في بحر الحزن . . . زورقي ورقه و مجدافي قلم . .!

صالح العزاز - المستحيل الأزرقبموتك يا صديقي يفقد الحب علامة من علاماته الجميلة, وافقد انا صديقا نادرا يخاف علي بصورة لم أراها إلا عند قلة من الأصدقاء ... منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

هكذا كان صالح يرى صديقه عوني بشير عندما كتب مقالة يرثيه بها, وبالصورة نفسها مازلت أراك يا صالح !

عام اشبه ما يكون بعام الحزن يغادرنا بلا رجعه وقبله صالح وبين هذه وتلك تغادرنا ايام اعياده, فعيد الفطر حمل جسده المكسو بالبياض ورحل . .
وضع طراطيعه وبالوناته في كيس ورحل . . .
اما عيد الأضحى فقد ذبح خرفانه السمينة واستراح ..!
باختصار جاءت الأعياد وذهبت ولم اعايد احد
فما زال الحزن يلفني بمنتهى الرقه
وما زلت ابحث عن وطن للبكاء
فما أقساه من حزن عندما يغتال بياض حلمك صباح الرماد لكنه المرض
وأي شيمة يمتلكها المرض .. سوى المرض!
يتوهج الحزن في موقد صدري وأتساءل في نفسي وهل للموت حرية الاختيار؟
رغم ذلك فقد كانت طمأنينة الإيمان بالقدر لدي بنفس درجة دفء الامل .. لكنها إرادة الله

ما قضينا ساعة في عرسه ... وقضينا العمر في مأتمه

عندما تحضر يا صالح تهرب الذئاب من قصص الأطفال ..!!
ففي كل مرة اتصفح فيها مستحيلك الأزرق المح في لقطاتك الوان احلامك تتمرجح بجدائل طفلة حلوه تسكن أشياء الحب فيك, فمن خلالك تعلمت اجمل ابجديات التسامح كما يتعلم الصغار حروف الهجاء!
تعلمت كيف اصنع من عدوي صديقا وكيف أن الحب اقوى من الكراهية
فمازلت اتذكر تلك الأيام والليالي التي قضيناها سويا وتلك الامنيات والمشاريع والأفكار التي كانت تزورك كل صباح ونحن في طريقنا إلى العيادة.
معرض اسمه " بآي هيوستن " كان مقررا إقامته بعد نهاية ( المارثون) رحلة المرض وقبل العوده إلى ارض الوطن سالما معافى.
مشروع التدخين - المكتبه - الحلم الصغير المستحيل الأزرق عندما فكر أن يتوقف لتحقيق هذا الحلم في مدينة سان فرانسيسكوا المدينة التي أنجبت ملك الأبيض والأسود في فن التصوير الفوتوغرافي " انسل آدم " حيث يتم الاحتفاء بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده في متحف الفن الحديث.
كان قد اخفى نسخة من كتابه المستحيل الأزرق ليجدها فرصة مناسبة ان يترك في ذلك المتحف شيئا من بلاده من صور نخيل القصيم.
وهاهو الحلم الصغير يكبر في داخلي لكي يصبح حقيقة وليكون المستحيل ازرقا
لأقول للعالم . . صالح مر من هنا
فلن اتوقف عن بناء امالي لتحقيق كل طموحاتك يا صالح ..
فشمسك مازالت تشرق علينا قبل الشمس بنهار

لو كان الدهر يقبل فدية .. بالنفس عنك لكنت اول فادي

مازلت واحفظ شيئا من كتاباتك اتوقف عندها كثيرا
" اخذتني بين كفيها نفضت عني بقايا الرمل الناعم الذي كان ثوبي الأول وسيكون ثوبي الأخير "
" سيكون اكثرنا حظا اولادها واحفادها من يلحق بها اولا "
" اعتقد ان الله سوف يعيدني إليكم وان كنت لا اكره ان القاه "
" يريد ان يلحق بجدته وعمته وخاله ذي اللحية البيضاء الرائعة الطويله "

وها انت يا ابن ظلال النخيل بداخل ثوبك الأخير اكثرنا حظا تلحق بجدتك وعمتك وخالك لتلاقي من لا تكره ان تلقاه..

عندما يخسر العالم إنسانا نبيلا و واضحا بدرجة شفافيتك يا صالح
فأنا وحدي اخسر العالم بموتك!
بموتك اصبحت كاليتيم في ليلة ماطرة
اصبحت لا افهم قيمة الكلام وحقيقة الصمت
فكلمات الحب قذائف وضحكات الأطفال محزنه
الجمال قبيح والصباح مساء, العسل مر والابتسامة دمعة حزن في حياتي
بدونك الحياة موت .. موت.. موت

ذات يوم قال لي شاعرنا قاسم حداد إذا غادرنا صالح فانه خسارة لنا ومكسب للجنه
فعزائي يا صالح تلك الابتسامة التي رسمتها انت على محياك في آخر ليلة قضيناها سويا وانت في غيبوبة تامه, وقتها كنت اقراء القران واتلو قوله تعالى " قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ".

لن اتحسس يدك المرتبكه وهي تباغت يدي , لكننا حتما سنلتقي..!!
ذلكم هو صالح العزاز الذي ما زلت اتنفسه !
رجل .. جاء وذهب

احن إلى خبز امي
وقهوة امي
ولمسة امي
واعشق عمري
لاني إذا مت
اخجل من دمع امي

عزاز عبدالله العزاز
azzazaa@hotmail.com
الأربعاء مساء 2/1/1424