما
أُوِدعُ نعاسي في البطيخ الطازج
ترشح برودة ليلهِ إلى أصابعي الصغيرة
أسدل شعري على عينيّ
أتلافى صوت أبي
أجدُّ السعي إلى جوارب ٍقديمة،
تذود عن عروق يدي التفصد في باقات
الحمّص الأخضر.
متوجساً كان أبي
من رسائلكِ الصفراء في يديّ
وكل الأسى الذي يقطر على متاهتي
فَأُمعِنُ في الإبتعاد
ويدخل الموت هزالي.

18

فاتنا موسم الحصاد هذا العام
التفاتة الصبايا الحلوة
ووشوشاتٌ مغرضةٌ
عن تلامس ٍما
بيننا
عندما في الظهيرة
سيبدأ الأصدقاء الغناء.
غموض النبع أسفل التين
حال دون ان أمد إليكِ عنقي
آثرتُ أن أطويَ حلمي ليوم غد
حتى يكون الإنحناءُ تحت شمس ٍقائظةٍ
أكثر تحيزاً.

19

لازلتُ صاحيةً تماماً
وأنا أتلو عليكِ مدائحي
لكن أياً منها لم يكن كافياً
لتمنحيني أكثر من التفاتة
وآثاركِ على جسدي كاد
يمحوها الهواء

20

بأناقة أميرة
أتوسدُ وجعي هذا المساء
منحازةً لكِ تماماً
دون أن تكوني قبض يدي
متحررةًً من أروقة القداسة
أبحث عن تدوين ٍ لحريتي.

21

لن أكونَ أكثر مما أنتِ
لن أكون أقل مما أنت
سأبدل أغطية سريري
وأستقبل عشاقي
بكل قدرتي على المداورة
وإضرام الشموع على
نوافذي المغلقة
سأنتظر أن تطرقي بابي
وتدعينني إلى
مطارحتكِ الغرام.

22

لو أنك قادرةٌ على شيء ٍمن الفرح
سأسعى بكِ إلى كامل الإزهار
لازال فيّ من ريق العذوبة ما يكفي
لأكون هادئةً على صدركِ
ضعي مهاميزكِ جانباً
فإن بيّ من العشق ما يكفي
لأتبع تموجات شعركِ بلا انتظام

23

انفضّ مجلس الخلان
وها نحن ثانيةًً
وحدنا
يدكِ على يدي
رائحة الرماد تضوع من منخري
ملاكٌ ما ينسحب من عينيكِ
والوقت ينفض
لهاثي عن مراياه
بخفوت ٍأمسد نبضكِ
لتنهضي من أناقتي كل مرة ٍأكثر
نحولاً.

24

ملعونةً كشيطان
معشوقةً كشيطان
أستظهر لكِ دواخلي
أغافلُ عشاقي في نشوتهم
أنسلُ إليكِ وأنت تتسلقين ضلوعي
أعرض لكِ
للريح
زينتي
متنسكةً لكِ
أكحل عينيّ
أُحني شعري
وأمتحن بالريش ملاستي
أفرد لكِ كل ما في طفولتي من
فرح ٍمؤجل
مستعدةً للانبهار بكِ
يشد النهر من إزري
ومشاكسات الماعز الجبلي.
تنوء المقاعد المهجورة
بصوتي
لا يفتئ يمتحن نبراته في استدعائك
ولأنكِ أبداً لن تكوني هنا
أدخل حلقة الدراويش
أدور لكِ
أدور بكِ
أدور فيكِ
حتى نسقط كلانا
قريبتين
متداخلتين
حتى التنافر.

25

لم تعلمني أمي أن أتقصدكِ من أول الرمق
ولا علمتني معاشرة الإوز غير محاولات ٍ
فاشلة ٍفي الطيران.
لم أتعلم الاهتزاز الأنيق لرأسكِ في
الرفض المحاذر
ولا غمزة عينك ِفي الرفض
المشاكس
لا اختزنتُ تعابير
وجهكِ في الغضب المفاجئ
لا جانبتِ ِ
أظافري الطويلة تخط ظهرك
ولا حاذرت ِ حافة السرير
حيث أهرقك ِ برغبة ٍجارفة
ولا أرى من عينيكِ سوى
نصف إغماضة
عميقاً نتلمس مكامنكِ
وجواربكِ السوداء الرقيقة
في مكان ٍ ما من الغرفة
تراقبنا
نجتاز التفاح
وثمرة تين ٍ
ناضجة.

26

لم أدرك سر صعوبة
الهواء خارج رئتيكِ
هذا الإنزلاق المرن للأسماك بين يديكِ
حين غاصت شفتايَ الرقيقتان في
صدركِ البض
عند النافذة
حين كنتِ تحصين المحطات التي لم تقولي لها
وداعاً.
كان هواء الغرفة يستعد
لخفق أجنحتي

27

شاحذةً كل فراستي
أحاول إدراك انسكابكِ المستمر فيَّ
لكننا لن نجعلَ الأمر أصعب
هاتِ يدكِ
ندخل الليل سوياً
سأتوقف عن البطولة والتفاصح
وأنتخب لكِ من نبراتِ صوتي ما يزيدكِ صهيلاً
سنقفل البا ب
نسدل الستائر
نترك السرير في ترفه
وعلى الأرض
نبدأ أول العناق
نخلع للضوء لوننا الباهت
نساعد الأشياء كلها أن
تبتسم لنا
في الصمت الباذخ يا حبيبتي
سترن القبلة
تسيل على الجدران
تهمي على
باقة القرنفل
وأول الترياق سيملأ
بالكاد كفي.

*****