أيُّ كأسٍ مقدّسةٍ نحتسي من يديها الهوى؟
أيّ إرث يسدّ علينا رتاج الغياب ويمحو الخطى والصدى؟
المرايا التي سقطتْ فجأة غاب عن وجهها المُستعار سؤالُ الحجرْ
كيف تبدو العيونُ الخدودُ اللسانُ المُذيّلُ بالحبرِ بعد ارتطام الحروف
ببعضٍ على صفحة الرؤيةِ الغائبة؟
حجرٌ خلف قضباننا يبتني شرفةً
فوق أعالي الشجرْ
حلُمُ المعبدِ المستباح بلا رأفةٍ
كنَسَتْه العواصفُ في مهده
حلمُ المجدلية في طهرها
أطفأ الآثمون الشموعَ بمذبحهِ
حلمُ الغيبِ والآخره
عالقٌ فوق أعيننا مثل أهدابها
لا نجاةَ لنا بعد يوم كسيحٍ ألمّ بنا.
كيف يبدو القناعُ بلا شفرةٍ والرياضُ بلا وردةٍ
كلما رجفتْ شفةٌ سقطتْ قبلةٌ
لا الفضاءُ الرحيبُ يُوَفّرُها
لا ارتطامُ الصدى بالسكون
ولا الخوفُ من طعنةٍ غادرةْ
المرايا تشَظّتْ أمام العيونِ
فأضحى تلاطمُها محضَ
مرأى حياةٍ تغور بأوحالها
لا نجاةَ لنا بعد يوم كسيحٍ ألمّ بنا.
حينما تختفي بسمةٌ من على الأرض والعصفُ يمحو الطريقَ
وما قد تبقى من الزهرِ في حقل صحرائنا الكاسرةْ
نستعير رداءَ التفجّعِ نخلعه،
لنواجهَ موتا رسمنا تفاصيلهُ، سلفا
بفؤوسٍ وأدعيةٍ ماكرةْ.
هل لبغدادَ وقعُ الجحيم كما لِنِيُويوركَ المُسْتَحِمّةِ في عريها
قصةٌ نسجَ المحوُ أحزانَها الفاغراتِ
على صدر بابلَ ثم النبيذ َأراقَ على برجها؟
هل لبغدادَ طعمُ النبيذ المُراقِ على صدرها؟
ستغور المياهُ عميقا وتعلو الفضاءَ النسور
صُوَرُ العمْرِ منثورةٌ حولَ ألبومهِ
ملمحٌ لم يَعُدْ في التباسِ النوايا يُرى
كان في غيبة السائرِ خلف الظنون
أعزلا صوتهُ ساهرا ليله
والتفاصيلُ غائبة عند مرأى الغيوم
سَفَرٌ دائم في المرايا التي خدعتْ عُمْرَهُ
غرزتْ كل أنيابها في شغاف الرؤى
بين فكينِ،
عند خوافي القبور.
شفةُ القبلة الهادره
قبل تفتيتها في الطريق إلى الضفة الثانيه
دون قلب المحبة موهوبةً واهبة
لا نجاةَ لنا
بعد يوم كسيح ألمّ بنا
في النجاةْ
أحدبٌ يتعثر بالظل
يلعق شمسَ الغروب.
وارسو في 2-7 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
جريدة المدى، ع (1969)
24/11/2010