Ùوتوكينا 2008.. نتØدث صوراً
المطعم الصغير ÙÙŠ مدينة ''برقش جلودباخ'' الألمانية، تديره امرأة تركية ÙÙŠ عقدها الخامس لا تملّ الابتسامة. سألها موظ٠بيت البØرين للتصوير Ùيتشواز روات قال: ''قبل ستة أعوام تركت لك صورة Ø·Ùلتك الصغيرة. كان الوقت متأخراً وباب المطعم مغلقاً Ùدسستها أسÙÙ„ الباب ليلة رØيلنا من Ùوتوكينا .2002 هل استلمت الصورة؟''
ابتسمت المرأة، طلبت إعادة الكلام. ÙÙŠ المرّة الثانية أشارت إلى صورة Ø·Ùلة معلقة على جدار المطعم قالت: ها هي؟ رØبت المرأة بنا، أشارت بيدها بأن الطÙلة كبرت، Ùكبرت ابتسامة Ùيتشواز.
بعد مساÙØ© زمنية وبÙعد الأرض، والذاكرة نعود للمكان ذاته - هكذا نظن- نبدأ تواصلنا بالصورة ونتØدث صوراً. هل هذا هو Ø£Øد أهم أهدا٠معرض Ùوتوكينا الدولي الذي يعقد ÙÙŠ ألمانيا كل عامين؟
ÙÙŠ العام 1950 أقيم معرض Øول التصوير بعنوان ''معرض الصور والسينما''(Photo- und Kino-Ausstellung) ÙÙŠ مدينة كولن بألمانيا. ÙˆÙÙŠ العام 1951 أقيم مرة ثانية لكن تØت اسم ''Ùوتوكينا'' (Photokina)ØŒ وصار يقام كل عامين منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، ويضمّ كلّ ما يتعلق بالتصوير الÙوتوغراÙÙŠØŒ وقليل منه Øول التصوير السينمائي الشخصي ÙÙŠ أغلبه. المعرض الصغير صار تظاهرة عالمية يتمّ الترتيب لها طوال عامين كاملين. منذ الآن يبدأ الترتيب Ù„Ùوتوكينا .2010
Ùوتوكينا هذا العام اÙØªØªØ ÙŠÙˆÙ… الثلثاء 23 سبتمبر/ أيلول ÙÙŠ مدينة كولن غربي ألمانيا، شارك Ùيه 1500 عارض من 49 دولة، ÙÙŠ 16 قاعة كبيرة بينها زوايا وجسور شغلت بعشرات المعارض الÙنية والتوثيقية. وقد اهتم معرض هذا العام بالكاميرات الرقمية التي Øققت مبيعات واسعة ÙÙŠ أسواق التصوير ÙÙŠ العام .2007 كانت Ø¥Øدى هذه الكاميرات تتعر٠على Øركات الوجه ولا ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„ØªØµÙˆÙŠØ± إلا عندما يضØÙƒ الجميع! سيكون الكذب Ùيها مركباً!!
المصور الÙوتوغراÙÙŠ الذي يزور هذا المعرض لأوّل مرة سيشعر بإØباط شديد، وتÙاؤل لذيذ. الإØباط من أنّه جاء من مكان لا ÙŠØدث Ùيه كلّ هذا التقدير للصورة، وأن ثقاÙØ© التصوير Ù…Øصورة ÙÙŠ الكاميرا وصورها، مقطوعةً عن كلّ وشائجها، ÙˆØيواتها. والتÙاؤل من هذا الاهتمام العالمي Ù„ÙÙ† ÙŠØسب المصور أنّه ينتمي إليه، ومن أنّه Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø¬Ø¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ عندما يغادر هذا المكان، ولا ÙŠØدث الناس إلاّ صوراً.
هنا ÙÙŠ هذه الØلقات الخاصة عن Ùوتوكينا 2008 وكل ما اقترب منها، Ù†Øاول أن نتØدث صوراً قدر الإمكان، ونرى سعة Ùوتوكينا ÙÙŠ الأشخاص أيضاً.
الطريق إلى Ùوتوكينا
الÙوتوغـراÙÙŠ بـلومـن.. Ø·Ùـل جــبال بلـــغاريا
''لم يكن ÙÙŠ عائلتنا مصور ÙوتوغراÙÙŠØŒ إنّما هو Ù…Ø±Ø Ø§Ù„Ø·ÙÙ„ بين الجبال...''
كنا نعر٠الساكن الجديد ساعة وجبة الإÙطار ÙÙŠ النزل الصغير ÙÙŠ مدينة ''برقش جلودباخ '' الصغيرة، القريبة جداً من مدينة كولن الألمانية. الرجل الجديد ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… الثاني من اÙØªØªØ§Ø Ù…Ø¹Ø±Ø¶ Ùوتوكينا الدولي رجل كلّه Øيوية، سريع الالتÙاتة، لا يجد صعوبة ÙÙŠ التواصل مع الآخرين. يعر٠البØرين من دبي! هذه الطريقة الناجØØ© لتعري٠كثيرين ممن يسألون: من أين أنتم؟
لم يمض عليه كثير Øتى قال: هل أنتم مصورون؟ قلت له: Ø£Øياناً. ضØÙƒ ثم قال: ما رأيكم لو أطلعكم على صوري، ثم تطلعونني على صوركم؟ رØبنا بالÙكرة. Øالة الألÙØ© هذه لا تØدث ÙÙŠ الÙنادق الكبيرة. وقبل أن ينتهي الإÙطار Ø£Øضر ألبوماً لصور مشاهد طبيعية Ùائقة الجمال، كأنها لا تØدث! ثمّ قال: أنا من بلغاريا.
ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø ÙŠÙˆÙ… الاثنين الثاني والعشرين من سبتمبر 2008 خرج الÙوتوغراÙÙŠ ''بلومن تروشيÙ'' من مدنيته ''كازانلك'' ÙÙŠ بلغاريا يقود سيارته Ù†ØÙˆ معرض Ùوتوكينيا، قال ''هذه المرة الثالثة التي Ø£Øضر Ùيها هذه المعرض، ولكنها المرة الأولى التي Ø£Øضر بالسيارة. قدت السيارة مدة يومين كاملين Øتى وصلت إلى هنا. توقÙت كثيراً، وصورت كثيراً، وثقت رØلتي بالصور. المواصلات الأخرى لا تريك الطريق''.
ولد بلومن ÙÙŠ العام 1968 ÙÙŠ مدينة ''كازانلك'' ÙÙŠ بلغاريا. المدينة كلها جبال، صنعت النظرة لديه ÙÙŠ أشد اتساعها، وهي التي أخذته للتصوير الÙوتوغراÙÙŠ. يقول ''كنت الطÙÙ„ الذي يعشق تسلق الجبال، ويجلس بينها. يبدو هي السبب ÙÙŠ عشقي للتصوير. لا Ø£Øد ÙÙŠ العائلة له علاقة بالتصوير الÙوتوغراÙÙŠ Ùأبي يعمل ÙÙŠ مصنع أسلØØ© ''كلاشنكوÙ''ØŒ وأمي ربّة بيت انÙصلت عنه قبل ثلاث سنوات تقريباً. قلت مرّة ÙÙŠ Ù†Ùسي لماذا لا أشتري كاميرا وأصور الجبال التي أجلس بجوارها؟ تأكدت الرغبة Ùيّ Ùاشتريت كاميرا Ùيلم متواضعة اسمها ''Smiana''. كان عمري Øينها عشر سنوات. ÙØ±Ø Ø£Ù‡Ù„ÙŠ بالصور كثيراً Ùواصلت التصوير. بدأت أتطور قليلا قليلاً دون الØاجة إلى Ø£Øد. هكذا أنا لا Ø£Øتاج إلى Ø£Øد كثيراً. لقد تعلمت أن أصنع كلّ شيء بنÙسي.
يضي٠بلومن ''اشتريت بعدها كاميرا من نوع '' Zorkii-4''. وعندما صار عمري ست عشرة سنة أقمت معرضي الÙوتوغراÙÙŠ الأول ÙÙŠ مدينتي عن الطبيعة. لقد اندهشت من كثرة الØاضرين. تمّ شراء كلّ صوري. كان تلك Ù…Ùاجأة Øقاً. بدأ اسمي يخرج للناس''.
ÙÙŠ المساء أطلعنا بلومن على ألبوم صوره الثاني: نساء لا يتيسرن لكاميرا مصور عربي خجول! لم يضع جسد امرأة واØدة ÙÙŠ وسط الصورة ÙÙŠ ألبومه كله.
- نساؤك جميلات يا بلومن.
- ههههه.. هن موديلات.
- هل تدÙع لهن؟
- لا.. يعشقن التصوير.. أعطي كل واØدة صورها.
- منْ يساعدك؟ تصوير كهذا ÙŠØتاج إلى معدات إضاءة، ومساعدين؟
- لا Ø£Øد. أنا Ø£Ùعل كلّ شيء لوØدي، ليس ÙÙŠ التصوير ÙØسب. بل ÙÙŠ Øياتي كلها.
أقام المهندس المعماري ''بلومن'' ثمانية معارض شخصية موضوعها الطبيعة والعري (Nude)ØŒ اثنان منهم ÙÙŠ ميونخ ÙˆÙرنسا. Ø£Øد أعضاء Ùرق الإنقاذ المتطوعة ÙÙŠ جبال بلغاريا، وشارك ÙÙŠ أكثر من عملية إنقاذ من الزلازل. قال ''ذلك يجعلني أقرب إلى الناس. لقدت درست طرق الإنقاذ''.
يرى بلومن أن الجانب المضيء ÙÙŠ الØياة أن تتواصل مع الناس والعالم. قال ''تماما كما Øدث بيني وبينكم بهذه السرعة''.
- لماذا تصر على Øضور Ùوتوكينا؟
- Ùوتوكينا مدرسة تصوير.. أرى الجديد ÙÙŠ عالم التصوير وألتقي بمصورين من كل مكان. ستشعر بالÙخر لأنك مصور وأنك اخترت الجانب الصØÙŠØ. صعب أن لا Ø£Øضر Ùوتوكينا.
الÙوتوكينيات من النساء
ÙÙŠ اليوم الأخير من Ùوتوكينا سألت المصور الألماني الشاب رول٠بايور، الذي قدم اثنتي عشرة ورشة ÙÙŠ التصوير داخل الاستوديو: ما موضوع ورشة اليوم؟ Ùقال «نساء. نساء.. نساء». قلت له مازØاً «أنت لا تصور إلا النساء.. لكن ما التقنية اليوم؟» Ùقال «تصوير البورتريه أيضاً».
Øضور نسائي طاغ للÙوتوكينيات من النساء طيلة أيام المعرض! الموديلات على اختلا٠أشكالهن انØصرت ÙÙŠ النساء، المستقبلات والشارØات ÙÙŠ أغلب الأجنØØ© من النساء أيضاً. Ø¬Ù†Ø§Ø Â«Ùوجي» الأخضر امتلأ بÙتيات صغيرات ارتدين الأخضر علامة الصغر والنمو ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹. مصور بيت البØرين للتصوير ألكسندر جون يضØÙƒ كلما تØدث عن الÙتوكينيات ÙÙŠ Ø¬Ù†Ø§Ø Ùوجي، يشير بيده، يقول: الأخضر علامة النمو والØيوية، Ùكي٠إذا صار ÙÙŠ امرأة؟
عندما عدت أتصÙØ ØµÙˆØ± سنوات مختلÙØ© من Ùوتوكينا ÙÙŠ أرشي٠المصور القدير عبدالله الخان قلت له: ألاّ تلاØظ أن Øركة الÙوتوكينات من الموديلات قد تغيّرت كثيراً؟ Ùهذا العام لم يسجل ظهور امرأة موديل عارية طيلة أيام المعرض! هل هذا تابع للموجة الدينية ÙÙŠ العالم كله؟ الخو٠من الإرهاب؟ أم أنني أبالغ؟ Ùقبل أيام قليلة جداً من اÙØªØªØ§Ø Ù…Ø¹Ø±Ø¶ Ùوتوكينا 2008 تطور موضوع بناء أكبر مسجد ÙÙŠ ألمانيا ÙÙŠ مدنية كولن إلى مسيرات اØتجاج ÙÙŠ شوارع كولن، وجمعت تواقيع سبعة آلا٠شخص معارض لقيام الرابطة الإسلامية التركية ببناء هذا المسجد. هذه المسيرات تخلل بعضها أعمال عن٠«على غير العادة» ÙÙŠ ألمانيا التي تكÙÙ„ Øرية الأديان.
هل كان هذا الغياب للموديلات العارية مقصوداً؟ عندما كنت ÙÙŠ Ø¥Øدى ورش التصوير ÙÙŠ Ø¬Ù†Ø§Ø ÙƒØ§Ù…ÙŠØ±Ø§ الهزلبلود (Hasselblad) الألمانية كاد نهد الموديل يخرج Ùتكاثرت عليه كاميرات الرجال والنساء المØيطين بمنصة الورشة، وتتابعت أصوات غوالق الكاميرات، واضطرب المكان كلّه! بمَ تÙسرّ ذلك؟
Ù†ÙÙ‰ الخان أن يكون للموجة الدينية علاقة بغياب الÙوتوكينات، وأرجعه إلى مسائل تتعلق بالتنظيم هذا الموسم. قلت له ربّما، خصوصاً أن Ø¥Øدى ورش تصوير الÙوتوكينيات العاريات ستكون ÙÙŠ Ø¥Øدى الصالات ÙÙŠ مدنية كولن، بعد انتهاء المعرض باثني عشر يوماً. أي بعد أن يساÙر جميع زوّار المعرض!
Ùعلها Ø¬Ù†Ø§Ø ÙƒØ§Ù…ÙŠØ±Ø§Øª «Nikon» مرّة واØدة عندما جعل زوّار المعرض يختبرون Ø¥Øدى الكاميرات الصغيرة الجديدة بتصوير موديلين جوار بعضهما بعضاً. كانا شابين صغيرين. وغير ذلك ندر استضاÙØ© غير الÙوتوكينيات من النساء
***
الÙوتوغراÙÙŠ رال٠باليور
أنا مصور ولست Ù…Øاضراً
ملأ الÙوتوغراÙÙŠ الألماني الشاب والمØتر٠Ralf Bauer Ø¬Ù†Ø§Ø ÙƒØ§Ù†ÙˆÙ† بالØماس والØيوية عندما قدم اثنتي عشرة (12) ورشة Øيّة ÙÙŠ التصوير الÙوتوغراÙÙŠ طيلة أيام المعرض. وعلى الرغم من صغر سنّه نرى مصورين Ù…ØترÙين ينتظرون بدء ورشه قبل خمس عشرة دقيقة بمعداتهم الثقيلة. اØترام متبادل بين الطرÙين.
قدم Ralf Bauer موضوعات كثيرة، تقنيات مختلÙØ© ÙÙŠ التصوير داخل الأستوديو إلاّ أنّه ركز أكثر على تصوير البورتريه. سألته ÙÙŠ اليوم الأخير:
- ما موضوع ورشة اليوم؟
- نساء. نساء.. نساء.
- أنت لا تصور إلا النساء.. لكن ما التقنية اليوم؟
- تصوير البورتريه أيضاً.
خلال ورشة الاثنتي عشر استخدم Bauer كاميرا كانون واØدة هي (MarkIII) الØديثة وعدستين Ùقط هما (200) وعدسة (50) الØديثة التي تÙتخر كانون بوجودها لأوّل مرة ÙÙŠ Ùوتوكينا .2008
ÙÙŠ هذه الورشات يساعده مصور Ù…Øتر٠من شركة أبل - بالقميص الأسود وشعار التÙاØØ© - ÙÙŠ استقبال الصور بطريقة لاسلكية Øديثة من كانون، وطباعة الصور، ÙˆÙريق آخر من العاملات ÙÙŠ ضبط الإضاءة وإعداد الÙتاة الموديل لموضوع التصوير.
Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øمر.. «كانون» ÙÙŠ المطلع
إذا كانت Ù…Ùردة (canon) تعني ÙÙŠ Ø£Øد معانيها العمل الÙني عالي الجودة والذكاء، Ùإنّ اختيار ''كانون'' أن يكون مكانها ÙÙŠ مطلع البوابة الرئيسة للمعرض، وأوّل من يستقبل عشرات آلا٠الزوار يومياً Ùعل ذكي أيضاً Ùالزائر لا ينسى الصورة الأوّلى للمكان.
كان جناØاً Øيوياً للغاية، ومناÙساً لا يدانيه إلا الأصÙر ''نيكون'' Ùيما بدا Ø¬Ù†Ø§Ø ''كودك'' هادئاً، وأØاديث بين التجار والموزعين عن خسارات عظيمة ÙÙŠ ''كودك''ØŒ وأن الشركة تØتضر، خصوصاً بعد ظهور التصوير الرقمي وهي ÙÙŠ انØدار. لم ÙŠØدث ذلك ÙÙŠ الأخضر ''Ùوجي'' على الرغم من تعرضها لخسرات مشابهة ''لكودك'' لكنها عرÙت مناÙØ° السوق، واعتمدت على ابتكارت جديدة ÙÙŠ عالم الصورة التجارية والÙنّية.
كانون عرضت كل العدسات الØديثة التي أنتجتها ÙÙŠ الأعوام السابقة وصولا إلى العدسات الجديدة مثل (EF 70 - 3000) Ùˆ(EF 50mm)ØŒ وطابعات شخصية تطبع صوراً عالية الجودة، كاميرات التصوير السينمائي، وطابعات صغيرة Øديثة يمكن Øملها ÙÙŠ Øقيبة السÙر الصغيرة. كاميرا (5D) الجديدة للمØترÙين تلتقط الصور بجودة عالية وبها تقنية التصوير السنمائي أيضا. منصة مرتÙعة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øمر نصبت Ùيه ثماني كاميرات ÙوتوغراÙية وواØدة سينمائية Ø«Ùبّت عليها عدسات كبيرة، تناوب عليها الزوار يصطادون بها أي شخص ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒØ¨ÙŠØ±. لكن منظمي هذه المنصة لم يأخذوا ÙÙŠ الاعتبار أطوال الجنسيات غير الألمانية مما اضطر كثيرين للاستعانة بما يرÙعهم لمستوى الكاميرات! الصديقات استعن بأصدقائهم للوصول ولم يكن ذلك صعباً!!
إذا كانت Ù…Ùردة (canon) تعني ÙÙŠ Ø£Øد معانيها العمل الÙني عالي الجودة والذكاء، Ùإنّ اختيار ''كانون'' أن يكون مكانها ÙÙŠ مطلع البوابة الرئيسة للمعرض، وأوّل من يستقبل عشرات آلا٠الزوار يومياً Ùعل ذكي أيضاً Ùالزائر لا ينسى الصورة الأوّلى للمكان.
كان جناØاً Øيوياً للغاية، ومناÙساً لا يدانيه إلا الأصÙر ''نيكون'' Ùيما بدا Ø¬Ù†Ø§Ø ''كودك'' هادئاً، وأØاديث بين التجار والموزعين عن خسارات عظيمة ÙÙŠ ''كودك''ØŒ وأن الشركة تØتضر، خصوصاً بعد ظهور التصوير الرقمي وهي ÙÙŠ انØدار. لم ÙŠØدث ذلك ÙÙŠ الأخضر ''Ùوجي'' على الرغم من تعرضها لخسرات مشابهة ''لكودك'' لكنها عرÙت مناÙØ° السوق، واعتمدت على ابتكارت جديدة ÙÙŠ عالم الصورة التجارية والÙنّية.
كانون عرضت كل العدسات الØديثة التي أنتجتها ÙÙŠ الأعوام السابقة وصولا إلى العدسات الجديدة مثل (EF 70 - 3000) Ùˆ(EF 50mm)ØŒ وطابعات شخصية تطبع صوراً عالية الجودة، كاميرات التصوير السينمائي، وطابعات صغيرة Øديثة يمكن Øملها ÙÙŠ Øقيبة السÙر الصغيرة. كاميرا (5D) الجديدة للمØترÙين تلتقط الصور بجودة عالية وبها تقنية التصوير السنمائي أيضا. منصة مرتÙعة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øمر نصبت Ùيه ثماني كاميرات ÙوتوغراÙية وواØدة سينمائية Ø«Ùبّت عليها عدسات كبيرة، تناوب عليها الزوار يصطادون بها أي شخص ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒØ¨ÙŠØ±. لكن منظمي هذه المنصة لم يأخذوا ÙÙŠ الاعتبار أطوال الجنسيات غير الألمانية مما اضطر كثيرين للاستعانة بما يرÙعهم لمستوى الكاميرات! الصديقات استعن بأصدقائهم للوصول ولم يكن ذلك صعباً!!
***
زينة المعارض.. الصورة
لم تكت٠شركات التصوير ÙÙŠ معرض Ùوتوكينا بعرض تقنياتها الجديدة. أنشأت معارض لمصورين Ù…ØترÙين ÙÙŠ العالم، واهتمت كثيراً بابتكار أشكال جديدة ÙÙŠ العرض بدءاً من اختيار إطارات الصور إلى مجاورة الصور لبعضها بعضاً..
ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ØµÙر الصاخب، أقامت شركة «Nikon» مجموعة معارض Ùردية لا تزيد عدد الصور ÙÙŠ المعرض الواØد على تسع صور، ÙƒÙتب ÙÙŠ Ø£Øد جوانبه العليا مقولة للمصور يشير Ùيها إلى أهمية كاميرا «نيكون» ÙÙŠ Øياته، أو إبداعه. طبعاً كانت هناك جوائز قيّمة لأÙضل الصور. ليس هذا مهماً أمام صور عالية الجودة ÙÙŠ موضوعاتها وطباعتها وورقها، وشكل عرضها. Ùهذه الوسائل هي مناÙØ° الوصول إلى الناس.
«كانون» أقامت مجموعة معارض ÙوتوغراÙية دعائية وأخرى لمستخدمي «كانون» Øول العالم. وزعت صور المعارض الدعائية Ùائقة الجودة ÙÙŠ الطباعة وبØجم كبير ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øمر.
المعرض الآخر لـ «كانون» أقيم ÙÙŠ قاعة المعارض الÙوتوغراÙية، وهي قاعة رقم (1). ÙÙŠ هذا المعرض عرضت المشروعات الÙائزة للمصورين المØترÙين الجدد Øول العالم ضمن ما يعر٠بجائزة «CPTA» وهي اختصار لعبارة «Canon Profifoto Talent Award».
المعرض قدم عشرين مشروعاً لمصورين شباب لا تتجاوز أعمارهم ثلاثين سنة - وهو Ø£Øد شروط الجائزة - هم ÙÙŠ ظن «كانون» شباب صاعدون سيØققون إنجازات قريبة ÙÙŠ عالم الصورة Øول العالم.
كان متوسط أعمار المتقدمين 26 سنة قدموا ستة آلا٠صورة، مع تساوي عدد المتقدمين من ذكور وإناث إلى Øد ما، كان أغلبهم طلبة من ألمانيا، استرا، سوزلاند. قليلون جاؤوا من نيوزلندا، أميركا، والصين، وغيرها من الدول. يختار الÙائزون من معدات «كانون» ما قيمته 10 آلا٠يورو (15 أل٠دولار تقريباً)ØŒ ÙˆÙرصاً للقاء مصورين Ù…ØترÙين وعرض أعمالهم عليهم، أو التنسيق لبيع صورهم على بعض المجلات، أو طبعها ÙÙŠ أرقى مطابع الصور ÙÙŠ العالم.
ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø³ÙˆØ¯ الهادئ جداً. والجاد جداً لكاميرا «لايكا» عÙرضت صوراً كبيرة الØجم ÙÙŠ شكل معرض رزين يشبه رزانة سمعة هذه الكاميرا، والبرستيج غير العادي الذي سيصاØب مستخدمي هذه الكاميرا غير العادية.
الÙوتوغراÙÙŠ عبدالرØمن عثمان الذي سنعر٠شيئاً من سيرته قريباً ÙÙŠ هذا الملØÙ‚ قال لي: «سيهمّك أكثر لو جئت قبل المعرض بأيام Øيث تØولت مدي
التق٠بالمØترÙين
التصوير بالأسود والأبيض.. الÙيلمي والرقمي
تØت عنوان '' التصوير الاØتراÙÙŠ: ماذا جنيء الÙيلم من استخدامنا له؟'' أقامت منصة ''التق٠بالمØترÙين'' ÙÙŠ معرض Ùوتوكينا ندوة شارك Ùيها أربعة مصورين ÙوتوغراÙيين هم: (Pep Bonet) من اسبانيا، (Det Kempke) من ألمانيا، وكل من (Amy Postle) Ùˆ(Eddie Soloway) من أمريكا. أدار الندوة البرÙسور الدكتور (Rolf Sachse) Ùصن٠المنتدين - بخÙØ© دمه- إلى Ùيلميين ورقميين. وعلى الرغم من هذا التصني٠المغرض، وكون اثنين من المنتدين شابين عاصرا التقنيتين معا، إلا أن المنتدين الأربعة انتصروا للÙيلم على التصوير الرقمي ÙˆÙضلوه عليه، واتÙقوا أيضاً على أهمية تØويل السلبيات إلى صور رقمية بعد مسØها ضوئياً.
المنتدون استهجنوا أن يقوم المصور بالتصوير الÙيلمي ثمّ يطبع صوره بعد تØويلها إلى صور رقمية، وليس من السلبيات Ù†Ùسها. المصوران الشابان أكدا أهمية ما يشعران به عندما يقومان بتØميض الأÙلام، وأنهما قريبا من الصورة أكثر، وأنّ هذا الشعور لا ÙŠØدث ÙÙŠ التصوير الرقمي.
المصور (Pep Bonet) بالغ ÙÙŠ الانتصار للتصوير الÙيلمي، وقال ''لا يمكن أن تكون قيمة الصورة بالأسود والأبيض المصورة بالÙيلم مثل المصورة بالتقنية الرقمية. لذا من الصعب عليّ إنتاج ذلك بالتصوير الرقمي. انظروا إلى صعلتي؟ لقد Ùقدت شعر رأسي بسبب المواد الكيميائية أثناء التØميض ولن أتوقÙ. إنه ÙŠØتاج إلى وقت طويل، وأنا أتمنى أن أعطي المزيد من الوقت لهذا النوع من التصوير''ØŒ وأضا٠ساخراً '' بعضهم يسألني: ماذا سو٠تصور اليوم: Ùيلمي أم رقمي؟ لا أعر٠لماذا يسألوني.. كل ما أعرÙÙ‡ أن التصوير الرقمي مؤلم''.
المصور (Det Kempke) من ألمانيا قال ''التصوير الÙيلمي عندي أسهل بكثير من الرقمي. عندما ألتقط صورة بتقنية الÙيلم أكون قد انتهيت من الصورة بمجرد الضغط على زر الكاميرا. لماذا أنÙÙ‚ وقتاً طويلاً أمام الÙوتوشوب أعالج صورة رقمية؟ لا Ø£Øتاج إلى ذلك''.
المصوران الشابان - ÙÙŠ الختام - تمنيا أن يقوم المصورون الشباب باستخدام الطريقتين ÙÙŠ التصوير. كما تمنيا أن تستمر الشركات ÙÙŠ إنتاج الأÙلام، وأن نية توق٠بعضها عن ذلك سيسبب كارثة على Øدّ تعبيرهما.
أقامت منصة ''التق٠بالمØترÙين'' خمسة عشر نشاطاً ÙÙŠ الأيام الثلاثة الأخيرة من معرض Ùوتوكينا، التقت Ùيها بمجموع كبيرة من Ù…ØترÙÙŠ التصوير والنقاد العاملين ÙÙŠ مجال الصورة.
قلوب أرجوانية.. عائدون من العراق
Øضر العرب ÙÙŠ Ùوتوكينا 2008 مرّة واØدة، ولكن ÙÙŠ شكل كارثة.. أعني العراق.
استØضرت Øينها الØضور المتميز للعراق ÙÙŠ مجال التصوير الÙوتوغراÙÙŠ ÙÙŠ الوطن العربي كلّه. كانت صور الناس (البورتريه) نادرة ÙÙŠ البØرين، ولمن يرغب ÙÙŠ تصوير Ù†Ùسه خياران: الهند، أو العراق. الÙوتوغراÙÙŠ الراØÙ„ Ø£Øمد عبدالله الماضي (توÙÙŠ 1976) تعلم التصوير ÙÙŠ الهند، وأØضر أدواته منها، ومن العراق أيضاً. الأراشي٠الÙردية العراقية للصورة تؤكد ذلك. توقعاتي باستخدام ÙاتØØ© عمل الشيطان (لو)ØŒ وبسيرة التصوير ÙÙŠ العراق تدعم: لو لم تتعرض العراق لكل هذه الكوارث لكانت ÙˆØدها الدولة العربية الØاضرة ÙÙŠ Ùوتوكينا.
كانت تلك هلوساتي ÙÙŠ قاعة رقم (1) من معرض Ùوتوكينا وأنا أق٠مكتو٠اليدين عند أكثر معارض الصور إيلاماً وإØباطاً: معرض ''قلوب أرجوانية.. عائدون من العراق'' للمصورة التوثيقية الأميركية ''ناينا بيرمان'' - ولدت ÙÙŠ العام 1966- تعرض Ùيه Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙƒÙ… على الإنسان أن يدÙع، ويخسر ÙÙŠ الØرب، خصوصاً أولئك الذين يتعرضون لإصابات مباشرة Ùيها.. الجنود بامتياز.
صورها تتنقل Øياة جنود تعرضوا لإصابات بالغة. كي٠يعيشون الآن ÙÙŠ بيوتهم، ÙÙŠ المستشÙيات، كي٠تتمّ Ù…Øاولات إعادة تأهيل بعضهم ÙÙŠ الثكنات العسكرية. صورها المعبرة بقوة عن Øقيقة الØروب، ترينا أيضاً كي٠تتمّ عمليات تجاهل تقارير الØروب اليومية، وتجاهل بشاعتها ÙÙŠ أقوال وتجارب المØاربين.
الجندي الأميركي ''سام روز'' (21 سنة) الذي Ùقد بصره وإØدى رجليه قال '' لا أملك أيّ اعتذار. الØرب كانت أعظم تجربة ÙÙŠ Øياتي''. لكن صور بيرمان الأكثر بشاعة صورها تØت عنوان ''زواج جندي من البØرية'' تغطي Ùيه Ùعاليات زواج العري٠''تاي زيجيل'' الذي أصيب بإصابات بالغة ÙÙŠ انÙجار قنبلة ÙÙŠ العراق.
كان المعرض الوØيد الذي يدخله الناس بصمت، يشاهدون صوره بلوعة وأسىً، يغادرونه بوجوم تام. الصورة توق٠Øروباً. هذا مـؤكد ومÙخرة لها.. لكنها غير قادرة على Ùعل ذلك قبل الØرب.. هي تأتي لاØقاً.
بهذا الشكل الكارثي Øضرت صورة العرب ÙÙŠ Ùوتوكينا 2008 ÙÙŠ مدينة كولن بألمانيا. آمل لا ÙŠÙهم من ذلك أن أدعو الدول العربية إلى المشاركة بالشكل التاÙه، المستعجل: لقد شاركنا! أعني أن تكون المشاركة نتيجة Ù„Ùعل جاد ومستطيل ÙÙŠ مجال الصورة ÙŠØتم المشاركة ÙÙŠ معرض غير عادي كهذا. أن يكون لدينا شيء تراكم بذكاء ÙاستØÙ‚ العرض. ما Ùعلته المصورة بيرمان لم يكن مستعجلاً. إنّما Ùكرة استوت على مهل وصبر ناÙذين، ÙÙ†Ùذت أعمالها ÙÙŠ قلوب الزوار، ÙˆØرضت ضد الØروب.
المصورة إستر هاس
Ù„Øظات نادرة للØقيقة «الØلقة الرابع»
Øرصت المرأة المسنة على مشاهدة جميع صور المعرض الذي أعدّته المصورة ''استر هاس''. شاهدت الصور بإمعان وضØكت كثيراً وعلا ضØكها وزاد عندما توقÙت عند صورة Ùيها ثلاثة شبان وامرأة مسنة كتب على لسانها أسÙÙ„ الصورة ''أنا Ø£Ùضل الشباب من الرجال. هم لا يعلمون بأني Ø£Øتاج ما ÙŠÙعلونه. لكنه ÙŠÙعلونه كلّ ليلة''. انتقل زوجها إلى الصورة التالية بينما ظلت هي تضØÙƒ. مدّ يده يخبرها بضرورة التØرك دون Ùائدة. لقدت شاهت الصور كلÙها بإمعان شديد وقرأت كل نص كتب أسÙÙ„ الصورة.
زوّار المعرض Øرصوا على التوق٠عند كل صورة مثل Øرص المرأة المسنة. Ùماذا Ùعلت هذا المصورة والمصممة الÙنية الألمانية ''إستر هاس'' ÙÙŠ هذا المعرض؟ ما الÙكرة ÙÙŠ هذه المعرض الذي ظلت استر تعمل Ùيه طيلة عشر سنوات؟
عندما مدخل المعرض عÙلقت لوØØ© كتب Ùيها ''الذين يظنون أن تصوير الأزياء Ùاشل وسطØÙŠ لم يشاهدوه بمثل ما شهادته عينا استر هاس، مصورة الأزياء الدولية الناجØØ©ØŒ التي كانت - ÙÙŠ الأصل - ترغب ÙÙŠ أن تكون راقصة''.
قامت استر بعمل شاق للغاية على الرغم من أنّه ضمن تخصصها، تصوير الأزياء وعارضيها. لكنه مشروع مختل٠ÙÙŠ جهة تتعلق بالزمن. اختارت استر مجموعة من كبار السن أصغرهم ولد ÙÙŠ الثلاثينيات! وأعدت ملابس جديدة لهم. طلبت منهم أن يعرضوها بينما تقوم هي بتصويرهم. لم يكن الهد٠لبس الأزياء Ùقط إنما تلك اللØظة التي يعيشها مسن يقوم بعمل لم يقم به من قبل. لم تكت٠استر بذلك، ووضعت أسÙÙ„ كل صورة مقولة للمسن عارض الأزياء من تجربته ÙÙŠ الØياة تكون لها علاقة بهذه الصورة. هل قام المسن باختيار مقولته بعد أن شاهد صورته التي أنتجتها له استر أم خلال التصوير؟ أيّا كانت الطريقة Ùقد ÙˆÙقت استر ÙÙŠ انتزاع مقولات من التجربة ذات علاقة قوية وعميقة جداً بالصورة، جعلت المشاهد مشدوداً لهذا المشروع الجديد ÙÙŠ عالمي التصوير والأزياء.
تقول استر ''ÙŠÙترض ÙÙŠ عارض الأزياء أن يكون شاباً، متدرباً، Ù…ØترÙاً ÙÙŠ عمله، لديه تجربة غير قصيرة ÙÙŠ ذلك. العمل مع كبار السن ÙÙŠ مشروع كهذا لا يصدق. لكني وخلال هذا المشروع وجدت Ù„Øظات نادرة للØقيقة تضيء Ùجأة مثل Ù…Ùاجأة كبرى. من هذا كلّه بدأت هذا المشروع منذ دخولي ÙÙŠ عالم التصوير Øتى الآن. ليس مهماً أن نرى ما يمكن عدّه ولمسه، لكن الذي يأتي من العمق. بعد كل ذلك الأØاسيس لا عمر لها''.
ولدت المصورة الألمانية استر هاس ÙÙŠ العام 1966 ÙÙŠ مدينة برمن. عضوة جمعية العدسة الØرة للتصوير الألمانية. أجيزت ÙÙŠ التصميم والتصوير من جامعة الÙنون ÙÙŠ برمن، شاركت العديد المعارض المØلية والعالمية، وأقامت معارض شخصية ÙÙŠ ألمانيا ولندن، وباريس. صممت وصورت للعديد من الشركات التجارية العالمية. أستاذة زائرة ÙÙŠ كل من هامبورغ، برلين، وبرمن.
الÙوتوغراÙÙŠ عبدالرØمن عثمان
مصور الØَمَام والنساء..
أخذتني إليه البهارات! وليس ÙÙŠ بالي أن ألتقيه، وكدت لا ألتقيه أصلا. لكنها البهارات سÙيرة الذوق، سيدة المذاق، وسرّ النكهة، سØر التعارÙ!
خرجت ÙÙŠ القطار الذي لا يخطئ ميقاته إلى منطقة ''هنزرينك'' ÙÙŠ مدينة ''كولن''. وجدت الكاتب والمذيع Ø£Øمد بن Øسّو ÙÙŠ انتظاري، قال: ثمّة مصور ينتظرنا ÙÙŠ البيت، اسمه عبدالرØمن عثمان هل سمعت به؟ قلت له: لا.. لكني مستعد للتعّر٠عليه. هذا ذوق منك أن تجمعني بمصور أيضاً.
ÙÙŠ الممر المؤدي إلى غر٠البيت ومراÙقه علقت زوجة بن Øسّو ''لاريسا'' مجموعة من الصور قال عنها: إنها معرض زوجتي الدائم. هي مصورة أيضاً.
على طاولة العشاء سألني الÙوتوغراÙÙŠ الÙلسطيني عبدالرØمن عثمان عن البØرين، قال:
- لقد درست ÙÙŠ جامعة الكويت ÙÙŠ السبعينات. كان معي الكثير من البØرين. درسنا معاً.
- هل تذكر Ø£Øداً منهم؟
- لا .. لا أذكر منهم ولا واØداً.
- النساء على الأقل!
- لا.. ولا واØدة.
- الجميلات منهن على أقل تقدير!
- قلت لك لا. ذاكرتي لا شيء Ùيها منهن ومنهم.
- طيب، أنا سو٠أسرد بعض الأسماء علّك تذكر!
- لا تØاول.. الØمد لله أني لا أذكر Ø£Øداً لكني أذكر جيداً أنهم مختلÙون عن بقية الطلاب ÙÙŠ التنظيم وإقامة الÙعاليات والØوارات. Øضرت بعض Ùعالياتهم، Ùوجدت Ùيهم ما لم أجده ÙÙŠ البعثات الأخرى. لديهم قدرة عجيبة على الإصغاء للآخرين، ثم Ù…Øاورة ومناقشة المØاضرين. لن تسمع صوت Ø£Øدهم Øتى تنتهي الÙعالية.
بعد العشاء اللذيذ الذي تعاون بن Øسّو وزوجته على انجاز طبخه ÙÙŠ يوم عيد الÙطر، جلسنا نستمع لاختيارات ''لاريسا'' من الموسيقى الصوÙية، المطر الناعم مستمر ÙÙŠ الهطول، بينما نمعن النظر إلى صور عبدالرØمن بالأسود والأبيض. كان مبدعاً جداً ÙÙŠ كلّ صورة بالأسود والأبيض عرضها علينا. صوره تخبر عن الجهد النÙسي، الÙني، والØركي المبذول ÙÙŠ كلّ صورة. ضوء صوره له الØركة ÙÙŠ القلب. كان ÙÙŠ بالي أسئلة كثيرة. كي٠تمّت صياغة مصور لذيذ بهذا الشكل؟ لكن لا يمكن توجيه السؤال بهذا الشكل أيضاً.
- عبدالرØمن.. من أين أتيت إلى التصوير؟
- كنت أعمل ÙÙŠ شركة طيران كلما نزلت ÙÙŠ دولة التقطت بعض المشاهد بكاميرتي الصغيرة العادية. أصور Øَمام لندن، Ùأعرضها على بيتنا ÙÙŠ غزّة ÙÙŠÙرØون. وليس أكثر من ذلك. تزوجت Ùنانة تشكيلية Ùاستهوتني الشخابيط التي سرعان ما كنت جاداً Ùيها، والبقاء ÙÙŠ المرسم لساعات طويلة. بدأت أرسم، وتخطيت مرØلة ''الشخابيط''. عدت إلى التصوير ودخلت Ùيه هذه المرّة من الرسم لا من الطيران والØمام.
قاطعه بن Øسّو مازØاً: يعني أنا زوجتي ''لاريسا'' مصورة ÙوتوغراÙية، Ùهل هذا يعني أنّي Ø³Ø£ØµØ¨Ø Ù…ØµÙˆØ±Ø§Ù‹ مثلها ÙÙŠ المستقبل؟
- ÙÙŠ هذه الÙترة الجادة من التصوير رأيت من الضروري أن أتخصص ÙÙŠ تصوير موضوع واØد. اخترت تصوير النساء. لا أعني بذلك تصوير الموديلات من النساء Ùلا رغبة عندي ÙÙŠ تصويرهم.. إنهنّ متصنعات غير عÙويات؛ لذا ألجأ إلى تصوير الصديقات بدلاً منهن.
- ماذا عن Ùوتوكينا 2008ØŸ كي٠تذهب إليه؟
- مررت به قبل الاÙØªØªØ§Ø Ø¨ÙŠÙˆÙ…ÙŠÙ† وعملت تقريراً مدته عشر دقائق للإذاعة الألمانية، تØدثت Ùيه عمّا هو جديد من تقنيات التصوير. لكن الذي يهمّك أنت ليس Ùوتوكينا هذا بقدر ما يهمّك من المعارض الÙوتوغراÙية التي تقام ÙÙŠ مدينة كولن قبل اÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±Ø¶ بأيام. هنا تتØول كولن إلى ما يشبه العرس الÙوتوغراÙÙŠ. معارض شخصية وجماعية مختلÙØ© تقام بØيوية تستØقها الصورة، وتستمر إلى ما بعد المعرض أيضاً.
قبل توديعه عند Ù…Øطة القطار قال: صدقني أنا لا أخشى أن يقول Ø£Øد على صوري أنها تاÙهة. تعر٠لماذا؟ هذه طبيعة الذوق مع كل ما هو ÙÙ†.
ماذا تÙعل بكاميرتك يا عبدالرØمن وأنت تقلّبها على أجسادهن، Øركة الظل والضوء، Ù†Ùسياتهن، نظرات عيونهن، أمزجتهن، أطرا٠ملابسهن؟ ماذا تÙعل بك؟ رأيت تقلّب كاميرتك بين القندات، Ùقلت هذا مصور على مقربة من سرّ الØياة.
صØÙŠÙØ© الوقت
www.alwaqt.com/scat.php?cid=62