مبارك العامري

وفي زاوية بعيدة،
بعيدة بعض الشيء عن مقاعد الدرجة الأولى
تشخص عينان باحثتان عن رفيق
يختصر المسافة الموحشة.


تباركت الأفراح

خارج النّافذة،
نافذة القطار السريع، السريعِ كطلقة
حبلى بالمفاجآت:
كانت الريح تصفر أو ربما تئن.


خامس مرّة

وثمه همسات ماكرة
لا مرأتين حديثتي العهد بلغة التخاطب
عبر قرون الاستشعار.


عن الجنود

صباح كلِّ يوم
يخرجون من جحورهم كالفئران
أمامهم تتراءى صور باهتة لأحلام صغيرة
صغيرة كحبات الخردل.


العرب في القاهرة

يفتشون في زاوية الأبراج
بجرائد الصباح عن وهم يرممون به
جدران حياتهم المتصدعة
ويقضون ماتبقى من نهارهم تحت سياط المدير.


هل تعلم أنهم ..

يتدافعون داخل أحشاء حافلات
تطوي بهم أميالاً من الإسفلت الملطخ
ببقع داكنةٍ خلفتها أجسادٍ
عاجلها الموت بغتة بعيدا عن أعين الأحبة.