احتفى العدد 78 من مجلة نزوى الفصلية الثقافية بالشاعر بول شاوول الذي يشق الطرق الوعرة أمام القصيدة العربية، وذلك عبر ملف خاص تضمن العديد من المقالات بالإضافة إلى حواريين أجريا معه في فترتين مختلفتين من الزمن. شارك في الملف كل من الشاعر والكاتب اللبناني عقل العويـط بمقال بعنوان "صاحب لغته الشعرية"، والشاعر والناقد اللبناني عبـده وازن الذي كتب عن شاوول الذي استعاد ماضيه ليشهد على خواء العالم في ديوانه "أوراق الغائب"، كما كتب المسرحي عبيدو باشا عن نصوص بول شاوول المسرحية، حيث يبدأ الواقع كجزء أساسي ثم لا يلبث العبث أن يُحقق انتصاره الباهر عليه، وكتب الناقد السوري مفيــد نجــم عن ديوانه "كشهر طويل من العشق" حيث ينهض الجسد كبؤرة تتكثف فيها ومعها اللذة والعدم. وكتبت الشاعرة والمترجمة جمانة حداد رسالة إلى بول شاوول تقول فيها "لا تخون المهرج الحزين إلا ضحكاته"، أما الشاعر سيف الرحبي فقد تناول سطوح شاوول وأعماقه، فكأنما التجريب والمغامرة لدى شاوول ليس تلك المقولات البرانية التي استهلكت حدّ الابتذال، وإنما هي لهاث الذات وجموحها، تلك الذات المنطوية والمشتبكة بتاريخ لا يلد إلا الخيبات والانكسار. وفي حوار له مع الشاعر العُماني يحيى الناعبي يقول بول شاوول: " دائما ما أزهر في الخطر" والثورة العربية هي المرأة التي تشغله، وقد سحب ثلاثة كتب لأنه لم يوف بحق الثورات. وفي حوار آخر له مع الكاتبة العُمانية هدى حمد قال ساخرا "أقول لبعض الشعراء: اصنعوا فلافل أحسن".
تضمن العدد الجديد عددا من الدراسات في الأدب والفكر والمعرفة، كما شمل كذلك على أصناف أدبية مختلفة كالحوارات والمسرح والتشكيل والسينما والشعر والنصوص وجوانب من المتابعات والرؤى المعرفية والنقدية، وقد جاءت الافتتاحية في هذا العدد تحت عنوان "الزمن عربة الموت السريعة" لرئيس التحرير الشاعر سيف الرحبي، حيث "يشن الزمن غاراته دائما، ولا تكاد تهدأ هذه الغارات في النوم واليقظة، في لهاث اللذة والجري نحو اللا شيء وفي المنامات"، كما تنشر المجلة عددا من الوثائق الهامة وتشير إلى دورها في إبراز العلاقات العُمانية- العثمانية للكاتبة تركية بنت حمد الفارسي. بالإضافة إلى عدد من الدراسات هي: "الصراع على التراث" للمفكر المغربي عبدالاله بلقزيز، ودراسة أخرى بعنوان: "جورج أورويل: سرديات الرعب والهزيمة امام الاستبداد" للناقد والأكاديمي التونسي زهير الذوادي، ودراسة "فلسطين المفقودة" للشاعر والروائي الفلسطيني محمد الاسعد، ودراسة "الدلالات الأسلوبية البنيوية بين الجرجاني وريفاتر" للناقد الجزائرية طاطة بن قرماز، ودراسة "أليوت والرعشة" لفرانك كيرمود، ترجمها للعربية غريب اسكندر، دراسة بعنوان "الشعر.. المكان ونبض المطلق" للناقد المغربي يحيى بن الوليد، دراسة "بلاغة الفراغ في سياق ما بعد الحداثي" للباحث السوري ابراهيم محمود، ودراسة بعنوان "الجسد وشبيهه في الرواية العربية الحديثة" للكاتبة الفلسطينية منى ظاهر، ودراسة أخيرة بعنوان "الانحياز إلى الأصل في أعمال شاكر نوري السردية" للناقد المغربي رشيد بنحيدو.
في قسم الحوارات نشرت المجلة حوارا أجري مع الشاعر المغربي محمد السرغيني الذي يدحض نظرية الإلهام في كتابة الشعر، حاوره خالد الدهيبة، الحوار الثاني كان بصحبة القاص والشاعر الأمريكي ريموند كارفر، الشاهد على عدم تفاؤلية الحياة الأمريكية، حاوره كلود غريمال وترجمه إلى العربية نجاح الجبيلي، وحوار أخير كان مع الجزائرية فضيلة الفاروق التي لا تحتمل أن ترتدي الأقنعة، وقد حاورها ابراهيم الحجري.
في قسم المســرح نشرت لوحتان من مسرحية "الجمهور" للوركا ترجمة عبدالسلام مصباح، كما نشرت دراسة عن يوسف العاني وتاريخ المسرح في العراق، قدّمها د.ضياء خضير.
في قسم التشكيل نشرت المجلة الوجه الآخر للوحة "التشكيليون وامكانيات الحيل الفنية" للأكاديمي العماني بدر المعمري. وفي مجال السينما قدّم الكاتب والمترجم التونسي حسونة المصباحي"بوريس باسترناك: الشاعر في مواجهة الإرهاب".
في قسم الشعر ترجم الكاتب المغربي سعيد بو كرامي، "قصائد من الشعر التركي المعاصر"، كما نشرت المجلة قصيدة "شمس العتبة" للشاعر المغربي عزيز الحاكم، و"قصائد" للشاعرة المصرية نجاة علي، "لا أحد ينتظر في موقف الحافلات" للشاعر اليمني محمد عبيد، و"قصائد" للشاعر اللبناني اسماعيل فقيه، و "مجازات" للشاعر العُماني معاوية الرواحي، و"الأمر يعنيك" للشاعر التونسي منذر العيني، وقصيدة "فلا، لا" للشاعر طالب المعمري.
في قسم النصوص قدّم وترجم الكاتب المغربي محمد المزديوي "ثلاث نساء قويات.. لماري ندياي"، قصة "البيت" للقاص العماني محمد اليحيائي، "علّيسة" للكاتبة التونسية حياة الرايس، "الحياة قفزا" للكاتب الاماراتي عادل الخزام،"في مديح الضجر" للقاص العماني محمود الرحبي، "شب الكوبا" للكاتبة الأردنية نضال حمارنة، "شجرة النارنج العجوز" للقاص العماني عبدالله خليفة الغافري.
في قسم متابعات ورؤى، طالعنا الكاتب والناقد المصري شاكر عبدالحميد بعرض لكتاب "أرواح هائمة" لكمال العيادي، القاص حمود الشكيلي عرض كتاب "عودة للكتابة بقلم رصاص" لمحمد الحارثي، وترجم الحسن علاج مفهوم الانسان الأعلى في كتاب "هكذا تكلم زرادشت"، "اللغة العربية ودعوى تحيز ضد المرأة" قدّمه الباحث اليمني خالد العبسي، كما قدمت الكاتبة التونسية فاطمة محمود "يغلق الباب على ضجر" لباسمة العنزي، "شجر الليف" لمحمد العامري قدّمه الكاتب الأردني محمد السمهوري، "عالم حسيب كيالي الروائي" فتح أفقه نذير جعفر، كما قدمت الشاعرة العمانية رشا أحمد "التباسات" للخطاب المزروعي، "بصرياثا" لمحمد خضير قدّمها الكاتب العراقي علي عبد الامير صالح، رواية "سيرك عمار" لسعيد علوش، قدمتها الشاعرة المغربية اكرام عبدي، " ايفان كليما مترجما" قدمها الكتاب اللبناني محمد الحجيري، كما قدمت هدى حمد عرضا لكتابين تحت أحدهما: "في مواجهة الصورة الوردية لزنجبار لمحمد المحروقي"، ومادة أخرى بعنوان "ملح بدرية الإسماعيلي يكشف عبث المدينة".
واستمرارا لسلسلة الاصدارات الدورية، نشرت المجلة مسرحية بعنوان "مواء القطة" للكاتب المسرحي العُماني بدر الحمداني، بلغة مُفعمة بالحيوية والرشاقة تحكي المسرحية قضية "عذراء" التي تموء كالقطة باحثة عن أبي شواربها الذي يُعجزه الأمر فيقرر في لحظة فارقة أن يخرج ويصفق الباب الذي ظل يكسر رجولته ويحطم كبرياءه.