برحيل الفنان السعودي المعروف صالح العزاز، يفقد فن التصوير الفوتوغرافي العربي واحد من ألمع مصوريه في السنوات العشرة الأخيرة. مثلما تفقد الصحافة السعودية، أحد رموزها الذين شاركوا في مسيرتها طيلة العشرين سنة الماضية.
وكان إعلان وفاة صالح العزاز، فجر الاحد، صدمة كبيرة لأصدقاء ومحبي هذا الفنان الرقيق الذي ارتبط بصداقات عميقة مع شعراء وروائيين وفنانين من مختلف البلدان العربية، بشكل لم يتحقق لأي كاتب أو فنان سعودي، باستثناء الروائي الشهير عبد الرحمن منيف.
وكان صالح العزاز قد أصيب بمرض مفاجئ في الدماغ منذ سنة ونصف السنة تقريبا، وتم نقله الى مدينة هيوستن الأمريكية للعلاج تحت إشراف البروفيسور الأمريكي، اللبناني الأصل فيليب سالم. ولكنه ومنذ أسبوعين دخل في مرحلة الغيبوبة مما اضطر إلى إعادته الى الرياض حيث ادخل في مستشفي الملك فيصل التخصصي الى ان فارق الحياة، فجر الاحد.
وصالح العزاز من مواليد العام 1959 في الخبراء في منطقة القصيم في المملكة السعودية. ارس العمل الصحفي في العديد من الجرائد والمجلات السعودية، كما كتب أسهم بكتابة المقالة اليومية وإجراء التحقيقات الصحفية في العديد من الصحف العربية. نشر كتابه الأول (الجنادرية والحدث) بالتعاون مع مواطنه المصور حمد العبدلي. وباعتباره مصورا مقتدرا، نشر صوره في كتاب (العودة الى الأرض) Back to Erth الصادر عن احدي دور النشر البريطانية، حول تجربة استخدام الطين كمادة وحيدة لبناء المنازل والأبنية المختلفة. وفي رحاب الصحراء الواسعة أقام معرضا لصوره الفوتوغرافية في العام 1995 وشارك في مسابقة اتحاد المصورين العالمي الذي أقيم في الصين عام 1997 واحتل المركز الثاني وحصل علي ميدالية فضية. ويعتبر المعرض الشخصي الذي أقامه منذ سنتين في الرياض، من انجح المعارض الفوتوغرافية التي شهدتها الساحة الفنية السعودية.
وفي العام 2002 أصدر كتابه الثاني الشهير (المستحيل الأزرق) بالاشتراك مع الشاعر البحريني قاسم حداد. و(المستحيل الأزرق) يقع في جزئين احدهما يتكون من مقطوعات شعرية لقاسم حداد والذي استوحي هذه المقطوعات من استبطانه الزخرفي للقطات فوتوغرافي أبدعها صالح العزاز. ولعل هذه المحاولة هي الأولي من نوعها التي يكشف فيها مبدعان عربيان عن الحبل السري بين الكلمة والصورة وبين الحرف والضوء والإيقاع والظل.
أما الجزء الثاني من كتاب (المستحيل الأزرق) فهو مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي أبدعها صالح العزاز مشفوعة بما يشبه الشرح لمعني ومغزى كل لقطة، وذلك بلغة نثرية القالب شعرية النبض والروح، تنطلق بكلمات مجنحة تسمو بها الى عالم تتألف في ثناياه لمحات من فلسفة الشعر وأثارا من شعر الفلسفة.
جريدة (الزمان)
العدد 1389
التاريخ 2002 - 12 - 1