Jacques Salomé
جاك سالومي

(مختارات من ديوان "لأن لا أحدا يعلم مسبقا دوام حياة حب")

ترجمة: نفيس مسناوي

أول نظرة

Jacques Saloméهل لمحتها أنا الأول؟ أظن ذلك...
نظرتها الأولى لم ألمحها
لأني لم أر سوى صورتها فيّ.
لكن نظرتها الملحة، بعد ذلك،
رأيتها جليا،
برعب، رأيتها تنظر إلّي
ثم هكذا فكرت: »قد تكون حسيرة البصر،
حين تقترب وتكتشف كم
أني رديء ولا معبر، لن تلح«
إلا أنها ألحت واقتربت.

أول كلمة

إنها هي. قالت لي صباح الخير.
طأطأت الرأس، أجبت مساء الخير،
كي أكون منطقيا لأن الليل كان مخيما تلك اللحظة،
ثم بعد ذلك بحثت طويلا
في داخلي، كامل المساء،
عن شيء مهم أقوله.
ثمانية أيام بعد ذلك، وجدت:
» أحببت صباح الخير ذلك المساء
أرجعتني أكثر صغر بيوم واحد..«
ضحكَت.
» هل لديك الساعة؟ «
آه، كانت لدي الساعة
والأكثر من ذلك كامل الوقت،
فتحت هي باب فضاء، في أجمل الأوقات مناسبة لي.
ثم دلفت لعدة سنوات.

أول اتصال

مدت لي يدها،
دبت من الامتنان،
ثم فتحت ذراعي،
جسدي نودي عليه، ورحب به،
وتيقنت أنها هي.

أول قبلة

انتباه،
هنا نحن في عدم توافق كامل...
هي تفترض أني أنا
أنا متأكد أنها هي!
تلح، تقدم لي جميع التفاصيل،
المكان، الساعة، لون السماء،
لون سترتي...
وأنا أعرف ذهولي، خوفي،
افتتاني، نعومة ملمس شفتيها،
ظل هدبيها، خصلة شعرها
الكل ضد خدّي.

****

رسالة إلى جسدي

صباح الخير جسدي،

أريد أن أخاطبك اليوم، أنت، وأعرب عن مدى شكري لك على مرافقتك لي كل تلك المدة الطويلة في دروب حياتي.

لم أمنحك دائما الاهتمام والعناية، أو بكل بساطة الاحترام الذي تستحقه. غالبا، لم أحسن حتى معاملتك، طرقك بمعاتبات عنيفة، جهلي لك بنظرات لا مبالية، صدك بصمت ممتلئ بالشكوك.

أنت الرفيق الذي هتكته أكثر، الذي خنته أكثر. واليوم، وسط مسار حياتي، أقف مشدوها بعض الشيء، أعاود اكتشافك بندوبك السرية، بعيائك، بعجائبك وممكناتك.

أباغتني بحبك جسدي، برغبات أن ألاطفك، أن أدللك، أن أقدّم لك الجيد.

لي رغبة أن أقدم لك هدايا منفردة، أن أرسم أزهارا وأنهارا على جلدك، أن أهديك موزارت، أن أمنحك أحلام الشمس، وأهبك أحلام النجوم. كل هذا في الوقت نفسه بوفرة ومتعة.

جسدي، أنا لك وفي. آه، ليس رغما عني، بل في الموافقة العميقة لحبك. نعم، لقد اكتشفت، أنك تحبني جسدي، تعتني بي، تحترم حضوري.

كم من القهر واجهت كي تتركني أنمو! كي تتركني أكون. كي تتركني أكبر معك. كم من الأمراض قمت باجتنابها لي. كم من الحوادث عبرت كي تنقد حياتي.

طبعا، يحدث أحيانا أن أتقاسمك وحتى أن أتركك تحَب من طرف الآخرين. من طرف واحدة أعرفها، والتي تنتزعك جيدا...إذا تركتها تفعل.

جسدي، الآن وقد التقيت بك، لن أتركك أبدا.
سنذهب إلى غاية حياتنا الموحدة... ومهما يحدث! سنشيخ معا.

من كتاب Apprivoiser la tendresse
للشاعر Jacques Salomé
Editions Jouvence

جاك سالومي، شاعر وروائي فرنسي وعالم نفس اجتماعي، معاصر، يقيم في روسيون، قرب باريس، يكتب في عدة أجناس أدبية. له أربعة وثلاثون مؤلفا، صدر أولها سنة1972 منها "الطفل بوذا" "كلمات حب" "مذكرات النسيان" "هكذا فلا تتحدث" "كلمات تشفي" "طرق الحب". عرفت روايته "اسمي هو أنت" نجاحا باهرا. ترجمت أعماله إلى أزيد من عشرين لغة. وقد اقتطفنا من ديوان "لأن لا أحدا يعلم مسبقا دوام حياة حب" الذي تضمن لوحات كليغرافية للفنان التونسي الأسعد مطويّ، مقاطع للترجمة كما اخترنا له كذلك نصا بعنوان رسالة إلى جسدي من ديوان "مرافقة الحنان".