عمان – القبس:
يواصل الشاعر الأردني زياد العناني في مجموعته الجديدة «زهْوُ الفاعل» تكريس صوته الشعري الخاص.
فالشاعر العناني أصدر من قبل ست مجموعات شعرية، استطاع من خلالها أن يكرس اسمه شاعرا متميزا في المشهد الشعري الأردني الحديث.
يقول في إحدى قصائده :
«حين أعود
إلى بدء الجريمة
الأولى
أكره الكرسي
وأغرس كل مخالبي
في وجه المحبةْ
قاتلتهم دهرا
ثم قتلوني
فلماذا يا حزنَ الله
لم تظهرْ
في الوقت المناسب
قبل أن تغرق الدنيا
بدمنا
ونموت مضطهدين
في شبهة كرسي
كلما رفعناه يسقط فوق رؤوسنا»
هكذا يبدو صاحب «في الماء وحيدا وأرسم الصور» مُصرّا على الخوض في الحياة، مجرّدا من ديباجة الوصايا، ناقشا صورته على جدران كالرغوة، يمحوها ويرسمها من جديد.
وفي ديوانه الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر لا يُكرر العناني إلا دفق شعريته الحار، ويقول الشاعر زهير أبو شايب في كلمته على الغلاف الأخير «إن الشعرية، في جوهرها ليست مواصفات ومقاييس، بل هذه الحرارة التي نميّ.ز بها النص الحي من النص الميّ.ت»، ذاهبا إلى أن على النص ليكون شعريا، أن يكون حيا أولا، لرأيه أن «النص الميت لا يصلح للشعرية مهما تكن مواصفاته».
وتجربة زياد، وفق أبو شايب، «تذهب نحو شعرية أخرى أقل زخرفا وانشغالا بذاتها، لكنها أكثر شراسة وانشغالا بالعالم»، مضيفا أنها «شعرية تخمش السائد والراكد والمقدس، وتؤسس لمذاقات بريّة تمجد الحرية بوصفها الأرض المقدسة الوحيدة التي تصلح فضاء للكتابة».
ويمضي الشاعر في تجربته الجديدة نحو «نهش تعينات السلطة المختلفة»، كما يذهب أبو شايب، مشيرا إلى أن العناني يعرّ.فها بأنها «نقيض الحرية ونقيض الشعرية»، مشددا أن ذلك يأتي من دون أن ينزلق إلى مستوى الكتابة الاستعراضية التي توهم في الظاهر بأنها تجابه السلطة، فيما هي في الحقيقة، امتداد طبيعي لها.
المجموعة السابعة للعناني جاءت بعد مجموعته الأولى «إرهاصات» في عام 1978 ثم «خزانة الأسف» 2000، و «في الماء دائما وأرسم الصور» 2002، و«كمائن طويلة الأجل» 2003، و«مرضى بطول البال» 2003، و «تسمية الدموع» 2004، يتكرّس العناني بتجربة يرى أبو شايب أنها «تفترق عما هو سائد في قصيدة النثر العربية، وفي الشعرية العربية الراهنة بوجه عام».
والعناني المولود في ناعور عام 1962، يعمل محررا ثقافيا في صحيفة «الغد»، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
القبس
18 يونيو 2009
إقرأ أيضاً:-