يتواقت صدور هذا العدد الجديد من {الكلمة}، والتي تصدر في لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، العدد 89 سبتمبر/ أيلول 2014 مع هزيمة العدوان البربري الصهيوني على غزة، فيتأمل العدد دروسها في أكثر من مقالة. كما يقدم العدد ملفا ضافيا عن أحد كتابها الذي رحل عن عالمنا في الشهر الماضي، وهو الناقد المغربي المرموق عبدالرحيم مؤذن، وتودع المجلة بمقالة أخرى شاعرا كبيرا رحل قبيل صدور العدد هو سميح القاسم. ومع ألم الفقد ودروس العدوان والصمت العربي المهين تستمر (الكلمة) في متابعة قضايا الواقع العربي الفكرية والمصيرية، ورفع راية المقاومة وإرهاف الضمير العربي. فتتناول في دراسة مهمة عن أيديولوجيا الفرجة أمراض الحالة المغربية، وفي أخرى أزمة الديموقراطية في السودان، وفي ثالثة مشروع قناة السويس المصرية وكيف يمكنه أن يعزز الاستقلال بدلا من التردي في وهاد التبعية، وفي حوار مع الكاتب الأردني علاقة الأحزاب بالمثقفين والفنانين، بينما تعود في علامات إلى الحالة السورية وإلى أحد أعلام حلب البارزين. فـ(الكلمة) تعي دوما دورها وموقفها في رفد الوعي العربي بكل ما يرهف قدرته على النقد والتحليل، وعلى الاشتباك العقلي مع الواقع العربي بغية تطويره. ففيها دراسات عن عدد من النصوص الجديدة، وعن التنظير للنص الرقمي، وعن النظريات المفسرة للكون، وعن سيرة المفكر الفرنسي جاك ديريدا، وسيرة كاتب وناقد مصري كبير هو شكري عياد، وعن المصطلح الفلسفي. كما تقدم (الكلمة) كعادتها رواية جديدة جاءت هذا العدد من العراق، أما ديوان العدد الشعري فقد جاء من السعودية. وينطوي العدد على عدد من الدراسات التي تتابع بالتحليل والمسح والتمحيص منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب {الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
ملف العدد والذي أعده محرر الكلمة عبدالحق ميفراني، مثل شهادة وفاء تجاه أحد أعمدة الثقافة المغربية الكاتب والباحث المغربي المرموق عبدالرحيم مؤذن، أحد كتاب الكلمة وأحد الذين أمنوا بمشروعها الفكري والثقافي. الملف حاول أن يلامس جزءا من مشروعه الفكري والبحثي والإبداعي وضم العديد من القراءات والشهادات الى جانب كتابات الراحل في النقد والرحلة والنص القصصي. ويفتتح الناقد الدكتور صبري حافظ، باب دراسات بقراءة موسومة ب"زمكان الحداثة الخاوية السرمدي" يسعى من خلالها إلى الكشف عن محتوى الشكل الفني في هذه الرواية الجديدة، كاشفا عن أن زمكانها السردي الدال، وفق صياغة باختين الكاشفة لهذا المصطلح، يرتد بنا إلى زمن ما قبل الحداثة السرمدي، وقد جعلت قشرة الحداثة الزائفة وجود البشر في برج الرواية الغريب وجودا بلا ماهية. وتعيد الكلمة نشر دراسة الباحث أحمد السيد النجار "تنمية قناة السويس مشروع لمستقبل مصر" لأهمية المشروع الذي تتناوله لمستقبل مصر، ولأنها أشمل ما كتب حتى الآن عنه. ويعرض الباحث المغربي في دراسته "النظريات المفسرة لنشوء الكون" لمجموعة من النظريات المفسرة لنشوء الكون بطريقة علمية، ويتناول أبرز هذه النظيرات وهي نظرية الانفجار العظيم بشيء من التفصيل. ويواصل الباحث يحيى بن الوليد في دراسته "ايديولوجية الفرجة" النبش في أمراض الحالة المغربية، منطلقا من التحليل الثقافي للتعامل مع ظاهرة القارئ العربي، واكتفائه بموقف المتفرج. كما يقدم الباحث الجزائري عبدالله شطاح في دراسته "تخييل البنى العميقة للعشرية السوداء" قراءته المكانية التي بلور أسسها النظرية في دراسته السابقة في مجلة {الكلمة) لرواية أخرى من روايات العشرية السوداء، بصورة تكشف لنا عن مختلف مستويات المعنى الثاوية في الرواية. ويتناول الباحث الفلسطيني محمد شاويش في "الديمقراطية السودانية المفهوم التاريخ الممارسة" كتاب باحث سوداني مرموق يستحق أن التوقف عنده والتريث عند إضاءاته المهمة لقضية من أكثر قضايا العالم العربي إشكالية وإلحاحا. ويطرح الباحث المغربي مصطفى الغرافي في بحثه "النص الرقمي" أحد أهم قضايا الكتابة الرقمية، وكيف أنها دشّنت تحولا جذريا في مفهوم الكتابة وأشكال التلقي.
وتقترح الكلمة في باب شعر ديوان الشاعر السعودي ابراهيم زولي "حرس شخصي للوحشة". شاعر "يعيش القصيدة في حياته اليومية" ويؤسس من خلالها أفقا مختلفا للتجربة الشعرية، شاعر يتقصى الغموض وينأى عنه في محاولته نسج صوت شعري مختلف ينتصر لقصيدة النثر ولأفقها الحداثي. كما تنشر الكلمة نصوصا شعرية للشعراء: فرات إسبر، سعيد الشيخ، سعيدة تاقي، ماجدة غضبان، امجد الحريزي، ميداني بن عمر، مريم سليمان، مناش باتاشارجي. وخص الروائي العراقي خضير فليح الزيدي الكلمة بروايته الجديدة "فندق كويستان" التي تتناول بأحداثها الضاجة ماجري بالعراق وقت اشتداد الحرب الطائفية بين أعوام 2005-2007 وفظائعها من خلال شخصيات لها عمقها التاريخي. ويقدم الباب نصوصا جديدة للمبدعين: عمر الحويج، باقر جاسم محمد، محمد فطومي، أنا ماريا مطوطي، وفاء شهاب الدين، حسن يارتي.
ويفتتح الباحث سلامة كيلة باب نقد بمقال "القضية الفلسطينية في سياق الحرب على غزة" حيث يناصر الباحث ضرورة ربط القضية الفلسطينية بالثورات العربية، وبلورة الاستراتيجية التي تسمح بتحقيق التغيير الجذري في البلدان العربية، ونتابع في "غزة تحت النار" يوميات الكاتب الفلسطيني مصطفى يوسف اللداوي عن العدوان على غزة، ويشكل مجموعها رصد ليوميات وتفاصيل العدوان الصهيوني على المدينة. ويستحضر الباحث الفلسطيني نبيل عودة في "أوشفيتش غوة: أمواتا يمشون" حتى متى؟" معسكر الاعتقال النازي والغيتو العنصري، ويرى أن الوحدة الوطنية باتت واجبا في مواجهة المستقبل، ويرى الناقد صبحي حديدي، وهو من أبرز دارسي محمود درويش والشعر الفلسطيني، في "شاعر الخطابة والحماسة" أن قصيدة القاسم ظلت عالقة في إسار وظيفي محدد يخدم الخطابيّة السياسيّة، قبل أن يفي فنّ الشعر حقوقه الدنيا؛ ولكن الشاعر يرحل عن عالمنا وقد خلّف وراءه ظاهرة شعرية وتأليفية خاصة، ويتساءل الباحث سعيد بوخليط في سيرة جاك دريدا عن معنى مصطلح حياة "فلسفية"؟، بناء على منطق جمالية انسجام أطروحات الفيلسوف مع واقعه ومع مسيرته الخاصة، ويتناول الباحث مراد ليمام من خلال "قراءة في الصور المجازية للولادة المزدوجة لمصطلح اللوغوس" تحولات المفهوم في الثقافة الغربية، ويخلص إلى وجود ترابط بين اللغوي والديني والنفسي ينبغي عبره دراسة الظواهر في تشابكها، ويرى الناقد سفيان عبدالستار الفاروقي في "حادثة 11 سبتمبر في "الإرهابي 20" لعبدالله ثابت السعودي" أن الروائي انصرف عن فلسفة الحادثة واعتمد أسلوباً حكائياً في سرد التفاصيل، وأضفى واقعية تسجيليّة، ويرى الكاتب رائد وحش في "زكي نداوي لا يزال حيا" أن لشخصيات الروايات حيوات تتجاوز مساحة النص وزمانه ومكانه. أما مأمون شحادة فيقربنا من "عالم الأنترنيت بين الاغتيال والتشهير والضبابية" حيث يشدد أن شبكة التواصل الاجتماعي أصبحت سمة لعصر النص المفتوح والانتقاء العشوائي.
وينشر باب علامات نص نبيل سلامة "خير الدين الأسدي عاشق حلب" يستعيد من الذاكرة التاريخية العربية السيرة الذاتية لخير الدين الأسدي: شخصية مفردة في التاريخ البحثي والأدبي والصوفي لمدينة حلب خاصة وسورية عامة. وفي باب مواجهات يقدم الروائي الأردني إلياس فركوح شهادته الموسومة ب"علاقة الأحزاب بالمثقفين والفنانين" مستقصيا إشكالية تلك العلاقة معتمدا على تجربته الشخصية بالعمل الحزبي وعلى انخراطه في الأوساط الثقافية منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثين عاما. في باب كتب يكتب الروائي المصري علاء الديب عن كتاب شكري محمد عياد في "العيش على الحافة، بينما يتناول الناقد شوقي عبدالحميد يحيى في "تحت شجرة اللي خدع الماضي فلم يكن جميلا" رواية تسعى الى تعميق رؤية المشهد الحالي والذهاب به الى جذوره الممتدة في التاريخ، ويكتب الناقد المغربي حميد لغشاوي عن كتاب "اسس التكفير وأهداف التفجير" الذي يعد دراسة تحليلية نقدية، مستفيضة حول فكر تنظيم القاعدة، ومؤسسي الأصولية الإسلاموية، ويستقرأ الناقد المغربي حسن المودن الأمكنة والكتابة من خلال كتاب للناقد النفسي الفرنسي المعاصر بيير بيار، ويقرأ الكاتب الفلسطيني فراس حج محمد قصة قصيرة جدا للقاص محمود شقير، كما يقربنا سعيد أصيل في "بحث في جدلية الرؤيا والزمن" من ديوان/ قصيدة تحمل رؤياها لتعمل على إشراك القارئ في تفاصيلها، حتى يغدو بدوره مشاركاً منخرطاً في إعادة بناء القصائد/ القصيدة من خلال رؤيا "جمعية".
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net