بمبادرة من المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا وقع المثقفون العرب من شعراء وكتاب وفنانين وباحثين وأكاديميين وإعلاميين البيان التالي:
مرة أخرى يظهر وجه العدوان بكل ظلاميته في حرب ماضوية تستهدف اليوم "ربيع الثقافة" في البحرين ومفاهيم الحب وحرية التعبير ومسارات الثقافة والفن التي يمثلها هنا مارسيل خليفة وقاسم حداد.
هذا الهجوم الظلامي على ربيع الثقافة في البحرين ليس إلا امتداداً لمحاكمة مارسيل خليفة قبل سنوات في بيروت ولكل عمليات القمع والاعتداءات التي تعرض لها الكتاب والمثقفون العرب في أكثر من عاصمة عربية.
هذه التيارات الأصولوية الظلامية لا تبني مستقبلاً أو ثقافة ولا تحرر أرضاً أو إنساناً ولا تنبئ بربيع أو حب. وحدها الحرية، وتحديداً حرية التعبير والإبداع بتنوعها واختلافاتها وثرائها هي الرافعة لبناء المستقبل وضمان ثقافة الحياة وتحرير المرأة ولمكافحة الفقر والجهل والمرض والأمية والتخلف والفساد والتسلط والعدوان وقمع الأنظمة واغتصاب الأرض.
التحية لمؤسسات المجتمع المدني البحرينية التي وقفت تدافع عن الحرية والحب،
التحية لربيع الثقافة في البحرين ولكل ربيع في العالم العربي،
التحية لمارسيل خليفة وقاسم حداد.
باريس
26 مارس 2007
يمكنك إضافة توقيعك على العنوان الالكتروني التالي: www.jehat.com
نبيل أبو شقرا- أدونيس- يوسف عبدلكي -ميرا برانس- نظير حمد- نبيل بيهم- مرام المصري- منير الشعراني- عبد اللطيف اللعبي- أتيل عدنان- عيسى مخلوف- هيلين جرجس- وليد شميط- صبحي حديدي- رفيف فتوح- عبدالله نعمان- خالدة سعيد- جيرار خوري- ظافر نور الدين- نايلة عبد الخالق- نبيل الأظن- أحمد القديدي- ريمون حولي- جان بيير دحداح- محمد مخلوف- برهان غليون- بشرى استنبولي- بشارة طربية- علي ناصر الدين- عائشة أرناؤوط-فينوس خوري غطا- خليل النعيمي- سيمون فتال- العفيف الأخضر- أسامة أبو ذياب- عصام سعد- غسان حلبي- ندى عبود- شوقي أمين- فادي عبدالله- كاظم جهاد- أحمد أبو دهمان-لاباتريك لاما-ر جولي القرى-لاسمير عطية- ندى أبي زيد- هالة الأمين- المعطي قبّال- هنا الصمدي- هاجر فرتيس- عقل العويط ... ( تفاصيل أكثر .. http://www.jehat.com/jehaat/ar/tawaqee3/signs.htm)
***
باسم البحرين البهية بإنسانها وحضارتها ومكتسباتها
وتمسكا بحقوقنا في الإبداع الفكري والأدبي والثقافي والفني، وحريتنا وحقنا في الاختيار، وانطلاقا من مواد الدستور وميثاق العمل الوطني التي أطرت و كفلت هذه الحقوق والحريات في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، وعلى رأسها المادة 2 من الميثاق (الحريات الشخصية مكفولة) والمادة 4 منه (لكل مواطن حق التعبير عن رأيه بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى من طرق التعبير عن الرأي أو الإبداع الشخصي) والمادة 31 من الدستور (لا يكون تنظيم الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور أو تحديدها إلا بقانون أو بناء عليه، ولا يجوز أن ينال التنظيم أو التحديد من جوهر الحق أو الحرية.
واستنادا إلى المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة التي وقعت عليها حكومة مملكة البحرين:
فإننا، نحن أعضاء الجمعيات والمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والحقوقية والمهنية والنسوية في مملكة البحرين، وقد تابعنا ببالغ القلق والألم الهجمة المستجدة على الإبداع و المبدعين ورموز الفكر والثقافة والفن، والمتمثلة في ما تمخضت عنه جلسة مجلس النواب في 13 مارس 2007 من قرارات حول تشكيل لجنة تحقيق في برامج "ربيع الثقافة" وخاصة العرض المسرحي للمبدعين الشاعر قاسم حداد والفنان مارسيل خليفة، لنعبر عن:
- مساندتنا ودعمنا القوي للمبدعين الكبيرين المشهود لهما بالنتاج الرفيع في الحقلين الأدبي والفني، والدور الريادي في مجالات النهضة والتنوير والدفاع عن حقوق الإنسان، و لكل مبدع يقف في وجه التعسف الفكري على ارض البحرين ذات التاريخ الطويل في التنوير والتسامح والتعددية الثقافية والتقاليد العريقة.
- مساندتنا ودعمنا اللامحدود لكافة الأنشطة الثقافية و الفكرية ذات الرسالة الهادفة إلى التنوير والحداثة، والارتقاء بالذوق الفني والأدبي، وإشاعة الفرح والجمال و الحب والتسامح، وتأكيد حضور البحرين الحضاري على خارطة العالم الأدبية والفكرية والفنية.
- إدانتنا الشديدة لما يتعرض له أهل الفكر والفن والقلم والإبداع من اتهامات باطلة وتشهير وإقصاء تحت ذرائع زائفة.
- استنكارنا القوي لمحاولات بعض القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والإبداع المكفولة في الدستور والميثاق، عن طريق فرض نفسها كوصية على خيارات المواطنين، وإلهاء المجتمع بما ليس من صميم مسئوليتها، بدلا من ملامسة القضايا المجتمعية الملحة.
- خيبة أملنا لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي، والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخرى، و التشهير بأصحابها، والتشكيك فيهم.
- إصرارنا على الوقوف صفا واحدا للدفاع عن التعددية والفكر الحر وقيم الحرية والديمقراطية، والعمل في سبيل رقي مجتمعنا وتطوره وإنمائه وتعزيز وحدته، والتصدي لمن يستهدفون ضرب مكتسابتنا الحضارية وحرياتنا العامة والخاصة ويستبدلون الحوار والنقد البناء بالشتائم والتحريض والإقصاء والهيمنة والسعي لاستصدار التشريعات الجائرة.
- دعوتنا الدولة للنهوض بمسئوليتها في حماية الرأي و الإبداع والثقافة في بلادنا، و عدم الخضوع لابتزاز القوى التي تريد إعادة البحرين للوراء وتعطيل مستقبلها.
لقد خلقنا الله أحرارا، ووهبنا أرضا حرة عزيزة يتعايش عليها الجميع دون تمييز أو حجر أو ترهيب، وساعدنا على تحقيق مكتسبات حضارية غالية، وإننا لمتمسكون بها بالنواجذ، مدافعون عنها بشتى الوسائل، مستمرون في زرعها بسنابل الفرح والخير والجمال والحب.
- الاتحاد النسائي، و يضم:
- جمعية أوال النسائية
- جمعية البحرين النسائية
- جمعية تنمية المرأة
- جمعية الرعاية النسائية
- جمعية الرفاع النسائية
- جمعية فتاة الريف
- جمعية مدينة حمد النسائية
- جمعية المرأة البحرينية
- جمعية المرأة المعاصرة
- جمعية المستقبل النسائية
- جمعية النساء الدولية
- جمعية نهضة فتاة البحرين النسائية
- أسرة الأدباء و الكتاب
- جمعية الاجتماعيين
- جمعية أصحاب الفنادق و المطاعم
- جمعية أصدقاء البيئة
- جمعية الأطباء البحرينية
- جمعية الأكاديميين البحرينية
- جمعية الاقتصاديين البحرينية
- الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان
- الجمعية البحرينية للبحث و التوثيق و الترجمة (تحت التأسيس)
- الجمعية البحرينية للشفافية
- جمعية البحرين للفن المعاصر
- جمعية البحرين للفنون التشكيلية
- جمعية التجمع القومي الديمقراطي
- جمعية التجمع الوطني الديمقراطي
- جمعية حماية العمالة الوافدة
- جمعية رجال الأعمال
- جمعية رجال الأعمال التنموية
- جمعية سيدات الأعمال
- جمعية الشبيبة البحرينية
- جمعية الصحفيين البحرينية
- جمعية الصيادلة البحرينية
- جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)
- جمعية الفكر الحر
- جمعية المحاسبين البحرينية
- جمعية المحامين البحرينية
- جمعية المصرفيين
- جمعية المهندسين البحرينية
- جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
- جمعية المنتدى
- جمعية منتدى المستقبل الثقافي
- جمعية الوسط العربي الإسلامي
- مجموعة الراصدون (تحت التأسيس)
- مركز جدحفص الثقافي
- مسرح أوال
- مسرح الصواري
- الملتقى الثقافي الأهلي
- نادي البحرين للسينما
- نادي الخريجين
- نادي العروبة
- نقابة الصحفيين البحرينية (تحت التأسيس)
- نقابة المصرفيين
- فرقة اجراس
****
مرسيل خليفة / قاسم حداد
عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضئ حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب.
جلبنا حكاية من ذابَ – وقيل من جُنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم.
كانت غايتنا أن نعبّر عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن نمجّد الجدير بالتمجيد: الحب.
أبداً لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام.
جمهورٌ بيننا وبينه ميثاقٌ من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحط من قدره بتقديم ما هو فجّ ومسفّ ومبتذل.
لكن أبداً لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله –غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.
إن محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، التصدي لعمل "مجنون ليلى"، ولكافة فعاليات "ربيع الثقافة" في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عمقياً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة.
إنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه.
إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات.
إن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين.
لذا يحق لنا أن نتساءل:
هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟
نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية.
ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف.
يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجرئ، مطمئنين بأن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية.
نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً:
ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.
20 مارس 2007
***
مرة أخرى تعم البهجة بلادنا الحبيبة مع بداية مهرجان ‘’ربيع الثقافة’’ الذي يشكل علامة فارقة في حياتنا الثقافية والاجتماعية، ويعكس مدى وعي شعبنا وتفاعله مع الثقافة والفن بمختلف تلاوينها.
لقد استهل مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام برامجه بملحمة ‘’مجنون ليلى’’ التي أودع فيها شاعرنا الكبير قاسم حداد رواية عصرية متجددة لواحدة من أعظم قصص الحب عبر التاريخ الإنساني التي ألهمت لقرون طويلة مخيلة الشعراء وكتب فيها وعنها ما فاق الخيال الإبداعي حتى أصبح اسم بطليها مرادفاً للعاشقين في كل مكان. وأضاف إليه الموسيقار العربي مارسيل خليفة عملاً موسيقياً رائعاً حول المقروء إلى لحن مسموع جميل بمصاحبة لوحات تعبيرية إنسانية راقية بلغت حد الكمال الفني، فحوّل هذه الأسطورة الشعرية إلى ملحمة غنائية أسرت ألباب من شاهدوها وأبقتهم في حالة انبهار عبروا عنها بتصفيقهم المتواصل وهتافهم الطويل واشتراكهم في الغناء.
وهكذا تمازج العملاقان قاسم ومارسيل في هذا العمل الإبداعي المتكامل مما شكل بداية قوية وناجحة لمهرجان ربيع الثقافة الذي طال انتظاره من قبل من حضروا فعالياته في العام الماضي وأعجبوا ببرامجه الرائعة التي أدخلت البهجة والفرح والأمل إلى القلوب.
ولاشك أن نجاح ‘’ربيع الثقافة’’ ملتصق بجهود صاحبته الشيخة مي آل خليفة الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث، التي أدهشت الجميع بإمكاناتها الإبداعية الخلاقة في صنع هكذا مشروع ناجح، وتحريك مياه الثقافة والفن في بلادنا، وجلب حضارات وثقافات الشعوب الأخرى إلى أبوابنا، وهو ما أكد صحة تمازج الحاضرات وتفاعلها وتعايشها، بل وبرهن أيضاً على أن بنات وأبناء البحرين قادرون على الإبداع والابتكار وخلق الفرح والأمل في نفوس الآخرين. وهي على كل الحروب التي يشنها عليها البعض من غلاة التعصب وأعداء الفرح لإحباطها وتخريب مشروعاتها تقف شامخة وتثبت للجميع أن هذا المشروع الإنساني النبيل هو لرفعة شأن البحرين وإعلاء اسمها. فتحية لها ولكل المبدعين الذين لا يألون جهداً في إضفاء الابتسامة والمعرفة والفرح على حياتنا. ان اللجنة التنسيقية المنضوية تحت تيار ‘’لنا حق’’ لترفع بهذه المناسبة تحية إجلال وإكبار إلى كل من القائمين على مهرجان ‘’ربيع الثقافة’’ وفي مقدمتهم الشيخة مي آل خليفة، متمنية لهم التوفيق الدائم والنجاح المستمر، ومؤكدة على دعمها المتواصل واللامحدود لكل أفكارهم ومشروعاتهم الثقافية الهادفة إلى ريادة البحرين ثقافيا. وهي في الوقت نفسه تستنكر وتشجب محاولات البعض خنق الحركتين الثقافية والفنية في بلادنا عبر إطلاق الأوصاف المهينة والاتهامات الجائرة والتهديدات المتشنجة بحق رموزها.
(لنا حق)
******
في ضوء الضجة المفتعلة حول برنامج (ربيع الثقافة) وقيام مجلس النواب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة بذلك، وهو المجلس الذي عجز عن فتح تحقيق واحد في جملة من القضايا الهامة وفشل في تحقيق أي إنجاز منذ بدْ أعماله قبل ثلاثة أشهر، وفي ضوء تداعيات هذه الخطوة ومخاطرها على الحريات الخاصة بعد أن قوضت الحكومة الحريات المدنية العامة، فإن جمعية (وعد) تؤكد على مواقفها التالية:
- ان خطورة التركيز على ملفات شكلية والابتعاد عن فتح لجان التحقيق في الملفات المطلبية والوطنية الكبرى هي في صالح الاطراف التي تريد تأجيج الصراع الفكري والسياسي بين التيارات السياسية الإسلامية والديمقراطية بدلا من توحيد المواقف من اجل قيام سلطة تشريعية كاملة الصلاحيات وتوزيع عادل للثروة ومحاسبة المفسدين وسارقي المال العام وتحقيق حياة كريمة لشعبنا، الامر الذي يخدم اطراف في الحكم وفي المجتمع غايتها الفرقة والاحتراب بين اطياف البلد والابتعاد عن القضايا المطلبية والحقوقية العاجلة.
- إن شعبنا ينتظر أن يأخذ مجلس النواب دوره الرقابي والمحاسبي على جملة من الملفات المطلبية العاجلة والخطيرة كالفساد والتجنيس والتمييز وسرقة الأراضي والسواحل وتدني الأجور والرواتب وفتح لجان التحقيق بما ورد في تقرير الرقابة المالية والتقرير المشهور الذي تعمد الحكم إغلاقه قضائياً والذي تضمن مستندات خطيرة تهدف تعزيز الطائفية واضعاف الوحدة الوطنية، وغيرها من الملفات التي تحتاج إلى نواب مستقلين وشجعان يستطيعون تحسين الرفاهية للمواطنين وإعلاء كرامتهم الإنسانية.
- إن اتجاهات بعض الكتل النيابية ونوابها مضادة للفنون وترفض دعمها وتشجيع برامجها وبما يحقق التوازن بين القيم الجمالية والذوقية والقيم الإنسانية الأخرى في المجتمع، وقد عبر أحد النواب المحافظين عن موقفه المسبق بتسمية الثقافة ب "السخافة" وهي دلالة على النظرة الدونية للثقافات الإنسانية التي تأثرت وأثرت على الحضارة العربية الإسلامية في أوج تقدمها وتطورها.
- إن حضارتنا العربية الإسلامية مشهود لها باحتضانها لشعراء وفنانين بل وفقهاء كانوا يحترمون الفنون ويمارسون بعضها ويستوعبون مناهجها واستقلاليتها بل وتأويلاتها، ولا يحملونها مفاهيم تراثية أو اجتماعية وسياسية بعيدة عن عوالمها واختصاصاتها، وقد ساهموا في تعميق مفاهيم فلسفية وجمالية لمثل هذه الأنواع من الفنون.
- إن وزارة الإعلام مثل غيرها من وزارات الدولة تحتاج إلى مكاشفة ومحاسبة في جملة من التجاوزات المالية والإدارية التي يمارسها بعض مسؤوليها، ومن الأهمية التمييز بين الصالح والطالح في كل وزارة، والإشادة بأية مشاريع وبرامج تخدم التنمية الإنسانية المستدامة بما فيها البرامج الثقافية والفنية، حيث يعتز شعبنا بأنه كان سباقا في احتضان التنوع الثقافي واستقبال كافة المدارس والتوجهات الفنية والشعرية التقليدية والمعاصرة والحديثة، وتشجيع مبدعينا في تعزيز سمعة بلادنا عربياً وعالمياً من خلال إبداعهم الشعري والفني عبر مشاركتهم أو ترجمة إبداعاتهم للغات العالم. وعلى صعيد ادارة الثقافة والتراث الوطني فان هناك جملة من التجاوزات وشخصنة البرامج الثقافية وعدم ممارسة التشاركية المطلوبة مع مؤسسات الأدب والثقافة بجانب ممارستها للاقصاء لمثقفين وفنانين بحرينيين تحت قرارات فردية بجانب الاخطاء في آلية العقود المالية والإدارية وعدم وجود وضوح في السياسة الثقافية المطلوبة، الامر الذي يفرض على النواب والمثقفين ومؤسساتهم تحمل المسؤولية في تحديد الموقف وعدم المجاملة لأهداف شخصية.
- إن الموازنة السنوية التي تخصصها جهة في وزارة الاعلام لربيع الثقافة من دعم ومساندة من القطاع الخاص في تمويل هذا المشروع، يجعلنا نتساءل لماذا لا توجد أية مشاريع لتأسيس بنى تحتية للثقافة والفنون في البلاد، فهي تفتقد المسارح والمقار والدعم للفنانين والمبدعين والمجمعات الادبية ودور الموسيقى وغيرها.
- ان الحكومة مشاركة في هذه المسؤولية من التصعيد وإثارة الآخر في مجلس النواب، وهي مسؤولة كذلك عن ممارسة الاهمال على الصعيد الثقافي في حين ان الواقع الثقافي والفني المحلي يشهد تراجعا منذ عقود عديدة من جراء اهمال الجهات المعنية لدعم مؤسسات الفن والمسرح والادب وجميع المبدعين وممارسة الانحياز وعدم وجود معايير موضوعية وتهميش المثقفين في وسائل الاعلام الرسمية ومحاولة احتكارها للثقافة.
- في الوقت الذي ندعو الى محاربة الفساد الاخلاقي بأشكاله المتنوعة، فانه من الاهمية عدم ربط الفنون الراقية بفضاءاتها الحرة المطلوبة بهذا الفساد الاخلاقي المرفوض والذي يقف وراءه متنفذون يمارسون وسائل الاستغلال والعمل الجبري للمرأة لمصالحهم الخاصة.
إن قيم التسامح والتعددية الثقافية والفكرية المرتبطة بتاريخنا وحضارتنا هي في الوقت نفسه مكونات أصيلة للحقوق والإلتزامات الواردة في الدستور والميثاق والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق الإنسان. لذلك فاننا نناشد الجميع احترام الرأي والرأي الأخر والقبول بمبدأ التعددية الثقافية والفكرية بإعتبارها أحد أسس قيام المجتمع الديمقراطي الحر.
19 مارس 2007م
جمعية العمل الوطني الديمقراطي - وعد
*****
- يعبر المنبر عن الاستهجان من قيام النواب بالتصويت في جلسة الثلاثاء الموافق 20/3/2007 ، وبإجماع الكتل في المجلس ، على تشكيل لجنة تحقيق في أنشطة مهرجان ربيع الثقافة ، ويرى في ذلك مؤشرا خطرا على انحراف الغرفة المنتخبة من المجلس الوطني عن المهام المناطة بها في صيانة الحريات العامة والشخصية واستيفاء مقومات البناء الديمقراطي ، والرقابة على الأداء الحكومي المتردي في الكثير من الأوجه ، بما في ذلك تشكيل لجان التحقيق في أوجه الفساد الصارخة في ميادين عدة ، يتطلع المواطن لأن يرى النواب الذين انتخبهم يتصدون لها ، بدل أن يوجهوا المجلس وجهة التحريض على الثقافة والإبداع والفنون ، ودفع المجتمع نحو المزيد من التراجع .
- يرى المنبر التقدمي أن توجهات النواب الراهنة تؤكد صواب ما كنا قد حذرنا منه أثناء سير العملية الانتخابية وبعد ظهور نتائجها ، من أن التركيبة المحافظة للمجلس وقيامه على الاستقطاب الطائفي ، لن تجعل منه مجلسا مؤهلا لأن يضطلع بالمهام التشريعية والرقابية التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن ، وان الكتل الرئيسية فيه ستجيره لأغراض ومهام تخدم أجندتها السياسية والثقافية التي هي ليست محل توافق في المجتمع .
- يرى المنبر التقدمي أن هذه التوجهات تبرز مجددا الحاجة إلى وحدة جهود القوى الديمقراطية والليبرالية في الحفاظ على الطابع التعددي والمتنوع للمجتمع البحريني ، والذي كان على الدوام مصدر اغناء وإثراء للحياة الاجتماعية والثقافية في البلد ، وفي تكريس تقاليد الانفتاح والتسامح والتنوير والتفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى دون عقد. وفي هذا المجال يحيي المنبر مبادرة البيان المشترك الذي تداعى إليها ممثلو هذه القوى ، ووقعت عليها أكثر من خمسين جمعية ومؤسسة سياسية ونسائية وثقافية ومهنية وحقوقية ونقابية ، تظهر الثقل النوعي للقوى الحديثة في البحرين ، والتي يشكل التنسيق فيما بينها ضمانة من ضمانات التصدي للحملة التي تستهدف مصادرة الحيز المتاح للثقافة والأفكار الديمقراطية والليبرالية في المجتمع ، وإخضاعه لنمط واحد من المعيشة والتفكير لا يتلاءم وتقاليد البحرين المعهودة في الانفتاح والتسامح .
- يدين المنبر التقدمي الحملة التي تشن على الصحافة الحرة في البحرين ، وعلى كتاب الرأي فيها من قبل بعض النواب ، ويدعو لتعزيز الحريات الصحافية من أي تطاول عليها ، والسعي لتعزيزها وتطويرها واستنهاض دور الكتاب والمبدعين والفنانين والمثقفين في التصدي للحملة الرجعية التي تستهدف إسكات أصواتهم ومحاربة إبداعهم .
- يعبر المنبر التقدمي عن استغرابه من الموقف السلبي للدولة تجاه ما يجري ، ويرى فيه استمرارا لسياسة ممالئة القوى المحافظة في المجتمع ، وتقوية نفوذها وفق حسابات سياسية ضيقة ، لا تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية العليا للوطن وآفاق تطوره باتجاهات الحداثة والتقدم والمشاركة السياسية الحقة ، ويطالب المنبر الدولة بأن تكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها في أن تكون ممثلة للتكوينات الثقافية والاجتماعية للمجتمع البحريني ، وان تكون ضامنا لاحترام ما في المجتمع من تنوع وتعدد في الآراء وأشكال الوعي الثقافي وأنماط المعيشة الاجتماعية . إن مسايرة الحملة الرجعية على الثقافة أو السكوت عنها سيحمل مخاطر لا على ما رسخ من تقاليد ومكتسبات في المجتمع ، وإنما على الدولة ذاتها التي ستجد نفسها أسيرة لابتزاز القوى المحافظة.
المنبر الديمقراطي التقدمي
21 مارس 2007
***
رغم الجدب واليباس الذي أستوطن قاع الكائن وفضاء المكان تظل السحب المثقلة بالحب تأتي تباعا فاتحة للحياة المطمورة - تحت تلال الرمال وكثبان التراث- أبواب الوصال
وكلمات قاسم حداد وسحبه بخصوبة أمزانها تجمع شتات السبل و السعي في نقطة واحدة هي الحياة وتصل الحياة بحقيقتها.
فكما هي الغيمة في السماء و الكتاب للعالم و البيت للناس والفوح للنحل هي الحب للإنسان والدال على الروح التي تتلاشى في حضرتها الحدود والأقطار لتنتظم حبات فرادتها بحبل واحد هو أشبه بالسر وهي الحياة
وكلما أنسنت كلماته العالم ومنحت رحلة الأحياء الدلالة والمعنى في الحياة والوجود كلما زاد سعار الغبار وضراوة الجدب ورغم ذلك يظل قاسم حداد يمارس رسالته لهداية الإنسان مهما غرزت الذئاب نصل عوائها في صدر الليل ومهما تغولت نصوص العدم فتظل كلماته وروحه خطا من النور والماء يفصل بين العدم والوجود والموت والحياة.
وإننا إذ نعلن تضامننا مع قاسم ومارسيل فإننا نؤكد بموقفنا هذا حقيقة تضامننا مع إنسانيتنا الحقة وانتسابنا للحياة فبوركت كلماته و أغانيه التي تبذر الحياة وتسقيها في آن واحد وبوركت كل القلوب التي فتحت في صلادة صخر الماضي بابا تعبر منه الحياة إلى المستقبل وتبقى القصيدة موئل الظامئ وبوصلة السير وقبلة القاصدين.
***
في خطوة تذهب نحو مصادرة الحرية، ومطاردة الفن وتغليب الظلام، اتخذ مجلس النواب البحريني موقفاً استبدادياً من العمل المشترك المقدم من الفنان مارسيل خليفة والشاعر قاسم حداد ضمن فعاليات ربيع الثقافة، حيث أقدم المجلس على تشكيل لجنة للتحقيق في ربيع الثقافة، ودفاعاً عن الفن وحرية التعبير التي تناضل من أجلها البشرية والتي كفلتها المبادئ والمواثيق والقوانين الدولية وشرائع حقوق الإنسان، فإننا نحن الأحرار من الأدباء والفنانين والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين وكتاب البحرين نعلن دفاعنا الصريح عن الفن وحرية التعبير وحقوق الإنسان، ورفضنا المطلق لأساليب الحجر والهيمنة، ونطالب مجلس النواب بأن يتخلى عن منهج الوصاية، وأن يستجيب لنداء الحرية، ويلتزم بالديمقراطية وقيمها في التعدد والتنوع والتسامح.
كتاب وادباء ومثقفي البحرين
ابريل 2007