1
البحرُ، الحكاياتُ المجتزأة عن حيواتٍ كانت وأخرى تولدُ للّحظة.
عن هيول ِالكون، محطّاته الراكضة، انعطافاته الطويلة الخرساء.
عن لعبِ النّاسِ والمشاوير الضّاحكة،
صخبٌ وصرعى وذكريات.
عن ما يعنُّ الآنَ
..
للمسافاتِ روائحُ غاباتٍ هجرتها الشمسُ أو هجرها الناسُ مأخوذينَ
بمتعةِ الكشفِ عن كنوزٍ لا توجد.
للمسافات /الأعماق،
الأعماقُ المبتسرة في خضمّ الشُغلِ المتصاعدِِ قريباً من أو ليس بعيداً
عن خطوطِ النار
..
لي سحنةُ الارتعاش،
خبباً أهمّ ُ،
أتشهّى قبلة َالإصغاء.
للنواصي روائحُ صباحاتٍ مألوفةٍ ولدغدغةِ هذا الإعصارِ روائحُ الفقد
2
وجهٌ للصباح وجهٌ للمساء
إلى مواعيدَ لا أعنيها بشيءٍ ينهبُني القطار
بقصائدَ أتلفها سريعاً
بالملاذِ والوجوهِ أرجعُ
في قاطرةٍ تنعبُ متلاصقة هي الكائنات
كلّ وجهٍ عالمٌ
أفكّرُ وأنا أحدّقُ بالشخير: ترى ما الذي يدورُ الآنَ في هذا الرأس؟
3
أرِّخ لصلبانكَ
إنّ العمرَ خراب
فأنثرْ في قاطرة اليوم نشيدك
..
برؤوسٍ مثقلةٍ من الركضِ وراءَ المناسبة
ينهشونكَ، ثقاة ًكانوا في صمتٍ مُعلَن.
بوجهكَ الشّاحبِ تتخطّى العتبة إلى (ألهناك) ،
ترمقُ اللعبةَ بعين طفل، تزفرُ عن ابتسامٍ - في القفصِ الناغر- يتكسّر،
تجوسُ وأنت لا تنبسُ عن شئ ،
كثيرونَ جاءوا يحيطونك من كلّ الجهات، كثيرونَ جاءوا ولم يحضُرْ أحد ..
4
للوصولِ الأسمى
نوافذِ الارتواء
مقبضِ اليقين
ينوءُ المثقلُ به
تتفجّى الشوارعُ تحتـَهُ
( تشابهت الخلائقُ والبرايا.. )
أسمعُ صوتَ أبي العلاء يئزّ في هذا القطار
عن الغيمةِ أزيح ُسوادَها
أمسكُ بالأشجارِ وهي تتعرّى أكشفُ عن أعضاءِ أنوثتِها
أنزعُ عنها زفيرَ الآلات
بنصفِ إغماضةٍ أغوصُ في العيونِ أركضُ في الساعةِ أترجرج ْ
فوقَ الأضلاع
..
بياضٌ خلفَ النافذة
إليه أمدّ بياضَ الروح
5
حتى في نومي أرتكبُ أخطاء
مرّة لا أتابعُ سيلانَ الحلم في كلماتٍ تسطعُ فجأة ثم تغيب
مرّة لا أقطعُ دبيبَ الكابوس
في الصباح يبدأ الركضُ
في مكتبٍ ضيّقٍ أهربُ عدّة كيلومترات مختلقاً ألفَ سببٍ لوضعِ سدّادةِ فلّّين على فمي
لكنّ عاصفةَ الكحولِ تهبّ ُ.. في المساء محدّقا في أركان الروح أعدّ خساراتي
وأجترّ كلماتٍ قد تنوبُ في نقل الأحداث:
البارحة خاصمتُ آخرَ من تبقـّى من أصدقاء ودون سببٍ أيضا شربتني الساعات
لم تبقِ مني سوى على دهشة
..
ساكنٌ في حافلةِ الرجوع
مهيمنٌ أعضّ على لهاثِ قلبي
أفكاري تنسلُّ بفزعٍ كبير لتراقبَ موتـَها
الخوفُ لبنُ التاريخ ..أهذرُ
إفرازُ آباطٍ
جوعُُ ذباب
قطارٌ هذا أم قبرٌ ينهقُ ؟