نعيم عبد مهلهل
(العراق)

نعيم عبد مهلهلعلى شرفة البيت البابوي تقف حمامة بيضاء ترتدي عباءة وبخجل شرقي كلقمة خبز ببصل تدمع عيناها ويختلط نحيبها مع همس الكاردنالات وتراتيل زيوا نور المندائيين وكخيط من البريسم تنسل تحت وسادته وتنوح كما الديك المذبوح بشوق صلاة الأهوار صباح تظهر الشمس على أجفان إبراهيم ليأخذ معه زوار الحسين والمندائيين إلى سيناء ومغارة كفرون وغار حراء بمكة ومثل حزمة ضوء في قدر تمن يتلوا الجميع صلوات الحبر الأعظم فيطلع من قرطاس الجد حفيظ نور القرآن يغسل وجه يسوع بموسيقى التكبير ثم يروح بعيدا صوب يثرب ثم يظهر زيوا ببدلته الرسمية يدعو للتطهير وللتبخير ولزرع الآس أمام نوافذ عشق الحراس ثم يروح بعيدا صوب الكحلاء وأخيرا يسوع المتنور بأجمل أشواق السريالية سيرش رذاذ الرحمة من شرفة باب الحمى ويقول سلاما للبابا ..
يكتمل مشهد الشعر هذا قرب وسادة يوحنا المحتضر ..
أمي تخبز خبز العباس والمندائية سامية النورانية تعيد نواح بالآرامية فيما ماريا تكتب مرثية شوق باللغة اليابانية ..
وبين مدار السرطان ومدار الجدي دمعة البابا تغسل جوع الصومال وتستنكر قتل المندائيات وتفجيرات الحلة ثم بعيدا تذهب إلى وسادة نحت تحتها أنجلو أيقونة تكوين اللحظة والإشراق الغنوصي وأرقام البدء الشاقولي لحلم غاليلو فيفتح عينيه جان بول ليقول بالشفتين الهامستين مجد الأرض بدمعة مسماية ..
هي أمي اشترت بيتا من أهل الذمة مندائي أهوار سياحة كون التكوين وعزمت زوجة جوزيف وقالت ستنوح الملاية أم شعب عليه كما ناح المداح على موت الهدهد في عصر سليمان ..
الفاتيكان سيشعل نور البهجة . والملك السومري شولكي سيعزف بالأرغن الملكي لحن رحيل القمر إلى الهند ليخبر الأم الطيبة تريزا أن المندائيات أشرقن ببهجة صبح في أور وقررن ركوب الربلات والتوجه إلى روما..
قبل أغماضته الأخيرة قرأت الملاية سبرانو فوكو وأناشيد مراعي بيونس أيرس وصلوات من كربلاء ونحيب شيرازي وطقوس التعميد المائي من خليقة يحيى ورأينا بوذا يرتدي قبعة أمريكية ويمسك طوقا من ورد الفل ليصنع دمعته السحرية وبها يبكي من أجل البابا ..
سيقول رازق بن زهرون بأن مدار الجدي تحرك صوب الدب القطبي وسيكون النور نصيبه هذا الذي أذن في التكبير محبة الحضارات وأكل من رز البنجة وقال للكنز فرا : أن الجنوب بعضكم ونحن من طين الجنوب ويسوع قال بتعميد الحب وذكرى الإسراء :أن الله ليس سوى كلمة مضيئة تصنع العالم برشاقة عاشق .
في صباح عراقي ..مشت محبتي بحذاء مصنوع من خوص النخل ووصلت روما غير أنهم أعادوها لأنها من دون تأشيرة ..
ولكنها حتما شمت عطر بخور القداس وأوصلت دموع آيات الله وابتسامات المنادي إلى شفتي الباب
لقد شاهده الصحفيون ينام هادئا لأن رسائل إبراهيم وصلت أليه
ولأن بوذا وموسى مدحاه في ملتقى دافوس ..
رأوه ينام مطمئنا كما حمامة في حضن قش ..
أمي كانت حمامة على شرفة الفاتيكان
وزيوا كان سمكة فراتية في العشاء الرباني
فيما أبتهج الحوارنيون بلذة خبز العباس
وهذا الإحساس ..
أن يأتي التوحيد وهو لا يعرف في تعزيته ميثاقا لأمم المتحدة
لقد خلق الله جنوب الحلم ليكون حزمة من موسيقى وتراتيل ونواح عاشوري
ومنه صنعنا بيان رثاء وركبنا الطائرة ..
وصلنا روما
ماطر كان المساء
فيما صباح العراق يشرب أخبار الجلسات البرلمانية
دانتي يقول
بسمة البابا سحر
أنها تذكرك باغماضة القاسم في محنة الطف
فيما الآس المندائي يجلس قرب الشموع
لقد رسم بيكاسو ذلك
وأراد لغرناطة أن ترتدي عمامة شيخ دخيل وبها تبدأ تطريس الرؤية من أجل غياب الطيب يوحنا
أما أنت ..
المرتضى بالرضا
فقد جعلك الله أيقونة لمنابر الحب ودمعة تفتش عن المقابر الجماعية
وقالوا أنك تحولت ذات مرة إلى سجادة ذهبت بنا إلى طقشند
تفتش عن مولانا الفارابي الذي قتلوه في أمن بغداد
وحتى قرع آخر القداسات واحتفاء الأرض بيوم اليتيم لم نعثر على صورته وعوده وبطاقة التموين
البابا سأل عنه
لكن الطبيب همس لروحه الطيبة
متعب أنت ويسوع قرب وسادتك يدون أشواق التعميد بنهر الأردن كي يغسل وجهك بالحب وموسيقى الحطابات بحقول الراين ..
أيها المندائيون ..
العالم خلق بكلمة
وآدم من صلصال تكون
فكونوا حزمة خس وورد وعودوا إلى بغداد
فغدا سيبدأ قداس ..
وجنوب الله سيخبز خبز العباس
فيما البهرة والبوذيون وأهل التلمود
سيكتبون لحن الخلود ..

2 ـ لقد تحركت العربة بقديس آخر
لأجله سنوزع البطيخ على الفقراء ونشوي السمك
وأنتن يا بنات السلف المريخي
هيئن طاق الرز وصحن الحناء
ففي كل الأنحاء ثمة دمعة تصعد إلى السماء دون أن تلتفت لضجيج القطارات وأجراس بيوت القصب بقرى الكحلاء..
هناك بنت سومر نبؤتها وأقامت صرح الأنواء

3 ـ ذاهب إلى الفاتيكان
ربطة عنقه ورقة خس من حقل على ضفاف الفرات
قداسي كلمات جلفية
ببساطة الراتب أيام الملك الهاشمي
أذهب..
لا أملك من رائية الحزن سوى الرغبة بجعل المودة بطة تسبح في بحيرة الضوء المنتشر حول جثمانك
هم قالوا هكذا : يرحم الله الرحماء عندما يصير الحب ثمرة مشمش ويمتلك رائحة العشب المنتشر تحت إبط البطة وتحت جفنيها .سيكون بمقدور المصلي أن يقول كلمته وأن يشارك المتصوفة في العشاء الرباني الأخير وربما سيجعل حادي بن نوح بن سامان خدود طفلته المعمدة ببركات الروح وطهارة ماء النهر صفحة لكتاب الشعر يكتب عليها مسلمو العالم قصائد أبو الطيب أو مالك بن الريب وهو يقسم جسمه على جسوم كثيرة . ماركس سيبتهج أيضا لأن الاشتراكية بإرثها المفضوح بابتسامات جيفارا ستأتي إليك منطلقة بقطار الصعود المتري المتحرك من أور وسيطلب جيفارا موعظة من حلم الثورة وأنت سترش عليه رذاذ الرحمة الكوبية حين تجده في دلمون يتسلى بوصايا تروتسكي .
جان بول أنت تودعنا أيها القديس وستجدك ذكرياتنا أمامك تقيم قداس محبتها لهذا التأريخ المتقلب مثل خاصرة السمكة في شبكة صياد من أهل الجبائش ورغم فأن المودة التي يبعثها زهرون بآنية التعميد وثوب الرسته ستكون رسالة أزلية نقول أن الله صنع الحب كي يبكي بحرقة في باحة الفاتيكان ولكي تسطع في خد تفاحة بهجة كل الأديان ..

أور السومرية في 3 أبريل 2005