كتب (ت):
قدمت مدرسة الكوريغرافيا، ومصممة رقصات عرض (مجنون ليلى)، كل ما تملك من إبداع، فقد صرحت للوطن في حديث خاص معها، ضمن مشاركتها في مهرجان ربيع الثقافة الذي انطلق مساء أمس، بأنها قامت بإعداد هذه الرقصات خصصياً لهذه الفعالية.
وحول تجربتها مع مارسيل خليفة في هذا العمل، قالت: ''ليس هذا التعاون الأول بيني وبين مارسيل، ولكن هذه المرة الأولى التي أشارك في عمل ضخم مثل هذا، ويتكون من عدة راقصين، وقد عملت معه في قصائد أخرى مثل (الأرض) و(ريتا والبندقية)و (أمي)، لكن على المسرح، ومع عدة راقصين، فهذه المرة الأولى ''.
وحول إن قامت بتأليف هذه الاستعراض وفق خلفية مسبقة حول المحيط الذي ستعرض فيه، قالت: ''أنا لا أستطيع نسيان مجتمعنا وتقاليدنا والأشياء التي نفكر من خلالها، وكنت أريد التعبير بطريقة جسدية لا تكون إباحية وبذات الوقت لابد أن أضع الأحاسيس المتوافقة والنص، فالموجود على المسرح تجسيد لنفس جريء ولكنه بنفس عربي، وأتصور بأننا جريئين جداً، ولكني حاولت أن أحرص على تقديم صورة وجسد ليلى بطريقة عالية، وليس بطريقة تجارية ومبتذلة''.
وحول الرقصات، والكيفية التي بدأتها في تأليف الرقصات قالت: ''هذه الرقصات مخصصة للعرض، وعملت عليها من قبل 10 أشهر أنا والراقصون، فعندما أخبرني مارسيل عن قيامه بالعمل حول تقديم ''مجنون ليلى''، أعطاني النص لدراسته، وبعد قراءتي للنص قمنا بإجراء (البروفات) الأولية لمدة 3 أشهر من دون موسيقى، وبعدها توقفنا لفترة شهرين لأننا لم نستطع أن نعرف بأن العمل سيقدم أم لا، وبعدها عملنا بكثافة لفترة 3 شهور ونصف، ومن ثم أعطانا مارسيل الموسيقى، وبعدها قمنا بإسقاط الموسيقى على الرقصات''.
وحول الصعوبات التي واجهتها في تطويع الجسد بما يتناسب مع النص، قالت: ''
كان هناك خوفاً في البداية، وقد عملت على جعل أجساد الراقصين تؤدي التعابير الموجودة في النص، فالنص قوي جداً ويحتاج إلى تعبير بقوته''. وأضافت ''كان هناك تخوفاً في بادئ الأمر، ومن غير أن أدرى - قادتني الحركة من دون أن أقودها- ، فعندما حضرت أميمه الخليل ''البروفات''، لم تصدق أن هذه الرقصات أعددناها وفق قراءتنا للنص فقط، ومن دون الاستماع للموسيقى، وقد كان إحساسنا يقودنا للنص''. وعن تجربتها مع الجسد في نص مجنون ليلى وحول كيفية تحاكي الاجساد مع بعضها البعض، قالت: ''أحرص كثيراً على أجساد العارضين وأنفاسهم، فقلت من قبل ''إن النفس في أي عمل مهم''
وتابعت: ''استطعنا أن نشكل كل هذا التناسق ، فمارسيل على هذه القامة العالية، أعاملة مثلما أعامل أصغر راقص عندي''.
وتابعت: ''أعتقد أن الراقصين أصبح لديهم أحساس أكبر، فليلى ''جويل'' مثلاً متزوجة في الأساس وقد قالت بعدما أدت دور ليلى، إنها تعشق زوجها أكثر من قبل وإنها تملك إيماناً أكبر بالحب''.
وتابعت: ''يجمعنا الحب وهناك تواصل دائم، فالجميع يتكلم بالفرنسية إلا أنا، ولكننا نتواصل من خلال الاشتراك والتفاهم، فنحن نتكلم بلغة الحب وبلغة الجسد ولغة الفن والموسيقى''.
****
رؤى- الايام - مهدي سلمان:
"قل هو الحب
الذي أسرى بليلى
وهدى قيساً إلى ماء الهلاك..
قل هو الحب.. يراك"
هكذا اختتم قاسم حداد ومارسيل خليفة ليلتهما "أخبار المجنون"، وهكذا جعلا مع كل المشاركين في هذا العرض جمهور صالة البحرين الثقافية يقفون أيضاً ليحتفوا بليلة حب جميلة، بدأ بها ربيع الثقافة عامه الثاني، كان الحب حاضراً كبيراً في هذه الليلة، وكان قيس بن الملوّح.. أو قيس بن معاذ العقيلي أو البحتري بن الجعد أو "الأقرع بن معاذ" أو المهديّ.. أو أياً كان اسمه حاضراً ويوزّع وردةَ دمه على كل الحاضرين، الذين اختلطت شهقاتهم الجميلة مع كل ختام مقطوعة يعزفها مارسيل خليفة وفرقته، أو تؤديها الفنانة أميمة الخليل، أو يلقيها بصوته المبحوح قاسم حداد.
في الليلة الأولى لربيع الثقافة، وفي الأول من مارس استطاع قاسم حداد ومارسيل خليفة أن يقنعانا بأن ثمة قيمة فعلية للحب في هذا الزمن الموبوء بالحروب والقتل والطائفية والكره، كانت ليلة جميلة امتزج فيها البصري بالحسّي بالشعوري بالسمعي، وكان الحب هو قيمتها الكبرى، "الحب الممنوع" كما يقول بسام الذوادي، والجسد الممنوع أيضاً، والشعر الممنوع، ولذلك فقد احتفى الجمهور بكل هذه القيم.
وحينما قال الشاعر قاسم حداد جملته الأخيرة في العرض "اللهم لا غفران لمن دفع بنا إلى هذه الخاتمة" خفتُ أن ينتهي العرض إلى هنا، ولكن حين صدح مارسيل بأغنيته "قل هو الحب" زفرتُ خوفي كلّه، وقلتُ في نفسي أجل "هو الحب" وبعدها سألتُ مارسيل خليفة عن هذا فقال: "من المهم أن نتعلم كيف نحب.. كيف نحب بعضنا وكيف نحب الآخر وكيف نحب الأشياء.. في كل يوم يجب علينا استعادة هذه القيمة الجميلة، مهما كانت الظروف من حولنا قاهرة، مهما كانت الحروب مشتعلة.. يجب علينا أن ندافع عن حبنا".
العرض المميّز "أخبار المجنون" بدا جليّاً أنه عرض أخذ من العاملين فيه جهداً كبيراً، وحبّا كبيراً أيضاً، فكانت الموسيقى الجميلة لمارسيل خليفة وما تطرحه من تناغم بين الإيقاعات الشرقية والغربية تقول هذا، وما تطرحه كذلك من اتساق بين الآلات، وكذلك كانت لوحات الكيروغراف الجميلة توضح أيضاً ذلك التناسق الجماعي بين المؤدين، رغم أن الحالة الروحية الفردية كانت واضحة أيضاً على كل مؤدٍّ، ما يشير إلى مدى اختلاف وائتلاف أثر قيمة الحب على النفوس، وكذلك كان لصوت الفنانة أميمة الخليل التي أدهشتنا بأدائها المتزن والصادق، وهو ما فعله راوينا الجميل الشاعر البحريني قاسم حداد.
خليفة.. الحب سيد العرض هذه الليلة
استعرضنا بعد العرض آراء بعض الحضور والمثقفين البحرينيين، فقال الشاعر علي عبد الله خليفة إن هذا العرض المتميز والساحر هو عرض ليس عاديا، وإنه ليس غريباً على هذين المبدعينِ قاسم حداد ومارسيل خليفة كل هذا القدر من الإبداع والجمال، وأشار خليفة إلى أن العرض جاء متكاملاً ومتميّزاً سواء في الأداء أو في اللحن والموسيقى أو التوزيع سواء الموسيقي أو البصري على منصة العرض، وسواء بأداء الشاعر قاسم حداد الذي تجلّى بأدائه المميّز وحساسيته الجميلة في هذا العرض.
وقال خليفة إنه على الرغم من أن أخبار المجنون ليست جديدة علينا فقد استمتعنا بها كمجموعة شعرية سابقاً، إلا أننا رأينا هنا نوعاً من التناسق الجميل بين الفنون، ورأينا دينامية جميلة تجعل من هذا العرض الموسيقي الشعري المسرحي عرضاً يحبس الأنفاس.
وحول ما منحه هذا العرض لقيمة الحب التي راهن عليها في مؤتمرهما الصحافي قاسم حداد ومارسيل خليفة قال الشاعر خليفة إن هذا العرض أعطانا دلالات عدة وجميلة لما تحمله هذه القيمة من إمكانيات، وأشار خليفة إلى أن مارسيل وقاسم وجميع العاملين في هذا العرض وفقوا في أن يُعلوا من قيمة الحب، وأن يجعلوا الحب سيد العرض في هذه الليلة.
وبارك الشاعر خليفة لكل العاملين في العرض ولكل القائمين على ربيع الثقافة هذا الإفتتاح الجميل بالحب، مشيراً إلى أن اختيار الحب ليكون أول قيم ربيع الثقافة يجعل من هذا الربيع مبشّراً ومثمراً.
الخزاعي.. عرض حمل للحب كل هذا الحب
من جانبه قال د. محمد الخزاعي إن هذا العرض الرائع وكذلك قيس الرائع قد أشعلوا فينا كل الحب، وكل قيم الحب، سواءً حبنا للفن أو حبنا لهم ولمارسيل وقاسم وكل المشاركين في العمل، ليخرج لنا هذا العرض ذو المستوى الفني العالي.
وحول ما يمثله الحب من قيمة عالية في هذا العمل قال الخزاعي إنه استمتع بكون العرض "حمل للحب كل هذا الحب" فالحب كما رأى كان المحور الرئيسي في العرض ولولا الحب لما كان هذا العرض، وكذلك لولا الحب لما كانت الحياة.
وعن المستوى الفني للعرض قال الخزاعي إن أهم ما يميّز هذا العرض أنه جاء متكاملاً في كل شيء، وأنه خلق حالة من المزج بين الفنون في صورة جميلة سواء من جانب الموسيقى أو الشعر أو من الجانب البصري وأداء المشاركين في الرقصات التعبيرية.
وقال الخزاعي إنه استمتع بهذا التناغم الجميل بين الموسيقى الحديثة والموسيقى الشرقية الأصيلة، ورأى أن الفنان مارسيل خليفة وفق تماماً في تكوين الحالة الروحية المناسبة لكل مقطوعة موسيقية.
وحول انطلاقة ربيع الثقافة بالحب قال الخزاعي إن ربيع الثقافة بهذا العرض جعل من البحرين في هذا الشهر واحة للحب، ومنح كل البحرينيين ليس مهرجاناً للثقافة وحسب بل مهرجاناً للحب أيضاً.
الذوادي.. من الجميل الإحتفاء بالشعر
الموسيقي خالد مندي أكد أن موسيقى الفنان مارسيل خليفة من أرقى أنواع الموسيقى، لأنها موسيقى صادقة وجميلة وتبحث دائماً عن الجملة المميّزة والقريبة من الإحساس، ورأى مندي أن مارسيل وفق تماماً في الدمج بين الموسيقى الكلاسيكية العالمية وبين الموسيقى الشرقية، واستطاع أن يؤسس حالاته بصورة راقية عبر تنوّع مدروس في المقامات، وفي صولوهات الآلات، وأنه على الرغم من أن الفرقة الموسيقية كانت فرقة صغيرة إلا أنه استطاع أن يمنحنا شعوراً بأننا نستمع إلى أوركسترا كاملة.
وأكد مندي أن العرض كان مميّزاً تماماً حيث استطاع أن يخلق جماليته من خلال التكامل بين الفنون، سواء على المستوى السمعي أو الفكري أو البصري، ورأى مندي أن طريقة العرض وتكوين فضاء العرض عبر جعل الشاعر قاسم حداد مشاركاً في العرض بصفته "الراوي"، وكذلك الراقصين، والموسيقيين خلق فضاءً جميلاً ومميزاً.
المخرج السينمائي بسام الذوادي قال إن هذا العرض هو بداية موفقة لربيع الثقافة، وهي بداية قوية وغير اعتيادية، بل هي كسر للاعتيادية سواء على مستوى الشعر أو الموسيقى أو الكيروغراف وأداء الراقصين أو على مستوى أداء الفنانة أميمة الخليل، أو على مستوى الفكرة المطروحة وما تعليه من قيمة للحب.
ورأى الذوادي أنه من الجميل أن تكون بداية الثقافة مع الشعر ومع الموسيقى ومع الأداء الراقص، للاحتفاء بقيم جميلة صودر منذ زمن حق الاحتفاء بها هي قيم الشعر والحب الممنوع والجسد، ورأى الذوادي أن هذا العرض كان دعوة جميلة للحب، وأن وكيل وزارة الإعلام لشؤون الثقافة والتراث الوطني قد وفّق تماماً في البدء بربيع الثقافة من خلال هذا العرض.
زباري.. ثمة روح جمعت بين هذه الفنون
ومن جهتها قالت الشاعرة البحرينية د. نبيلة زباري إنها رأت الليلة عرضاً متقناً وجميلاً ومتكاملاً، والتكامل الذي جرى بين هذه الفنون المختلفة كان أهم ما يميّزه، ورأت أن ثمة روحاً واحدة جمعت بين هذه الفنون رغم تميّزها كل على حدة، فكان شعر قاسم حداد وإلقاؤه ساحراً وهادئاً ومتزناً، وكانت موسيقى مارسيل الناعمة والشفافة وكذلك غناؤه العذب والفنانة أميمة الخليل، وكذلك كان الراقصون بحركاتهم المعبّرة، والإضاءة الجميلة، وهندسة الصوت، وتكوين العرض وتوزيع المؤدين والموسيقيين، ورأت زباري أن ثمة دقة متناهية في العرض تشي بأن هذا العمل هو عمل كلّف القائمين عليه جهداً كبيراً، إذ أنهم لم يغفلوا أية نقطة.
وتمنت الشاعرة زباري أن يتم تطبيق هذه التجربة من التكامل في البحرين، وأن نرى أعمالاً بحرينية تقترب فيها الفنون من بعضها لهذه الدرجة.
وحول ما يمثله الحب في العرض قالت زباري إنه من الجميل أن يُطرح الآن وفي هذا الوقت موضوع الحب، في هذا الزمن الذي يتلاشى فيه الحب النقي الأصيل.
ليس غريباً على هذين المبدعينِ قاسم حداد ومارسيل خليفة كل هذا القدر من الإبداع والجمال، إن العرض جاء متكاملاً ومتميّزاً سواء في الأداء أو في اللحن والموسيقى أو التوزيع سواء الموسيقي أو البصري على منصة العرض، وسواء بأداء الشاعر قاسم حداد الذي تجلّى بأدائه المميّز وحساسيته الجميلة في هذا العرض. وعلى الرغم من أن أخبار المجنون ليست جديدة علينا فقد استمتعنا بها كمجموعة شعرية سابقاً، إلا أننا رأينا هنا نوعاً من التناسق الجميل بين الفنون، ورأينا دينامية جميلة تجعل من هذا العرض الموسيقي الشعري المسرحي عرضاً يحبس الأنفاس.
لولا الحب لما كان هذا العرض، وكذلك لولا الحب لما كانت الحياة.
كما إن أهم ما يميّز هذا العرض أنه جاء متكاملاً في كل شيء، وأنه خلق حالة من المزج بين الفنون في صورة جميلة سواء من جانب الموسيقى أو الشعر أو من الجانب البصري وأداء المشاركين في الرقصات التعبيرية.
استمتعنا بهذا التناغم الجميل بين الموسيقى الحديثة والموسيقى الشرقية الأصيلة، والفنان مارسيل خليفة وفق تماماً في تكوين الحالة الروحية المناسبة لكل مقطوعة موسيقية.
الأيام
***
وكالة الانباء الفرنسية:
المنامة (اف ب)
يخوض الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة تجربة جديدة مع النص الشعري بتقديمه مساء الخميس عمله الجديد "مجنون ليلى" ضمن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين وهو عمل مستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد الذي يحمل العنوان نفسه.
والعمل الذي وصفه الفنان اللبناني بانه "احتفاء بالحب والجسد" مزيج من فنون تعبيرية عدة اذ يجتمع فيه الغناء مع الاداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى والاضاءة في مشهد اعتبر خليفة انه يتجاوز مفهوم "الكوريغرافيا".
وقال خليفة لوكالة فرانس برس بينما كان العشرات يجرون تمارين نهائية على العمل الجديد "هذه تجربة جديدة تماما عن كل التجارب التي قدمتها".
واضاف المؤلف وعازف العود "اسعى لتحقيق الفكرة الجوهرية لما اسميه التحويل الموسيقي للنص بعناصر ابداعية لا يقودها الشعر لكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها اشكال تعبيرية مسرحية ليس فقط الاوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء المنفرد او الجماعي".
وتابع ان العمل يتضمن "كل هذه مجتمعة وانما في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث (..) بالاضافة الى التوظيف التقني لاليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في ذات الوقت".
واكد خليفة ان اختياره للنص يأتي لانه يتناول "موضوع الجسد" معتبرا ان "موضوع الجسد موضوع مهم اوشعر ان من حقنا ان ندافع عن الجسد انه وعاء الروح ويعطينا كل هذه الحياة (..) هذا العمل احتفاء بالحب وبالجسد".
وتابع "هذا العمل ضد كل ما هو سيء في حياتنا وضد كل ما نراه بدءا من السياسة والثقافة وكل شيء (..) انه يقول لا للقذارة والقبح وهو احياء للجمال واحياء للفرح".
واعتبر خليفة انه من الصعب تصنيف العمل ضمن "لون تعبيري معين" وانما هو "صيغة او اقتراح تعبيري جديد وهذا هو التحدي الذي اردت ان اخوضه مع نص قاسم حداد".
واضاف "في نص قاسم يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية من حيث المبدأ لكنه من بين الاعمال التي تأخذ طبيعتها الانسانية كلما صقلت بالعرض في اماكن اخرى من العالم".
ويشارك الشاعر قاسم حداد في العمل بالاداء الشعري بين مقاطع الموسيقى والغناء والرقص التعبيري حيث اوضح خليفة "ان وجود حداد يعطي للعمل معنى آخر" مضيفا "ربما نعطي الامسيات الشعرية في المستقبل بعدا جديدا برفقتها مع الموسيقى".
ويمنح خليفة في هذا العمل فسحة للالات الموسيقية لكي تؤدي فاصلا في مقاطع معينة من القصيدة خصوصا التشيلو والكمان والكلارينيت فيما يؤدي بشار خليفة نجل الموسيقار وصلة على الايقاع في ختام العمل.
واوضح مارسيل خليفة ان "الموسيقى مكتوبة خصيصا للنص الشعري وللجسد والغناء والرقص" مضيفا "احببت ان اعطي كل الة مساحة للتعبير ففي مشهد زواج ليلى من ورد نسمع الكلارنيت وهذا المشهد يجسد هذه المشاعر المتضاربة لدى ليلى وهي ترفض زواجها المفروض عليها (..) وعندما يتضرع قيس في صلاة يأتي التشيلو برفقته لينقل مشاعر هذا العاشق الوله وهو يناجي ربه".
ويعتمد العمل على مقامات موسيقية عربية عديدة منها البيات والهزام والراست والحجاز والنهاوند والعجم في بناء موسيقى يميل في بدايته الى الدخول الهادىء لحوار الوتريات والات النفخ ثم يتصاعد شيئا فشيئا مع دراما الشعر ليصل الى الذروة في نهايته اذ يستخدم خليفة كل جرعات التطريب في الوصلة الختامية.
وقال خليفة "المقطع الاخير هو خلاصة العمل كله لهذا عمدت الى تصعيد الموسيقى في النهاية لانها تمثل انتصار الحب على الموت واردت ان اقول ان قيس لم يمت بل عاش في كل واحد منا".
وتشارك في العمل الفنانة اللبنانية اميمة الخليل التي ارتبطت تجربتها بمارسيل خليفة منذ نشاتها وهي تؤدي في "مجنون ليلى" وصلات غنائية واخرى منغمة بدون موسيقى اضافة الى زوجة مارسيل يولا كرياكوس التي تؤدي مقاطع شعرية وتشارك في الغناء مع مارسيل واميمة في الوصلة الاخيرة من العمل.
وقالت اميمة الخليل لفرانس برس "انني جزء من هذا الحضور الذي رسمه مارسيل منذ فترة طويلة" مضيفة "انني سعيدة للغاية بهذه التجربة الجديدة". وفي حديث مع فرانس برس قال الشاعر قاسم حداد ان "اختيار مارسيل خليفة لنصي اشعرني بشيء من القلق في البداية (..) تحويل النص الشعري الى عمل كهذا وضعني امام سؤال مهم هو الى اي مدى يمكن ان يجاري النص خيال مارسيل الموسيقي".
وقال حداد "اصبحنا كما لو اننا نؤلف النص مجددا على المسرح (..) انني سعيد لاننا نعبر عن رغبتنا في انجاز عمل يعبر عن شغفنا بالحب (..) اننا بوعي وبلاوعي نعبر عن رفضنا للحالة الراهنة فالجميع يحتاج للحب والان اكثر من اي وقت".
واصدر حداد "مجنون ليلى" مع الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي الذي وضع رسوم الكتاب في معرض "اخبار المجنون". واقيم المعرض في البحرين عام 1996 وتنقل بين عدة عواصم.
وقال حداد "كنت اتمنى ان يكون العزاوي هنا لكي يرى هذا العمل لانه المحرض الاساسي عليه".
***
بتاريخ: 26/02/2007
المنامة فى 26 فبراير / بنا / تنطلق فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2007 بمملكة البحرين فى الاول من مارس المقبل بعمل ابداعى تمتزج فيه موسيقى الفنان اللبنانى الشهير مارسيل خليفة وكلمات الشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد ليقدمان سويا فى الليلة الاولى من المهرجان روءية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة / مجنون ليلى/ فى لوحات موسيقية غنائية راقصة.
وقد نظم قطاع الثقافة والتراث الوطنى بمملكة البحرين موءتمرا صحفيا اليوم بمتحف البحرين الوطنى استضاف فيه كلا من الفنان اللبنانى مارسيل خليفة والشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد وذلك للحديث عن تفاصيل العرض الافتتاحى لمهرجان ربيع الثقافة 2007 / مجنون ليلى/.
وقال الفنان مارسيل خليفة ان تجربته مع نص / مجنون ليلى/ يمثل نقلة نوعية ذات دلالة ابداعية اذ أنها تجعل من اشتراكه مع الشاعر البحرينى قاسم حداد اتصالا بروءية مميزة فى الكتابة الشعرية العربية كما أنها تتيح له تحقيق الفكرة الجوهرية لما يسميه بالتحويل الموسيقى للنص بعناصر ابداعية يمتزج فيها الشعر مع الاشكال التعبيرية المسرحية والتعبير الجسدى والرقص والدراما الموسيقية والغناء الفردى والجماعى بالاضافة الى التوظيف التقنى لاليات العرض الفنى الممتع والمبهج والرصين فى ذات الوقت.
وأضاف خليفة أن الاعداد لهذا العمل الذى يتمتع بالجرأة فى شكله ومضمونه بدأ منذ ما يقرب من عام مشيدا بالجهود الطيبة التى يبذلها قطاع الثقافة والتراث الوطنى والتعاون الجماعى للقائمين على هذا العرض لابرازه بشكل لائق.
واعتبر الفنان اللبنانى مارسيل خليفة أن هذا العرض يمثل تحديا حقيقيا اذ أنها المرة الاولى التى يتم فيها تقديم عرض موسيقى مسرحى شعرى بشكل مباشر وحى معربا عن أمله فى عرض هذا العمل فى أماكن أخرى لانه من بين الاعمال التى تأخذ طبيعتها الانسانية كلما صقلت بالعرض فى أماكن أخرى من العالم واستمتع بها جمهور مختلف فى كل مرة.
ومن جانبه أكد الشاعر قاسم حداد الذى يعتلى خشبة المسرح للمرة الاولى شريكا لمارسيل خليفة بصفته /الراوى والضمير/ فى هذا العرض أن هذه العمل يقدم طرحا جديدا ومميزا للشعر عبر الطريقة التى سيتم تناوله بها مشيرا الى أن ما يعطى هذه التجربة أهميتها هى أنها نضجت عبر سنوات من كتابة نص / مجنون ليلى/ معربا عن أمله فى أن تسهم هذه التجربة فى الاجابة على حلول للواقع المعاصر بما يكتنفه من ماسي.
يشار الى أن برنامج مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام يشتمل على العديد من الفقرات المحلية والعربية والعالمية التى تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلى الى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية كما يشارك فيه مجموعة كبيرة من المبدعين البحرينيين.
***
1/03/2007 14:59 )توقيت غرينتش)
يستعد الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة لتقديم عمل جديد مستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد يحمل عنوان مجنون ليلى ضمن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين الخميس.
ووصف الفنان اللبناني العمل بأنه احتفاء بالحب والجسد مزيج من فنون تعبيرية عدة إذ يجتمع فيه الغناء مع الأداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى والإضاءة، في مشهد اعتبر خليفة انه يتجاوز مفهوم "الكوريغرافيا".
وقال خليفة لوكالة الصحافة الفرنسية بينما كان العشرات يجرون تمارين نهائية على العمل الجديد إن هذه تجربة جديدة تماما عن كل التجارب التي قدمها.
ويشارك الشاعر قاسم حداد في العمل بالأداء الشعري بين مقاطع الموسيقى والغناء والرقص التعبيري .
ويمنح خليفة في هذا العمل فسحة للآلات الموسيقية لكي تؤدي فاصلا في مقاطع معينة من القصيدة، خصوصا التشيلو والكمان والكلارينيت، فيما يؤدي بشار خليفة نجل الموسيقار وصلة على الإيقاع في ختام العمل.
وتشارك في العمل الفنانة اللبنانية اميمة الخليل التي ارتبطت تجربتها بمارسيل خليفة منذ نشأتها، وهي تؤدي في "مجنون ليلى" وصلات غنائية وأخرى منغمة بدون موسيقى إضافة إلى زوجة مارسيل يولا كرياكوس التي تؤدي مقاطع شعرية وتشارك في الغناء مع مارسيل واميمة في الوصلة الأخيرة من العمل.
****
أرسله randala يوم خميس, 2007/03/01 - 10:57. ثقافة
المنامة: يخوض الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة تجربة جديدة مع النص الشعري بتقديمه مساء الخميس عمله الجديد "مجنون ليلى" ضمن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين وهو عمل مستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد الذي يحمل العنوان نفسه.
المنامة: يخوض الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة تجربة جديدة مع النص الشعري بتقديمه مساء الخميس عمله الجديد "مجنون ليلى" ضمن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين وهو عمل مستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد الذي يحمل العنوان نفسه.
والعمل الذي وصفه الفنان اللبناني بانه "احتفاء بالحب والجسد" مزيج من فنون تعبيرية عدة اذ يجتمع فيه الغناء مع الاداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى والاضاءة في مشهد اعتبر خليفة انه يتجاوز مفهوم "الكوريغرافيا".
وقال خليفة لوكالة فرانس برس بينما كان العشرات يجرون تمارين نهائية على العمل الجديد "هذه تجربة جديدة تماما عن كل التجارب التي قدمتها".
واضاف المؤلف وعازف العود "اسعى لتحقيق الفكرة الجوهرية لما اسميه التحويل الموسيقي للنص بعناصر ابداعية لا يقودها الشعر لكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها اشكال تعبيرية مسرحية ليس فقط الاوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء المنفرد او الجماعي".
وتابع ان العمل يتضمن "كل هذه مجتمعة وانما في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث (..) بالاضافة الى التوظيف التقني لاليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في ذات الوقت".
واكد خليفة ان اختياره للنص يأتي لانه يتناول "موضوع الجسد" معتبرا ان "موضوع الجسد موضوع مهم اوشعر ان من حقنا ان ندافع عن الجسد انه وعاء الروح ويعطينا كل هذه الحياة (..) هذا العمل احتفاء بالحب وبالجسد".
وتابع "هذا العمل ضد كل ما هو سيء في حياتنا وضد كل ما نراه بدءا من السياسة والثقافة وكل شيء (..) انه يقول لا للقذارة والقبح وهو احياء للجمال واحياء للفرح".
واعتبر خليفة انه من الصعب تصنيف العمل ضمن "لون تعبيري معين" وانما هو "صيغة او اقتراح تعبيري جديد وهذا هو التحدي الذي اردت ان اخوضه مع نص قاسم حداد".
واضاف "في نص قاسم يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية من حيث المبدأ لكنه من بين الاعمال التي تأخذ طبيعتها الانسانية كلما صقلت بالعرض في اماكن اخرى من العالم".
ويشارك الشاعر قاسم حداد في العمل بالاداء الشعري بين مقاطع الموسيقى والغناء والرقص التعبيري حيث اوضح خليفة "ان وجود حداد يعطي للعمل معنى آخر" مضيفا "ربما نعطي الامسيات الشعرية في المستقبل بعدا جديدا برفقتها مع الموسيقى".
ويمنح خليفة في هذا العمل فسحة للالات الموسيقية لكي تؤدي فاصلا في مقاطع معينة من القصيدة خصوصا التشيلو والكمان والكلارينيت فيما يؤدي بشار خليفة نجل الموسيقار وصلة على الايقاع في ختام العمل.
واوضح مارسيل خليفة ان "الموسيقى مكتوبة خصيصا للنص الشعري وللجسد والغناء والرقص" مضيفا "احببت ان اعطي كل الة مساحة للتعبير ففي مشهد زواج ليلى من ورد نسمع الكلارنيت وهذا المشهد يجسد هذه المشاعر المتضاربة لدى ليلى وهي ترفض زواجها المفروض عليها (..) وعندما يتضرع قيس في صلاة يأتي التشيلو برفقته لينقل مشاعر هذا العاشق الوله وهو يناجي ربه".
ويعتمد العمل على مقامات موسيقية عربية عديدة منها البيات والهزام والراست والحجاز والنهاوند والعجم في بناء موسيقى يميل في بدايته الى الدخول الهادىء لحوار الوتريات والات النفخ ثم يتصاعد شيئا فشيئا مع دراما الشعر ليصل الى الذروة في نهايته اذ يستخدم خليفة كل جرعات التطريب في الوصلة الختامية.
وقال خليفة "المقطع الاخير هو خلاصة العمل كله لهذا عمدت الى تصعيد الموسيقى في النهاية لانها تمثل انتصار الحب على الموت واردت ان اقول ان قيس لم يمت بل عاش في كل واحد منا".
وتشارك في العمل الفنانة اللبنانية اميمة الخليل التي ارتبطت تجربتها بمارسيل خليفة منذ نشاتها وهي تؤدي في "مجنون ليلى" وصلات غنائية واخرى منغمة بدون موسيقى اضافة الى زوجة مارسيل يولا كرياكوس التي تؤدي مقاطع شعرية وتشارك في الغناء مع مارسيل واميمة في الوصلة الاخيرة من العمل.
وقالت اميمة الخليل لفرانس برس "انني جزء من هذا الحضور الذي رسمه مارسيل منذ فترة طويلة" مضيفة "انني سعيدة للغاية بهذه التجربة الجديدة".
وفي حديث مع فرانس برس قال الشاعر قاسم حداد ان "اختيار مارسيل خليفة لنصي اشعرني بشيء من القلق في البداية (..) تحويل النص الشعري الى عمل كهذا وضعني امام سؤال مهم هو الى اي مدى يمكن ان يجاري النص خيال مارسيل الموسيقي".
وقال حداد "اصبحنا كما لو اننا نؤلف النص مجددا على المسرح (..) انني سعيد لاننا نعبر عن رغبتنا في انجاز عمل يعبر عن شغفنا بالحب (..) اننا بوعي وبلاوعي نعبر عن رفضنا للحالة الراهنة فالجميع يحتاج للحب والان اكثر من اي وقت".
واصدر حداد "مجنون ليلى" مع الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي الذي وضع رسوم الكتاب في معرض "اخبار المجنون". واقيم المعرض في البحرين عام 1996 وتنقل بين عدة عواصم.
وقال حداد "كنت اتمنى ان يكون العزاوي هنا لكي يرى هذا العمل لانه المحرض الاساسي عليه". (أ ف ب)
****
بالنص والاستعراض والمسرح
... تزهو الفنون في شرفات البحرين
المنامة - سعيد محمد
مساء الخميس، الثاني من فبراير/ شباط، كان كل من الفنان مارسيل خليفة، سفير السلام المرشح من قبل اليونسكو، والأديب البحريني قاسم حداد، يخاطبان جمهوراً نخبوياً في قصة مجنون ليلى... لم يكن الوئام بين النص والنغمة مباغتاً، بل كان مؤثراً في جو "هارمونيكي" قل نظيره أمام متذوقين من فئة الشباب والمثقفين من البحرين والخليج.
ولم تذهب القاعة وحضورها بعيداً عن (قل هو الحب)... الذي أسرى بليلى وهدى قيساً إلى ماء الهلاك، ليملأ ربيع الثقافة بالأمنيات، ولتشع جنبات النصوص والمسرح والعروض بالفن الراقي في شرفات البحرين، كما يصف ذلك الطالب الجامعي السعودي عبدالمجيد شامس الجبيلان، الذي يقول إن ربيع الثقافة فتح مجالاً متنوعاً للخليجيين تحديداً ممن اعتادوا زيارة البحرين، ولذلك، فليس مستغرباً أن نجد مثل هذه المهرجانات تستقطب النخبة من المثقفين، والملفت للنظر أن هذه الأعمال، صارت تستقطب الشباب لتغطي اتجاهات أخرى غير نافعة ومحصورة في السياحة الفندقية.
رسالة الفن الإنسانية
تثير العروض المسرحية والموسيقية حالا من التساؤل المستقطب للمشاهد، ولذلك، كان قطاع الثقافة والتراث الوطني موفقاً في تصميم فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الذي أتى هذا العام مشتملاً على العديد من الفقرات المحلية والعربية والعالمية التي تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلي إلى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية.
ولعل الاستاذ الجامعي سعيد الجارودي، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يجاور المسار في الرأي الذي طرحته الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي الخليفة، حيث يرى أن التواصل بين الشعوب اليوم أصبح مطلباً حضارياً، وكان من حسن الطالع أن تناول مهرجان ربيع الثقافة في عامه الثاني مثل هذه الأطروحات التي تعبر عن الرسالة الإنسانية المتمثلة في الفن، وهو الأمر الذي أشارت إليه الشيخة مي بي تصريحها قبل انطلاقة المهرجان بالقول أن
ربيع الثقافة يعد تجسيدا لإمكان التواصل بين الثقافات وتأكيد على ضرورة عقد مناسبات حوارية بين هذه الثقافات وتقبلها ارثا إنسانيا ينقله الفنان المبدع من مكان إلى آخر ومن زمن إلى قادم جديد في عملية أشبة باستمرارية الوجود البشرى والناتج الفني الموازى لهذه الاستمرارية.
هدفان... يلتقيان
ويبسط المهرجان هذا العام تأثيره انطلاقاً من أهدافه، وهذا ما ذهبت إليه الكاتبة فوزرية رشيد التي لاحظت أن هنا رؤية مهمة لتنشيط قطاعي السياحة والثقافة اذ كتبت :" إذا كانت إقامة مثل هذا المهرجان الثقافي العالمي هي بهدف تشجيع السياحة الراقية والنهوض بدورها في خدمة الاقتصاد الوطني، فإننا هنا أمام رؤية مهمة لتنشيط قطاعين شديدي الأهمية بالنسبة إلى بلادنا: الاقتصاد والسياحة الثقافية والفنية، وهما حين يلتقيان بهدف الارتقاء بكل منهما وخلق تأثيرهما الثقافي في المجتمع، فذلك يعني إدخال الحيوية إلى عالم الثقافة والفن، وعالم الاستثمار معا، بشرط أن يكون المكوّن الثقافي البحريني جزءا لا يتجزأ من التقاء عالمي الاستثمار والثقافة وبشكل أساسي، والدفع نحو الارتقاء أيضا بفنانينا ومبدعينا ومسرحيينا ومثقفينا، نحو فضاءات ابداعية جديدة تتلاقح فيها عطاءاتهم بالعطاءات العربية والعالمية، وترفع العتب واللوم عن قطاع الثقافة والتراث القائم على احساس بتهميش الفعاليات الثقافية والفنية البحرينية".
تشكيلة الفعاليات الملونة
ويبدو أن الفعاليات المقبلة ستحظى بنصيب كبر من الاهتمام، ومنها المنتدى الفكري لدول مجلس التعاون المقرر اقامته يومي 14 و15 مارس/ آذار الجاري، ولابد من الإشارة إلى أن المهرجان انطلق قوياً في التجربة الأولى مع الشاعر والأديب البحريني قاسم حداد من قبل الفنان اللامع وسفير السلام مارسيل خليفة الذي مزج الشعر بالموسيقى أبرزت رؤية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة "مجنون ليلى" في لوحات موسيقية غنائية، بالإضافة إلى مشاركة الفنان خالد الشيخ بمصاحبة فرقة محمد بن فارس كما يتضمن المهرجان إقامة حفل لبراعم فرقة محمد بن فارس التي تقدم عرضها الأول كفرقة تحت مظلة قطاع الثقافة والتراث الوطني. كما سيحتضن متحف البحرين الوطني وللمرة الأولى في مدينة عربية خارج القاهرة المعرض الفرعوني المتميز ذا الشهرة العالمية بعد استضافته من قبل مدن عالمية شهيرة. وستقام للمرة الأولى أيضا في البحرين ورشة واستعراض للطائرات الورقية بحضور قوي للفن الصيني في هذه الصناعة الفنية الجميلة. والمنتدى الفكري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي سيقام خلال يومي 14 و15 مارس الجاري بحضور مفكرين عرب بارزين، ومحاضرات في مجال التحديات الحالية والفرص المستقبلية وعلاقات العالم العربي بالدول الاخرى، ومحاضرات للحوار بين الثقافات والحضارات وفي مجال الفن التشكيلي يشارك فيها كل من الدكتور أحمد باقر وإبراهيم بوسعد وعلي المحميد وخالد الفرحان وجعفر العريبي، كما سيحتفل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بافتتاح (بيت الكورار) وهو أحدث البيوت البحرينية القديمة المعاد تجديدها وسيخصص هذا البيت لإحياء حرفة الكورار التي اشتهرت بها السيدات في مدينة المحرق وتطويرها من خلال المتدربات الشابات. وسوف يكون لقلعة عراد التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر حضور متميز في مهرجان هذا العام حيث سيتم ولأول مرة تدشين نظام إضاءة جديد فيها كما ستستضيف القلعة العديد من الفعاليات الفنية التي ستقام خلال المهرجان. كما تشارك في المهرجان فرقة كركلا من لبنان بعرض متميز تحت عنوان: (الفن والتراث) إضافة إلى المطرب السنغالي العالمي يوسو اندور الفائز بجائزة جرامى العالمية، وفرقة الطبول اليابانية العالمية (أوساكا دادادا دان تنكو) والمفكر العالمي محمد أركون الذي سيلقي محاضرة في الثالث عشر من مارس والشاعر العالمي أدونيس الذي سوف يلقي بعضا من قصائده المتميزة إلى جانب غيرهم من المبدعين العالميين.
الوسط
***
من عرض “مجنون ليلى” الذي افتتح مهرجان “ربيع الثقافة” في المنامة
أثار العرض الذي قدّمه أخيراً قاسم حداد ومارسيل خليفة ردود فعل متباينة في البحرين. وقرّر البرلمان البحريني فتح لجنة تحقيق بعدما اتُّهم "مجنون ليلى" (راجع "الأخبار" عدد 13 آذار 2007) بخدش الحياء... بينما أصدرت جمعيات المجتمع المدني في البحرين بياناً تضامنياً مع الفنانين. وفي ما يلي بيان من الشاعر البحريني والموسيقي اللبناني حول تلك القضية
عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضيء حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفّسان الحب. جلبنا حكاية من ذابَ وقيل من جُنّ حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسّر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرّض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم. كانت غايتنا أن نعبّر عن العاطفة الإنسانية في أبهى تجلّياتها وأنقاها، وأن نمجّد الجدير بالتمجيد: الحب. أبداً لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام. جمهورٌ بيننا وبينه ميثاقٌ من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحطّ من قدره بتقديم ما هو فجّ ومسفّ ومبتذل. لكن أبداً لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله غيابياً بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملاً فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة.
إن محاولة نواب الكتل الإسلامية وأتباعهم التصدي لعمل “مجنون ليلى”، ولكل فعاليات “ربيع الثقافة” في البحرين، وتأليف لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عميقاً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كل أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة.
إنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنّج في الدفاع عنه. إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات. إن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضّراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين. لذا يحق لنا أن نتساءل: هل يليق بوطن متحضّر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصّب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمّته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلّمنا الوطنية. ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متّهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا هو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، بل أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربّصة به عند كل منعطف.
يحق لنا هنا أن نحيّي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبّرت عن تمسّكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط بهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدّر الموقف الحضاري الواضح والجريء، مطمئنين إلى أن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن أحداً منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية. نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.
20الاخبار- بيروت- آذار (مارس) 2007
****
أسراء كاظم طعمة
انطلقت فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الثاني في العاصمة البحرينية / المنامة / للعام 2007 يوم الخميس الاول من آذار وتستمر حتى الثالث عشر من ابريل ، نيسان القادم ، والذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني في البحرين ويضم برنامجا فنيا ضخما تقدمه شخصيات فنية عربية وعالمية وإقليمية ، يشتمل المهرجان على العديد من الندوات الفكرية وأمسيات الشعر والمعارض الفنية إلى جانب الفرق الموسيقية والعروض المسرحية وفعاليات أخرى.
مجنون ليلى وضياء العزاوي
افتتح المهرجان بعمل جديد للفنان مارسيل خليفة والشاعر البحريني قاسم حداد يحمل اسم "مجنون ليلى" وهو عمل موسيقى ومسرحي راقص مأخوذ عن كتاب ديوان شعري وضعه قاسم حداد عام 1996 بمشاركة الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي يحمل العنوان نفسه.
ويحتل الفنانون الفلسطينيون حيزا مهما في برنامج هذا العام حيث تشارك الفنانة كاميليا جبران وفرقة "صابرين" من القدس بحفل غنائي اضافة الى الفنانين "الاخوان شحادة" بمرافقة فرقة "الجذور الشرقية" مع المطرب اللبناني طوني حنا.
ومن لبنان ايضا تشارك فرقة "كركلا" الاستعراضية اضافة الى الفنانة غادة شبير المتخصصة في الموسيقى السريانية والبيزنطية وهي ستقدم امسية غنائية لاشعار احمد شوقي.
كما تشارك في المهرجان فرقة فنية من ايران متخصصة في الموسيقى الفارسية الصوفية وفرقة "اواساكا دان تنكو" من اليابان وفرقة "بايانيهان" للرقص الفلكلوري من الفيليبين وفرقة "برازيل برازيليو" البرازيلية التي تقدم عروضا من رقصات السامبا.
ويتضمن برنامج المهرجان محاضرات للمفكر الجزائري محمد اركون وامسيات شعرية لادونيس وصلاح ستيتيه اضافة الى محاضرات سياسية للكاتب البريطاني باتريك سيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط.
مشاركة بحرينية
افتتح على هامشه /لقاء البحرين الدولي الثالث للنحت / بمتحف البحرين الوطني بمشاركة بحرينية وعربية وأجنبية.
المشاركة البحرينية تشمل حفلا غنائيا للفنان خالد الشيخ وبراعم فرقة محمد بن فارس، ومعرضا فنيا للتشكيلي إبراهيم بوسعد وآخر لعلي المحميد وأحمد باقر وجعفر العريبي وخالد فرحان وسيفتتح / بيت الكورار/ وهو أحدث البيوت البحرينية القديمة المعاد تجديدها الذي يهدف لإحياء حرفة الكورار التي اشتهرت بها السيدات في مدينة المحرق ومن المقرر أن ينظم بالموازاة مع فعاليات المهرجان المعرض الفرعوني المصري العالمي بمتحف البحرين الوطني في المنامة.
ولأول مرة في البحرين ستقام ورشة واستعراض للطائرات الورقية بحضور قوي للفن الصيني في هذه الصناعة الفنية الجميلة. وذلك في متحف البحرين الوطني والمنطقة الساحلية الواقعة بين القرية التراثية وفندق ومنتجع الدانة نوفوتيل.
تصريحات مسؤولين
قالت الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في مؤتمر صحافي للإعلان عن فعاليات المهرجان "إن برنامج مهرجان ربيع الثقافة 2007 يتضمن فقرات محلية وعربية وعالمية تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلي إلى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية."
وأشارت أن المهرجان ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بدعم من مجلس التنمية الاقتصادية، وبالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، إضافة إلى مراكز وصالات عرض خاصة في حين أن شركة (بتلكو للاتصالات) هي الراعي الرئيسي الرسمي للمهرجان.
ويبدي العديد من المثقفين والمهتمين بالحركة الفنية الخليجية تفاؤلاً بأن يحقق المهرجان نجاحاً لافتاً لتنوع فعالياته الثقافية والفنية واتساع رقعة المشاركات المحلية والعربية والدولية فيه، وذلك وسط أجواء مميزة يزيد من عنصر الإثارة فيها بدء بسباق الفورمولا 1، مما يخلق مزيجاً بين الحركة الثقافية والنشاط الرياضي، وينشط القطاع السياحي المساند للاقتصاد الوطني.
قال كمال أحمد، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجلس التنمية الاقتصادية بأن مهرجان ربيع الثقافة 2007 سوف يساهم في تنشيط حركة الثقافة في البحرين، وسيعمل على إنعاش وتجديد الحياة الترفيهية للمواطنين والمقيمين في المملكة عبر الفرص والخيارات المتنوعة والمغرية لقضاء أوقات ممتعة، سيتيحها لهم هذا المهرجان، وذلك من خلال نخبة مختارة من أرقى المبدعين محلياً وأشهرهم إقليمياً وعالمياً.
***
بتاريخ: 26/02/2007
المنامة فى 26 فبراير / بنا / تنطلق فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2007 بمملكة البحرين فى الاول من مارس المقبل بعمل ابداعى تمتزج فيه موسيقى الفنان اللبنانى الشهير مارسيل خليفة وكلمات الشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد ليقدمان سويا فى الليلة الاولى من المهرجان روءية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة / مجنون ليلى/ فى لوحات موسيقية غنائية راقصة.
وقد نظم قطاع الثقافة والتراث الوطنى بمملكة البحرين موءتمرا صحفيا اليوم بمتحف البحرين الوطنى استضاف فيه كلا من الفنان اللبنانى مارسيل خليفة والشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد وذلك للحديث عن تفاصيل العرض الافتتاحى لمهرجان ربيع الثقافة 2007 / مجنون ليلى/.
وقال الفنان مارسيل خليفة ان تجربته مع نص / مجنون ليلى/ يمثل نقلة نوعية ذات دلالة ابداعية اذ أنها تجعل من اشتراكه مع الشاعر البحرينى قاسم حداد اتصالا بروءية مميزة فى الكتابة الشعرية العربية كما أنها تتيح له تحقيق الفكرة الجوهرية لما يسميه بالتحويل الموسيقى للنص بعناصر ابداعية يمتزج فيها الشعر مع الاشكال التعبيرية المسرحية والتعبير الجسدى والرقص والدراما الموسيقية والغناء الفردى والجماعى بالاضافة الى التوظيف التقنى لاليات العرض الفنى الممتع والمبهج والرصين فى ذات الوقت.
وأضاف خليفة أن الاعداد لهذا العمل الذى يتمتع بالجرأة فى شكله ومضمونه بدأ منذ ما يقرب من عام مشيدا بالجهود الطيبة التى يبذلها قطاع الثقافة والتراث الوطنى والتعاون الجماعى للقائمين على هذا العرض لابرازه بشكل لائق.
واعتبر الفنان اللبنانى مارسيل خليفة أن هذا العرض يمثل تحديا حقيقيا اذ أنها المرة الاولى التى يتم فيها تقديم عرض موسيقى مسرحى شعرى بشكل مباشر وحى معربا عن أمله فى عرض هذا العمل فى أماكن أخرى لانه من بين الاعمال التى تأخذ طبيعتها الانسانية كلما صقلت بالعرض فى أماكن أخرى من العالم واستمتع بها جمهور مختلف فى كل مرة.
ومن جانبه أكد الشاعر قاسم حداد الذى يعتلى خشبة المسرح للمرة الاولى شريكا لمارسيل خليفة بصفته /الراوى والضمير/ فى هذا العرض أن هذه العمل يقدم طرحا جديدا ومميزا للشعر عبر الطريقة التى سيتم تناوله بها مشيرا الى أن ما يعطى هذه التجربة أهميتها هى أنها نضجت عبر سنوات من كتابة نص / مجنون ليلى/ معربا عن أمله فى أن تسهم هذه التجربة فى الاجابة على حلول للواقع المعاصر بما يكتنفه من ماسي.
يشار الى أن برنامج مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام يشتمل على العديد من الفقرات المحلية والعربية والعالمية التى تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلى الى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية كما يشارك فيه مجموعة كبيرة من المبدعين البحرينيين.
****
المنامة (البحرين)- الراي- يفتتح الفنان اللبناني مرسيل خليفة مهرجان الربيع الثقافي لهذا العام بأمسية الحب.التي تستهل مهرجان الربيع الثقافي الذي يقام في البحرين مطلع نيسان بقصائد للشاعر قاسم حداد، حيث يمتزج الشعر بالموسيقى ليحكي قصة مجنون ليلى على مدار ليلتين متتاليتين.
يقول خليفة: ان أي بناء موسيقي يعمل على نص شعري هو بمثابة التجربة الجديدة في كل مرة بالنسبة لي، فبعد العديد من التجارب التي اشتغلت عليها تأليفا وتلحينا،أجد أن تجربتي التي اشتغل عليها مع نص (أخبار مجنون ليلى)، هو النقلة النوعية التي أشعر مبكرا بما تقترحه من تشغيل للمخيلة الفنية في أكثر من صعيد.
ويضيف صاحب جدل ان هذه التجربة تجعل من اشتراكي مع الشاعر قاسم حداد اتصالا برؤية مميزة في الكتابة الشعرية العربية، وتتيح لي فعليا أن أحقق الفكرة الجوهرية لما كنت أسميه دائما التحويل الموسيقي للنص، بعناصر إبداعية لا يقودها الشعر ولكن يحاورها ويضعها في صميم المعطيات التي تتيحها أشكال تعبيرية مسرحية ليس فقط الأوبرا ولا التعبير الجسدي ولا الرقص ولا الدراما الموسيقية ولا الغناء الفردي أو الجماعي، ولكن كل هذه مجتمعة في اقتراح تعبيري يستفيد من ذلك التراث بالإضافة إلى التوظيف التقني لآليات العرض الفني الممتع والمبهج والرصين في ذات الوقت. مشيرا ان العمل يعتمد بالإضافة إلى الموسيقى والغناء، التعبير الجسدي والسينوغرافي وتكون نوعية الإضاءة وهندسة الصوت محوريين في لحظة العرض دائما
ويقول خليفة الذي قدم للعديد من الشعراء العرب ، منهم محمود درويش، وعز الدين مناصرة، في نص قاسم (مجنون ليلى) يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية من حيث المبدأ، لكنه من بين الأعمال التي تأخذ طبيعتها الإنسانية كلما صقلت بالعرض في أماكن أخرى من العالم.
الراي
****
أحيا الفنان اللبناني مرسيل خليفة الخميس حفلا فنيا بالعاصمة البحرينية المنامة.
وشدا مرسيل في هذه الأمسية التي أعلن خلالها انطلاق فعاليات ربيع الثقافية الثاني بأغنية من نص مجنون ليلى للشاعر البحريني قاسم حداد الذي شارك بهذه المناسبة في قراءة بعض النصوص.
وشارك في إحياء الحفل كوكبة من الموسيقيين والفنانين الذين أدوا وصلات غنائية ورقصات إلى جانب الفنانتين أميمة الخليل ويولا كرياموس اللتين أبدعتا في الغناء الفردي والثلاثي مع مرسيل خليفة.
وأدى مرسيل خليفة في بداية الحفل مقطوعة موسيقية بمعية الأوركسترا المصاحبة، ثم قرأ الشاعر قاسم حداد نص "سأقول عن ليلى" من قصة الحب الشهيرة مجنون ليلى ليغنيه بعده مرسيل.
وأعقب هذا النص مقطوعة موسيقية لمرسيل جسد خلالها النص عبر لوحة استعراضية من الرقص والتعبير الجسدي.
تنوع العروض الفنية في افتتاح المهرجان (الجزيرة نت)
ثم بدأت يولا كرياكوس بقراء نص "سأقول عن قيس" من القصة الشهيرة قامت بعدها أميمة الخليل بغنائه.
وعاد قاسم حداد مرة أخرى لقراءة عدد من النصوص، ليعقبه مارسيل خليفة بعزف مقطوعات موسيقية مع الأوركسترا تخللتها تعبيرات جسدية تعبر عن علاقة الحب الطويلة التي استمرت بين قيس وليلى.
وفي نهاية الحفل غنى الفنان مرسيل أغنية أشرك معه فيها الجمهور المتنوع الجنسيات الذي حضر الأمسية بالمسرح ليختمه بمقطوعة موسيقية.
ومن ناحية أخرى افتتح أمس لقاء البحرين الدولي الثالث للنحت بمتحف البحرين الوطني بمشاركة بحرينية وعربية وأجنبية.
الأنشطة والفعاليات
ويشتمل مهرجان ربيع الثقافة الثاني الذي يستمر حتى 13 أبريل/ نيسان القادم على العديد من الندوات الفكرية وأمسيات الشعر والمعارض الفنية إلى جانب الفرق الموسيقية والعروض المسرحية وفعاليات أخرى.
وسيستضيف المهرجان ضمن فعالياته المفكر محمد أركون الذي سيلقي محاضرة في 13 مارس/ آذار المقبل وأمسية للشاعر الكبير أدونيس.
الشاعر قاسم حداد شارك في إنجاح أول حفل بالمهرجان (الجزيرة نت)
وسيتضمن برنامج المهرجان عروضا لفرقة كركلا اللبنانية والفنان السنغالي العالمي يوسو أندور الفائز بجائزة جرامي العالمية.
وتشارك فرقة الطبول اليابانية العالمية "أوساكا دادادا-دان تنكو" بدورها بعروض بمدرج قلعة عراد الأثرية تمتزج فيها الموسيقى العصرية بالتراث الياباني.
وستنظم أيضا ورشة واستعراض للطائرات الورقية بحضور قوي للفن الصيني في هذه الصناعة الفنية الجميلة.
مشاركة بحرينية
أما عن المشاركة البحرينية فستشمل حفلا غنائيا للفنان خالد الشيخ وبراعم فرقة محمد بن فارس، ومعرضا فنيا للتشكيلي إبراهيم بوسعد وآخر لعلي المحميد وأحمد باقر وجعفر العريبي وخالد فرحان.
وسيفتتح بيت الكورار، وهو أحدث البيوت البحرينية القديمة المعاد تجديدها الذي يهدف لإحياء حرفة الكورار التي اشتهرت بها السيدات في مدينة المحرق.
ومن المقرر أن ينظم بالموازاة مع فعاليات المهرجان المعرض الفرعوني المصري العالمي بمتحف البحرين الوطني في المنامة.
14/3/2007 م