إلى نوري الجرّاح
مقبرة
عينٌ عالقة
خلفها سهلٌ شاحب
الريح تجري في المكان
وبين الجثث
يسيل الكلام
الغربان تطير
العيون في المناقير
تَرى
والوقتُ المقتول
منزوعَ الفتيل
يدور.
الظلال تجري
والأصابع تقطر خساراتها
وحدها تنورة خمرية (أو ما بقي منها)
تقطع الرمادي
بين الدماء
وحشيش المقابر ينمو
كوشم بين ضلوع
ترجف
كودع البصّارة.
أمواتٌ مستقرون
وأمواتٌ ينبضون
كقنابلَ
بين أحياء (قد يموتون)
في شوارعَ
تتقاطع بلا هوادة
تتلوّى كأفاعٍ في الطين.
العيون مغمضة
والقمر طلقة تنزف
الشبّيح بعينيه الكامدتين
يرنو إلى ملائكة تتنقل بحذر
بين القتلى وأشباه الجمل
إصبعه المبتورة
تسحب الزناد
عن ظهر
قلب.
رجال المطافئ يغسلون بقايا المجزرة
اللحمَ
والدمع اللزج
الحذر
وتمارينَ الحقد (والحدس)
والسكتات المتوترة
الإيمانَ المثلوم
والترابَ
وحدها الوجوه تعلق بالجدار
ضربات أحمرَ
لا يشيخ.
الجندي المتعب
بعينيه الحسيرتين
وقلبه الضاجّ
يقف عارياً
من سلاحه
وبدلته
(حتى ساعته الرخيصة بعقربيها المترددين)
لم يكن يملك غير بقايا الطريق على القدم
ورصاصةٍ في مؤخرة الرأس.
الملح يرشح في الماء
كدمدمة موتى يفركون ما بقي من الحياة
على أذرعهم المتصلبة
عميقاً
في الصمت
كان الأمل
جثةً يتناهبها السمك
العينان واهيتان
والفم المأكول
يزبد
ويعجز عن الصراخ.
عن النهار - 11/7/2012