مختارات

تنزلُ المياه في الصباح عن سريرها، وليس عليها من زينة الأرض غير عقد من الأشرعة. وتصعد الى سريرها، في المساء، مخضبة بقلق المنارات والصواري التي لم تصل. والمياه فأس العذوبة التي تهيئ للآلهة حطب الكون. والمياه كلبٌ يجر زحافتي على جليد الأبجدية.

وهي تابعي الحامل محبرتي وأختامي حين ادخل على أسياد المساء لنبرم عقدنا، عقد كوكب أو نشيد.

فلتعجل نفسي، إذاً، في اقتسام الهرطقة بينها وبين الورد، ولتهيئ المياه سرير حوذيِّنا.
أما أنت أيها العماء الثديي، يا عماء يشحذ سيف الخاتمة ويغوي المكان، فليتريث جندك المدجج بالزنك والحبق وخمائر العاصفة المزة، الى حين تسرِّح الأرض جيادها الكبريتية، وتستلقي رخوة كاليرقة في ظل نسرها الكهل، نسر كهولة ترمق الفرائس بعينين من غبار. يقينا ستلمحها أيها العماءُ. يقيناً ستلمح الأرض ضارعة الى غبار يكحت صدره بأظافر المغيب. وستعدو أيها العماءُ، في هذه السانحة، ممسكاً فأمسك الذهبي، فأمسك الاول الذي انعكست على شفرته التماعات الفراغ فولدت الأرض ومضاً، وستضربها فترجع ومضاً تتمرأى فيه خنانيص الظلام.

(تعرف ديلانا هذا، تعرف المساء ذا الهيكل الماموثي الذي ينتظر حربة العماء. وهي ترفع إليه، الى المساء ذاته، حلم ابنتيها المقبلتين بثدييهما الصغيرين على شراع الجسد. وتودّ لو عجّلت الضربة، وانفطر الجماد حاسراً أشلاءه عن جرة واحدة للفحولة تشرب منها امرأة وابنتاها).

فلتعجّل نفسي...

أقرأ أيضاً: