قصيدتان

سيرغي يسنين

عن الروسية: وضاح يوسف الحلو

سيرغي يسنينسيرغي يسنين من شعراء الوجد الروس. عاش قليلاً لينتحر في الثلاثين من عمره. كان معادياً للسياسة، على عكس المظلوم فلاديمير ماياكوفسكي، رغم أنه كتب قصيدة جيدة عن لينين. شعره انعكاس حسي لعالم المرأة المليء بالألغاز والتأوهات والكآبة والمرح. عمل على توسيع استخدام المفردة الروسية. يعشقه الشعب الروسي الذي يتداول شعره كالخبز.

جوع

كآخر ذئب في ليلة سيبيرية
كانت تخطو
تحت رذاذ المطر
مصفّرة أغنية ما
وقد بدت مخمورة
من تقطع أنفاسها
وحركاتها المترنحة.
توقفت عن الصفير
تمتمت بملء الصوت
ما يشبه قصيدة لبوشكين
إيقاعية الجرس
موزونة القافية
ثم قهقهت:
أريد رجلاً.
السماء قائظة بالمطر
والوجوم يقبض على الرصيف
وحدها عادت إلى الصفير
كأنثى البلبل
تنادي ذكرها
في استهلال الربيع.
كانت مخمورة
تئن لنقيضها
عضوها يشخر
مثل ذئب
في ليلة سيبيرية

هناءة

أمامها،
انتصفت قنينة النبيذ
وهي تزمجر حناناً
لعضو ذكري وقد جلست جنسياً
كأنثى الطير
في شهر نيسان
بأعلى شجرة العفص.

أمامها،
انتهت قنينة النبيذ
إلى فراغ
تكوّرت على ذاتها
نادت ثم كاغت
ثم بكت
لذكرى رجل
راح
في قشعريرة الكأس
يتلمس عضوه،
في دخيلتها قالت:
أنثى بلبل تعاني
من كثافة الهجر
والربيع أطل
كشهقة جماع
في عمق ليلة
مبتلاة
بالجنس.
انكسرت الكأس
اندلق النبيذ
على الفستان،
خلعته
ثم نامت
تحت غطاء من نبيذ
من نبيذ.

النهار
الثلاثاء 31 أيار 2005