عادل خزام
(الامارات)
akhozam@yahoo.com

عادل خزامجئناك من الأقاصي كي نتدخل في ماضيك
خمس شجرات تكفي لعطلتنا
وخمسة عصافير للعشاء
وسيف واحد للكذب
وفانلة للكتاب
وسوف يصفق لنا النهران
وتحملنا سفينة غارقة إلى النجاة

***

نحن
جيوش أفكارك الأقوى من الخمر
ندعوك أن تهجر العتبات اللامعة
وأبواب الشجعان
معا..
لندخل سينما الفراغ البطولي
حيث لا أعداء ولا ظلالهم
ولا النكرة سيدة على الفلسفة
ولا الكرسي يفخر على السلم

***

هذا هو الهيجان ولكنه تقنع بالنسيم
بلع الطفل رصاصة القناص كأنها قطعة حلوى
وسقطت الإبرة في عين الوداع
صار اللسان يغار من سجادة التشريفات
والخيول التي هزمتها الريح الساكنة
انتحرت في سباق الوصول إلى البركان

***

أنت السعال الذي يتبع الضحك
أنت أظفار الليل تحك الكلام الأبيض كي ينام
الأقواس تتدلى من معنى الهلال
صفراء
لأن نشيد المشنوق أجمل من الصبر
اذن
لف رأسك بخرقة الصبر يا صاحبي
وانتبه من صنارة الأعمى
الضباب مشيمة يومك ويومك ولى
وعلى ركبة الانتظار
جلس غيرك يمازح الحقيقة لاعبا بنهديها العملاقين

***

إنني قريب
ولكن الجرس الساكت في قلبي لا يصدأ
أسقط كل يوم مثل ثمرة ناضجة
متمرغا في أرض الحنين ..تبا لغير الحنين
وجه المصيبة يبتسم
تتحدث المرآة مع الجدار وتبصق عندما أحملها زاحفا نحو الجسر
حيث المراكب الصغيرة لا تبالي من أين جاءت
أو إلى أين تمضي أشباه روحي
وأنا الذي على ورق رأيت وجهي
متلاشيا كلما زال البياض من المدى
وانحشر الكلام في جملة متصابية

***

قد يتورع الكلب أمام عصفور جريح
هذه شيمته إن أراد الرضوخ لرحمة العاقل
ولكن الخطيئة تتجمل أحيانا بالبياض
يكفيك أن الموت بعيد الآن
والذكريات تمرح خارج الكلمات المنسية
وأصابع الخوف مقطوعة خمسها

***

كنا فرادى في زحمة المنطق
والأعاجيب أكثر من كل النساء
اليد الطويلة لم تصافح ولم تلوح
لكنها ارتفعت كي تغطي الشمس الحزينة ظهرا
وداعا : قالت الفراشة للنار
ثم حل الشتاء مرتبكا في مدن الفوضى
ولم يأبه له الحطابون

***

كل النوافذ سوداء في الليل
مثل سبورة الضرير وهو يشرح لي بعصاه
كم هي المسافة عرجاء في ظلمة المعنى
كم هو النور يتيم في التلاشي
أعط الصباح نصف روحك : قال لي
وراح يفك ألغاز ليلته الطويلة للأبد

***

أين سوار التمثال ؟
أين قبعة الحصان الأخير ؟
تتخاصم النملة مع الريح لكنها تتصالح مع المطر
ورويدا رويدا
تعود القوة بحثا عن الضعفاء
ومن كل نهر
يخرج قنصل التماسيح كي يتسيد على البحر

***

تنام الموجة في حضن انزلاقها
وينام الغريق في سرير الزبد عطشانا

***

الرجولة قد تتأنث بصفعة من الموسيقى
قليلا
ريثما تعود الكهرباء إلى جسد الكرامة
وتستقر الصخرة فوق نبع الدم .

***

من الحكمة ، ابتكر الطغاة أقنعة الضحايا
ثم جاءوا يدربون الحمام على عناد البرق
وأنا بينهم كأنني وحدي
لا أظافر عندي كي أنهب صفة منسية
ولا قفاز
سكك السماء ضيقة من كثرة الصالحين
والجحيم فارغ هذا الصيف
ادخل ولا تخف
ادخل في فراغ المرايا كي تسد الفروق
وامسح بحناء المجد الظلال التي خلفك
هاهي البراري مزروعة كلها بألغام الورد


هاهي الجهات اجتمعت في بوصلة مكسورة
والليل شاخ مبكرا في حفلات اليانصيب

***

كم من الصفات سوف ننسى ؟
الوضوح الناقص في ليلة الكمال مع الأنثى
أم الفراغ الصغير في قبضة كف مقيدة
إنني أهيم مندفعا إلى جرس بعيد
أدوس على الحرائق وأقفز حافيا على سنن الجبال
الهاوية فخ عبيط
والساقطون فئران تجارب الترحال
يكاد اللحن أن يصدأ
ولكن تكرار الليالي يوقظ المزامير من الجحور
لذلك تكون البحة حلوة في الموال
ويكون الأنين رنين أغنية سعيدة

***

من يصفق للخاسر ؟
من ؟
هذه الرضوض على جبين الوقت مسحتها
وهذا العنكبوت في زاوية الروح حرقته بالماء
متفوقا على فكرة السرد
النقطة أولا جاءت
الضد وقف عاجزا أمام الدائرة
والمرأة لونت تاج عفتها بالانفتاح
أنا..قال الجبان
قبل أن يتفجر النبع وقبل الغضب
أنا
في السلام محرم صوتي
أنا
وقرص الخبز صار أكبر من آسيا
كم مرة يطرق الجبان باب بيته ؟
ثلاثون عاما
ثلاثة قرون وكأنها لا تكفي
الريشة البيضاء لا تزال عالقة في الهواء الأسود
لا يطالها عنق الشجاع
ولا يفوز بها جناح كسير

***

متبللا برماد وحدته وقرر أن يغني
كانت ستزعجه الصافرات ولكنها فطست في الحلوق
ولم يأت الصدى
ولم يبتسم البرق
وكان الدهر يزحف نحو خرائب الجنات

***

طار عصفور التيه وعاد سجينا في ساعة الحائط
ركض الحصان وكاد يخرج عن سكك الخيال
الطبشور يفكر والورقة تسأل
من يخدش خد الطبيعة ويقول تبا
لا للصابرين على السبب
لا لمخدة الكابوس
بعد قليل يتزيف النور ويصير لعبة
وتتشقق الأرض فخورة بتجاعيدها
لأن الأخضر والأحمر لا يجتمعان في القلب الحائر
ولأن البرتقالة تدحرجت فوق طابور النمل

***

على غفلة في سهوة القصد
تهرب الحكاية من أصلها

***

كل فضيلة محروسة بالذنب
كيف ادخلها
كيف أغسل عار الشكوك بأسئلة طاهرة
هذا هو الويل
عندما تتأرجح السكين في يد ترتجف
ولا يفوز بالطعنة الرحيمة أحد
كأن الحياة نصر تافه للمترفين
لك التحية يا رمز النصر
لك أن تستريح مبعثرا في قواميس النقص
الوجوه ماكرة بلا قناع ولا يصدقها كافر
لا شيء يحدث أو حدث
انه الدبوس يقبل بالونة الوهم على انفراد
ونحن نصفق بحكم العادة ليس إلا
نؤيد المسحوق والواهن والجثة والبريء
لماذا ؟

***

تنبت الغمامة ولكنها لا تفنى
وتحبل الريبة بجنين اليقين ولكنها لا تلد
العدم موجود في الكثرة ولكنه بلا ظل
لماذا ؟

***

ماذا يصنع الجلاد إذا اطعناه ؟
كعكة لميلاد الموت ؟
أم مدينة تتبخر بطيئة تحت شمس القسوة ؟

***

كن بعيدا في احتفالات النار تفز بها
كن جرادة في محاصيل العويل
من بإمكانه يوبخ الحمامة
إذا حشرت منقارها في فم المدفع
والفراشة
إذا تاهت في حقول الشوك
لا يكترث السهم بطول المسافة
لأن كل هدف بعيد وهم
والوهم أوسع من مدى قوة المدفع
وجبروت الزهو في جناح فراشة متباهية
لذلك
كن بعيدا قرب النجمة تفز بها
كن أغنية خضراء مهما اشتد العويل
فالروح تيئس إذا طال الأنس
ولم يتمرغ ظلها قليلا في وحشة النسيم.

***