(الزر الياقوتي الذي يتلألأ على قميصك الحرير،
قطرة من دمي).
نور جاهان
تهتز الأشجار،
لقد جاء الربيعُ.
دربوا أحصنتهم على الصهيل،
كلما مرتْ بها، كولسن.
الآجر صامتٌ،
وكذلك الجرح الخفي، للعاشق.
لسانُ ناقوس كنيسة السريان مكلوم،
هَجَره طائره الأبيض.
لم تكن من بحيرة، ولانهر،
فقط، بضعة شجيرات في عامودا.
تحت تلك الشجيرات المعذبة،
نام الزائرُ الغريبُ.
في المغيب،
خرج مار يعقوب الرهاوي، إلى العقيق.
ثمرةٌ غريبة،
هي ثمرة نصيبين.
الزر الياقوتي، الذي يتلألأ على قميصك الحرير،
قطرة من دمي.
قطرة، قطرة، قطرة
لاشيء آخر في هذا الكون.
لقد تشققتْ ثمرةُ الفريز،
كان ميتان، يأكلها، العام الماضي.
ܐܶܥܳܐ ܟܪܳܚܰܡܥܳܐ ܠܶܟܼܝܸ
أنا أحبكِ. بالسريانية، تقول ثمرة الفريز.
ـ ماذا يعني هايكو، ياسيد؟.
ـ أيقظتَ البرونز، ياسيدي.
ـ هو ألمي، ياسيدي الكبير الرهاوي.
ـ لقد وصل الهراطقة.
ـ هل معهم، صديقي، نسطوريوس؟.
اخضرتِ الأشجارُ.
هي عباءة بافي كال الخضراء، منذ خمسمئة سنة.
اقطفني، فقد أينعتُ،
يقول الهايكو الكردي، المجهول.
اشربني يانسطوريوس،
تقول زهرةُ الأقحوان.
أتوا بمخطوطاتهم، وآلاتهم النحاسية، في التنجيم،
وقرؤوا، فيها الهجرانَ،
أولئك، أبناء أعمامك، الكلدان.
تنام بتلتان من الختمية
على أذني كولسن.
حطتَّ طيورُ الفلامنكو، من جديد، في البحيرة.
طيور، حمراء، مثل نبيذ الروز.
سائقو الشاحنات الرهيفون،
يتمددون، بجانب طيور الفلامنكو، ويزعقون بأبوابقهم القوية.
أصابعُ رجلي متشققة،
عليهما أثر وحل عامودا.
جاء الغرابُ،
جاء معه، الأبيضُ الميتُ.
ـ ماذا تسمع؟
ـ أسمع، كيف يسقط رنينُ الناقوس، على الأرض؛
على أرض عامودا.
الزيزفون،
يشبه رحلة زينفون الأغريقي، عبر كوردستان.
كانتْ أزهارُ الحندقوق، تكبر
فتتحول إلى قطط بيضاء.
ـ هل نسيتَ ناقوسك، يامارُّ، في قطار ضواحي غوتنبورغ؟.
ـ نعم، تركته، فقد كان نائماً.
كولسن.
كانتْ نائمةً، في قطار الضواحي.
يهتز عقيقها، ويغفو بجانبها الليل.
حافياً، ببردعته المتقشفة،
قطع، مشياً، بعلبك، حتى لالش،
ترافقه، ألف وسبعمائة، من الطواوييس.
مات هناك.
ـ امتلأ الحوشُ، بزهور صغيرة بيضاء؟.
ـ حنيني، لكَ، أيها الزائرُ الغريبُ.
ـ لمن كل هذه البيارقُ الخاسرةُ؟.
ـ إنها لكَ، أيها الزائرُ الغريبُ.
على شفتي، نامتْ،
تلك النورانية، المشعشعة.
هي لازالتْ، نائمة.
مقطع من كتاب، بالعنوان نفسه، قيد الطبع.
***