مهرجان أفينيون، المسرح والثورة، صورة افريقيا، والتنظير السياسي للتبعية
تقدم (الكلمة) التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، في عددها الجديد، العدد 75 يوليو / تموز 2013، مجموعة من الدراسات والنصوص المتميزة. يهتم عدد منها بالمسرح والسينما بدءا من استخلاص دروس أكبر مهرجان مسرحي أوروبي إلى التنظير لمسرح ما بعد الدراما أو الاحتفاء بأحدث منجزات المسرح التونسي والثورة، وحتى تأمل تجليات العنف في السينما. بينما يهتم عدد آخر بقضايا الأدب القديم، بدءا من البحث في أسلوب الزمخشري في مقاماته وحتى تمحيص القضايا التي يطرحها إعادة نشر ديوان الحلاج، وتتمحور مجموعة ثالثة حول قضايا النقد التطبيقي في الشعر والسرد وحتى النقد نفسه: فهناك دراسة للقناع في الشعر العربي، وآخرى لأسلوب الحجاج عند أحد المبدعين الرواد، وثالثة للمتخيل في الرواية الجزائرية، ورابعة لفهم النقد الثقافي عند أحد نقاده. كما يقدم العدد بقية الدراسة التي نشرنا قسمها الأول في العدد الماضي عن التنظير السياسي للتبعية المنهجية للغرب وعواقبها الوخيمة على التعامل مع الربيع العربي، الذي استحال خريفا مخيبا للآمال مع ركوب المتأسلمين موجته. وذلك ضمن حرص (الكلمة) على أن تكون منبر التنوع والتجاور الديموقراطي الحر بين كل منجزات العقل العربي. وفي (الكلمة) كالعادة رواية جديدة جاءت هذه المرة من موريتانيا، وديوان من فلسطين، وعدد من الدراسات النقدية عن القصة والرواية. كما تقدم بعض أحدث إبداعات العقل العربي في القصة والشعر والنقد. فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل {الكلمة} مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي. كي تظل ضميرا للواقع الثقافي، ونبراسا للعقل العربي.
ويفتتح باب دراسات الناقد الدكتور صبري حافظ ب"دروس من مهرجان أفينيون المسرحي" ضمن مشاهداته المسرحية والتي يخص بها الكلمة كل سنة، ويستخلص ونحن على أبواب دورة جديدة من هذا المهرجان الدولي، دروس المهرجان الماضي لواقعنا العربي، ويتأمل بعض ما شاهده فيه من أعمال قديمة تنبض تحت وقع المعالجات الإخراجية الجديدة برسائلها المعاصرة، وأعمال أخرى جديدة تكشف عن حيوية المسرح الأوروبي المعاصر وولعه بالتجريب. ويكتب الباحث المغربي محمد أنقار عن "مقامات الزمخشري بين الرحابة والقيد" متأملا هذا المنجز من خلال قراءة مغايرة لما طرحه حولها النقد العربي الحديث عملا يقترب كثيرا من المنطقة التي انشغل بها إدوار سعيد في آخر كتبه (أسلوب المراحل المتأخرة) لدي الموسيقيين والكتاب. ويناقش الباحث المسرحي أحمد بلخيري "مسرح مابعد الدراما: النحت والتطبيق" متناولا دلالات المصطلح وسياقات تبلوره الأوروبية النظرية، ثم محللا عددا من تطبيقاته على الواقع المسرحي العربي. ويسعى الباحث نادر رفاعي في دراسته "العنف بين الأدب والسينما" إلى التعرف على التحولات التي تنتاب عملية التجسيد السردي للعنف حينما ينتقل هذا التجسيد من النص الأدبي إلى النص السينمائي. ويعرض الباحث المصري وليد محمود خالص لطبعة جديدة قديمة لديوان الحلاج، ويقترح على معدها مشروعا يراه أكثر أهمية من جهده التلفيقي في إعادة طبع الديوان اعتمادا على طبعتين شهيرتين له، والاقتراح هو القيام بترجمة دراسة ماسينون الكبيرة عن هذا المتصوف العظيم. وتقدم الكاتبة العمانية زوينة آل تويه ترجمة لمقالة مهمة للكاتب النيجيري الكبير تشينوا أتشيبي موسومة ب"صورة افريقيا: العنصرية في "قلب الظلام" لكونراد" يحلل فيها واحدة من أشهر النصوص عن أفريقيا وأكثرها تدريسا في الجامعات الغربية، وتقدم الباحثة السودانية خديجة صفوت القسم الثاني من دراستها التي نشر قسمها الأول بالعدد الماضي وتتناول فيها واحدة من أخطر قضايا التبعية، ألا وهي التبعية المنهجية التي تساهم في وأد العقل وتشويه التابع لنفسه ولواقعه، وتتعقب الباحثة التونسية فوزية الشطي تقنية "القناع في الشعر العربي الحديث" والاجتهادات في تعريبه في القصائد العربيّة. وتتناول الباحثة المصرية إيمان صابر صديق "البعد الحجاجي في روايات عادل كامل" وتناقش فيه جانبا واحدا من جوانب إبداعه وهو استخدامه للحجاج والسجال كأداة سردية وبلاغية، ترسى أولا ملامحها النظرية ثم تتعقب تجلياتها في رواياته. وتهتم مراجعة الباحث الجزائري نبيل محمد صغير في دراسته "العتبات النصية للخطاب النقدي، بتلك العتبات في كتاب يقرأ المتخيل في الرواية الجزائرية.
باب شعر يقترح ديوانا شعريا بعنوان "حالات تلصص" وهو للشاعر الفلسطيني أحمد حسين، الديوان عبارة عن قصيدة نثر طويلة. نص شعري مفتوح على أسئلة الشعر والعالم والكينونة. وفق هذه الأقانيم الثلاث تتحرك استراتيجية الكتابة الشعرية في هذا الديوان بميسم حداثي، حيث الحوار العميق مع نصوص وأفكار تؤسس لاختلافها، كما يخص الكلمة الباحث والمبدع المغربي حسن بحراوي بنص شعري موسوم ب"صورة الفنان في ناصية باليما"، ونقرأ في العدد الجديد قصائد للشعراء: عبداللطيف الإدريسي، بلقيس الملحم، عماد الدين موسى، جميل الجميل، أحمد البرعي، آمال عواد رضوان، سعيدة تاقي، سعاد محمد الصباح. واحتفى باب السرد برواية الروائي الموريتاني محمد ولد محمد سالم "دروب عبد البركة" حيث ينسج الروائي الموريتاني عالم روايته الجديدة عبر تتبع أبن لم ير أباه، وهو يبحث بعد أن نضج وصار موظفا كبيرا عن أبيه ليسافر القارئ عبر هذه الرحلة البحث تلك في عالم القرى الموريتانية الفقيرة وأكواخها، ويتلمس طبيعة الحياة والعلاقات والتقاليد بلغة سردية صافية وبسيطة، وبناء روائي تقليدي محكم ودقيق. كما نقرأ نصوص المبدعين: باقر جاسم محمد، حامد فضل الله، محمد علوان جبر، ثناء حسن، عبدالصمد مرون.
ويفتتح الباحث ياسين كني باب نقد ب"في النقد الثقافي" وينطلق الباحث في مقالته من القول أن الغذامي كناقد يعيب على النقد الأدبي أشياء ويأتيها في نقده، ويكتب عبدالجبار خمران في "صرخة شعب يريد الحياة" عن أحدث مسرحيات جليلة بكار وفاضل الجعايبي واحتفائهما بالثورة التونسية. في حين يرى الكاتب بليغ حمدي اسماعيل أن في "مصر حصريا: الوزير خبير..والثقافة خرافة" لذلك يرى الكاتب أن مصر تحتاج الى ثورة حقيقية في ظل الأزمة التي تعيشها، ويتوقف المبدع هشام حراك عند "راهن القصة المغربية" وديناميتها في السنوات الأخيرة بما حققته من تراكم، بينما يستبين الكاتب أنغير بوبكر الدوافع التي أدت الى اتهام الحركة الأمازيغية بـ"الفرانكوفونية" من ناحية، ومعاداة الإسلام من ناحية أخرى، ويستقصي الكاتب مهند العزاوي "الحملات الإعلامية فن مخاطبة الجمهور" حيث تتبدى في المقالة كيفية السلوك الإعلامي عند مخاطبة المتلقي بغية إقناعه. وينتبه الباحث حسن الأكحل في "حركية الفعل الثقافي ومقومات بناء المجتمعات الحديثة" على أن الثقافة بكل مكوناتها وحمولاتها المفاهيمية هي تعبير مركب يمزج التعابير المجتمعية ضمن سياق تاريخي كقاعدة أساسية في فهم العلاقات بين الفرد والجماعة. وفي مقاله "الأمن الفكري" يشير الباحث سعيد بوخليط الى أن الثورات لاتستقر بين عشية وضحاها، بل يحتم المسار معركة طويلة على جميع الواجهات، فكرية وعسكرية ونفسية وتربوية ومجتمعية واقتصادية. وينتهي الكاتب علي محمد الى تأمل "تشعبات" الثورة السورية في "جنيف2، أم القيامة؟"، سواء داخليا أو اقليميا أو دوليا.
في «علامات» هذا العدد، يقارب الباحث محمد جبريل السياق التاريخي لـ"المدرسة الحديثة" في أوائل القرن العشرين، ويسلط الضوء على علاقتها مع الماقبل ومؤثراتها على المابعد. ويقدم الناقد الفلسطيني ابراهيم درويش باب كتب بمراجعته "البحث عن فلسطين" وهو كتاب يضم شهادات عن الوطن والهوية والمنفى، ويقارب الناقد محمد الديهاجي في "سلوك الأعمى" ديوان الشاعر محمد بلمو "رماد اليقين"، ويستقصي الأكاديمي محمد شوقي الزين "المعنى بين التشبع والتشعب: إشكاليات ومنظورات" في قراءته لكتاب الناقد محمد بوعزة، ويقربنا الناقد حمو بوشخار من تجربة الشاعر العراقي المغترب علي البزاز في "اقتصاد القصيدة"، ويواصل الباحث عبدالرحيم مؤذن سلسلة مقارباته للمنجز القصصي الحديث في المغرب ويقرأ في "ويك.. مد النظر" المجموعة القصصية الجديدة للسعدية باحدة، أما الناقد عبداللطيف الزكري فيكشف عن "القيم الجمالية والإنسانية في كتابة "لطيفة باقا" القصصية" كأحد أهم الإشراقات القصصية العربية اليوم، وينهي الكاتب الفلسطيني فراس حج محمد، باب كتب، بحوار مع نص شعري "أغنية أمل موعود".
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net