نعيم عبد مهلهل
(العراق)

جيمس دين أجمل شباب الجبايش يحلق رأسه بكزازة .. 5724
آدابا يهبط هذا المساء بمشحوف

1

جيمس دينفي مساء على خد طفلة . ذبابة وصحن قيمر . قصب وشتال# عنبر . شابة تخترق حاجز الجمال كما الميراج . تهبط مع جنين العشق هاربة الى سماء لانهاية لأمطارها . سماء من الجوع . ونقيع الضفادع . زقزقات العصافير. وصوت الآلهة تأمر حراس قرى القصب أن يبحثوا عن تأريخ السمك وتلك الهاربة الحسناء..
يوم عينتنا الدولة .. كان الطنطل# يحب أن يقرأ لسارتر ..وكان عبد الرحمن الربيعي يشوي الشبوط ويرسم أبراج الحظ ويفكر كيف يحصل على فرصة الموت بليلة في ليالي بيروت ؟؟
فيما كان قاسم بكامرته المصنوعة في فوكس يبحث عن زئبق أحمر وأسطورة وبروفسور يقول: أن الطريق الى كابل كان يبدأ من أور ..
أتذكر وجه أبن لادن ..فيعصف في خوف الذكريات وأمشط لحيتي . ثم أخلع شاربي !!
تدور الكاميرة البدائية فيطل وجه المدرعة بوتمكين ..ويصاحب فرانكشتاين شيخ بني أسد ..
فيما شرق عدن يسمى هنا شرق ناحية الفهود..
كان وطني ..لاترتبك فيه الخواطر ..
وكانت تنانير النساء فوق الركبة
وكان آدابا يتسوق المشمش من الناصرية ثم يعود بحافلة الى هافانا ..
كانوا يختبئون بين القصب العالي } يساريو تروتسكي يحفظون على ظهر قلب نكات مايكوفسكي كلها {
وكانوا يأكلون خبز التمن .. يشوون رغبات سان جون بيرس ويمدحون سحر نادية لطفي ..ويعلقون صور بنت المعيدي في خزانات ملابسهم ..
وفي ليل الثمالة .. تشتبك سومر بشفتي كولديا كاردينالي
فيندفع صدرها الى حضن شيخ السلف فيقرر حمل المدرسة بعيدًا لأن الكفر وصل الى باحة البيت
نضحك ..تضحك الفدائية ليلى خالد..
نبكي ..تبكي سكينة بنت الحسين ..
نهزج ..يطل القرامطة بوجوههم السومرية ويقرعون بطبول السفر
تأتينا القطارات وتأخذنا الى براغ
هناك لنا نخلة وشاعر يدعى الجواهري
أذن في كل عاصمة كان هناك حافز لتذكر رائحة القهوة وماحواه صدر باردو وسميرة توفيق وغادة السمان ..
أيها المعلمون ..
المخرج بينكم . أروه دفاتر الخطة وكيف تبنى دار في ذاكرة طفل الأهوار؟؟؟
أنت ياحامل خشبة الكلاكيت ..
دع الطائرات تمر وأبدأ شغلك مع بطل الفليم
سمكة ترقص أمامنا..وتغرينا بالنوم على كتف الموجة ..
يتهادى البلم النحيف
مثل تايتانك في ليل البرد
ليت الثلوج تقرأ منافينا ..وليت الأهوار تسكن ليل بروكسل ..

2

الآلهة تأكل في مأدبة شاوشيسكو .. وجماجم أطفالنا تدفن في الصبخة# ..أليوت كان يقصد بالأرض البور { الهور }..
وماذا بعد ؟
أشياء ترقد في الذاكرة .. تحمل شجن الماء والبط ونبؤة آدم ..
أشياء ملونة كتعابير رسائل ملوك سلالات الجهة المنسية في قبو مخافر الحد الفاصل بين عشيرة البزون وبيت النون .. وأنت شارد بفكرة الخيال الى فخذيك . بهما تلوي عنق الفقر وتضاجع امرأة من ذهب،
بهما تمشي فوق الماء ..
بطة أنت ياولد ..أم يخت الملكة الايزابيث ؟
يدير قاسم كاميرته ..يتأمل مافي المساء من أفق مذهب
يرى عشتار } تحش# القصب { .. يمرر العدسة على ساقيها ، نهديها ، يرينا مكمن العسل ،
صمت ..أحدهم يغني } مررنا بكم ياحمد { ..أمي ترد عليه : مرت عليك العافية ..
أستوب .. نعيد المشهد ..
كان الأفق قد تحول الى صفحة كتاب بالية ..
كتاب يسمى : } عشرة أيام هزت العالم {
تطوعت أور اليوم ..منحت الآلهة أجمل نساءها . كي تهز مهد آنو وهو نائم
قطار طوروس ..أجرته الى اسطنبول خمسة دنانير
مهرك ..خمسة سمكات وديوان شعر وأسطورة جلجامش
غيرها ..
أنك لو ناديت حياً.. ولكن لاحياة لمن تنادي
في الهور
كما في مقهى حسن عجمي ..
ينفخ المثقفون رئاتهم في الهواء ..فتصير طائرات ورقية تقصف مصافي عبادان
قاسم : هذا الولد حزنان . أفق له من خمرة الصلاة ودعه يمشي الى روما عارياً!
دعه يتمنى مونليزاه ويأخذ دية من دافنشي : ثلاث خرفان وجرة نبيذ ..ورغيف متحجر !
من أي عشيرة هذا الولد ..من أي بقاع الأرض أتى ..من لاهور ..أو مضارب الجبور ..
من لاس فيغاس أو مكناس .. من العامرية أو عامورية ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الولد المضرج بدم فضيحته ..
يجر أنثاه التي في بطنها لينين صغير بلحية من خيوط ذهب
يشجع البلاشفة على صيد الخشني
والخشني# يؤدي التحية الى عبد الكريم قاسم !
وأنت من يؤدي التحية لك ..
فلا قيصر يعرفك ولا منعثر ..
على رصيف من الجمر مشيت ..
باتا تهتف لك سلاماً من صبا بردى أرق..ودمع لايكفكف يادمشق
ومعذرة اليراعة والمنافي ..
غيرت مفردة في بيت شوقي ..
قاسم يقول : وجدتها في السيناريو هكذا ..
ووجدت أيضا جدتي دولابة : تدور كطواحين دون كيشوت . تبحث عن قضاء نقرة السلمان على الخارطة ..
في ميلاد سعدي يوسف ..شرب جاك بريفير قنينة عرق مستكي
فيما عبدالله كوران أعاد الى الجبال ثمالة النايات
وعمو بابا رمى مرمى الكويت بهدف في اللحظة القاتلة
تدور الكاميرا ..
رصاصة تخترق جسد الوردة
يسقط الملك مغشياً عليه

3

ثانية.. بعد استراحة المشهد الثانية . امرأة تدعك خاصرتي بطيب العطار
دهن اللوز . ودمعة العوز..تلك هي حياتنا ..
هناك أبن آوى حفر له ثقباً في الأوزون
هناك البنادق والفنادق والمشانق
بلادنا حماك الله .. كنا نغني
كم طوراً يترتب على نسق هذا النشيد
واحد أم ألف ..لايهم ..
أهلنا البعيدين ..حماة ذكرياتنا . بقايا عصر السلالات
هو الهور ..سابع سماوات الطوفان. جنة القصب . عذراء الطبيعة
المقتول بالغازات السامة وجزمات رجالات أفواج الطوارئ ، المعذب بقبلة المرحومة رومي شنا يدر ..
في قصيدة لكاتب ياسين ..
أهواز قلبي سفحت في طقشند ..
وأهوار قلبك سفحت على رصيف بشارع الرشيد
بين المناحة والتفاحة حواء عارية
وأخرى هربت معك بليل ماطر فأعدتها جثة وغسيل عار .. وعيون مليئة بالحنين
روما أشرف من روما ..
وأثينا أجمل من سوق الشيوخ
والعكيكة ..لاتقارن بسحر باريس
وكافافيس لبس جناح حصان طروادة ..وسيس معانيه من أجل النحاس باشا والفضة بيك والصاغ باشي أنور السادات ..
وأنت لاتعاريف تأوي الجنين ..تائهة في منافي الله ..
من الجبايش# حتى شنغهاي
بطة ترتدي الكابوي ..وسينمائي يتحسر على بلده
لأجلك سأجعل سيمون دي بوفار قابلة مأذونة
ولأجلك سأصمم قبعة لمدير ناحية الهوير# يحضر فيها حفل افتتاح الأولمبياد في الأحواز

4

ثالث يأتي يتأمل مكياج الممثل . تموز يمسك فالة . ويشرب الزبيب من عند الحاج زبالة#
يلعب الماكيير بتقاسيم وجهه
جعلوه امرأة هذا الولد الجميل ..
ورغم هذا أدخلته عشتار الى جسدها .
لحظة بلحظة تحفظ تأوهاته ، تغور فيه ، يغور فيها . تجرح فيه ، يجرح فيها
القواميس تقرأ التأويلات . من شدة العناق أنقطع الحبل
قراصنة البحر نسوا آخر الجنائن..جزرنا المرمية قرب دلمون
كان النهر هائجاً حين أنقلب المركب. وكان نوح حفظه الله يتأمل علو الزقورة ويشيد قصة لذاكرة التأريخ ..فيما خمبابا يغير بطائراته على حدود سومر الشرقية..
ثالث يستريح ..
هذا ليس أول مشهد ..
لقد رأيتها في سوق المحمدية تجر عباءتها. كانت أسراب الحذاف# تدور على رأسها وكانت بنات حلب يتسوقن الفستق لرمضان ، فيما هي تتسوق السمك المجفف# .أكلة أهلنا المفضلة في الجنوب ..
كان ماو يحب السمك . فيما كيم آيل سونغ يحب الدولمة .. وحده هوش منه كان يعشق البرياني ..وشاه إيران يحب الجراد المشوي..أمي تحب اليابسة ..
هي الفاصوليا . أم تلك التي رست عليها سفينة نوح..
لا أدري ؟
ولكني شاهدتها في دمشق مع صبي له سحر سرجون يوم وجدوه في سلة ..
هو أبنك من تلك الليلة في هور المطر ومشاحيف سومر وآلهتها المرحة ..
أغمض عينيه . فلقد كان يسمع موستاكي يغني : خذوني الى طروادة ..أبحث عن هيلين التي لاتحبني ..

5

الشعر يرثي مشهد قتل وردة..
هذا سيناريو مقترح على طاولة قاسم حول..
شعره..بدوائر من سني الغربة ..
لايعرف كيف ينهي حياة بطلة الفليم
السومرية ريمه بنت آدد شو .. القحطانية ..
يرميها من جبل قاسيون ..أو بطلقة من بندقية فصيل الإعدام بالفوج الرابع لواء التسعين بجبهة ميمك ..
يخنقها وهي نائمة في خان من خانات الكاظمية ..
أو يغتالها غدراً في مترو بزوريخ
ينبغي أن يكون قتل الوردة هو ذروة حياتنا ..
نحن شتاة حضارة النهرين
وينبغي أن نصنع حلمنا الوردي من ورق المتاهة الذي نصوغ عليه محنة القارات السبع
وأن لانجعل مشاهدي الفلم في عرضه الأول تائهين في سريالية القصب وفتوة آدابا ..ومفخخات الزرقاوي ..
ينبغي أن نفعل شيئاً لكانتزاكي قبل أن يصلب المسيح ..
وأن نمسح غبار شوارع موسكو الخلفية عن نظارات غائب طعمة فرمان ..
وأن لانسمح ليوجين أونسكو أن يعبث بمسارح أور ويقدم مهزلة موت الدكتاتور
أما هي..
جارتنا قرب مدرسة القصب في قضاء الجبايش
فلقد اختارت موتاً لوردتها بنفسها ..
شربت كأس الزرنيخ ..
وأغمضت عينيها مثل إغماضه } آبي ــ سين{ آخر ملك منتحر في سلالة أور الثالثة …
شاشة بيضاء.. وكتابة بالخط الكوفي: توفيت منتحرة فليرحمها الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أكشن ..
}} نحتاج الى منتج ..يملك معمل ألبان أو مطحنة..
والى ممثل لايستلم أجره بالدولار ..
والى ممثلة تستحي من العري
والى مخرج شرط أن يكون أسمه قاسم حول..{{

الكزازة : قطعة من الزجاج لها حافة حادة كشفرة . كان حلاقو الأمس يستخدمونه في حلاقة الشعر ..
المشحوف : واسطة نقل مائية في أهوار العراق .
شتال : نوع من أنواع الرز .
الطنطل : حيوان أسطوري مخيف يكثر ذكره في الحكايات الشعبية يتصف بالغباء.
الصبخة : في العامية العراقية ، الأرض القاحلة ، المالحة.
تحش : في العامية العراقية تحصد.
الخشني: نوع من أنواع السمك النهري يمتاز بصغر حجمه وكمية الدهون الهائلة التي فيه. وخشونة أصدافه.
الجبايش : أكبر أقضية الأهوار . في محافظة ذي قار العراقية .
الهوير : قصبة على حواف هور المدينة من حواضر البصرة .
الحاج أزبالة : أشهر من يبيع شربت الزبيب في بغداد . محله يقع بجوار مقهى حسن عجمي في الميدان .
الحذاف : نوع من أنواع البط التي تأتي مهاجرة الى مشاتي الهور يمتاز بجودة لحمه.
السمك المجفف : يطلقون عليه أسم المصموطة هنا في جنوب العراق . وهو الفسيخ في مصر لكن طريقة تجفيفه تختلف .

كتب في أور السومرية / 30 تشرين أول ‏2004