الثعلب (1) مجرة الأغاني تبسط فراءَها للمجراتِ، فاقتربوا، أيها المختالون، بفخاخكم الزرقاء ، لتصيدوا يمامة الحيلْ . لكن، بأيّ أحبولةٍ ستأسرون هذا المهرقَ كالقهقهة ؟ بأيٍّ ستأسرون الرخيم مثلَ الإنشاد للمياه ؟ ليكنْ. خذوه، خذوا الطائش الجميلَ، فهو قرعُ الحكايةِ على إيهِ،...إيهِ، أكانت لكم حكايةُ قبلَ أن يمسًّ بذيله الحكاية ؟ تبدِّدُونهُ فيبقى . تبدِّدُونهُ فتبقى يمامةُ الحيَلْ . الحمار (2 ) آن يتخذ سيّاف الغيبِ كمالاً ككمال الظلام ِ، وتركعُ الرياحُ الأسيرةُ، تغرورقُ عيناكَ، يا هادئاً ترى الذي ترى، وتكفيكَ من الأبدِ قضمةٌ واحدةٌ، فلماذا تأسى للوقتِ، ولماذا تضربُ بحافركَ على رخامِ بطشنا ؟ يا حمارُ، يا جدالَ الكسلِ المربكِ، تلفت بعينيك الناعستين إلينا، وأطبقهُما، فإنكَ لن تظفر برؤىً مثلنا قط ؛ رؤىً تمضي على زحافةٍ تجرُّها ديكةُ الثلجِ، يا حمارُ، يا شظايا كأسٍ ارتخت يدُ النديم عليها فهوتْ في الفراغِ مائة عامٍ قبل أن تتشظى، إضرب بحافركَ، إضرب بأذنيكَ، إضرب بالكسل المُربكِ هذه اليقظةَ السارحةَ تحت خوذاتنا، واغفُ، فقد أغفى الوقتُ ـ ترجُمانُك الغاضبُ. وديعٌ أنتَ ، وتغرورق عيناك . من " بالشباك ذاتها، بالثعالب التي تقود الريح " ـ الديوان. دار التنوير ـ 1992 بيروت . السنجاب ( 3 ) تتدحرجُ حبََّة البندق الأولى من الأعلى . تتدحرجُ الحبَّةُ الثانيةُ، والثالثةُ، والرابعةُ، والخامسةُ، والسادسةُ من الأعلى. حبةً حبةً يتدحرجُ البندقُ تحت الشجرة البلهاءِ، الشجرةٍ التي يجمعُ السُّنجابُ ذاكرتَها حبةً حبةً ، ويدحرجها الى وكرهٍ . ذاكرةٌ من البندقٍ تتدحرجُ، كلَّ عامٍ، حبةً حبةً، إلى وكرِ الأمير ذي الذيل المرح ِ، والشجرةُ تنسى . من " الكراكي " ـ الديوان دار التنوير للطباعة والنشر 1992 بيروت . |