صدر العدد الثالث من "الكلمة" (مارس 2007)، وهي مجلة فكرية أدبية شهرية يرأس تحريرها الناقد والكاتب المصري صبري حافظ. ولقد ضم العدد الجديد من "الكلمة"، التي تصدر إنترنتياً في طبعتين عربية وإنجليزية، العديد من الدراسات والنصوص السردية والشعرية، صدّر لها حافظ بافتتاحية تحت عنوان: "مفاجأة طيبة: تحولات الواقع وتغيرات القراء"، استعرض فيها ردود أفعال القراء تجاه "الكلمة" بوصفها أول دورية انترنتية تطرح خطاباً ثقافياً جاداً ومغايراً، ينحاز للأصيل والمختلف، ويواصل إرث دوريات "ورقية" توقفت أو أُجهز عليها، لافتاً في هذا السياق إلى أن "طموح (الكلمة) هو أن تقدم أفضل ما في جعبة الثقافة العربية الراهنة.. مستفيدة في الوقت نفسه من قدرة شبكة المعلومات الإلكترونية على تجاوز الحدود والسدود التي تقام في وجه المطبوعات العربية، وعلى التغلب على كثير من تكلفة المجلة المطبوعة وبطء إنتاجها." أما مفاجأة "الكلمة" الطيبة، كما أشار إليها حافظ، فهي تخطي قراءها حاجز الـ37 ألفاً في الشهر الأول لصدورها في يناير الماضي، الأمر الذي يعكس عطشاً لمنبر يتصدى لقضايا الأدب والفكر وسط مناخ عربي رسمي طارد للثقافة.
تضم "الكلمة" ضمن فهرسها قصيدة "حالة حصار" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، التي كتبها عام 2002، حيث تشكل استعادتها في هذا الوقت، في زمن الحصار العربي العام، فرصة لقراءة متجددة لعمل يعد من بين المنجز الشعري الأبرز لدرويش. والقصيدة منشورة كذلك في الطبعة الإنجليزية من "الكلمة" THE WORD بترجمة بتوقيع صبري حافظ والشاعرة الإنجليزية سارة ماغواير. كما تنفرد الكلمة بنشر النص الكامل لرواية "الركض وراء الذئاب" لعلي بدر، أحد أبرز أقطاب الرواية العراقية الحديثة. وإذ لا تزال أصداء مهرجان الشعر، الذي استضافته القاهرة في فبراير الماضي، لها ذيول، يطرح الشاعر المصري عبد المنعم رمضان تقييماً نقدياً للمهرجان "الكارثي"، الذي كشف الفساد المزمن للسياسيات الثقافية في مصر.
في باب دراسات، يشخّص محمد برادة في "تفعيل جدلية السياسي والثقافي" أعراض الداء العربي، محاولاً الإجابة عن السؤال المتجدد ألا وهو: كيف يمكن إقناع الشباب العربي أن الإصلاح ما يزال ممكناً! كما تنشر "الكلمة" دراسة مترجمة عن مجلة "نيولفت ريفيو" الفصلية الإنجليزية تحت عنوان "(كراسات السينما) وداعاً" تتناول فيه الباحثة إيملي بيكرتون تاريخ مجلة كراسات السينما الفرنسية الأشهر، مستعرضة دورة حياة المجلة منذ نشأتها في العام 1951، وحتى انحطاطها. من الدراسات الأخرى: دراسة موسيقية بعنوان "من التعددية إلى الصوت الواحد" لفتحي الخميسي، التي تكشف عن التناظر بين تطور الموسيقى وفكرة الوطن، و"آفاق جديدة: فن الكتابة الرقمية" لسعيد يقطين، متناولاً فيها الأسئلة الكبرى التي تطرحها علينا متغيرات العصر، في ظل الآفاق التي تتيحها الكتابة الرقمية.
في النقد، يقدم صبري حافظ تحليلاً لمنجز القاص والروائي المصري عاطف سليمان، ويتناول عواد علي قراءة نقدية لموضوع الاغتصاب في المسرح، كما تخصص "الكلمة" ملفاً خاصاً عن القصة القصيرة جداً. وفي الشعر، نقرأ قصائد لكل من إيمان مرسال ووليد خازندار وشوقي بزيع وصلاح غزال وجيهان عمر. وفي السرد، نتوقف مع محمد البساطي وعاطف سليمان وفؤاد التكرلي وعائد خصباك وعلي بدر، ضمن أعمال قصصية وروائية تضيء أبرز سمات السرد العربي الحديث.
ضمن الزاوية المخصصة لقراءات الكتب، يقدم عابد إسماعيل قراءة لديوان "عودة ليليت"، ويتناول فيصل دراج تجربة خليل النعيمي في رواية "مديح الهرب"، في حين يتوقف يحي ابن الوليد عند سمات الصوت الشعري للمهدي أخريف في ديوان "بين الحبر وبيني"، بينما يقرأ فتحي أبو رفيعة رواية "شهرزاد على بحيرة جنيف" لجميل عطية إبراهيم، ويقرأ محمد الشحات رواية "اللهو الخفي" لمحمد مستجاب.
بالإضافة إلى تخصيص باب لأجندة الأنشطة الثقافية ، وآخر للرسائل والتقارير الثقافية من مختلف أنحاء العربي، أفردت الكلمة باباً رائداً من نوعه بعنوان "علامات"، يهدف إلى إرهاف ذاكرة الثقافة العربية بماضيها القريب، وجَسْر المنجز العربي الراهن بالسالف عبر نشر نتاج أدبي نوعي يكون بمثابة "علامات" يُهتدى بها، مستنهضة الذاكرة العقلية العلمانية المتستنيرة التي تحثنا على التفكير والإبداع في مواجهة ذاكرة الرجوع إلى السلف الصالح والتقليد الأعمى.
لقراءة هذه المواد أذهب إلى:
www.al-kalimah.com