أشعر في كتابة سليم بركات السردية والشعرية أنهما يصدران من منبع واحد, بمعنى أن الشعر ينتمي الى عناصر السرد
من شخوص وحبكة وحكاية كبيرة, وكذلك الى سيولة لغوية تستطرد أكثر منها تحافظ على الإيقاع. لغة تجرى وراء مقابلة أسطورة في الطريق وبالفعل تصادفها
في الوقت نفسه السرد عند سليم بركات يحافظ غلى فضاء الشعر, هناك شئ أشبه بالمرايا تنقسم عبرها الجملة السردية وترتد وتنعكس وتتكرر لتصنع نسيجا من الصوتيات في عدة اتجاهات, بمعنى أن اللغة تمتلئ بنفسها وتشغل حيزا ما في تأصيل الفكر.
في سرد سليم بركات أشعر بتحقق لكلمة (النص) بتحقق للغة والمعنى دون اللجوء الى مرجع
لقد أحببت ديلان ود يراما وبيكاس, أحببت الأماكن الحدودية التي يحكى عنها, وتمنيت أن أكون جزءا من هذا النسيج الاسطورى الحديث.
وأعتقد كذلك أن الحس الاسطورى يتحقق عند سليم بركات بعلاقته باللغة العربية, باندهاشه الدائم من هذه اللغة, بتلذذه بالكلام والمفردات والاكتشاف ليصل الى حدود قد تضاف الى الشعر أو لا تضاف ولكنها في النهاية مغامرة.
أي أسطورة لن تخلو من التكرار ومحاولة استعادة المعنى الواحد بأكثر من طريقة.
اللغة وليس الحدث, تشعرك بأنك تقابل شيئا حدث في الماضي. لغة لا تبحث عن حديث, حتى هذا الحديث والآني, عبر لغة سليم بركات, يرتد الى الماضي, الى ذاكرة قديمة, ذاكرة شعب وثقاقة وإنسان.