كل صباحٍ أفتحُ عينيّ على الغيمِ
الممطرِ دوماً
والأبيض أحياناً.
أنا لا أتصوّرُ ما قالوا لي عن شمسٍ ثابتةٍ
فوق حجازٍ...
قالوا أيضاً إن بلادي تلك،
وإني سأُتوَّجُ فيها ملكاً يوماً ما...
أنا لا أرغب في أن أُمسي ملكاً.
لكنّ الأجداد يُطلّون عليّ من الجدران
ومن غرفة مكتبتي
ينتظرون،
وقد سكنوا أُطُراً ذهباً، ودفاتر يومياتٍ
وفصولاً من كتبٍ لن أقرأها...
لغتي اختلفتْ
وثيابي
حتى عيناي هما زرقاوان،
إذاً، لن أمضي معهم:
يوماً في بغدادَ
ويوماً في مكة
يوماً في الشام
وآخر في قصرٍ ملكيٍّ بالعقبة
.........................
لكني أسمعُ عن أنّ ملوكاً عادوا
عن أزهار تستقبلهم بمطاراتٍ غامضةٍ
.........................
ما شأني؟
ما معنى أن أُمسي ملكاً؟
.................
.................
.................
سأتابعُ منذ اليوم، دروسَ الموسيقى
وأطلب من أستاذِ الرسم مرافقتي
عبر متاحف روما
هذا الصيف...
الثالث من آب 2002
... والآن
تبدأ أيام الآحاد تطول
كأيام الأعياد وراء القضبان؛
الأشجار مثبتةٌ بمسامير إلى الأفق الرطب
وأبواب الشارع موصدةٌ
حتى الحانة في المنعطف انكفأت تحت رذاذ من مطر في ذاكرة القط. الدكان الهنديّ هو الباقي. لن أوقد مجمرة. سأعود الى الأوراق الأولى. سأقلِّب ما اكتنزته العينان. غريبٌ أن أشعر بالرجفة تحت عظام ذراعيّ. عشاء الناس أُعد، موائده صحف الصبح الكبرى: سمكٌ وبطاطا. سمكٌ وبطاطا. أحياناً أسمع بوقاً. هل أزفت ساعتنا؟ هل نرجع في منتصف الليل؟ أنا لا أحمل (لا أملك) إلا الأوراق الأولى، وخفيفاً سأكون، خفيفاً ونظيفاً...
أنا أنسى أحياناً
أنسى، مثلاً، أن اليوم هو السبت، وليس الأحد...
الأمر بسيطٌ
فالأيام تطول
الأيام، جميعاً، كالآحاد، تطول
ولكنّ الشرفة
حتى في المطر الصامت،
ظلت مفتوحة .
عن جريدة (القدس العربي) 18 اغسطس 2002
إقرأ أيضاُ