قصائد للأرجنتيني خوان جيلمان

ترجمة: اسكندر حبش

خوان جيلمانكنا في (سفير) 14/3/2003، قدمنا ترجمة لعدد من قصائد الشاعر الأرجنتيني خوان جيلمان، الذي يعد اليوم واحدا من أبرز الأصوات الشعرية في أميركا اللاتينية، وربما الأكثر تفردا.

ولد جيلمان في العام 1930 في بوينس أيرس، عرف حياة عاصفة، حيث قتل جنود الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين ابنه وزوجته، انتقاما منه، نظرا لمساعدته الدائمة للثوار. عاش المنفى طويلا، وحاز عددا كبيرا من الجوائز الأدبية، كما نقل شعره إلى عدد كبير من لغات العالم.
هنا، عودة إليه، في ترجمة لبعض قصائده.

الحيوان

أسكن مع حيوان غامض.
ما أصنعه في النهار، يلتهمه في الليل.
ما أصنعه في الليل، يلتهمه في النهار.
شيء وحيد لا يأكله:
ذاكرتي. يستبسل في القبض
على أقل أخطائي، على أدنى خوفي.
لا أتركه ينام.
أنا حيوانه الغامض.

الوزن

يأتي وزن الكلمة من جسد ممتد،
يأتي رعبا أو ألما، طفولة.
فراغ الأعماق مستند إلى الريح.

وصلات

الفاقد أرضه يرى الآن فصوله الخريفية التي لا يمكن لطفولته خيانتها. من هنا مر الغد. يرتجف دائما وإلى الأبد. لا يتوقف أبدا عن حصته من اللانهائي.

حياة عارية

هذه الروح التي حلقت من تعاستها الممزوجة بحب خفي، المخضبة بالعديد من الوجوه، المعطاة، المنقاة، الذاهبة والآيبة، المرتجفة من الشجاعة.

أفعال

العدم موجود قبل الحب، لكن الحب هو من يخترعه. منطقة فارغة، تحيا وتموت عند كل نقطة من صفر الليل.

الوهم

الحجر، يريد أن يكون حجرا، وأنا، أنت. وعيي بأنني شخص آخر ليس سوى وهم.

أخرى

من أنت أيتها الحميمة الأخرى؟ ساعات جسدك تصنع الأبدية.

الكلمة

الكلمة التي تسميك تسكن الظل. تصير ظلا حين تسميك. تقرقع في الفم الذي فقدك، ليستقبلها.

العطش

المسجونة في عطشها تدفع في كل لحظة ما تقاسيه.
هكذا تأتي الأحزان، الأم الغامضة، ديون النسيان.

المهد

جسدك المزدوج يصنع الليل، يهز المهد حيث ولدنا بالمقلوب، مرضى من الخوف.

رسالة

غريبة هي المياه التي تجمعنا، جمرة مشتعلة إلى أقصاها، مثل تلك المتكلسة، تهب اللاكينونة.

المرآة

أيتها الروح التي لا تشاهدين سوى حيوان مجروح في عمق المرآة: توقفي عن اللهاث.

مقطع من قصيدة
(غير المكتمل)

(2)

مياه بطنك تغني في عمق البلاد
هكذا جُبلت
وبما أن المطر يؤلم اليوم
تسكنين العالم بأسره
أين تكتبين فصولك؟
ارتجافات طهارتك؟
يا بائعة الخبز!
تلمعين لكي لا يتألم أحد!
تؤاخين الصحبة التي تبدأ
في جلدك! مثل ظلال الرعب!
هكذا يأتي الراحل إلى نهديك!
ذاك الذي كان يمر في خمرك ضد
النسيان!
شاداً على العظام الصغيرة المستعارة!