إلى طارق حربي
للوقت الذي يمرُّ
متأبطاً رائحة الموت...
حكايات رجل
تنحسر أثواب عمره كلما ازداد إيغالاً
في بحر الكلمات.،
للنوارس معه ذكريات حميمة
تعبق بالبوح المنقوش بوصايا الأسرار
لرمال الشاطئ في زاوية
تعرفها النجوم الهرمة والأمواج العاشقة
وحتى الأصداف التي فقستْ فيها أخيرا كائنات منسية
إذ جاء الرجل معاتبا مدارا ثملا ضيع نجمة
أسرعت للقاء الليل فتهاوتْ
هي الأخرى...،
القارب المسن
بحكمة أَلِفتْ رمي الأوجاع
يترجى النوارس قليلا من الهدوء
مهدهدا أضلاعه المفككة
متذكرا أباه الذي مثلما النجمة
يتهاوى النورس اليتيم
في هذا اليم
يصرخ باكيا
لماذا!؟
الموت القريب
غير ذاك الذي يسبح
في مدائن الانفجاريات
حيث المزاج المفتوح
يعج بأصناف اللذائذ والقبل المتوارية
خلف الأنياب المصقولة جيدا
الفرائس متراخية القلب تبحث عن أقرب وسادة
غير أبهة هذا الوقت
الذي قد ينهض من جديد
في مجرة لا أعرف عنها شيئا
هذه الأبعاد
يحضرها السادة الآلهة
وحدهم يعرفون الطرق المؤدية
وتلك التي لا تؤدي
وحدهم يلوكون لحم الأيام
ويقذفون الأروقة
بسلاحف ترتدي كل المخزون من التروس..،
المومياوات التي تجر خطوات من أطياف
لها حكايات تسقط في دائرة النهب
اللثغات في أفواه تحترف الصمت
الشفاه المزمومة وعليها آثار هراوات
الرقاب المحزوزة بعيداً عن مقبرة للأصابع
مقابر
مقابر ترتدي بنطلونات أو سراويل قصيرة
ثمة رائحة للموت
حتى في الغرف المفتوحة
في ذاكرة القارب
كثير عن أشقاء يركبون البحر
على أمل الوصول إلى يابسة تتراءى
في القاع
صراخ كائنات
تغمض لها الريح عيوناً جمدتْ من الرعب
وتولي هاربة بأصداء لا تفسر
ثمة..ثمة الكثير من هذا الحطام!
أنت محظوظ إذ تتلمس أضلاعك
عن ماذا أحدثك!!؟
تستطيع إذا شئت أن تتمشى في ذاكرة القتلى..
شوارع قبيل النوم
تغسل مكياجها
تعرف الطريق إلى العطن الهاطل
تحت البلاطات المغسولة
هكذا
هكذا تهمُّ الأشياء
إلى زرع مفاتنها
الواجهات تتناغم
وفيض الأضواء
آيندهودن-هولندا
2000
القصيدة الفائزة بجائزة الهجرة الهولندية لهذا العام(2003)، وتمنح سنويا للكتاب الأجانب المقيمين في هولندا.
إقرأ أيضاُ