(في وداع بسّام حجّار)

جاك الأسوَد
(لبنان)

بسّام حجّار[ قبر
مرّةً أُخرى حَرْقَتُها
تعبرُنا
ولا نَرى
نارَها

مجرّد موتٍ
قال مكرِّرًا
تعبُكَ
من بلاهة الأشياء الّتي تتكرّر

عند هذه النّقطة بالذّات
هذه النّقطة الّتي ما لها ذات

توأم الجانب الآخر
توأمك الماورائيّ
ماذا أحبّ في الكناري
سوى هذه السّخرية المرّة
في بلاهة كركرةِ
ضحكةٍ صفراء
فوقَ
دمعةٍ صفراءَ
ماذا أضاءت له
هذه الصّفرة الفاقعة
كنورٍ بلا رصيد

ولم يقل للضّحايا
«غَطُّوا» بيارق نصركم
ولم يقل لأيّ إسكندر
اغرُبْ عن شمسي

صائبة سائبة
مراياه في كلّ مكانٍ
لن يغطّيها الحداد

(ملحقٌ أوّل بمعجم الأشواق: ننادي القريب بأَيْ؛ من الحرف الأوّل إلى الأخير. أمّا البعيد فنناديه «يا»؛ من الأخير إلى الأوّل. المسافة من الأوّل إلى الثّاني، فالثّالث... فالأخير، غير المسافة من الأخير إلى الأوّل. الشّوق، في أصل الكلمة الآراميّ، هو التّنفُّس؛ نحو الأوّل الّذي لا يكفّ عن الابتعاد).
لمن يأخذ الكلامَ حتّى جوعَه
في قُفيةٍ من اللّغات أحيانًا

ما تفقدهُ العين في الطّريق إلى مرآة
وما تفقده المرآة في الطّريق إلى امرأةٍ
وما تفقده المرأة في الطّريق إلى حجاب
وما يفقده الحجاب في الطّريق إلى
العين الّتي وراءه وما تفقده بلا طريق

(ملحق ثانٍ بمعجم الأشواق: أموت فيك: لا أموت فداءك بل في حبِّكَ أموت أصل إلى نقطة تجاوُز الحياة الّتي لا أملك إلاّ الموت اسمًا لها).

نقص الكلام
أهمّ ما في معجم الأشواق
فوقَ ـ نفَس في انقطاع كلِّ نَفَس
وما السّماء صافيةً سوى
زرقة اختناقٍ في
صرخةٍ
لا ترضى بأقلّ
من السّماء
زرقةً
وصفاءً
ونفَسًا

[ أكاليل
من هايكو الخريف
شجرةٌ عاريةٌ: شاعرٌ
يحسُّ بعدَ قصيدةٍ
أنّهُ قال كلّ شيء.

من هايكو الشِّتاء
يُودِعُ الثّلج
فوقَ الغصون العارية
نِداءَهُ الأنصَعَ.

من هايكو الرّبيع
يفوح الزّهر
عطرًا بقدر ما يكون
بلا تَعَلُّق

من هايكو الصَّيف
ليَ كوني أيّتها الخفّة
الرّائعة، خفّة الأرنب
آكلة الجذور.

من هايكو الفصل الأخير
الموت خفيف
مع كلّ زهرةٍ تسقط
أرضٌ تُكركر.

المستقبل
3 مارس 2009