سليم بركاتشئ طفولي يتغلغل في كتابة سليم بركات، بل حول لغته بالتخصيص.
لغةٌ متلاقحةٌ، تركيبيّةٌ، تلاقح ثقافتين، تلاقُح أسطورتين.
شيركوه = أسد الجبل
كلبهار = ورد الربيع
جكرخوين = الكبد الدامي.
من بساطة الأسماء وشعريّتها ينشأ مبتدأ التركيب.

***

"في النظريات الصارمة أن النّص الشّعري تحديداً، إذا تحقّق له انتشارٌ كاسحٌ، فلا يتوجّب أخذه على محمل عمق في الصيّرورة الشّعرية" من كتابه الأخير "الأقرباذين"

هذا عن الشّاعر المقبول عامة في القراءة والاستمتاع، ذلك القادم بنصّه مع رفقة كبيرة، ومع مواصفات الرضى والإلفة. لكن هناك "على الضفّة الأخرى شاعر أقل حظوة، بل حظّه من المحتشدين على قدر اختياره. هو أيضاً سيغدو متحققاً "ببرهان التاريخ في الشّيوع. وذلك ما تدرجُ عليه لغاتنا في القصد إليه ب"أنه سيكتشف".

لن أذهب مع سليم نحو سين المستقبل لأنه "مُكتشفٌ قبل الآن. في نثره وشعر، وفي حضور نظره الخاص.

***

كنت أتراءى معه. نتراءى في الكتابة الجديدة في سبعينات بيروت وموجاتها الإبداعية. صوته حاضرٌ منذ بدايته. منذ كتابه الأول الذي بعث به إليّ في بغداد مع كلمته "إلى جليل وأقنعته". تلك الأقنعةُ التي تمثّلها نصف جيلنا: المتمرّد، الثوري، المتفرّد في اختياراته، وفي ما يكتبه خاصة. تلك الكتابة الفريدة غير المستأنسة، حيث ما زال سليم بركات أفصح مثال على حيويّتها.

***

شاعر تحبّه. شاعر تحترمه. أما هو فيجتمع معه الحبُّ والاحترام. وهو من القلّة التي تجتمع فيها هاتان الخصلتان. وهو شاعر تنتظره.

عن (القصيدة) /1