1
ترنّم : بروح المركب السكران،
بفيض المراثي* وهي تسلخُ العفن،
بتهدّج الوجد في ملامح الشيخ أوصاله المقطوعة يحملها الجسرُ،
بألق الضوء المتوهّج في عين البومة العمياء،
بخصال الشرق الدفينة نثارها الأنيق يحترقُ في حديقة العصر،
بعيون أصحابٍ تبحثُ بهدوء حكيمٍ عن زلّتك الجديدة، ترنّم بظلّكَ الوارف.
لم تجفِّ الشطوطُ بعدُ، لم يجفْ نهرُ القصيدة
حين توغلتَ إلى العمق لامستَ الفضاءاتِ لا مستها علّك تحترفُ النظر
تجسّ مغاليقَ القادم تعبرُ إلى جانبك الآخر بقليلٍ من الخسارة
لكنّك توغلتَ مطرٌ يهطلُ والأرضُ يباب
الوجوهُ التي أعرفُ تحاصرُني الوجوه التي لا أعرفُ
على صفحة هذا المساء أين هو النهرُ؟
ما همّكَ إذا طالكَ الوخزُ إذا تفرّست بك الوجوه لا تبتئسْ
فأنت ماضٍ إليك إلى بحيرةٍ تتلاطمُ فيها أسماكُ الأسئلة
لا تبتئسْ فأنت محتشدٌ بك وبخفقة الآتي بعد حين
ما رأيتَ وأنت تقلبُ موائدَ الليل في غرفٍ ضجّت بالدعابات السّمجة
ما سمعتَ من خضّاتٍ في العمقِ ينبئك: أنتَ في الحشدِ غريبٌ من تكون
2
أفكاري ليست سويّةً، هذا ما يبدو لي واضحا،
وإلا فمن أنا لكي أتمكّنَ فعلا من قلب موازين الأحداث ..
بدهشةٍ تتلوّى في تلافيف المخّ
أكتبُ سطرا في ساعاتٍ لأحذفه في ثوان،
دونَ رحمةٍ أمزّقُ أوراقَ اليوم وأنبشُ في دفاترَ قديمةٍ بحثا عن ألق.
في عطلة نهاية الأسبوع أفكّرُ بمشاريعَ تؤجّل سريعا إلى نهايةِ اسبوع،
برعشاتٍ طارئةٍ تلفظُ الذاكرةُ بعضا من مخزونها
فأشربُ على وقع الخضّاتِ ما يترى إلى أوّل الفجر.
أمس في زيارةٍ لأخصّائيّ الدّخيلة .. همهمَ الطبيبُ مرّاتٍ وهو يرمقُ الأحشاء
ليلا هرشتُ روحي تفكيرا لأنامَ على قنانٍ فارغة متدثّرا بفراش القطّ
3
( الأحلام رأسُ مال المفلسين)
القائلُ تاجرٌ على أيّة حال وأنا مفلس جدا
لبريق النجوم في شتاءاتٍ قديمة أحنّ
لسعال أبي في الليالي وبكاء أطفال الجيران
في غرفٍ طينيّةٍ تخرّ من سقوفها سماواتُ
أحنّ لذاك الذي من حاجات البيت يصنع ألعابه
يسامرُ الفئرانَ ولا يخافُ من جمهرة الصراصير
أحلمُ وأحلمُ دون هوادة وأنا أمشي بين رفوفٍ من تماثيل
4
صدقني، ليس من نهاية
القطارُ الصّاعدُ إلى حواف الوقت يعرفُ هذا أيضا
بألوانِ الطيفِ تنهضُ
تأتيكَ وأنت تجاهدُ أن تنحسرَعن لُبابِ مشهدٍ مكرور
صعودا أو هبوطا في مهبٍّ من هواجسْ
الهواجسُ الرسائلُ التي حلمتَ بكتابتِها وأنت تنقرُ بتؤدّة على رئة الهواء
سكناتُكَ وأنت تزيلُ براعمَ من إحتدام
كانت قد حدثتك في ليلٍ علّق روحَه على صورتِك الضّاحكة
مع الصباح تمشّطُ شعرَها الأكاذيبُ تمضي تسائلك عن "عشبة الهدوء"
5
لجّ بكَ اصطفاقُ الروح، طوّحكَ،
والكاهنُ المخبوءُ تحت الجلد يلوحُ الآنَ في ليلٍ من اللغو،
طوِّحتَ، صفعةُ في الأحشاءِ ترتطمُ، ترتطمُ بالسياق العام ..
على بعد شهقاتٍ منّي يغسلُني عطرٌ مثل رذاذ ،
مشدّاتٌ تتآزرُ كيْلا ينسابَ العطنُ النّائمُ تحت الجلد.
ورمٌ هو هذا الاجترار
ماذا لو بضّعتُ جسدَ اللوثة لوعانقتُ أيّ عابرهل لي "بعشبة الهدوء"
الوقتُ لا يملكُ وقتا
لذا سأهندسُ ما يأتي وما مرّ كذلك على أهداب عينٍ مرتجفة
في عينٍ أمرّرُ اصبعا لأوقفَ بكاء العصر..
6
لا يقينَ يمكنُ أن يمسّدَ هذا المغص
ركنتُ فراستي على الرفّ وجلستُ لأتابعَ أكاذيبَ مموسقة
الآن، وبكثيرٍ من الإعتداد، أقول:
لقد نفشتَ شعرالوقت وتركته يرفلُ في بياض الخديعة
هي ليست بطولة كما قد تظن، مع ذلك، أستعيدُ ما قيل يوما عن العربات الفارغة وأبتسمْ
*مراثي دوينو، في المقطع إشارات لأعمال أدبية معروفة
* كتاب يعدّ للنشر