غـازي ذيبـة

مريم

إلى أمي

 في باحة الدار
ويصعد

بين ميمين حبيب نائم
طير الصورة
والصوت تنهد .

عري

.. والذي عاد مرتبكا في الشفاه
والذي يتنزل من مطر ذابل
وعيون تلاحقه ليطير
كان عليه قليل من اللوم
فيما يدير من الحركات
التي تنزل الحرف
عن رفه
وترفع ثوب العبارة
كي تتعرى الحياة .

القصيدة

لم تزل رغبتي في التنفس
مثل النوافذ مفتوحة
والأغاني
تطير
لم يزل في نهوضي الصباحي
صوت شحيح
ومرمى بعيد

***
كل شيء قريب من الروح
لكن بعث القصيدة
يحتاج زهوا قليلا
وماء يسابق لغو النحاة .

صبح

رق للنور
أخفى مودته في السكون

رق لي
وهو يشعل شمعته

رق للانتظار قليلا
وحين أفاق على الصبح
شق قميص
النهار .

مرثية

هدوءا . . هدوءا
الجنازة بعد تسير
ومازال ينبض في النعش
مازال في صوته ألم
وانفعال
لم يغير ملامحه حين مر علينا
ولم يرتعش حين خان الجميع
ظل يراوغ أطيافه
وهي تهفو إليه
ظل يراوغها
بانحدار مريب إلى الشمس
***
هدوءا . . هدوءا
سيخرج مثل الحكاية من نعشه
ويرمي علينا يديه .

رقصة

مرحبا بالظلال
على أهبة الستر ترقص
تفضي إلى نهر نار
ونول
على صوفه
نتف اللون محروسة بالتوجس

هذا غبار الخفاء

هذا الغناء طفيف يحلق
يرمي مهارته في النهوض
إلى خفة هائمة

لم تكن رقصة الضوء تلك
هي الانسجام بكل ملاستها
واستراحتها في أنين اللهب .

الثلاثون

ثلاثون غافية في ارتجاف
ثلاثون عاما أمررها .. هكذا
قرب حبر رصين
وطاولة شحنتها الكمائن بالهفوات
أقرب قلبي منها
وأعطيه نصف وريد
ونصفا أخليه تحت يدي

ثلاثون تشبه رملا هناك
يطير
ولا يترك الغائبين يفرون من مائه
ثلاثون تلقي بأبيضها خافتا
وعند الحواف قريبا من الماء
والرمل
يرى وجهه فائضا
ويغيب .

طفولة

نائم
نومته الحكاية

صدر جدته
غبطة ملأى بحوريات واق الواق
والجن المشاغب
… ...
... ...
بعد أن أعطى لعينيه الإشارة
واهتدى في فرجة الألوان
والأصوات
للموج
على أطراف ثوب الجدة الحاسر
بعدها
شاهد المركب يختط طريقا
في فراغ وادع
يدنو من العين لتغفو من جديد
فيرى جنا
وأقواس رياش فاتن
ولصوصا يدخلون البحر
يحتلون قلبه
بعدها
شاهد الغبطة في الحلم
توارى خلف حلم ناعم
يسرق الرقصة من عينيه
إلى أقصى الحكاية

خمرية

ذقت النبيذ
قليل توتـك
ربما نزلت علي الفاتحة
وقرأت في خدري تراث العاشقين
وربما
أسكنت كأسي
قرب كأسي
وانطفأت مع الغواية
مثلما نور على رأس المسيح

وحدي
وأظن نشوة صاحبي صعدت
وصعدت الرحيق
بظلال نرجسة تبعثر
أبيض الشهقات فيها
قاب سادرة التوله
تعجن الآهات في جرن النبيذ

ها خمرة تلتذ
والبار العتيق يروق للهمسات
يروي من يغافله الظمأ

ها خمرة تهتز
تنزع قشرة اللوز المملح
ثم تطلق ريشها فوق المقاعد

راقصون هناك ينتبهون للريح الخفيفة
وهي تدخل من شقوق البار

متدلهون

ينومون صدورهم
ويبادلون الخمر لهفتها
فتشرق
بينما اللغة الأنيقة
في ارتجاف النهد
والساق النبيلة قربنا
تمضي إلى كرسيها
لتعيد بهجته إليه

قلت
إن وحدي يراك وتخجلين
سيمر من طيف اللذاذة ياسمين مطلق
وهواء بحر
يستعيد الخمر حين ترجنا
حتى نميل مع الغرابة
وهي تعتقنا قليلا في ارتجافك
آه
ثم في ارتجافك
ربما
لنصير أكثر من هدوء واضح
نثر المديح على العنب

ها خمرة
لو لا مسيس لهيبها
لتخففت منا الحرائق
وانتهت ذاك الصباح قلوبنا .

الجوهرة

جوهرة في القلب
وأخرى في نن العين
جوهرة
أو أن جنانا تتنعم في الإثنين
جوهرة
حتى حين تراوغ في رنتها
يصاعد من نول الآه
رقيق تنفسها
فإذا أمسكت الوتر السابع
في سلم موسيقاي
صعدت إلى جبل الأهواء
بلا أغنية أو ناي
وإذا ما حد سكوني نغم
يتردد في غبطته
فلسوف أشق بصمت ريحا نائمة
وهدوءا مجنونا

تتفلت من بين سرائره أهداب الصوت
ولسوف أرتب أطيافي
طيفا .. طيفا
وأذيب الصمت
***
جوهرة في القلب
وأخرى في نن العين
تتمالك غفوتها فوق سرير الغيم
تميل هنيئا في الأحداق
تميل إلى أرجوحة لون
كنت أطرز فيه الأقواس
وأجري مثل صبي مخفور بالحلوى
نحو " الأين "
كنت أراوغه
فيراني مختبئا بين الجوهر
والما بين

جوهرة في الاثنين
تتشبث في جوقة أرياحك

تسلم غفلتك الملكية للضوء
تراقص وهجا منثورا في الشمس
يكلل جوهرة القلب
تراقص خفة ضوء يشهق
حين تعلقه في أكرة روحك
ليطير إليها

جوهرة رائقة
في خضرتها عشب
جنيات تحرس راووق سلافتها
كانت تتفقد نأيك
تتهادى في همسك
تبزغ في وضح الليلك بين يديك
قريبا من أخطائك
من جغرافيا لونك

جوهرة
هل تعرف كيف تلامسها في الجوهر
وتصوغ لها أبهاء

أروقة
وخطوط ضياء
وسماوات
يتفتح في ريش مآذنها الطير ؟
جوهرة .. سر
تمشي الأطياف إلى غرتها
لتكاشفها
لتشاغل نرد النأي قريبا من جذوتها
بل في جذوتها
في ملمس أسراب الشدو قبيل اللون
وفي هدأته
حين تخفف هذا الألق النائم في جوهره

جوهرة قلت
لا تخرج من نافذة القلب
وقلت : في نن عيوني

جوهرة في الاثنين
جوهرة ما بين البين
إذا ناديت الوهج تمر بقذلتها
وتسرح أنفاسي في الأشواق
ولا
تغفو .@