إلى..
سميح
من أجل أن أبدأ
فحسب
يمكن أن أصف السقفَ
وجدران هذه الحجرة
الخوفَ من طرقة المالك
مطالبا بالإيجار
التوترَ من كومة الملابس المتسخة
وفوضي المطبخ بعد الغداء
رائحةَ طعام الجيران
تتسلّل إلى الصّالة
والرنينَ المتواصل من هاتف
لا أستطيع
الرد عليه
يمكن أن أكتب عمن
ندهتني من أقصى الجنوب
لأطالع كل صباح
حول جامعة القاهرة
شحوبَ مراهقين ريفيين
في زي الأمن المركزي
قبضاتِهم المتراخية حول العصي اللدنة
والغازَ المتأهب لعلامة غامضة
في دائرة احتجاج
حواجزَ الشّوارع
عصبيةَ الضابط الكبير
ومسدسَه
الذي سيهتز
إذا حاول أن يطلقه
مثلما يهتز الآن
قلمي
إذن
ينبغي أن أشعر بحاجة لكتابة الحقيقة
فأنهار العالم لا تغسل الرائحة الكريهة للخوف
العالم!
ماذا رأيت حقا من العالم؟!
هل مازال هناك؟!
واسعا بهيا
كما أتخيله
وكما لو أن كتابتي تصنع في وقت ما اختلافا
يمكن أن أبدأ كما بدأ الشعراء
من موقف الغزل
غير أنهم ما عادوا يحملون
دهشة الهواة
ويصعب الآن
رؤية رجل وكلب يمشيان
دون توقع صفقة شراكة
أو طائرة تتقلب في الفضاء
دون خشية هبوطها على حجاب سيدة
توازن
في طريقها لسداد قسط الجمعية
بين العمرة الخامسة وعلاج بهاق
أصابها
منذ خمس سنوات
ملاحظة الأشياء المختلفة
التي تهم بعضنا
إلى حد ما
والشعراءَ إلى أقصى حد
تجعلني أتعجب من الخطوة السهلة
وأغيرُ ممن ليس لديهم
هدف أكيد
نهار آخر يمر الآن
عبر الصالة
ربما
أكبرُ في المدخل
فلا يرى مستأجرن آخرون
بصماتِ العيون
التي لم تعد تحلم
بالحب
ربما تتوقف
تحدّق في الورقة
على مائدة الصالة
معتقدا أنها خطاب
غيرعادي
إليّ
ربما نسيتَ الآن
لكن
لا شيء يعوض طيبة نظراتنا
عند استعادة رغبتنا
في الرقص معًا بصالة قصر القبة
أوالطيران بعربة جيب
إلى بيت ريفي
لا هاتف يمكن أن يمنح الدفء
ولا بريد استطاع أن يمنعني من الانسلال وراء مسائل أخرى
متى يمكن أن نتكلّم ثانيةً
روحا لروح؟
إنه صباح
يعبر الصالةَ المعتمة
لا أحد يجيء
ولا شيئ يختلف
لكنّ الروح تعاني من تغيّر
هناك شيئ ما
بائعة الجبن
التي تطعن الدمى الورقية
لا تصدق
أن من أفزع الطيور
كان حجرنا
لم تذق
أبدا
التوت الذي تأتيني به
ولا سألت مرة عن الرماد
بعد رحيلها
لكنني والدمى
كنا قنوعين
نتقلب كنصف الحقيقة
في برج ناري
والدخان
معنا
يعرف
أن فجوة الطعنة التالية
أيضا
لن تحترق
? بريدك اليومي
على باب الثلاجة
لمْ تحدق
قبل الفجر
في وجوه القبيلة
التي بيننا
اصطحبت فضاء الرغبة
ونمت عاريا من وهمي
بريدك لا ينقطع
وأنا لا أعطل السعاة
فقط
أحتاج عنوانا آخر
لو جاءت إليه رسالة المساء
تجد الغروبَ كما رأيناه
معا
والغبارَ العنكبوت
في الأفق النعسان
البنفسج منيع
والأصفر
على الحجارة الباردة
قلوب مشوهة
سيسقط الجمال
ويغرغر ماء أخضر
في عمق مفقود
ينفرج الفراغ
ولا أحد يجيء
إلى الحافة
لا بد أنها الرطوبة العالية التي جلبتهم
لمقاهٍ مرتجلة تحت العمارات
بالشَّعر اللامع واللامبالاة
ينفثون دخانَ السجائر
على خطط التنمية
ومشاكل البلاد
لا شيء جيد بما فيه الكفاية
الرجال العاطلون
يصرخون
"أهدافُُ ضائعة"
وأيديهم
التي تنتف الإعلانات المبوّبة
تشتاق ضغطة
على زناد
ما من رسالة في الصندوق
وفي جريدة اليوم
لا توجد وظائف شاغرة
صقيعُُ على الأرض وسماءُُ رمادية
تلويحُُ جيد بعاصفة
لماذا الأحباب إذن يتمشّون
واليد في اليد؟
غنّوا ببطء أكثر لأزمات منتصف الليل
لا تنزعجوا من فوضى الحديقة
النخيل الملكي مسرور
وأشجار الفيكس ممتنة
الكافورة العجوز وحدها
مستاءة
فالبستاني مشغول جدا
الأوراقُ أشباحُ في العتمة
والألوانُ غامضة
لا يكتبون السمات المميزة في جواز السفر
"انظر إلى الصورة"
الوجهُ
مثل بيتي
عناكبُ في الزوايا
ورخامُ شاحب في المطبخ
الحيطانُ التي تحرس السقف
لا تدري أن طلاءه وقع
الوجهُ
تماما
مثل بيتي
وراء النافذة
ربيع متأخر
ليلة ميلادك ?
وفي درجي
شمعة السنة الماضية
ذهبتَ
وشخص ما
قد ترك جريدةً
على مقعد الحديقة
هناك زوج واحد من الجوارب
لإصلاحها اللّيلة
أستطيع أن أفكر في أظافرك الطويلة
أقدامك الدافئة
الدمية التي تخلّصتُ منها
أربع مرات
بالفعل
وفي الفراغ الذي سيخنقني
عندما أصلح زوج الجوارب الليلة
أطول نهار في يونيو
يقولون
الأقصر في ديسمبر
وفي نوفمبر
يغنّي الضفدع
غير مدرك أن الشتاء
قادم
الحقل أمامي فارغ
وطائر بنيّ
يحط على صليب خشبي
أنا أيضًا
أحتاج
لعباءة من قش
يحط الضباب
فوق انتظاري
كأثر إطارات
على الأرض المبتلة
أيتها الرعشات
ماذا يكتب مسمارك
على ظهري؟
على مهل
تتسع الشرفة
لآخر خطوة لدى
جميل شفيق يمكن أن يرسم الصوت
فهل ترى أن الخطأ في تصوير الكذبة
أيضا فن؟
على الأسقف المتعبة
لمع الوهج الطري
من كان هناك
على مقعد الحديقة؟
سأقف ضد هذا البريد
فالكل في الهواتف ينفتح
إلى أقصى حد
يجب أن يكون الليل طويلا
يجب أن يكون وحيدا
فرحيلك
موقف دائم
في المحادثة
وجسدي عربة
تجرها بالصمت
عربة
مستعدة دائما
وغير مصرح لها
بأطوال وبروز
شخص ما
قد ترك جريدةً
على مقعد الحديقة
وبطول هذا الطريق
لا أحد يمر
في ليل الخريف
ألقطُ النومَ من أريكة الشرفة
بذور قليلة تبقى
رائحتك على غطاء الوسادة
كتاب على الرف
في الغرفة العثمانية
لم يقرأه أحد
طبّال في قميص أحمر
وراقصة مبتدئة
على الحائط
في وضع اتزان
الظلام ينزلق
وعابرو سبيل تحت المطر
بدون مظلات
أستطيع أن أصل إلى صفقة
لكن غيوم الرغبة لا تحلق عاليا
ولا ينفي حزم الطبال بهجتي بمودة الطيش
مع كل عاصفة
يوقفها أن أقول
" قدني بلطف
وسأضع كل عنادي جانبا"
تلك
صورة شخصية
للخطأ الذي يوقظ القلب
كل يوم
كل يوم
في الرابعة صباحا
ليجد الفراش خاليا
منك
عندي ملاك على كتفي
الملاك الآخر فوق
ويجيء لي
أراه
على جذع نخلتي
أطوح ذراعيّ أجنحة
أركض بين الوجوه في السحب الخريفية
أراقب وحدتي تأتنس بك
لكن المدَّ المرتجفَ مزاميرُ
فما الحياة دون بيت لنا
وحدنا
والإفطار أمام رقعة شطرنج؟
ذابت قشور البلطي في الرمل
وهاجت وحوش الماء
طيور قاسية تحوم فوق الرعد
إلى مدينة الغبار
غنِّ أغنية الفيض
أريد أن أشارك بكثافتي
معك
لا تحطم القمر بمطرقتي
وبخني في المساحات الشاسعة
وأقبل بوجهك
على الأقل
لن أختبيء
هناك
خلف دلالي عليك
أو أمنح قطعة من قلبي
لصفقة مؤجلة
هناك
لن توضحَ
بوقار
ما ينبغي أن نثق فيه
ولن تتظاهر بربط الحذاء لتشد خيطا
من ذيل جونلتي
فنجاني ممتلئ بالأكاذيب
وكل يوم يمر
أحتاجه أكثر
وبخني في المساحات الشاسعة
حيث يمكن أن أزحف إلى الخلف
لأصطاد قرارا
من هاوية قديمة
وحيث يرضيك تماما
أن الطعم مأخوذ
والسنارة
خالية
يغسل البحر رملا يبني بحرا
ويشرب الرمل بحرا يغرق رملا
نحتاج لغة أحدث لنقول
إن الموج يتآكل بخطواتنا
وإنه اليوم آمن
لغيابنا
نحن لا نوجد هنا
ولا يوجد عذر للصمت
دعنا نرقص
نصرخ
نهتز
لا تضيّع الفرصة
الوقت في مكان آخر
والشمس تبرد بصبر
هل ما زلت تريد حياتك
وقتك الكامل على الأرض
توجد السماوات أيضا في الجنة
يحدث السلام في مكان آخر
لا شك
والعالم هو من تركك
فانس الغبار
لا شيء ثقيل
لا شيء يتحرك
لا شيء مفقود
لا شيء
وليس الأول آخر
الثابت المعهود تغيّر
نحن لا نوجد هنا
ولا يوجد
لقيدنا
أي عذر
كم سنة احتاجها البحر
ليشكل هذه الصخرة
وماذا نالت منه
غير التآكل؟
ستضع العاصفة
على وجه امرأة أخرى
نمش الجرانيت
في هذا المنحدر
استمرُ
إلى الحافة
تنغلق بي مثل صدفة
أنت
لن تطير معي
وأنا
لا أصدق ما تقوله الصور
الأفلام القديمة تزعج أمي
فاطمة رشدي أغرتها
بترفيع حواجبها وبرم خصلتين فوقهما
تتوهج في العصاري
تشتاق لأن تكون موسى
تشق البحر الأحمر
تهرش راحتها اليمني
تقول
"سنسلم على غريب الليلة"
وفي الخامسة صباحا
يصعد القلق من أحلامها
أبي وجيه
في الجلباب البلدي
ولون عينيه ضائع في الصورة
الأبيض والأسود
يرتفع للصيد
ذلك الليل
بين الزهرة والبدر
يبدي السعال حرجا
تسترخي الحبيبة في الظلام
كتوت إرجواني
في مياه ضحلة
وأحلام أمي
كأفلام قديمة
مؤرّخة بالكآبة
والزعفران
كان لي توأم
في سنواتي المبكرة
قالوا يحب الموسيقى
وهو هناك
يصفر في الجنة
أفهم أن موسيقاه ليست كاملة
لكنني
أفتقده في الصباح
عندما يكون العالم جديدا
وأرى الأشياء التي كان من الممكن أن يراها
في الشوارع المزدحمة
أفتقد لمسة كفه
والومضة السريعة في عينيه
العالم ممتلئ بالناس
حقا
لكن هناك واحدا
أفتقده في الظهيرة
عندما أنفتح كنار متحررة
واللحظة
تصل إلى العمق
بعد وجبة المساء
ينزعج القرنفل الأبيض
من أبخرة الشاي
والسيدة الأجمل تنتظر
بجوار المهد
آه
المهد القديم
أعدني إلى هناك
وهزّ المهد في ضوء الشمس
الباب لم يُقفل بعد
و السيدة تقول
هزّي المهد
المهد العجوز
الذي هدهد الكل
العالم ممتلئ بالناس
حقاً
لكن واحدا فقط
أفتقده في الليل
عندما أستمع للأخبار التي يجب أن تقال لي وأحتاج رأيا آخر
هناك أوقات يعني التشجيع فيها الكثير
كلمة واحدة تكفي
فمن يقولها لي؟!
الشارع يخلو أمامي
من لاحظ أني مررت بهذا الطريق؟
من يتذكر أني تكلمت معه اليوم؟
الفكرة المريحة
في آخر الليل
أن قلبا واحدا كان سيبتهج
بما فعلت
فهل يخطط الآن للمستقبل
الرجل الذي تراجعت آماله
وكان
بديلَ توأمي؟
أحلام يقظة ليلية
وريح باردة
من كهفها البعيد اندفعت
تجلب الكآبة عروضا محترمة
ويضمن الوقار الزائد دعوة عشاء آمنة
لا توجد شروط
في مثل هذا الليل
لقاء موعد آخر
خارج القبيلة
تستعمل وجهي بوصلة
مرآة الدولاب المتجهم
البدل الشريرة هياكل عظمية
الأبيض الماكر غطى القميص الحريري بالكذب
والعباءات مشدودة بالخوف
دواليب مظلمة
من بقايا الغزيزة تنمو
والقادم ربيع
سيجلب
حتما
بذرتك الصامتة
تحت قبة اليوم
عاصفة معطّلة
تشتاق لكسر جمال الأبراج
والرعد يمنح نفسه
سأعيرك اسمي
وألهمك أن تركض
فتنكر في نشيد عشوائي
ودع الريح تهز العشب
الريح الحلوة
ولا يتبعها مطر
ستجيء بتحديق هادئ
تشير إلينا أن نتبعها
وعرضًا
سنمر بأودية باردة
ونتجول بلا اهتمام
لن يرهقنا الإحساس بالضياع
لكن
سنعرف أن أيامنا هذه
ناقصة
? قبيلة ما بيننا حجرُُ
على طيور تشرب
دمُ على العشب
وعلى يدينا دم
ينفلت إلى حافة النهر
لا يوجد سمك يساوي هذا الصيد
يسبح الطُعْم الفاخر مغمورا بالكبرياء
وفي كل لحظة
توشك القصبة أن تهتز
لكن عمرا يمضي
لا ذيل يكسر جمود السطح
لا صيد أوفر من الوهم
وكان هناك وقت
تمنيت أن نكبر معا
عالمي ذاكرة
ونهاية الأسبوع توجع الذاكرة
كعقدة في الجورب
تحت قدم مسطحة
مطر
ولا مكان يمكن الذهاب إليه
تكبر الأشجار في الطرق المألوفة
وأنا
دمية ورقية
تنتظر الرجوع إلى البيت
من الحلم
أحيانا
أجد ضرورة لأن أحتج على نظامك
عندما:
نضحك لأسباب مختلفة
يوجد فضاء وسط سريرنا
تغازلني بعد منتصف الليل
أخجل من هزة العاطفة التي تجيء
ولا يهزك أن يحصل طفل على كدمة بحجم دمية
تنحني الرؤوس وغيمة الخلاف تمر
تشع إشارات نيون
وتدوس الأقدام على العشب
قرقرة حمامة تهرب عبر السماء
وأنت
لا تتكلم
لغتي
المحْ الضوءَ في النار
لن تشك في القوة
وادخل فخي
فالجبال في الظهر تبدو عالية
أيقظ الجاذبية تحت الأرض
تستطيع أن تسمع الرعد يزحف في عروقي
صيحة في المسافة
قلق في السماء
الأيدي الأنظف غُسلت من قبل
الكلمات الأكثر إثارة قيلت
لكنك ما زلت تدهشني
الموتى لا يعيشون أفضل
فدع جانبا لعبة الإطمئنان
دعنا نعيش في خطر
أو نربي وحشا وراء جلودنا
هل الخاسرون دائما يخسرون؟
التشوه أيضا له قيمة
فلماذا لا نصنع وجودا
ناقصا
كالمسلة في فضاء بيت أبي
حادا
مشعا
كلؤلؤة مكسورة
الأذرع المقطوعة لا تسبب الأذى
فلنرم الألم في النار
بدون أي إعلان
يطير النسر بعيدا
ولا يختفي عن الأنظار
ماذا لو نحترق!
اللعب في النيران المحررة
لا يكون لثورة مزيفة
بخار في المطر
أنفاسي
حمامة
قلبي آلة تعالج الرغبة
والطرق المتقوسة عذراى يواجهن
للمرة الأولى
وحشية الجسد
لا أملك أن أكون العارفة
بلا دموع
ولا رغبات مشوهة
أنا إبرة تبرز من رصيف الحزن
لا شيء ينزعني
إبرة حادة كبصيرتي
ورغباتي القديمة
عندما أترك ما لدي
وأعيد تكوين ما فقدت
يدفع الإيمان المثقوب فيضانا من اليأس
تبهج الفوضى العقل
تخلق الأيدي البيضاء ألوانا من الشر
تطير الروح ثانية في المساء
الوهج من داخلي يتسرب
ولا أحد يضيئ الليل
تأخّرتُ
ولا قطار
يأخذني إلى البيت
بالبيت القديم
الأرز المسلوق أبيض
السعادة
في الوجه المتغضن لرضيع
وراء شبكة الناموس
أو كوب شاي بعد طعام دسم
الدواجن تتجول بين حطب الكركديه
أشجار الموز القصيرة تفضح الثعابين
النخلة العجوز ترمي رطبها إلى تعريشة العنب
وظل الرخامة أطول
من قبر أبي
ذلك الوميض غطاني
فابقني قريبة
واحمي ظهري
يحتاج الناس إحساسا بالجهات
أكثر من قدرة خرائطهم على الفهم
القمر بين الأشجار
لا حاجة لأن تكوني خائفة
أو خجلانة
هم خائفون أكثر منك
بعدما رأوا
أنكِ حرة
ريح في الأشجار البعيدة أم حمامة؟
صيادوا الصيف ذهبوا
وأسراب البلطي تنتظر الإشارة
رائحة الحبر تفوح من البحار
والوقت مخيف كأسماك القرش
مدرّع بالصمت
لا يمنحني زمردة
يحصل الأطفال على ما يشتهون
لكن الوجبة الباذخة
يفسدها جوع
لما لا يحد
على وجهي
كمتاهة كبرى بدون حل
ذلك الذي يجعل فرحي أصغر
ويجمع فضولهم
كجاذبية تلهث وراء كارثة
ماذا لو تصورت أنه خلاصي
أو لعنة إضافية
لفراشة
في كرة من زجاج
وماذا أفعل
- بعدما جربت جميع المبيضات-
حتى يروا
أنني
أيضًا
أكره لوني؟!
ساعتي المفضلة توقفت
وعلى الحافة المراوغة
نقرات صامتة
يتآكل الوقت
مع انتظار الصدى
واكتشاف الأشياء التي بلا صوت
يداعب الليل سكون الشجر
ويرمي الذعر هواجسه
كل شيء يبدو مشوشا
فهل أكره العالم
لأنك
لا تراه؟!
ليس هذا وجهي
مجرد خريطة
كي تصل
لي سبعة أعمار
سبع طبقات غير قابلة للنقض
مرنة
غير مرئية
كباطن أفعى
أبدلهم كلهم في نومي
يتآكلون
يتداخلون
خداّ بالحاجب
وأذنا بالذقن
مع التآكلات الثابتة للقلب
ينفتح الوقت
أكثر من حياة!
آه
َمنْ أحمق
يتمنى؟!
حمصة في الغروب
أرجوحة
أستطيع الانزلاق فوق السيول
وفوضى الإيمان لا تمنح أي شيء فرصة
في عين العاصفة
تحترق أسيجتي
يرافقني الأزرق في الزوايا الضيقة
ويجيء الإرجواني إلى الحلقة
بلا لسان
لا شيء يسندني
والهرم الشرير كتلة مساومة
ملح الأرض توهج
هناك موضع لي
في مكان ما
ولا ضرورة لتأكيد المقترحات
بين ورثتي
هل ما زالوا ورائي؟
من هناك إذن يرعى نساء القبيلة؟
السماء الرمادية متورمة
الحقيقة أقواس مفتوحة
على القطب المفقود
وليس بمقدور الحافات
أن تهمل المشكلة
يمكن أن أنسي وجه أمي
ويوم ميلادي
لكن أسلافي
هنا
تحتاج نظارتك المكبرة
لتراهم
أوراقا من شجرة العائلة
أسماء تتناسخ بلا صور
والشجرة تواجه في الضباب الكثيف أزماتها
العنكبوت يزحف على الجذع القديم
ولا طائر يغني على الفروع
ينقلب شلالا مرة
ومرة وردة
أو طريقا سريعا إلى بيوت لا أسكنها
بفضل الشجرة
الشجرة الخضراء
والعمامات الخضر
الكل مفقود في الأخضر
الأخضر الأشرف
والوقت ليس أخضر
طحالب ميتة
على كهرمان جدول
الحجر الأبدي في القاع
ولا شيء يطفو
لا شيء أتعلق به
شريحة تحت مجهر
أنا
والقبيلة التي بيننا
لا تكبر المعنى
فقدت فضاء رائحتك فيه
والمسافة بين الجسم والظل
أوسع من مدى قفزة
لا ماء أكثر في القاع
لا قمر أكثر في الماء
الجذور
تعرفني الآن
تزرع الغابة بيننا
بكل هذا الخشب المنشق
يرتفع الدخان من البيت
يدفع العابرون ثمن الخدمة
ونخدم نحن الوقت
الحصان المضروب يترك الغبار وراءه
وأنت
ما رأيتني
رائحة عشب على الشاطئ
صورك على الجدران
تهبط الصخور في المياه الضحلة
ظلك في الغرفة يعلو
سيجيء صباح
في شتاء مبكر
بأوراق للأرض
لكن اتجاهك
لن يكون نحوي
ثانية
تنافس الطريق
تحت المطر
آثار أقدام في حجارة لينة
إنهم هناك
يقفون على سلالم المترو
ليرى المشاة
أن الله يهتم
لا تنس صلاتك
الملائكة الطيبون يمكن أن يكونوا دببة
يحدقون في اتجاه واحد
والإنكار قد يوجد
في رشفة
الطقس يمكن أن يكون أسوأ
فهل يوجد في سماء المجاز قمر؟
تفسد الغيوم كوب الشاي
وباب الماضي ما زال مفتوحا
هذا الوجود قدر
متى ندرك أن القدر يمكن تعديله؟
أعلام في الصمت
ونشيد وطني
امرأة تهتف
نم يا حبيبي بسلام
السلام الذي أعني
موت الأبطال يجوب العالم
وحين يرجع الأولاد
في التوابيت
تقول بنت وداعا لولد
يجتاز إلى السماء
عرضه الأخير
فهل تلوم نفسك ؟
أنا أفعلُ
كل يوم
أقف هنا
على جسر وقح
قوَّس الفيضانَ
ونسيمَ أبريل في جزيرة الذهب
أذكرُ
ثورة المحاصرين بالأبراج
وعيوني على الحذاء
الخزي
خطأ قديم
عديم الفائدة
لكن
ياإلهي
كل هذه الحروب
كانت
في عمري
شخص يسألني
ما العمل؟!
الأفكار الطائشة
وحدها
تستحق
سعرَ الألم
إقرأ أيضاً: