ترجمة : حسين محمود
(مصر)
يغلبني الإنترنت كإعصار
من الأصوات المغتربة. وهكذا ففي حفل
جيد التنظيم، مع أصدقاء منتقين،
يندفع الرعاع الجائعون.
الرحمة لصوامع الحبوب التي حصدناها
على مر السنين بحب كبير. جرادات
رهيبة تحضر وتبتلع
وقتنا المقدس.
رأيت ستة أشخاص يموتون، كلهم
رأيت ستة أشخاص يموتون، كلهم
مصابين تقريبا في النفوس.
الأدوية بالأكوام، والأساتذة،
كانوا يزيتون أصغر التروس.
النخاع، والبروزاك، والأمفيتامين،
نقل الدم، زرع الأعضاء، والنيتروجليسرين.
تلاشت النعمة، الندى
الذي ينسحب من كل ورقة أمام الشمس.
ربما كان المجموع قابلا للإصلاح.
ولكن لو كان كل جسد بشري سيارة فيراري،
لكنت أجريت فحصا أخيرا وتأكدت
ما إذا كان الكاربيراتور باقيا.
لم تعد، أعمدة التلغراف، تعرف
لم تعد، أعمدة التلغراف، تعرف،
أنها كانت أشجارا.
لا تحاول علي الأقل، في الربيع،
أن تنبت برعما.
وبفضل الإنترنت والفاكس أصبحوا يسقطونهم
للمرة الثانية. كانت
لسبعين عاما نافعة. أقل من ذلك أو أكثر
يدوم مصير الإنسان.
حسنا فعل
جوتبنرج، إذ اخترع
حسنا فعل، جوتنبرج، إذا اخترع
الحروف المتحركة. تضغط
مفتاحا، فإذا الحرف قد تعشق
في الخانة المناسبة.
ويستريح الكاتب أخيرا
بعد ثلاثة آلاف عام. ولكن المنظومة
تختل أحيانا، فيقهقه في
وجوهنا ذلك الكلام الفارغ.
من ديوان (أيام الشوك) 1996