فاطمة ناعوت
(مصر/المنامة)

فاطمة ناعوتانتهى مهرجان «ربيع الشعر» في البحرين الذي زامن يوم الشعر العالمي في 21 الجاري. وهو التقليد الذي تحرص عليه أسرة الأدباء والكتّاب كل عام. امتد المهرجان في عامه الخامس خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين واحتشدت القاعة بحضور كثيف على رغم تعرض البحرين لعاصفة رملية عاتية في اليوم الثاني للمهرجان، الى درجة أن كثيراً من الحضور اضطروا الى الوقوف في القاعة التي غدت مقراً دائماً لأسرة الأدباء والكتّاب التي تأسست عام 1969.
شارك في الأمسيات اثنان من شعراء روسيا هما الشاعرة يلينا روتشينكوفا والشاعر فاديم يرخوف، ومن مصر كاتبة هذه الأسطر (الشاعرة فاطمة ناعوت). وكان من المقرر حضور الشاعر اللبناني جوزيف حرب إلا أنه اعتذر في اللحظة الأخيرة تبعاً للظروف التي يشهدها لبنان الآن. إضافة الى كوكبة من شباب الشعراء البحرينيين.
خلال برنامج المهرجان تم تكريم شخصيتين أدبيتين مرموقتين في البحرين هما: ابراهيم غلوم، عميد كلية الآداب وأستاذ النقد الحديث في جامعة البحرين، والروائي عبدالله خليفة. وقدم كل منهما شهادة إبداعية حول تجربته.
في كلمته الافتتاحية التي استهل بها المهرجان، أعلن ابراهيم بوهندي رئيس أسرة الأدباء والكتّاب وقوف الأسرة الى جانب حرية الإبداع ضد كل أنواع المصادرات التي يتعرض لها الشعر على أيدي التحالف الاسلامي الأصولي في مؤسسة البرلمان.
وكانت ظلال من الحزن والغضب تلقي بغيومها على المهرجان من جراء الحملة التي يتعرض لها الشاعر البحريني قاسم حدان والفنان اللبنانيل مارسيل خليفة من نواب البرلمان السلفيين بعد عرضهما مسرحية «أخبار مجنون ليلى» ضمن برنامج «ربيع الثقافة» في البحرين. قال بوهندي في كلمة عنوانها «مَن يجرؤ على الشعر»: «نسأل كأنما هو انتهاك للوصية الحادية عشرة، من يجرؤ على الشعر؟ ثم أجاب: «إن أسرة الأدباء تجرؤ وهي تستضيف اليوم في مهرجانها السنوي أحبة الشعر من البحرين والعالم العربي وروسيا في التظاهرة الخامسة لمناسبة اليوم العالمي للشعر. تجرؤ الأسرة بأن تقول لكل من يحاول أن يخنق هذا الصوت الجميل ويصادر خفقات الإبداع على هذه الأرض: كفوا أيديكم عن أصواتنا، وتجرؤ بأن تعلن أنها تستنكر الهجمة الشرسة على أرواحنا المتدفقة بحب الإبداع الإنساني».
ثم تابع موجهاً حديثه الى الحضور: «هذه الجرأة ستكون هشة من دونكم(...) لنتوجه معاً متعانقين الى مستقبل لا يمكن تعريف الشعر فيه إلا بأنه القبلة الأخيرة على وجه عالم يتجه مسرعاً نحو هاويته». وكانت هذه الجملة طبعت في كراسات الملتقى التي ضمت أسماء الشعراء المشاركين ومقتطفات من أشعارهم. وقام عضو الأسرة الشاعر كريم رضي بقراءة بيان قاسم حداد ومارسيل خليفة: «ارفعوا أيديكم عن حناجرنا» الذي نشرته صحف بحرينية وعربية. الشعراء البحرينيون المشاركون هم: أحمد العجمي، علي الشرقاوي، عبدالحميد القائد، نبيلة الزباري، كريم رضي، وضحة المسجن، أحمد الستراوي.
في ختام المهرجان أعلنت أسرة الأدباء والكتاب عن توقيعها اتفاق شراكة ثقافية ابداعية مع اتحاد الأدباء الروس. أما أجمل فقرات المهرجان وأكثرها دلالة على واقعنا الراهن فكانت أن صعد الشعراء المشاركون مع بعض المثقفين الى أعلى قلعة البحرين الأثرية حاملين أقفاصاً مملوءة بالطيور ثم أطلقوا سراحها في مشهد شعري جميل يرمز الى حتمية الحرية غير المشروطة.

الحياة
26/03/2007