كنيسة سان جون وود
St. John's Wood Church
أوّلَ نيسانَ
دخلتُ كنيسةَ سان جون وُود...
زهورُ حديقتها تتألّقُ تحت أشعةِ شمسٍ فاترةٍ
ومَماشيها تتداخلُ والعشبَ النضِرَ،
الأطفالُ يدورون علي أحذيةٍ ذاتِ دواليبَ مخبّأةٍ
وخدودُ الفتياتِ تدورُ مع الشمسِ كعَبّادِ الشمسِ...
وفي أوّلِ نيسانَ
دخلتُ كنيسةَ سان جون وود :
فلسطينياتٌ يتحدّثْنَ بأصواتٍ خافتةٍ
(خائفة؟)
عن دِير ياسين...
قساوسةٌ يستمعون إلي القرآنِ
وأطفالٌ لا يبكون.
كنيسةُ سان جون وود تُشَـيِّدُ دير ياسينَ عميقاً في الأرغُنِ.
.....................
.....................
.....................
في الثاني من نيسان
كان فلسطيني آخَرُ ينتظر الصَّلْبَ...
لندن 02/04/2007
الأنفوشـــي
منطقة شعبية من شاطيء الإسكندرية
شِباكُ الصيّادينَ تجِفُّ علي بضعةِ أطوافٍ وقواربِ صيد
والقلعةُ تدخلُ في المشهدِ...
ثَـمَّ سِـقالاتٌ عند المسجدِ،
ثَمّتَ إعلانٌ عن موقعِ غوصٍ لسفائنِ نابوليون.
وأكوازُ الذُّرةِ المشويةِ تأتي ببيوتِ الفلاّحينَ إلي الشــاطيءِ.
تأتي بقُري الدّلتا.
لن يصلَ الكورنيشُ هنا...
الفتياتُ المصريّاتُ (بناتُ البلدِ) احْـتَطْنَ بما يكفي.
الفتياتُ المصرياتُ منحْنَ الشاطيءَ حريّــتَهُنَّ
منحْنَ الشاطيءَ حُــريّــتَهُ...
هذا الشاطيءُ للناسِ
فلا سوّاحَ هنا،
لا قوّادينَ هنا...
.....................
.....................
......................
شمسُ المتوسطِ ناعمةٌ
وشِباكُ الصيّادينَ تجِفُّ...
لندن 10/3/2007
نهر الدانوب
سيكون المساءُ مديداً علي ضفةِ النهرِ...
مَن قال إنّـا سنشعلُ نيراننا في رؤوسِ الجبالِ؟
القلاعُ صليبيّـةٌ
من مَـقـالِـعِ أرباضِ لِـنْـتس (Linz)
إلي القدسِ.
كان الملوكُ ورُهبانُهُم يسبقون المياهَ إلي حفلةِ القتلِ
حيثُ البلادُ البعيدةُ تطوي مآذنَها بانتظار البرابرةِ...
الشمسُ تلمع فوق الدروعِ
وفي تاجِ ريتشارد قلبِ الأســد ْ....
..................................
..................................
..................................
والمســاءُ مديدٌ علي ضفةِ النهــرِ:
هل آنَ أن نستريحَ ؟
الكرومُ مُـعَـرِّشــةٌ، جوسقاً في الضفافِ
ومصطبةً في السفوحِ...
الكرومُ مُـعَــرِّشةٌ في النبيذ الجديدِ،
الكرومُ معرِّشــةٌ في مقاهي القري، وخدودِ البناتِ؛
***
العشيّـةَ كنّا ضيوفاً علي ابنةِ مزرعةٍ للكرومِ...
أتاحتْ لنا غرفةً
في السماءِ التي شــرعتْ تدلــهِـمُّ،
العشيةَ كنا لَصيقَي حرارةِ أوردةٍ أُتْـرِعَتْ بالنبيذِ،
السريرانِ نهرٌ يموجُ.
***
ابتدأنا لكي نتّقي أننا بالغانِ النهايةَ.
كانت حقولُ العناقيدِ مثقلةً بالرطوبةِ والعسلِ،
الطيرُ، عند الصباحِ المبكِّــرِ، سوف يفيق من السُّـكْـرِ
كي ينقرَ الخمرَ ثانيةً من عناقيدها...
***
النهرُ يجري ســريعاً،
ومثل الجيوش القديمةِ، يرتاح عند الـمَـعابرِ، حيث القلاعُ
وأديِــرةُ الـمتَرَهِّــبةِ الضامرينَ ،
النهارُ لهُ
والمساءُ لِــما في الأســاطيرِ...
للغرفِ المتضوِّعِ تَـنُّــوبـُها كالبَخورِ،
المساءُ لمـَملكةٍ لا تدور عليها الدوائرُ...
مَـملكــةٍ من جذور.
لندن 12/9/2006
القدس العربي- 05/04/2007