القاهرة ـ (رويترز): توفي يوم السبت الماضي في مستشفى بالقاهرة الروائي المصري محمد البساطي أحد أبرز كتاب جيل الستينيات عن 75 عاما بعد صراع مع سرطان الكبد منذ عدة أشهر.
ولد محمد إبراهيم الدسوقي البساطي عام 1937 في قرية الجمالية المطلة على بحيرة المنزلة في شمال مصر وتخرج في كلية التجارة عام 1960 وفي السنوات الأخيرة أشرف على سلسلة (أصوات أدبية) التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويعد البساطي من الكتاب الذين تميزوا بغزارة الإنتاج إذ صدرت له نحو 20 رواية ومجموعة قصصية منذ مجموعته القصصية الأولى (الكبار والصغار) عام 1968 التي تلتها مجموعة (حديث من الطابق الثالث).
ومن رواياته (التاجر والنقاش) و(المقهى الزجاجي) و(الأيام الصعبة) و(بيوت وراء الأشجار) و(صخب البحيرة) و(ليال أخرى) و(يأتي القطار) و(فردوس) و(الخالدية) و(أسوار) و(جوع) التي بلغت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009.
ونشر البساطي أولى قصصه القصيرة عام 1962 ونال عنها المركز الأول من نادي القصة بالقاهرة وتسلم الجائزة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلا أنه لم يفز بجوائز مصرية أخرى إلا في يونيو حزيران 2012 حين فاز بجائزة الدولة التقديرية.
ونال البساطي عام 2001 جائزة سلطان العويس في الإمارات مناصفة مع الكاتب السوري زكريا تامر.
وقدمت السينما المصرية فيلمين مأخوذين عن أعمال الكاتب الراحل هما (الشرف) إخراج محمد شعبان و(خريف آدم) إخراج محمد كامل القليوبي.
وفي حديث سابق اجراه معه للقدس العربي سأل الكاتب المغربي هشام بن شاوي محمد البساطي عن لغته السردية ورأيه في بوكر والكتابة الجديدة في العالم العربي فقال:
أعتقد أن اللغة جزء من شخصية الكاتب. هكذا جاءت ولم أحاول أن أكون هكذا.
ولكنك تشترك في بعض ملامحها مع مجايليك؟
هذا شيء وارد، وقد تأثرت بكتاب القصة القصيرة الذين أعشقهم مثل تشيكوف وهيمنغواي، وهما من أساتذة الاختزال وأساتذة في الجملة.
هل يوجد نقاد حقيقيون في الوطن العربي؟
يوجد نقاد طبعا، لكن المشكل أن الإبداع غزير، وعدد كتاب الرواية يفوق عـــدد الشعراء وكتاب القصة القصيرة، أو كما يقولون الرواية صارت لغة العصر، نظرا لسهولة الترجمة والنشر، والإقبال عليها، وبالنسبة للنقاد لم يكن من قبل سوى ناقدين أو ثلاثة، والآن يوجد صبري حافظ، فاروق عبد القادر، صلاح فضل، جابر عصفور، ويوجد نقاد شباب مثل يسري عبدالله، وأسماء أخرى غابت عن ذهني، لكنهم لا يستطيعون مواكبة هذا الزخم الإبداعي.
هل يتم استبعادك من الجوائز بسبب مواقفك السياسية؟
لم يسبق لي أن نلت أية جائزة من المؤسسة الثقافية أو النظام، والحمد لله.
وماذا عن 'بوكر' العربية؟
أنا كنت في القائمة القصيرة.
أعني إحساسك بعدما لم تنلها.
هذا حظها، واللجنة رأت أن الرواية الفائزة هي الأفضل.
وما تقييمك لرواية 'عزازيل'؟ هل تستحق الجائزة؟
أنا لم أقرأها ولم أقرأ أية رواية من روايات القائمة القصيرة حتى الآن.
كشهرزاد التي تؤجّل ساعتها بالكلام، قاوم هو بالإبداع، فاستحق لقب أكثر وجوه جيل الستينيات وفاءً للكتابة. في أعماله، قلّما غادر أجواء الريف. زار المدينة، لكنّه كان دوماً يعود إلى هؤلاء الذين يعيشون على الأطراف ليحكي بلغة طازجة عن عالم ثري بالحكايات والثقافة الشعبية. صاحب «جوع» الذي شيِّع أمس في القاهرة، ستنشر أعماله الكاملة قريباً
محمد شعير
القاهرة| صارع محمد البساطي الموت بالكتابة، تماماً كما كانت شهرزاد تؤجّل موتها بالحكي. في عامه الأخير، كتب كما لم يكتب من قبل، كأنه يستشعر موته. لم تكن مشاريعه روائية (قد لا يستكملها)، بل كانت قصصاً قصيرة، معظمها عن شخصيات واقعية عرفها وعايشها. كانت قصته «الأيام الأخيرة» من تلك القصص التي يحكي فيها عن اللحظة التي سبقت موت صديقه الكاتب الراحل عبد الفتاح الجمل مكتشف جيل الستينيات عبر إدارته للصفحة الثقافية في جريدة «المساء». كان يبدو أنّ البساطي يحكي في هذه القصة عن لحظاته الأخيرة لا لحظات صديقه الراحل.
رحل إذاً محمد البساطي (1937ـــ 2012) أول من أمس السبت وشيِّع أمس الأحد من مسجد «رابعة العدوية» في القاهرة، بعدما وقّع عقداً مع «الهيئة المصرية العامة للكتاب» لنشر أعماله الكاملة التي تضم 11 مجموعة قصصية، و16 رواية، تاركاً مجموعة قصصية مكتملة لم تنشر حتى الآن بعنوان « أضواء على الشاطئ».
صاحب «صخب البحيرة» لم يشغل أحداً بمرضه الذي استمر عاماً أو أكثر، رحل كنسمة عابرة في ظهيرة حارة، تماماً مثل كتاباته الهامسة التي وصفها الكثير من النقاد بـ«القصة ـــ القصيدة». قد يكون البساطي ـــ بلا مبالغة ـــ أكثر أبناء جيله إخلاصاً للكتابة وحدها. لم يكسب منها تقريباً، لم يعمل كآخرين في السياسة، أو يلتحق بتنظيمات حزبية سرية أو علنية، لم يمارس الصحافة، حتى إنّه لم يضبط يوماً متلبساً بكتابة مقال صحافي. حتى الحوارات الصحافية كان يترك لأصدقائه مهمة صياغتها بدلاً منه. في مرضه الأخير، لم يرد أن يشغل أحداً به، كان يمارس حياته العادية كأنّه ليس مريضاً. يتصل بالأصدقاء كما اعتاد، يمارس معهم دعاباته. لم يفقد حسه الساخر تقريباً إلا عندما توقف عن الكتابة. عندها، دخل المستشفى بعدما خانه الجسد، وتوقف كليته وكبده عن العمل بعدما انتشر فيهما السرطان. لم يشغل أحداً بالبحث عن مستشفى أو علاج على نفقة الدولة. حين حاول الأصدقاء اقناعه بأن يتحمّل اتحاد الكتّاب تكاليف العلاج، تخلّى عن لهجته الساخرة، وبات أكثر حدة: «لا»، قالها ولم يزد. وعندما ألحّ عليه كثيرون، قال: «لديّ أبناء يمكنهم تحمّل تكاليف علاجي».
التعفّف سمة من سمات البساطي. البعد عن المؤسسة الرسمية، وصخبها. لا يعنيه شيء سوى الكتابة. كتابة جميلة، لا يبحث بعدها عن ناقد يمتدحه، أو صحافي يحاوره، أو جائزة يقتنصها. لم تكن تعنيه التصنيفات ولا صراعات الأجيال، ولا بهرجة المهرجانات. فقط، وضع نصب عينيه نصيحة ماركيز «أن أكتب جيداً» وراح يمارسها!
ولد البساطي في قرية الجمالية البسيطة المطلّة على بحيرة المنزلة (شمال مصر). وبدلاً من أن يصبح صاحب «الأيام الصعبة» زعيم عصابة في قريته، أصبح كاتباً في القاهرة، حيث أرسلته والدته وهو في الثانية عشرة، ليكمل تعليمه بعدما أُلقي القبض عليه مراراً بتهمة إثارة الشغب وتكسير زجاج قسم الشرطة، والقفز على أسطح الجيران، وتعكير الصفو العام للقرية.
في القاهرة، كانت الكتابة بالنسبة إليه طريقاً للخروج من العزلة. كتب ــ كما قال ــ لأنّه يريد أن يشاركه الآخرون غرفته الصغيرة، ولأنه يريد أن يرسم قريته على جدران ذاكرة لا يمكن أن تنسى هذا المكان الصغير الماثل في ذاكرته. في تلك الفترة، كتب الشعر «الرومانسي» واحتفظ بالكثير من تلك القصائد حتى رحيله، ثم انتقل إلى كتابة القصة. وفي عام 1962، كتب قصته الأولى «الهروب» وأرسلها إلى «مسابقة طه حسين للقصة» التي ينظمها «نادي القصة» في مصر. فعل ذلك بعدما استدان ربع جنيه رسوم الاشتراك، ليفاجأ بحصوله على الجائزة الأولى: «ستون جنيهاً، وميدالية ذهبية حُفرت عليها صورة «عميد الأدب العربي» طه حسين، وفوق ذلك مقابلة جمال عبد الناصر الذي سيسلم الجائزة في احتفال الدولة بعيد العلم الذي سينقله التلفزيون». ثلاث جوائز لم يتوقّع أياً منها، واهتمام إعلامي وهو لم ينشر بعد أياً من قصصه، كادت تصيبه لوثة عقلية، حتى إنّ أحد الصحافيين سأله وقتها: «قرأت طه حسين؟» فأجابه: «طه حسين مين؟».
هكذا كانت البداية: اعتراف رسمي ممهور من «عميد الأدب العربي»، ومكافأة خوّلته أن يكوّن مكتبة ضمت كل الكتب التي حلم يوماً باقتنائها، وفتحت له كلّ المجلات. مع ذلك، لم يستطع نشر مجموعته الأولى «الكبار والصغار» إلا بعد هذه الجائزة بست سنوات، وتحديداً عام 1968. وتوالت أعماله بدءاً من «حديث من الطابق الثالث» (1970). وكانت روايته الأولى «التاجر والنقاش» (1976).
سنوات القرية كانت منبعاً أساسياً في أدبه؛ إذ تشبع بجوّها وناسها، وخصوصاً أنّه لم يكتف بحدودها، بل تناول القرى المجاورة لها باعتباره «رحالة عظيماً» يترك منزله مستوطناً إحدى الجزر مع بعض الأصدقاء، طعامهم السمك الذي يصطادونه بأنفسهم، بينما يقوم أحد الصيادين بإمدادهم بالمياة العذبة. في هذه الرحلات، شاهد نماذج غريبة من الناس، استمع إلى حكاياتهم التي ظلت تناوشه، وظل يقلبها على وجوهها المختلفة ليصبح هؤلاء أبطالاً لأعماله في ما بعد. ومن خلال هذه الشخصيات، لم يطرح مشاكل الريف بمعناه الطبقي كما فعل عبد الرحمن الشرقاوي في رواية «الأرض»، ولم ينطلق في إبداعه من مفاهيم سياسية؛ لأنّ «مفهوم الإبداع أكبر من ذلك». اختار نماذج بشرية عبّر من خلالها عن الهمّ الإنساني العام، وكان اختياره دائماً للفئات التي تقيم على أطراف الريف لأنّها تعيش عالماً إنسانياً ثرياً من الحكايات والوقائع والثقافة الشعبية. تجربة القرية تناولها في عمله الأشهر «صخب البحيرة»، ثم في «أصوات الليل»، و«جوع» (جائزة «بوكر» العربية عام 2009)، و«فردوس»، و«أوراق العائلة» و«يأتي القطار» التي يعدّها الأقرب إلى قلبه من كل أعماله.
مرات قليلة غادر فيها البساطي قريته، مستكشفاً عوالم المدينة: قاهرة الستينيات والسبعينيات حيث الحكايات السرية للمثقفين في «ليال أخرى» التي يتأثّر فيها بحكايات «ألف ليلة وليلة»، والمدينة الأسطورية في «الخالدية»، والمدينة البين بين في «دق الطبول» ثم في روايته الأخيرة «وسريرهما أخضر» التي تأثر فيها بلغة العهد القديم. روايات المدينة يتعامل معها البساطي باعتبارها «مغامرة فنية». معها، يبدو مثل شخص يخرج من بيته ليشاهد الدنيا، لكنّه يعود مرة أخرى. لم يتناول تجربة عمله في السعودية لمدة خمس سنوات، وهي الفترة التي توقف فيها كلياً عن الكتابة وعدّها «سنوات من اللاشيء».
كانت البساطة سمة كتابة صاحب «بيوت وراء الأشجار»، لكنها البساطة الماكرة، الخادعة، لن تجد فيها لغة استعراضية مجازية، أو جملاً مهجورة. كانت لغة «طازجة» كما يصفها، يتلمسها من فم الشخصية، وينفر من كلمات التزيين والتأنق. لغة وصل إليها بعد معركة طويلة اكتسبها من عمله في «الجهاز المركزي للمحاسبات» حيث كانت مهمته مراقبة السجون. وكتب عن تلك التجربة في مجموعته «محابيس» وروايته «أسوار». ساهمت هذه التجربة في تدريبه على كتابة لغة تتسم بالحياد وملتصقة بالواقع لأنّها ابنة التقارير الوظيفية التي كان يكتبها بصرامة وحياد وتتميّز باقتصاد لغوي يرفض الزوائد.
أما في سرده الشاعري، فبدا مشغولاً بالتفاصيل. يكتب كأنه يلقي «ضوءاً بسيطاً لا يكشف شيئاً» كما يقول عنوان إحدى مجموعاته القصصية. لكنّ هذا الضوء يكشف الكثير، ويرسم مع المشاهدات البسيطة التي يقتنصها كصياد ماهر، جداريةً عن حياة الناس البسطاء وأحلامهم.
تعد تجربة الكاتب محمد البساطي، الذي توفي مساء أمس الأول، واحدة من أهم التجارب الروائية والقصصية المصرية خلال الخمسين عاماً الماضية، فهو أحد أعمدة الرواية في جيل الستينات، فقد شكل مع أبناء جيله، بهاء طاهر وإبراهيم أصلان وجمال الغيطاني وجميل عطية إبراهيم ويوسف القعيد ومجيد طوبيا وعبد الحكيم قاسم، حلقة مهمة من حلقات تطور فن الرواية في مصر والعالم العربي .
تميز هذا الجيل بتنوع روافده وتنوع ثقافته، فلكل واحد من هؤلاء خطه الإبداعي الخاص به، فبهاء طاهر تميز بلغته الصوفية الشفيفة، وأصلان تميز بالمشهدية وتحويل العادي بتفاصيله المختلفة إلى لغة سردية مدهشة، والغيطاني تميز باستلهامه للموروث المصري، خاصة من العصر المملوكي كما في روايته “الزيني بركات”، أما البساطي وعبدالحكيم قاسم والقعيد فقد انحازوا للكتابة عن القرية المصرية وتحولاتها، وإن اختلفت كتابة “البساطي” بتعمقه في سرد تفاصيل الريف المصري، من خلال تعدد فضاءات الكتابة والتي اتسمت بتقديم رؤى مغايرة عبر لغة دفاقة هادرة وبسيطة بساطة الناس الطيبين الذين كان يكتب عنهم، ويستقي من حكاياتهم قصصه ورواياته، هؤلاء الذين سكنوا في وعيه فكتب عنهم في أعماله “التاجر والنقاش” و”الأيام الصعبة” و”المقهى الزجاجي” و”بيوت وراء الأشجار” و”صخب البحيرة” و”أوراق العائلة” و”الخالدية” و”فردوس” وروايته البديعة المسماة “جوع” التي اختار لها عنواناً دالاً على الواقع الذي عاشته مصر قبل ثورة 25 يناير .
وقد جاءت روايته “صخب البحيرة”، والتي يعتبرها كثير من النقاد أهم أعماله الروائية، لتعبر عن حالة الفقد التي يعانيها المواطن المصري البسيط والذي تم تهميشه فصار مطحوناً، وقد اختار مكان أحداثها مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وهي المدينة التي ولد ونشأ بها البساطي، وقد تم اختيار هذه الرواية كواحدة من أهم مئة رواية في تاريخ السرد المصري .
أما روايته “أسوار” فجاءت لتعبر عن عالم المسجونين من خلال شخصية كانت تقضي إحدى العقوبات في السجون المصرية، وقد استلهم البساطي أحداثها من خلال عمله في الجهاز المركزي للمحاسبات، حيث كان يعمل مراقباً مالياً، وفي إحدى جولاته العملية لمراقبة ماليات أحد السجون تعرف إلى هذه الشخصية، فقرر أن يكتب عنها روايته “أسوار” والتي رشحت بعد ذلك لأكثر من جائزة عربية .
وهكذا كان البساطي دائماً ينحاز إلى المهمشين الذين يحولهم إلى أبطال داخل أعماله، وهو بهذا يعد من الحكائين المهرة من أبناء جيله، وهو مع ذلك لا تخلو كتاباته من وعي فلسفي باللحظة، من خلال اشتغاله على فكرة “المحاكاة” للواقع المصري وغرامه الدائم بالنص الشفاهي، والربط بين المتخيل والواقعي، فهو يكتب عن بشر من لحم ودم وتفاصيل عاش بعضها، وبعضها بنت خيال متمرد وثاب .
وإضافة إلى ذلك نستطيع أن نقول أيضاً إن البساطي عادة ما كان يغوص في تفاصيل الشخصيات ليعبر عن دواخلها وصراعها النفسي، عبر سرد يتسم بالاقتصاد، ما يكشف عن حالة من التصادم بين طموحات هذه الشخصيات الروحية وواقع الحياة الملبد بالغيوم والإشكاليات، حتى في رواياته التي حاول أن يخرج بأحداثها من دائرة “القرية” التي يعشقها ويحن إليها دائماً، نجد هذا التواشج بين سرد الداخل وسرد الخارج في الشخصية الواحدة، ونلحظ هذا جيداً، في روايته “دق الطبول” والتي تدور حول تجربة الغربة والحنين إلى الأوطان .
لقد كان البساطي كاتباً واقعياً بامتياز، تحركه الرغبة دائماً في الانحياز إلى “الإنسان” و”قضية الوجود” .
والبساطي أحد أبرز الساردين الذين اهتموا بعملية الوصف، تجلى ذلك عبر استخدامه لتيمات متنوعة من الحكي الشعبي، كما في مجموعته القصصية “ساعة مغرب” .
كذلك اعتمد على لغة سردية تقترب كثيراً من تخوم اللغة الشعرية، فنراه مثلاً يبدأ معظم قصصه بجمل شعرية مثل قصة “التل” والتي يقول في مطلعها “يبدو المنظر كحلم، التل كأنما انحسرت عنه مياه البحر من عهد قريب يغمره ضوء الغروب”، وهكذا في معظم القصص التي كتبها منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وحتى قبل رحيله بأيام .
آخر تحديث:الاثنين ,16/07/2012