بتي فرح
(سوريا)
تبدأ دائما الحكايات
منها وتنتهي بها. وكأن الحكايات مجبولة بروحها الممزوجة بجنون أزلي.
من ضلعه خلقت. تماشت مع
القانون لبرهة وتمردت. فأكلت هي والتفاحة كل منهما قضمة من اﻵخر لتبني
بيمينها عالما أرضيا كونته خطيئتها.
سيدة التقلبات اﻵسرة وعنوان
القرارات المؤجلة. تناقض لطالما سألت عنه: لماذا لم يخلق الله تفاحته من الصاج
المقوى أو من القصدير أو من الخشب؟ لماذا لم يتدارك الطعم اللذيذ والشكل الكروي
المغري للتفاحة؟ وهو العالم بمكنونات حوائه في روحها وجسدها. وفي ضعفها؟ سؤال مؤجل
الجواب! سأضعه على رف اليقين.
أنثى الطقوس كلها.
تستقبلها الأرض وتفرح لهذا الابتلاء. وكأنها مصدر غير مفهوم لتناقض ملون المشاعر.
فيمنحها الكون ريشة وألوانا لترسم خطاها بسرية وتخبئ دفترها في صدرها خوفا من
معاقبتها على رسم النجوم وكتابة اسم الحبيب وتدوين مذكراتها التي تختصر رغبتها
بالبحث لنفسها عن وطن.
تعتصرها عصور وأزمنة
لتوجد لنفسها غابة من اﻷسرار واﻷمل. تبني كوخا من الدخان تمارس فيه طقوسها التي تحب.
تحاور نفسها، ترتدي ثوبها المزركش، وتتقمص شخصية البطل.
أنثى مجبولة من تراب
ثوري، حافية تراقص ألمها. تقع منهكة وتنهض من جديد. تتنهد وتفرض على
ابتسامتها العودة القسرية من وراء الغيب.
باحتراف امرأة تضع أحمر
الشفاه وتزم شفتيها عند أول مفترق رأي، وكأن أحمر الشفاه ختمها الشخصي على ورقة محاكمتها.
تسبح في محيط الروح
وتراقب بصمت خذﻻن قلبها فتمسح عن جبينها آثامها اﻷنثوية وتركض مع الغيوم.