1
أنتم تقرعون الباب، وأنا أفتح لكم
تطلبون خمس دقائق لتحدثوني عن المستقبل. ابتهجُ
تحملون كتاباً مقدساً وعلى الباب الموارب نقفُ
تقولون: جئنا نبشركِ. نهاية العالم قريبة، أتعلمين؟
يأخذني عطر الشاب الأنيق المتكئ على بابي
أقول: أنا بانتظار هذه النهاية. وماذا عليّ أن أفعل الآن؟
يقول الشاب الوسيم: أعطنا اسمك نضعه في قائمة الخلاص
أعطيه اسم صديقة ذهبت إلى السماء، وتركتني على مقاعد الدراسة في الابتدائية
تغادرون ويبقى العطر مرتبكاً على العتبة.
2
أنتم تقرعون الباب، وأنا في العين السحرية أدققّ في وجوهكم المنكّسة
الرجل الملتحي الرصين يقول: أختنا الفاضلة، العالم سوف ينتهي، نريد أن نحدثك عن الدين القويم.
على الباب الموارب نقفُ. مأخوذة بقبعاتكم البيضاء المشغولة بعناية الأمهات الحزينات
أسألكم: هل سأنتظر نهاية العالم طويلاً؟
يقول الشاب الذي لم تنبت ذقنه كلها: خذي كتابنا مجاناً. ما يزال أمام الجهلة وقت للتوبة.
الشاب الكئيب يقول بصوت متهدّج يقطر ورعاً: هذه الدنيا فانية. بينما عيناه تدوخان في ثنايا قميصي الأحمر الشفيف.
تغادرون وتبقى أصواتكم تصطكّ حول قبضة الباب.
3
لا أبواب للشواطئ، لاتقرعوا. لن يفتح الموج صدره
جزيرة الروح بانتظار لا أحد
ثالثة تظهرون. بلباقة تطلبون خمس دقائق لتحدثوني عن إلهكم الذي أعلن عن نفسه حديثاً.
شاب أزرق العينين، حليق الذقن والرأس يقول: أعطنا اسمك الكامل، بلدك، تاريخ ميلادك ورقم الهاتف، سنصلي معاً لقيامتك من بين الموتى.
أكتب على الرمل بأصابعي كلها، اسم الشجرة البريّة الهرمة التي تكورت في حضنها طفولتي.
أكتبُ بالعربية، بالانكليزية، باللاتينية، وبالآرامية،
لكنكم لا تقرأون.
آخر تفاحة في سلتي ألقّمها في فم البحر
وانصرفُ ملوّحة
ذاهبةٌ إلى نهاية العالم.
28 نيسان 2008
تورنتو
موقع كيكا