في أحد الأيام سئل الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور عن الخيار الذي ينحاز إليه، بين أن يكون سياسياً أو أستاذاً جامعياً أو شاعراً، أجاب: "أختار قصائدي فهناك الجوهري".
أكثر ما يمكن أن نصف به الخيار الشعري لدى سنغور، أنه شاعر الحرية بامتياز. وهذا يعني أنه شاعر الإخلاص للحياة. ففي كتاباته كلها، يقفز على السطح مشروعه الذي تهجس به القصيدة: الوصول إلى ما هو أبعد من مساحة الوجود الماثل أمامنا، إلى ما هو أبعد من اليومي والعابر والزائل، لملامسة الينابيع الحية واليقظة في أعماق الكائن. شعره بسيط، لكنه عميق، وهو يتسلل إلى كثافة الكائنات والأشياء، ليشارك في أسرارها وتحولاتها، مستعيناً بالسحري والرمزي اللذين يمنحان القصيدة أن تقارب اللاواقعية، وأن تتساءل حول المعاني المتعددة والمتكاثرة لما يدركه الشاعر. في "مملكة الطفولة"، التي هي بمثابة البداية والنهاية في مسار سنغور الشعري، تعلن الأفكار والمشاعر حركتها العميقة ولا تتوقف، مما يحميها من الانسحاق تحت سنابك العقلانية. شعر يتيح أمام المعنى الباهر للكون أن يتفتح من خلال البحث عن الانتماء الكثيف إلى هذا الكون، تائقاً إلى استعادة وحدة التناغم والامتلاء التي يسمّيها الشاعر "الغنى الخارق والأعجوبي"، وهو الغنى الثقافي والإنساني الذي ورثه سنغور من الإطار العائلي الأفريقي. يقول سنغور: "عشت حتى العام 1913 في بيئة إرواحية (إحيائية)، وكان عمي يعتني بتربيتي الأخلاقية والدينية. كنتُ إحيائياً مئة في المئة، وكان عالمي الثقافي الأخلاقي الديني إحيائياً، وقد طبعني هذا بعمق. لذا، غالباً ما أتحدث في أشعاري عن "مملكة الطفولة". إنها مملكة براءة وسعادة، إذ ليس من حدود بين الموتى والأحياء، بين الواقع والخيال، بين الحاضر والماضي والمستقبل".
طوال سبعة أعوام، عاشها في مراتع الطفولة، كان سنغور يتطور بتناغم، فقد "عشت سعيداً، يقول الشاعر، في عالم من الطيبة والجمال والكرامة والحرية، في طفولة محمية، حيث تنكشف قيم الحياة وتعاش. طفولة معيشة ومليئة من دون تمزق، بين الذكاء والإحساس، بين الإيحاءات وحب الحياة". كتب في فردوس الطفولة الأفريقية، شعراً منتمياً إلى الأرض الأم والى روحانيتها، فهو كان ينهل من ينبوع كام ديامي الماء الروحاني الصوفي "محاطاً برفاقي الناعمين والعراة والمزيّنين بأزهار الدغل". تلقى ليوبولد منذ طفولته المبكرة تربية ذات بصمات غربية، إذ عهدته العائلة، وهو في السابعة، إلى الآباء المرسلين الذين كانت مهمتهم إدخال "الروح الكاثوليكية إلى مملكة الطفولة" من دون صدمات. وقد اختار من المراهقة أن يتعرف بعمق إلى الفكر الغربي من غير أن يحمله هذا الهمّ على نفي قيم النزعة الإنسانية ذات الألق الأفريقي. وعندما قرر مواصلة دروسه العالية في فرنسا، عام ،1928 ربما كان أكثر الزنوج قدرة وطواعية على عيش الثنائية الثقافية من دون انفصام ولا تنكر للقيم الأولى. ارتبط سنغور بجماعة "مجلة العالم الأسود" لصاحبها بوليت نادال منذ ،1931 وأسس مع سيزيز وداماس حركة الزنوجية وانتخب رئيساً لجمهورية السنغال منذ الاستقلال في العام ،1960 وظل يضطلع بمسؤولياته إلى اعتزاله في العام ،1980 فكان بين القلة من الرؤساء الذين تركوا جاه السلطة والدنيا بمحض إرادتهم، مفضّلاً مملكة الشعر على مملكة السياسة. وبعد اعتزاله بثلاث سنوات، انتخب في العام 1983 عضواً في الأكاديمية الفرنسية.
شعرية التخليط والتهجين
اختار سنغور أن يعيش الغرب على الطريقة الأفريقية، وأن يسائل أفريقيا، في الوقت نفسه، على ضوء الغرب، لكنه في وسط هذه الثنائية المفترضة، لم يكفّ عن مواجهة ذاته بالأسئلة الصعبة في شأن هذه الثنائية، من دون أن تؤدي هذه المواجهة إلى رفض واحد من النسقين لمصلحة الثاني. يقول سنغور: "نملك الحظ في أن نكون عند الملتقى التاريخي للحضارتين الأشد تعارضاً، وهما الأكثر تكاملاً لأنهما هكذا". آمن سنغور بالتكامل الثقافي الذي قاده إلى صوغ ضرورة جوهرية، ضرورة التخليط والتهجين. ففي رأيه، أن على الإنسان "أن يتنشق هواءات القارات كلها"، وقد شكّل هذا الفهم اقتناعاً جوهرياً رافقه في إضاءة مسيرته الثقافية. فهو مؤمن بأنه ليس هناك حضارة واحدة بل حضارات. وإذا كان ثمة حضارة إنسانية فهي حضارة جدلية، إنطلاقاً من أن كل شعب، كل عرق، كل قارة، تقدّم مظهراً فريداً من مظاهر الحضارة، وهو المظهر غير القابل للطمس والإلغاء أو الاستبدال. لذا، حمل شعره على الدوام الإحساس بأن المرء لا يستطيع الانغلاق على ماضيه ولا إطالة الحاضر، لأن الركود الثقافي والنقاء العرقي هو الموت، وذلك شبيه بالمياه الراكدة. فإذا أراد الشعب أن يعيش ويكبر، عليه أن يغتذي وأن "يهضم" الغذاءات الخارجية والوافدة، وهذا ينخرط لديه في عملية التهجين الإنساني والثقافي والحضاري واللغوي. لكنه لا يلبث أن يستسلم في اللحظات الحاسمة لروحانيته الزنجية التي تحمله على الاعتراف بوحدة العالم والعمل في ضوء هذا الاعتراف. لأجل هذا، يمكننا أن نرى أن فلسفته الأفريقية تظل تأملاً في الكائن وفي علاقات المواجهة والمشاركة والتواصل. مثلما يمكننا أن نرى هاجس الشاعر الدائم في إظهار ديالكتيكية الوجود والمعرفة.
محنة الليل المساريّ والانبعاث
عاش سنغور تجربة الانفصال، ذلك أن المنتصر الجديد سيدخل الغابة في الشروط نفسها التي يدخل فيها سنغور إلى أوروبا. سيواجه الشاعر في هذه المرحلة محنة الليل المساريّ الذي يمضيه المنتصر في قلب الغابة، بلا ملجأ، وسيعرف سنغور الغمرات نفسها، المحن نفسها، والهلع نفسه: محن الليل الأوروبي، ليل أوروبا المترع هو أيضاً، شأن الليل الأفريقي، بصراخ الحرب والحقد والكراهية. لكنه سيتخطى ذلك مرتقياً إلى مرحلة روحية متقدمة حين سيتعلم أن يحضر ويتسامى ويتعالى مختبراً طقوس الموت والانبعاث وتفتح المعرفة. وها هنا، سيشهد الشاعر لانغماسه في الينابيع الزنجية ولتطهره في ينابيع القيم المسيحية للغرب، حيث سيتم اكتشاف الوجه الآخر من "مملكة الطفولة"، الأمر الذي يتيح له أن يكتب بأمل عظيم شعرية الحضور الكونيّ. هذه المراحل وهي ثلاث ستشكل الإيقاع الثلاثي الذي يمنهج تفكير الشاعر: لا نظرة ستنغلق على نفسها، وكل فكر هو مرحلة في اتجاه أبعاد أكثر شسوعاً واتساعاً وعمقاً. في "أغاني الظل" سيكتب سنغور قصائد تقوده إلى استشعار التطور المرتبط بتعميق الرسالة. وهذا لا يتعلق بسنغور الزنجي الذي يشعر بالحنين لأنه متوحد داخل غرب مثير للاستلاب فحسب، بل يتعلق بالإنسان خصوصاً، أي بكل شخص يعيش مأساة الانغلاق العقلاني وهزال القلب. سيقف سنغور متأملاً الإنسانية التي تدمّر نفسها، فتصعد إلى شفتيه القيم الزنجية. وها هي صرخات الهواجس والثورة تنبجس وتتدفق موجات متتالية عبر قصائده، فيقلب الشاعر الحواجز ويُرينا الواقع تحت أضواء الحكمة والفلسفة الزنجية. سيكتب "التساميات" التي تظهر انتهاك الجدران والحدود سعياً وراء الأعماق. وهو سعي يفتش فيه الإنسان عن تعدده وتنوعه وكثرته، أي عن حريته الجوهرية: حرية الحب التي سيرفضها العالم المعاصر ويمنعها عنه، وذلك من طريق تصرفاته وأيديولوجياته. لكن حركته الشعرية ستواصل إيقاعها بطريقة دائرية حلزونية، فتتطور الموضوعات ويغتذي بعضها من بعضها لتنكشف تدريجياً عن البحث الكلي الذي يشغل سنغور: السعي إلى اتفاق المصالحة. فسنغور يدعونا إلى دخول عالمه لفك رموز المهمات والرسائل ذات النزعة الإنسانية "المهجنة" بكل المساهمات الثقافية للمجتمعات.
دخول العالم الأبيض
القصيدة الأولى في "أغاني الظل" تظهر عزم سنغور على دخول العالم الأبيض الذي كان يراقبه في مرحلة أولى، من مسافة، أي من "برجه الزجاجي". لكنه سيغادر البرج وسيخرج من فضائه المغلق والحميم الذي كان يتنشق فيه هواءه الخاص، في ألفة الأفكار والذكريات وعطور الأجداد والأسلاف. سيغادر هذا المكان الآمن لأن الزجاج يتيح للشاعر رؤية العالم من عل، من بعد، بدون أن ينسج أي اتصال. البرج الزجاجي مكان يقدّم له العالم من خلال الزجاج ويجعله أمام عينيه مشهداً أخرس. الزجاج يحميه لكنه يعزله. هو يقترح عليه الرؤية لكنه يسرق منه المعرفة. جالساً، فوق، لا يستطيع الشاعر إلاّ أن يتأمل، بصمت، صمت السطوح والتلال في الضباب. هذا الالتزام يخيّم على ديوان "أغاني الظل" ويستعيده الشاعر عبر السفر والرحيل والاقتلاع وهواجس القلق والذكريات والآلام المرتبطة بضرورة التخلي الذي يفترضه كل رحيل. لكن الشاعر يريد أن يكون وأن يعرف، فتستولي عليه هذه الإرادة لأن "روحي تتطلع إلى اجتياح العالم الذي لا يُحصى، والى أن تنشر أجنحتها". ولأجل هذا التطلع، تحضر حالات كسر الحواجز وتحطيم الجدران. وهذا يرتبط لديه بما قاله عام :1939 "الموضوع يتصل بمعرفة ما هو مصير الإنسان. أيجب أن يجد حلّه عبر داخله فحسب، أم أن الإنسان ليس إنساناً في الحقيقة إلاّ إذا تجاوز نفسه لإيجاد تمامه خارج الأنا وخارج الإنسان؟".
إرادة الحضور في العالم
في فلسفة الكائن هذه، نكتشف أن إرادة الحضور في العالم هي الحقيقة لدى سنغور، وهي ستشكل بيئة الشعر لديه. لذا ينزل سنغور من البرج الزجاجي لملاقاة العالم الأبيض، لكنه لا يتخلى عن شيء وراءه. يحمل معه أفكاره وذكرياته ليلاقي البيض، زنجياً، وليسمّيهم أخوته، باحثاً عن معرفة، مفتشاً عن اتفاق بين الحضارات التي يجب أن تصير الفوارق في ما بينها ينابيع لإغناء الإنسان. يدخل سنغور الغابة الظليلة، المجهولة والقلقة، غابة الغرب، لكنه سيمتلئ بضيق يغمر كيانه: فالحوار الذي يتوق إليه مع البيض لا يلقى آذاناً صاغية، بل الرفض. لذا سيتحدث عن التشوّه الذي أصاب الإنسان: "كنت أشعر وأنا أتقدم، أن هذا "العالم الأبيض" حيث أُدخلتُ، كان عالماً قاسياً". وها هو سنغور يغنّي وحدته كزنجي يدخل فرنسا، مسجوناً في جلده الأسود، يخلق حوله الفراغ، الرفض، في صمت هذا العالم الأبيض المتحجر بالأحكام المسبقة. لكن الوحي سيتوسع في "قربانات سوداء"، لأن الشاعر سيوسّع نظراته التي تتخطى تجربته الشخصية وتقوده إلى عيش آلام شعبه وعذاباته. القربانات السوداء هم هؤلاء المستطلعون السنغاليون الذي يقدّمون قرابين للآلهة، آلهة الأنانية والمال والقوة والتفاهة.
أوروبا عمياء صمّاء
يجتاز سنغور المرحلة القصوى في "أثيوبيك الاقتلاع". لن تعود العزلة هي عزلة الإنسان الأسود، ولا هي الكراهية التي يشعر بها حيال وجوده. فما سيكون شاغله خصوصاً هو النفي، أي تغريب الفكر الزنجي. سيشعر سنغور كم أن قيم أفريقيا الثقافية هي في خطر بسبب عمى أوروبا وصممها: النظرات خرساء، الكلمات بلا جدوى، والأبعاد تسقط في العجز. وكلما توغلنا في عمق الصور، عرفنا ما تستبطنه القصائد: ثمة في تفكير سنغور ما يجمع بين تجارب الزنجي الاقتلاعية، وتجارب الإنسان ومحنه مطلقاً. سنكتشف مأساة هذا العالم الذي تخلى عن القيم الأساسية للحياة، ونضع أيدينا على الحركة الحلزونية للفكر السنغوري الذي هو في آن واحد، اجتياح الأعماق والفضاء: فكر يذهب عميقاً ويتوسع، من شعر غنائي حميم إلى الشعر الجماعي والملحمي. شعر يرسم التاريخ المعاصر برؤية تراجيدية ويمنح الحوادث ثقلها الإنساني ويقودنا عبر القلق إلى البحث في أعماق ضميرنا عن معنى الكائن. الصور مليئة بالشحنات الانفعالية، وهي تعبّر عن توتر الكائن وتأثره بالعالم الذي يكشف عن قناعه: كل نظرة هي دعوة ونداء. وفي هذا المعنى فإن المجال الشعري هو المدى الأعلى بامتياز، لأن مدى النظرات يتحرر من تهديدات المنطق. إنه يترك الحرية للكلمة لكي تتفتح في "الصورة المثالية". لكننا سنلمح في نظرة سنغور شيئاً من السلبية حيال الغرب. فثمة ما لا يريد الشاعر أن يراه. ثمة شبه غياب للطبيعة، الأمر الذي يثير الدهشة لأن شاعراً، كسنغور، يقول إنه صاحب نفس ريفية، يغيّب الطبيعة من أمام نظراته عبر الضباب والثلوج، أي عبر "الموت الأبيض"، أو عبر "ضباب المدينة المتسخ" في حديقة لوكسمبور، حيث لا يجد سوى الغياب والفراغ: "وحيداً في السهل/ وفي الليل/ مع الأشجار المنطوية على نفسها من البرد (...) أنا وحدة الأعمدة التلغرافية". فالنظرة الزنجية ستنكسر على حواجز القسوة والبرودة، قسوة المشهد الغربي الذي يبدو كأنه يصوغ ملامح الإنسان الأبيض. يبحث سنغور عما يجعله على مقربة من القارئ فيستخدم أسلوب الحوار في القصائد، يتواطأ مع القارئ، يسأله، يستجوبه، ويبدي التعجب. فهذه الحاجة إلى الحوار تتجلى خوصاً من خلال الاستفهامات التي تحتل خصوصية مهمة في التفكير السنغوري. الحوار هو منطلق الإلهام. لهذا سيسأل سنغور أوروبا، وهي العالم الذي يحس الشاعر أنه غريب فيه ومرفوض. لكنه سرعان ما يختار الانتصار على الرفض: "أيجب أن أصرخ أعلى أم تسمعونني؟"، يقول سنغور، مؤكداً أنه لن يتراجع عن دعوته إلى هذا الحوار.
التنديد بالانتحار...
لكن الشاعر سيعيش المنفى مرتين: فهو منفي في الغرب حيث يعيش، ومنفي أيضاً في نفسه. وفي قلب هذه المتاهة، متاهة المنفيين، يشنّ سنغور معركة فريدة ونادرة للتفلت من هذا الاقتلاع الذي يرميه خارج الحياة، فهو سيسعى إلى سبر أغوار التجربة العنصرية الناجمة عن سوء التفاهم التاريخي. فبين أفريقيا والغرب جدار من سوء التفهم، ارتفع وترسخت أسسه طوال قرون من تراكم الأفكار المسبقة ومن تراكم الصمم والنظرات الصماء. لهذا سيولي سنغور أهمية كبرى للتاريخ لأنه يعقد الصلة غير المنفصمة بين الشاعر والسياسي. فالتاريخ يجب أن يكون في كل لحظة خلقاً للإنساني. لهذا السبب يضفي الشاعر على التزامه الشعري أن يخربط ما صاغه التاريخ، لإعادة منح الإنسان فرصة الحرية. لهذا سيندد سنغور بالعقل الذي يقود الإنسانية إلى انتحارها.
... والالتحاق بالقوة الكونية
هل يمكننا القول إن شعر سنغور يشبه النزول إلى الجحيم، وخصوصاً عندما لا يتمكن من التفلت من القلق الوجودي الذي يجتاحه؟ سنقول إن سنغور يشعر في خضمّ قلقه الخاص أنه يمضي ليله من دون أن يحظى بملجأ، وأنه يبدأ نزوله الطويل إلى أعماق الليل الأوروبي. وإذا كان يضيع في البداية في دهاليز القلق الوجودي، ويطرح احتمالات الهرب والعودة إلى الوراء، أو الوقوع في القفص والسجن والصحراء، كما هي الحال في ديوان "ليليات"، فإنه لن يتأخر عن أن يتوحد بالعصفور الذي يعيش الفضاء ودينامية الهواء. إنه الشعر المحمول بنداء الأفق إلى التسامي والى الاتحاد بالقوة الكونية التي هي الهواء. الهواء الذي يلامس الأشياء ويخترقها ويجتازها من دون أن يسمح لها بأن تسجنه.
ملحق النهر الثقافي
يناير 2002