نافورةُ الفتَحات والزوايا
تدفعُ بالماءِ لكلِّ الجهات
وإلى جوارها عامودُ التاريخ
يحكى عن رموزِهِ
ومخروطُ الضّوء
يبتعد .
تسْلِمُنا أقدامُنا لرَهَجِ الحديقة
حيث السياجُ الشوكىّ
والقلبُ الأبيضُ الجريح
تحت مِقَصِّ الأقْحوان .
الزهرةُ الحديديَّةُ مرشوقةٌ على البوابة
وأنا على ذراعِ الأريكة
ألوِّحُ للبنتِ الشابة التى
حرقت الشمسُ جبينها
وهى تقطفُ من شجيرةِ القطن .
يا فتاةَ الخيوطِ
امنحينى ماءَ البَنَفْسَج
وارمحى معى فوق بستانِ الوَبَرِ
فالأرضُ الحمراءُ تنتظرُنا
ولسانُ التّوْتِ فوقنا ينادى :
التوتُ الأبيضُ ، والتوتُ الأسود
فاختارى .
على قشرةِ السَّفينة
تكوَّنت الضِّفافُ
والأنهارُ تصبُّ فوق رَيحانتِكِ
فاخرجى من تيهِ الغُبار
واقطعى الشَكّ بالشَكّ .
الساعاتُ الطويلةُ سوف تمرُّ
وأنت تمتلكين سَلَّةَ الذِّكريات
تمشين فى الطُرْقَةِ الطويلة
لكى تقهرى الوَقْت
وابتسامةُ الرِّمالِ تحت الأفق
تهدِّدُ النور
فشُدى الترباسَ على العُشْب
فقد سقَطَ الغُرابُ فى الخُطّاف
وحبلُ الشرفةِ مشدودٌ على الشَّهيق .
امنحيْنا من عِطْرِ أقواسِكِ الحانية
وغنى تحت شفقِ مِعْطَفى
واخرجى معى من بابِ المدينة
إلى حيث الدورانُ السِّحْرِىُّ
وبعدها سنطلُّ من النافذةِ الوحيدةِ
وحولنا رائحةُ الفطائر
وكرسىُّ "البامبو" الشيخ
إلى جواره كرسىُّ "البامبو" الطازج
وأنت ترفعين جِيبّتَكِ "الجينز"
من حيثُ لا يمكنُ أن ترتفع .
حذاءؤُك الدَّقيقُ
والنهدانِ الصغيران تحت "التى شيرت"
وبالونةُ الفُسَيْفِساءْ تطيرُ
تحت فصوصِ الزَّخارفِ
وهذه ألوانُ الخِفَّةِ
تحت صرختِكِ الصغيرةِ المنتشيَةِ
والحزنُ يتمادى وينقضُّ .
وجهُكِ المستديرُ مفاجأةٌ
والمعادنُ الصخريَّةُ تبرُقُ تحت الشَّمس
فارتفعى أيتها الأحلامُ إلى مستوى النَبْضِ
وانفتحى واسعاً يا قاعةَ النَّهار .