معرض بلا حدود

حالما تدخل معرض الفنان صالح العزاز في برج الفيصلية الذي أقيم الأسبوع الماضي تستقبلك غيمة وتحلق بك، فالتقنية التي يستخدمها صالح العزاز في التصوير من الطائرة تجعلك تطير بحق وتشاهد الصور كلها من علو شاهق لكنه قريب من الروح فصالح لم يكن يصور الأمكنة بل كان يقرأها مثل صورة "العشاء الأخير" و"مستودع الذكريات" "عندما تطبع الريح قبلتها" و"السماء ترتدي ثوبها الأبيض" ولم يكن ينقص معرض صالح غير أنه يضع كراسي مقابل الصور كما يفعلون في "اللوفر" لأن الصور لا يكفيها مرور عابر وإلا ضاعت روحها. وفي معرض الفنان صالح العزاز لا تعرف لأي الفتن البصرية تستجيب فتنة البصر أم فتنة الروح..؟ التقنية المذهلة أم لروح الصورة أم لفلسفة الفكرة التي يطرحها صالح العزاز في صورة فمنذ البداية تستقبلك صورة طفلة ملونة تحمل صورة للملك عبدالعزيز بالأسود والأبيض وتقسمك نصفين بين مستقبل "بلا حدود" وتاريخ قديم له ملامح أجدادك وشيوخك ثم صورة العشاء الأخير الذي تنحت فيه الطبيعة كتف جبل العارض الممتد في بطن الصحراء بأجساد ساكنة لرجال ونساء وأطفال لعلهم اجتمعوا من أجل العشاء الأخير قبل أن يجمدوا ويتحولوا إلى صخر. ستسبح مع الصور في اتجاهات من الرياض ومستودعاتها القديمة التي راكمها ساكنوها في سطوح دون أن يفطنوا لكاميرا تمر وتسجل ذكرياتهم وذكريات مدينة تتحول من صحراء إلى مدينة فاتنة أسمها الرياض يقدمها الفنان صالح العزاز في معرض أنيق ستتلفت بين صحراء ومدينة بين روح وأثر بين ظل وضوء.. لكن أشد ما لفت انتباهي في تلك الرحلة هو تلك العلاقة بين الفنان وبين الأنثى الأم ففي الإطار الذي قدم صالح نفسه وانتماءه قال "إنه ابن تلك المرأة التي تركت الحقل متجهة للدار لكن اللحظة أدركتها فسقطت أنا على الأرض مثل جرم فضائي صغير وغريب انه ابن نورة بنت علي الدهمان الأنثى التي ولدته وبينما موضي الشايع جدته هي امرأة تساعد كل أطفال القرية للخروج على يديها لأنها تقوم بدور قابلة القرية وتؤذن في آذانهم لحظة يخرجون للنور وتدس في حلوقهم أول جرعة للحياة ثمرة مغموسة بالماء كانت تقوم بكل هذا وهي امرأة كفيفة لكن الحظ لم يسمح لصالح أن يخرج على يد الأنثى الأخرى التي يرى فيها صالح أنها يد الحياة التي تمتد نحو أرحام النساء لتسحب الأجنة الجاهزة للانطلاق وتمنحهم الطعم الأول للحياة لكنها حين ماتت في المائة والعشرين من عمرها فقدها كما يقول وصار في مهب ريح.

وحين يكبر صالح ويترك موضي ونورة فإنه يدخل في علاقة أشد تعلقاً مع الأم الغامضة الساحرة القاسية المبهجة مع الرحم الجديد الرحب للشجر والمطر والرمل والغيم يدخل صالح في علاقة عشق جديدة مع ثوبه الأول "الرمل" الذي علق به حين سقط على الأرض عارياً وهو وليد، مجدداً عشقه القديم أو تعلقه القديم بالأم. لكاميرا صالح وعينه علاقة مميزة مع الأنثى بدءا بنورة الدهمان حتى مدينة الرياض ووصولاً لأسماء لوحاته المؤنثة صورة واسما والتي تقرأ فيها أشياء كثيرة أصدق ما فيها أنها تكشف عن أن الجمال في الكون أنثى.

الرياض Sunday 25 February 2001

* * *

الفنان الفوتوغرافي صالح العزاز في معرض بلا حدود
الأميرة حصة بنت سلمان لعربيات: العزاز يجعلنا أكثر اعتزازاً بالبيئة العربية والهوية الإسلامية

عربيات - الرياض
تغطية الأنثى

بلا حدود هكذا سمي معرضه الذي يصور فيه عبقرية الطبيعة وجمال المكنونات الموجودة فيها وهو يؤكد أن ثمة لغة جديدة غير الشعر وغير الموسيقى هي رؤية العين للأشياء بطريقة مختلفة.
رؤية العين هي رؤية جديدة للمصور المبدع صالح العزاز الذي نقل لنا إبداعه الخصب عبر بيئته المليئة بالأسرار والخفايا والتي حاول من خلالها تجسيد هذا الإبداع لينقل لنا بوحه عبر خفايا هذه الطبيعة الجميلة ولإثبات أن الإنسان يستطيع أن يبدع إذا ما تسنى له البحث والتنقيب في مكنونات الأشياء بدا بالعشق الأبدي للكون .
حاور الفنان السماء خاطبها وانشأ معها لغة جميلة فمنذ بداياته ارتبط بنظرة ورؤية غير عادية للأشياء رغم بساطتها،ومنذ البدء كان لديه هاجس الا وهو الأرض وما هية الإنسان وأين تكمن جذوره الأصلية وبعد ذلك بدأ عشقه للصحراء مصور ا لنا الجمال الأخاذ لها فهي سر من أسرار هذا الكون المليئة بالرموز ومن يملك رؤية العين عليه أن يفسر هذه الرموز.
كانت لوحاته تحكي قصة الطبيعة الأصيلة بمحاكاة عين الكاميرا والتي يعتبرها عينه التي يرى بها كل شيء جميل تشعر وكأنك تقرا قصيدة لا أن تشاهد صورة فقط .
بلا حدود رسم لنا خطوط عريضة وحاول أن يظهر لنا عبق الماضي الأصيل مع حداثة الحاضر المليء بالإبداع لنتأمل جمال الماضي مع وجود الحاضر باتجاه في قالب الاصالة نستطيع أن نكشف هذه المرة عن مقدار الشفافية العالية التي تمتع بها العزاز من خلال محاكاته مع الفضاء الشاسع حقا انه الإبداع الذي لا يأبه بالحدود.
معرض بلا حدود الذي تم افتتاحه برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة (حصة بنت سلمان بن عبد العزيز آل سعود) في بهو برج الفيصلية كان له صدى جميل في عيون كل من شاهد هذا المعرض...وبروحها الجميلة وتألقها الدائم وكعادتها كانت الأميرة (حصة) تبدي إعجابها البالغ بأعمال الفنان صالح العزاز و جمال اللوحات...وأثناء مشاهدتها استطعنا أن نتحدث معها ونعرف مدى إعجابها بهذا الفن الراقي فأجابت بقولها"لقد أعجبني المعرض فهو مثير وجميل في نفس الوقت،حقا انه فنان مبدع ولقد اطلعت على كتابه الذي سيصدره ولفت نظري كلماته الجميلة المصاحبة لكل صورة هذا ما جعل للمعرض خصوصية واتجاه جديد حيث ربط بين المنظر والكلمة وفي حقيقة الأمر هو فنان مبدع وشاعر ونحن نعتز فيه فهو يعبر عن هويتنا الإسلامية والعربية ونجد أن هناك الكثير من التأمل والكثير من التقدير للكون ومن ناحية عربية أوجد برقته الصحراء وجعلنا أكثر اعتزازا ببيئتنا وحضارتنا".... وعن تخصيص جزء من ريع المعرض لصالح جمعية الأطفال المعوقين أضافت سموها قائلة:"هي مبادرته الجميلة فانا كإحدى عضوات الجمعية اعرف ما تحتاجه الجمعية من دعم للأطفال فنحن نشكره و نشجع ونتحمس لكل عمل راقي ومميز".
أيضا كان لنا لقاء مع الفنانة المصورة السعودية (عتاب آل الشيخ) ومن نظرتها الفنية أكدت جمال الصور الفوتوغرافية وبعد النظر الذي تمتع به الفنان صالح العزاز وأهمية التقنيات الحديثة المستخدمة وذلك لا ظاهر الصور على ورق خاص بالرسم لتبدو الصور لوحة فنية مغايرة للصورة الفوتوغرافية وهذا بحد ذاته ابداع راقي.

المصدر: مجلة عربيات http://www.arabiyat.com

* * *

اختار صالح العزاز
أن يكون معرضه (بلا حدود) بوصلة لذهابه
العزاز: سوف تدخل الصحراء لتضيء بيوتكم..

في معرضه الأخير (بلا حدود) عام 2001م، وقبل أن يبدأ مشواره مع المرض، كتب العزاز في افتتاحية المطبوعة الخاصة بالمعرض تعريفه بشخصه.. كأنما بذلك يكتب سيرته ووصاياه.. يقول صالح:

لم يكن ذلك الشيء الذي حدث بين صلاة الظهر والعصر حدثا مهما أو غريبا، لأن الولادات كانت تتم بكثرة في تلك القرية النائية من العالم، فإن لم تلد إحدى النساء فقد تلد إحدى الأغنام أو النياق، كانت الولادات تحدث كل يوم تقريبا فيكبر القطيع.
ثمة امرأة تركت الحقل على وجل متجهة إلى الدار، لكن اللحظة أدركتها فسقطت أنا على الأرض عاريا مثل جرم فضائي صغير وغريب. أخذتني بين كفيها نفضت عني بقايا الرمل الناعم الذي كان ثوبي الأول وسيكون ثوبي الأخير.
في عام 1959م كانت والدتي نورة بنت علي الدهيمان منغمسة بعملها اليومي خلال موسم الحصاد، ربطت شعرها دون أن يخطر في بالها أنني سأكون بين يديها خلال لحظات، وعندما حدث، قطعت حبل سرتي بمنجل الحصاد، كان أبي بعيدا في مدينة أخرى يبحث عن قوت عياله.
لذلك لا أحد يتذكر اليوم الذي حدث فيه أمر عادي كهذا يتكرر كل يوم ولا أحد يذكر حتى شهر ميلادي. لكن والدي قال لي إن أجمل خبر تلقاه في حياته عندما قيل له أن مولودك الثاني ولد أبيض وطويل وجميل.
في عام 1979م ذهبت إلى نيويورك لأول مرة في مغامرة لا تنسى، وفي مطار كندي سألتني موظفة الجوازات، امرأة بدينة مقطبة الحاجبين، ما هو تاريخ ميلادك؟ فقلت لها 1959 فقالت في أي يوم في أي شهر؟
قلت لها لا أعرف.
صرخت معلنة للملأ أن ثمة مخلوقا غريبا وصل إلى نيويورك لا يعرف تاريخ ميلاده.. شعرت أن كل من في المطار في تلك اللحظة يحدق في هذا الكائن الغريب الذي لا يعرف متى ولد.
لم يكن هذا الأمر يشكل أهمية بالنسبة لي، لكن عندما عشت في بريطانيا، في التسعينات، وعلى الرغم من انه تم اختراع التاريخ المطلوب لهذا الحدث ـ لكن الأمر لم يعنيني خاصة انه تاريخ ملفق ـ إلا أن الأسئلة بدأت تتفاقم في المناسبات ما هو عيد ميلادك. بل وتتأزم لتسأل من أي الأبراج أنت؟
كنت اخترع لكل مناسبة حكاية، وكنت أروي حكاية جدتي (موضي الشايع) التي كانت تلعب دور القابلة وولدت جميع أطفال ذلك المكان البعيد، وكانت تؤذن في آذانهم لحظة يخرجون إلى النور وتدس في حلوقهم أول جرعة من الحياة الجديدة ثمرة مغموسة بالماء. كانت تقوم بكل هذا وهي امرأة كفيفة.
لكنها بالنسبة لي كانت أكثر الأحياء بصيرة في نظري، كانت ترى الأشياء بقلبها الكبير. كنت ولازلت أشعر بالحزن لأنني لم أخرج إلى الحياة على يديها ولم تؤذن بأذني، وعندما توفيت العام الماضي عن عمر يناهز الـ120 سنة شعرت أنني في مهب الريح.
كلما باغتتني الأسئلة عن برجي، كنت أختار العذراء مرة أو برج الأسد مرة أخرى، لكن لم يصدقني أحد. كانوا يقولون لي أنت من برج الحوت لأن صفة المغامرة موجودة فيك، والطيبة في ملامحك.
كنت أعجب بالأولى وأكره الثانية لأنها علامة ضعف إنساني في زمن متوحش، ولو كان للإبل الشاردة برج لاخترت أن أكون معها لكي أكون مثل .جمل من الصحراء لم يلجم.
المفروض أن أكون شجاعا مخاطرا لأنني لن اخسر في شجاعتي ومخاطرتي شيئا، والمفروض أن لا أكون جبانا لأني لن أكسب من جبني شيئا
في هذا المعرض ـ بلا حدود ـ حاولت تقديم بعض الصور المهمة، والملتقطة من الجو لمدينة الرياض. وقد جاء التقاط هذه الصور بمحض الصدفة، إذ انه لم يكن ثمة مهمة تصويرية مخطط لها مسبقا.
وأنا على أي حال لا أحب المدن كثيرا، لأنها تصادر حريتي ولا تمنحني ذلك التباين بين الضوء والظل والذي تمنحني إياه الصحراء، خيمتي الأولى والأخيرة، لذلك فقد قررت أن أجعل صور المدينة محاطة بصور الصحراء، أمها الحنونة. واعتقد أنني بعد هذا المعرض سوف اقترب من الصحراء أكثر، بل سألتصق بها، لأنني كلما ذهبت إليها تمنيت لو أنني عشت هناك أرعى الإبل واقرأ أشعار المتنبي وأحفظ قصائد عنترة.
سوف أعود إلى الصحراء ولكن بطريقتي الخاصة. وسوف تدخل الصحراء لتضيء بيوتكم وغرف نومكم وجلوسكم، وتنقذكم من وحشة الأسمنت والمدن المزدحمة. تخيلوا أنفسكم أيها البدو بدون صحراء مفتوحة الأفق؟

اختار صالح العزاز
أن يكون معرضه (بلا حدود) بوصلة لذهابه
العزاز: سوف تدخل الصحراء لتضيء بيوتكم..

في معرضه الأخير (بلا حدود) عام 2001م، وقبل أن يبدأ مشواره مع المرض، كتب العزاز في افتتاحية المطبوعة الخاصة بالمعرض تعريفه بشخصه.. كأنما بذلك يكتب سيرته ووصاياه.. يقول صالح:

لم يكن ذلك الشيء الذي حدث بين صلاة الظهر والعصر حدثا مهما أو غريبا، لأن الولادات كانت تتم بكثرة في تلك القرية النائية من العالم، فإن لم تلد إحدى النساء فقد تلد إحدى الأغنام أو النياق، كانت الولادات تحدث كل يوم تقريبا فيكبر القطيع.
ثمة امرأة تركت الحقل على وجل متجهة إلى الدار، لكن اللحظة أدركتها فسقطت أنا على الأرض عاريا مثل جرم فضائي صغير وغريب. أخذتني بين كفيها نفضت عني بقايا الرمل الناعم الذي كان ثوبي الأول وسيكون ثوبي الأخير.
في عام 1959م كانت والدتي نورة بنت علي الدهيمان منغمسة بعملها اليومي خلال موسم الحصاد، ربطت شعرها دون أن يخطر في بالها أنني سأكون بين يديها خلال لحظات، وعندما حدث، قطعت حبل سرتي بمنجل الحصاد، كان أبي بعيدا في مدينة أخرى يبحث عن قوت عياله.
لذلك لا أحد يتذكر اليوم الذي حدث فيه أمر عادي كهذا يتكرر كل يوم ولا أحد يذكر حتى شهر ميلادي. لكن والدي قال لي إن أجمل خبر تلقاه في حياته عندما قيل له أن مولودك الثاني ولد أبيض وطويل وجميل.
في عام 1979م ذهبت إلى نيويورك لأول مرة في مغامرة لا تنسى، وفي مطار كندي سألتني موظفة الجوازات، امرأة بدينة مقطبة الحاجبين، ما هو تاريخ ميلادك؟ فقلت لها 1959 فقالت في أي يوم في أي شهر؟
قلت لها لا أعرف.
صرخت معلنة للملأ أن ثمة مخلوقا غريبا وصل إلى نيويورك لا يعرف تاريخ ميلاده.. شعرت أن كل من في المطار في تلك اللحظة يحدق في هذا الكائن الغريب الذي لا يعرف متى ولد.
لم يكن هذا الأمر يشكل أهمية بالنسبة لي، لكن عندما عشت في بريطانيا، في التسعينات، وعلى الرغم من انه تم اختراع التاريخ المطلوب لهذا الحدث ـ لكن الأمر لم يعنيني خاصة انه تاريخ ملفق ـ إلا أن الأسئلة بدأت تتفاقم في المناسبات ما هو عيد ميلادك. بل وتتأزم لتسأل من أي الأبراج أنت؟
كنت اخترع لكل مناسبة حكاية، وكنت أروي حكاية جدتي (موضي الشايع) التي كانت تلعب دور القابلة وولدت جميع أطفال ذلك المكان البعيد، وكانت تؤذن في آذانهم لحظة يخرجون إلى النور وتدس في حلوقهم أول جرعة من الحياة الجديدة ثمرة مغموسة بالماء. كانت تقوم بكل هذا وهي امرأة كفيفة.
لكنها بالنسبة لي كانت أكثر الأحياء بصيرة في نظري، كانت ترى الأشياء بقلبها الكبير. كنت ولازلت أشعر بالحزن لأنني لم أخرج إلى الحياة على يديها ولم تؤذن بأذني، وعندما توفيت العام الماضي عن عمر يناهز الـ120 سنة شعرت أنني في مهب الريح.
كلما باغتتني الأسئلة عن برجي، كنت أختار العذراء مرة أو برج الأسد مرة أخرى، لكن لم يصدقني أحد. كانوا يقولون لي أنت من برج الحوت لأن صفة المغامرة موجودة فيك، والطيبة في ملامحك.
كنت أعجب بالأولى وأكره الثانية لأنها علامة ضعف إنساني في زمن متوحش، ولو كان للإبل الشاردة برج لاخترت أن أكون معها لكي أكون مثل .جمل من الصحراء لم يلجم.
المفروض أن أكون شجاعا مخاطرا لأنني لن اخسر في شجاعتي ومخاطرتي شيئا، والمفروض أن لا أكون جبانا لأني لن أكسب من جبني شيئا
في هذا المعرض ـ بلا حدود ـ حاولت تقديم بعض الصور المهمة، والملتقطة من الجو لمدينة الرياض. وقد جاء التقاط هذه الصور بمحض الصدفة، إذ انه لم يكن ثمة مهمة تصويرية مخطط لها مسبقا.
وأنا على أي حال لا أحب المدن كثيرا، لأنها تصادر حريتي ولا تمنحني ذلك التباين بين الضوء والظل والذي تمنحني إياه الصحراء، خيمتي الأولى والأخيرة، لذلك فقد قررت أن أجعل صور المدينة محاطة بصور الصحراء، أمها الحنونة. واعتقد أنني بعد هذا المعرض سوف اقترب من الصحراء أكثر، بل سألتصق بها، لأنني كلما ذهبت إليها تمنيت لو أنني عشت هناك أرعى الإبل واقرأ أشعار المتنبي وأحفظ قصائد عنترة.
سوف أعود إلى الصحراء ولكن بطريقتي الخاصة. وسوف تدخل الصحراء لتضيء بيوتكم وغرف نومكم وجلوسكم، وتنقذكم من وحشة الأسمنت والمدن المزدحمة. تخيلوا أنفسكم أيها البدو بدون صحراء مفتوحة الأفق؟