[حبة تراب
الطائرات غربلت سماء «بنت جبيل»
البارجة نخّلت بحر «صور»
لم يبق من القرية
سوى حبة تراب
حبة تراب انخلعت
طيّرها الدوري بمنقاره
سلّمها للسنونو
تلقفتها الفراشات
حبة تراب
سقطت على باطن كفي!
ملساء كحبة العدس
هي حبة تراب، بطلقة في الصدغ
أضمدها..
هي حبة تراب تجر خلفها «جبل عامل».
حبة تراب ترفع «نهر الليطاني» صرّة مياه.
حبة تراب أشيّد عليها كرة أرضية!
[قانا
السماء مقفلة بالطائرات
تحت التراب كومة مفاتيح
كأطفال «قانا».
مفاتيح بحجم الإصبع
تفتش عن ثقب في السماء
لكن السماء مقفلة بالطائرات!
[إسعاف «المنصوري»
مرّت سيارة الإسعاف
مرّت طوافة الأباتشي
مرّ الرجل على الشاشة
بلا عائلة.
أطفاله الأربعة
ذابت أنفاسهم بين الأقمطة
كألواح شوكولا
صرخت زوجتي...
«يا يحيى، كم طفلاً سننجب ليبقى أحدهم».
لحقتها إلى غرفة النوم..
وحضّنا زكريا في سريره
وتجمّدنا في صورة تذكارية
أعتقد أن الحرب شخصية جداً
[الضاحية
هنا الضاحية
جدار معلق بخيط
من برواز
أهلي على الأرض
جدارية من زجاج
[بناية الشياح
غارة الخامسة إلا ربع
رجّت البناية في «الشياح»
ومن هول الصدمة
فقد المفتاح لسانه.
المفتاح الأبكم
يتكتك دمعاته
في الهواء.
المفتاح يبكي عائلة
من
الأبواب..
[إبادة
بعد المجزرة
أكملوا إبادة عائلة
بالكاميرات.
[فخار يكسر بعضه
كلما غادرنا محتل
نقف عند الحدود
ونحطم جرة خلفه
لنُكَف شرّه..
انظري إلى جبال لبنان
هذه القمم
ليست سوى جرار محطمة
فوق بعضها البعض..
منذ ألف عام وعام
لا مهنة لنا سوى فخار يكسر بعضه.
لسنا وحدنا، نستقبل محتلاً ونودع محتلاً..
هي الأرض جرّة بدينة
تلقلق..
أطبشها يا الله
لتكفّ شرّنا
[هل كانوا
.. والذين سلخنا فرواتهم
هل كانوا دببة
والذين فقأنا دموعهم
هل كانوا تماسيحَ
والذين جدعنا أنوفهم
هل كانوا فيلة
والذين صلمنا آذانهم
هل كانوا خفافيشَ...
ببساطة..
الذين قتلناهم
هل كانوا حقاً أعداءنا؟!
[خط التماس
هنا بيروت
يَدي ليست مطرقة
لمستي ليست مخرزاً
لا تثقب حتى حبة تراب
دمعتي الحارة لا تذوب
ولا حبة سكر
وان فقعت من الضحك
فلن يسقط الجدار
بين الشرقية والغربية
ما العمل؟
حاولت خطوة إلى الوراء
وخطوتين إلى الأمام
ووجدتني أعيش في ظل أحذية عملاقة
الفّ
من مستديرة «الطيونة»
حتى مستديرة «ساسين»
يا الهي
كل الخطوات تؤدي إلى مستديرات
من جدران!
[أين العدو؟
رأسي بفروته البيضاء..
مرفوعا على جسد كرمح.
أتعبتني الحروب
ولم أجد عدواً.
[ من مجموعة بعنوان «حب في الغسالة» تصدر قريبا عن «دار رياض الريس» (بيروت).
المستقبل
الأحد 6 كانون الأول 2009